«دع الخلق للخالق» كلام مجمل يُفهم من بعض الناس خلاف المراد تعطيلاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.ومثاله: ما رواه الامام أحمد في «المسند» وغيره ما صح من طريق قيس قال: قام أبو بكر رضي الله عنه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيها الناس انكم تقرؤون هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ اذَا اهْتَدَيْتُمْ} الى آخر الآية، وانكم تضعونها على غير موضعها، واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ان الناس اذا رأوا المنكر ولا يغيرونه أوشك الله عز وجل ان يعمهم بعقابه».
ولذلك سنبين شيئاً من هذا الاجمال: أولاً: ان كان هذا المخلوق واقعاً في الشركيات والبدع والخرافات أو مجاهراً بالمعاصي مظهراً لها أمام الناس فلابد من مناصحته وبيان الحق له، فالدين النصيحة لما رواه مسلم في «صحيحه» (55) من حديث تميم الداري- رضي الله عنه- ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة» قلنا لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» وهذه دعوة الرسل فقد كلفهم- وهم من خلقه- بالبلاغ والبيان والنصح للخلق ودعوتهم للتوحيد وما فيه خير لهم.
ثانيا: وأما ان يأتي معصية الله سراً فيناصح ويستر عليه ولا يبلغ الولاة بشأنه لما رواه البخاري (2442) ومسلم (2580/ 58) في «صحيحيهما» من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة».
فأمر المخلوق لمخلوق آخر بالمعروف ونهيه عن المنكر هو شعبة من شعب الايمان التي فرضها الله على عباده، وينبغي ألا تُهمل أو تُلغى، فبها تميّزت هذه الأمة على غيرها من الأمم بالخيرية.
هذه حجة رخيصة وشبهة دسيسة دع الخلق للخالق.
ولست أدري أهو يستدرك على الله فان الله سبحانه أرسل خلقاً وهم الأنبياء والرسل لبيان الحق للخلق، وهل نقول للأنبياء والرسل: دع الخلق للخالق؟ ونحن نسير على نهج وطريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {قُلْ ان كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }.
لقد جعل الله أمة خاتم الأنبياء خير أمة أخرجت للناس ، ��ذلك بشروط وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله في قوله تعالى : ” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ” (آل عمران 110) .
وهنا نستنتج أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يختلف عن الإيمان بالله وقد كتبنا مقال سابق عن معاني الإيمان في…
"كان الرجل إذا رأى من أخيه مَا يكره: أمره في ستر ونهاه في ستر، فيؤجر في ستره ويؤجر في نهيه، فأما اليوم فإذا رأى أحد من أحد ما يكره أستغضب أخاه وهتك ستره".
*ابن المبارك رحمه الله
من كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء صـ١٩٧ بتصرف | ط. الكتب العلمية
قال تعالى عن قوم فرعون: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ [الزخرف] يقول سيد قطب رحمه الله في ظلال هذه الآية: واستخفاف الطغاة للجماهير أمر لا غرابة فيه فهم يعزلون الجماهير أولا عن كل سبل المعرفة، ويحجبون عنهم الحقائق حتى ينسوها، ولا يعودوا يبحثون عنها ويلقون في روعهم ما يشاءون من المؤثرات حتى تنطبع نفوسهم بهذه المؤثرات المصطنعة. ومن ثم يسهل استخفافهم بعد ذلك، ويلين قيادهم، فيذهبون بهم ذات اليمين وذات الشمال مطمئنين! ولا يملك الطاغية أن يفعل بالجماهير هذه الفعلة إلا وهم فاسقون لا يستقيمون على طريق، ولا يمسكون بحبل الله، ولا يزنون بميزان الإيمان. فأما المؤمنون فيصعب خداعهم واستخفافهم واللعب بهم. ومن هنا يعلل القرآن استجابة الجماهير لفرعون فيقول: ﴿إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ﴾ قال قتادة: قالت بنو إسرائيل: إلهنا أنت في السماء ونحن في الأرض فكيف نعرف رضاك من سخطك؟ فأوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائهم: إذا استعملت عليكم خياركم فقد رضيت عنكم، وإذا استعملت عليكم شراركم فقد سخطت عليكم. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:﴿مَنْ أَرَادَكُمْ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلا تُطِيعُوهُ﴾ وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ﴿يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسُ خِصَالٍ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بِأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ﴾ هذه المهلكات الخمس، هي فينا شاخصة، تكاد تراها حيث وقع بصرك. [في ظلال القرآن/فقه تغيير المنكر/سراج الملوك]
"لايكفي أن تكون صالحاً فقط في حاضرٍ أضحى طريق الحق فيه أدق من شعرة، وإلا كان التخاذل هو العنوان! ولا أن تقبع النفوس الصالحة في زوايا الاستكانة وقد اكتست نفوسٌ كثيرة بلباس الباطل فالحقيقة لا تحتاج عويلاً وبكاءً بل تحتاج مصلحين"
الأمر بالمعروف بمنطقة الرياض ينهي خطته للعمل الميداني والتوعوي خلال إجازة عيد الفطر المبارك
الأمر بالمعروف بمنطقة الرياض ينهي خطته للعمل الميداني والتوعوي خلال إجازة عيد الفطر المبارك
أنهى فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض، خطته للعمل الميداني والتوعوي، خلال فترة إجازة عيد الفطر المبارك، والتي وجه بها فضيلة مدير الفرع، الشيخ عبدالله بن محمد الشبانات، بتكليف عدد من الأعضاء الميدانيين في المنطقة والمحافظات والمراكز التابعة، وفقاً لتوجيه واهتمام معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، بتطبيق الخطة في فروع الرئاسة…