في اليوم السابع شق النهار عن وجه الشعشاع فرش تراب الطرق بالنور الرباني التئم شمل العيلة محلقين حول صبي في قفة وزغرد نسوة كما جرت العادة وتوافد عيال من شوارع وشقوق بعيدة.
رصت الدكك في الشارع وفرشت حصر كثيرة نهرنا الكبار من الجلوس على الدكك ،كانت قليلة ومخصصة للكبار جلسنا القرفصاء ننتظر موائد توضع هي صواني علي مخدات وألف يد تنهش عيش الخبز وتخلطه سريعا بالملوخية الجافة والبامية الحمراء وما ان قدم سيد الدار بصينية مليئة باللحم وضع كلا منا رأسه بين كتفيه في ادب جم وكأننا ننتظر جائزة لأدبنا المصطنع او لشعور خفي يسري في عروق الأطفال ان كثرة التهافت..انا يا عم ..انا عم..
ستجعل مضيفنا يدير رأسه في اتجاه الطبلية الاخري حيث تجلس فرقة مدربة أخري علي الأدب المصطنع.
#سكة_سلامة
يدس مضيفنا قطعة لحم ضأن في رغيف كل واحد منا من لا يدركه الدور ستصبح اكلته قرديحي وهناك لا مجال للعودة او النقاش اذا فاتك الدور فالحس صوابعك واحمد الله.
إلى الأشخاص الذين يغلقون الباب ثم يعودون ليتأكدوا من إغلاقه، الذين يضعون الهاتف في جيوبهم ثم يتحسسونه مرة أخرى، الذين يبعثون رسالة ثم يعودون لقراءتها ليطمئنوا من سلامتها، الذين يضعون شيئًا ما في الحقيبة ثم يعودون ليتأكدوا من وجوده، إلى أشباهي الكرام : أنتم على وشك الجنون..
الزمن !!! أو الوقت !! ؛ ساعات ، دقائق ، ثواني..... عامٌ يُشرفُ على نهايته.. وآخرٌ يستعدُّ لفرضِ سطوته !!. كل هذا هُراء.. مجرَّدُ أرقام.. أشياءٌ غيرُ ماديَّة لا تُلمَسُ ولا تُرى.. وغير قابلة لأن تُسمَع حتّى !!. و أسطورة العبورِ المُبالغ فيها هذه.. والتي تنصُّ على (أنني سأكون انساناً جديداً مع بداية هذا العام.. وان الانسان القديم واخطائه سيبقى عالقا في العام الذي انتهى).. كل هذا هُراء. سنبقى كما نحن.. بحسناتنا وسيئاتنا ، بأخطائنا ونجاحاتنا.. بأطوارنا وجنونا... برفقة كل التركيبة المُعقدة التي تُسمّى الأنا.. والسبب أن الإنسان غير مفهوم.. ولا يرسو على قاعدة ولا يتقيّدُ ببوصلة ولا يعشقُ الا الاساطير. لستُ أشيع التشاؤم.. لكن الإنسان أسيرُ عاداته.. سواء كانت سيئة أم العكس... اسمعوا يا اصدقاء.. كل هذا مُتعب وأظنني بدأت أُسترسلُ في الكلام و أثرثر. لكن.. من غيركم يستمعُ إليَّ في هذا الكوكب ؟!
ما علينا.. أحببتُ أن أُعايدكُم.. ؛ أتمنى أن يكون هذا العام الجديد مليئاً بالسعادة والمحبة.. وأن نتوقف عن التحوّل إلى جُثثٍ قضت داخل دوامة الصراعات العربيّة الطائفيَّة أو بين قوارب الهجرة أو داخل توابيت البطالة.
كونوا سعداء وابقوا كما أنتم.. بسيئاتكم وحسناتكم.. أحبكم يا أصدقاء.. ولا أعلم كيف سيكون شكل الحياة لو لم تكونوا موجودين هنا في هذه الصفحة.. ❤️