لو كنا نطير.. ننظر للعالم من الأعلى، لا نعبأ بالأتربة ولا ببقع الأقمشة، ولا ضجيج الباعة في محطات المترو، كنا سنلمس الأمطار وهي طازجة... سيكون العمر بعدد القفزات الجريئة من فوق قمم الجبال الشاهقة.
وسنفسد كل خطط الموت مِن دهس السيارات المسرعة عند اصطدامها بمطب صناعي شيَّده عامل خرسانة يعمل باليومية أراد أن يثبت للبائسين مثله أنه بارع في مهنته.
ستكون قاعات السينما مكانًا مناسبًا لعشٍّ صغير، نشاهد من خلاله الأفلام الطيبة بصورة واضحة دون ملاحقة الأبلسير لنا لندفع له بقشيشًا عنوة.
ستكون حياتنا أقل حدة.. يكون همُّنا الوحيد بعض الأوراق الخضراء وشربة ماء من صنبور يحتاج لتصليح بسبب كسل أصحابه..
سنفسد على مارك زوكربيرج كل خطط الربح من مشاريعه، وستكون مهمتنا هي قَطع الأسلاك الموصلة لباقي العملاء .
سنطير بعيدًا عن أماكن الحروب والدمار ومواجهة الرصاص الطائش الذي يقتلنا. ونأخذ من الغابات مَسكنًا طيبًا بها قدر كافٍ من السلام والأمان مثل بيوت الجدات المحاطة بالونس.