رغم أن حروف التهاني باتت الأسرع في الوصول لكن المسافات مازالت قائمة والحنين الذي لا يُكلل بالعناق يبقى منقوصًا وكل أيادي الحرف مهما فاض شوقها لا يمكن أن تروي ضمأ مشاعر تتوق لعيدٍ تباركه الأيادي المحبة..
حروف التهاني تحاول جاهدة أن تُصافح وتعانق لتخبرك أن أحدهم قد تمنى لك الخير ولا يعلم ذلك البعيد أن كل الخير يكمن بلقياه..
تلملم فرقصَ على شظاياها منوماً بتناهيدٍ نافذة، هو فقط تشجن ثم تشنجَ ثم شهق و ألقى خرابه على ورقٍ رقيق، وجد نفسه يجاري أنامله في سطرٍ مضرجٍ بصبابتهِ المنخورة لا الصُبح ولا منتصف الليل إسطاعَ أن يُداريه، منفكٌ من بياضها، ناكثٌ لوعوده، ماكثٌ في فراغِه السحيق..
في مفرداتِ التبعثُر حين وجد نفسهُ مكبلاً، مكمماً بكثافةِ صمتِه، مكوكراً داخل آثامه وثمِلاً بثورة شعوره العميق..
وسط جدارِ المأساة صورةٌ مبتورة، و فوق رف الإلتعاجِ كتابٌ أوراقهُ منثورة، وعلى قارعةِ طريق الملحمة مرآته المكسورة ووجهه المهشم في آثارها ما كاد من ثبورهِ بعدها أن ينجُو أو يَستفيق..
كؤودٌ بلا ميسرةٍ، مذعورٌ من كُثبان رمادِ سجائره، مرصوصٌ في معلبِ الأفكار بسذاجتها و مبهرجٌ بكُربِ الحياة..مُعوَّجٌ لا إعتدال فيه!..
قابلٌ للكسرِ، كاسرٌ لقبوله على كل شيءٍ بهيج، كاتبٌ في زمنٍ مرميٌ على عقارب ساعته الكلمات، مؤمنٌ بإنعتاقيته و كافرٌ بدينِ التقييد.
حرٌ مدمجٌ بذبول عينيه..
عازفُ انغام الوِحشة، مُعادٍ وعنيد!
كتب ذات أمسيةٍ منسية بعيداً عن غبارها " كنتُ مخذراً ولا إنبلاج لأنفاسي، مكفناً بهفواتي، محاكياً للموتِ وباسطاً ذراعيَّ لإنتهائي..مهشمٌ انا ولا أمل لي في إحتدامي!"
"عزيزي، هل تؤمن بالحظ؟ هل تعتبر نفسك من المحظوظين؟ كم أود أن أتحدث معك عن هذا الموضوع ونتناقش به لساعات طويلة...
استيقظتُ هذا الصباح عند الساعة الرابعة فجرًا من أول صوت للمنبه، كما تمنيتُ ليلة البارحة قبل أن أغفو. اليوم، بدأتُ تحدي الاستيقاظ في الساعة الرابعة لمدة شهرين، وهو يومي الأول. مجرد استيقاظي من رنه لصوت المنبه جعلني أشعر بأنني محظوظ...
عدتُ إلى النوم الساعة السادسة على أمل الاستيقاظ في الساعة الثامنة لكن غلبني النوم ولم أستيقظ حتى التاسعة. أخبرتني صديقاتي بأن الدكتور لم يحضر، وأنا كنت محظوظة.
سأل الدكتور سؤالًا من درس قمت بدراسته في اليوم السابق، فلم يستطع أحد غيري الإجابة عليه. أهذا حظ؟؟
بعد انتهائي من جميع الدروس، ذهبتُ لشراء بعض الخبز ووجدتُ آخر لفة خبز كانت موجودة كما لو كانت تنتظرني...
هل كان اليوم مليئًا بالحظوظ الجميلة؟ أم أنها مجرد صدفة؟ حقًا، لا يهم إذا كانت الأمور التي حدثت اليوم لي حظ أم صدفة. المهم أن اليوم كان جميلاً و سلسًا، فأنا سعيدة.
آمل أن تكوني أنتَ أيضًا من الأشخاص الذين يتمتعون بحظ جيد.