إنَّكَ لا تختار حين تُحبّ، ولا تحبُّ حينَ تختار، وإنَّنا مع القضاءِ والقدر حينَ نُولد، وحينَ نُحبّ، وحينَ نَموت. وإذْ يسألونكَ عنِ الحُبّ قُل: هو اندفاعُ روحٍ إلى روح، ويسألونك عن الرُّوح.. فماذا تقول؟
" أماَ عن مَظاهِرنا وصُورنا، فنحنُ لم نَختر ذلكَ، ولحكمَة كَونية مُنح كلٌ منا نَصيبه من الجَمال، لكِن تَذكروا أَننا لَسنا بتلكَ الملامح، ولا تلكَ الأَجساد .. نحنُ الشُعور الذي نَتركه في الآخرين، هَذا هو المِكيال الوَحيد والحَقيقي، وسيُنسى كلُ شَيء إلا ذلك َالأثر اللَطيف الذي تَركته في أحدهِم."
عندي أن المحافظة على الرائحة الجميلة، بل والمبالغة فيها و"الاجتهاد" في خلط العطور من دلالات جمال الروح، حب الجمال، كرم النفس، والمروءة.. كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يُحب الطيب ويأمر به..
ولذلك يقول ابن القيم إن الرائحة الطيبة غذاء الروح وسرور القلب، وبينها وبين الروح الطيبة نسبة قريبة..