Tumgik
#حياة الكتب
noora193 · 2 months
Text
من احلام المگاريد
بسبعينيات القرن الماضي
ولم انس و لا اراني سأنسى تلك الخيبة التي انتابتني في احد الايام، كان ابي قد اشترى لي قبل ذلك قطعة قماش ثم ذهب بي الى الخياط في شارع الرشيد ليأخذ مقاساتي.
راح يفصلولي قاط!
قلت ذلك لأخواتي اللواتي حسدنني و صرت انتظر موعد البراوه على احر من الجمر . و طوال الايام اللاحقة ظللت اتخيل كيف ادخل المحل ثم البس البنطرون ليتبين للخياط مواطن الخلل و يصلحها.
في اليوم المحدد ذهبت برفقة الوالد و قضيت معه نهاراً اطول من عنق الزرافة، فقد كان عليه المرور اولاً الى مقهى في شارع الرشيد يرتادها الشيوعيون لعلها البرلمان و من ثم الجلوس مع اصدقائه قبل الذهاب الى الخياط.
و بعد لأيّ قام الجماعة و انا معهم أرنو الى تجربة البراوه التي لم ادخل بها سابقاً .
وبينما هم يمشون، و انا سارح في ترسّم شكل قاطي، صاح ابي متأسفاً و هو ينظر الى مكان ما
- لا.. الخياط معزل!!
بهتُّ، شعرت بالدوار، اصفر وجهي و تطلعت الى ابي بنظرة توسل ان يجد حلاً لهذه الكارثة. نظر هو الآخر في وجهي، و بغريزة الآباء امسك برأسي الصغير و صار يناشدني ان اصبر الى الغد.
مفهوم المگرودية يتكثف هنا ايها السادة، فطوال الطريق الى البيت، كنت اجاهد لإبتلاع العبرات و كأنني ابتلع غصوناً من الشوك. فر الحلم كعصفور من يدي و يئست تماماً من استرداده.
هكذا افهم المفردة، مفردة المگرود التي ذكرني بها صديقي سلمان عبد فتأملوا.
محمد غازي الاخرس من كتاب المگاريد
5 notes · View notes
sade2t-alba7r · 5 months
Text
"إن الإنسان يشقى بساعة انتظار فكيف إذا صارت الحياة كلها مفرغة إلا من انتظار متواصل؟"
نجيب محفوظ | الحرافيش
204 notes · View notes
senoritasema1 · 1 year
Text
كـتب 📚
"‏مِنْ عادتي إذا كان الليل وأَوَى الناس إلى مضاجعهم؛ تفلَّتُ من مكاني إلى غُرْفتي، أُسْدِلُ ستائرها وأُغْلق أبوابها ونوافذها، وأصنع لنفسي ليلًا مع الليل، ومن ثم دلفت إلى مكتبي أستعين الله على البلاء".
- شيخ العربية وحامل لوائها أبو فهر محمود شاكر رحمه اللّٰه.
قلت: في كلّ سنة تقرييًا أقرأ له هذه المقولة فتشحذ همّتي والحمد لله، وما وجدنا راحتنا إلاّ بين الكتب حيثُ تحيا القلوب وتتشرّب بالخير والنفع وتتلذّذ بما يريحها، أمّا مجالس "قيلَ وقالَ" والمسلسلات فلا تنفع... بل قد تضرّ ومَن صاحبَ الكتبَ فهم مُرادي.
Tumblr media Tumblr media
37 notes · View notes
mkznkotb-app · 8 months
Text
Tumblr media
2 notes · View notes
lyesdostosblog · 8 months
Text
Tumblr media Tumblr media
‏"اللهمَّ إنَّ الطَّرِيقَ طَويلٌ
وليسَ معي إلا نفسِي فكُنْ معي
أرْشِدْني بحِكْمتِكَ لا بحِكْمتي
ودُلَّنِي على ما تشاءُ لا على ما أشَاءُ
أنتَ صَاحِبُ الأمرِ وأنا ليسَ لي من الأمرِ شَيء" ❤
2 notes · View notes
haroun-dosty · 1 year
Text
‏قد تظن أن آلامك و جروح قلبك لم يعشها أحد قبلك في العالم و تاريخه ، و لكن و بمجرد أن تفتح كتاباً و تقرأه ، تتعلم أن ما تمر به يشاركك فيه الكثير من البشر من حولك ، و منهم من سبقوك لهذه التجربة.
_ جيمس بالدوين
5 notes · View notes
christianlib · 1 year
Text
كتاب اساسيات في الكتاب المقدس – مدخل الي الكتاب المقدس – المطران سليم الصائغ – pdf كتاب اساسيات في الكتاب المقدس  مدخل الي الكتاب المقدس  المطران سليم الصائغ  عدد الصفحات :186  المطبعة الكاثوليكية – عمان                      محتويات الكتاب : الفصل الاول : الوحي و الالهام  طرق معرفة الله  الوحي و الالهام                        الفصل الثاني : مصادر الايمان المسييحي  التقليد والكتاب المقدس التقليد…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
sarazsblog · 2 years
Text
Tumblr media
1 note · View note
saraellaithy · 2 years
Link
مراجعة كتاب #فن_اللامبالاة_لعيش_حياة_تخالف_المألوف للكاتب #مارك_مانسون على مدونتي الشخصية في انتظار تعليقاتكم ومناقشاتكم المثمرة في خانة التعليقات على المدونة وإذا أعجبتكم المراجعة فيسعدني مشاركتكم لها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لتصل إلى أكبر عدد من القراء ويشاركوننا هم أيضاً بآرائهم كما يسعدني متابعتكم للمدونة من خلال رابط المتابعة بها ليصلكم كل جديد
0 notes
yooo-gehn · 8 months
Text
ليه بحمّل ألف كتاب لو قضيت عمري كله في قرايتهم مش هايكفي؟ ليه بحمّل مليون فيلم مستحيل أشوفهم كلهم؟ ليه يبدو كإن اقتناء الأفلام والكتب هواية منفصلة عن قراءتهم ومشاهدتهم؟ لفترة طويلة كنت متخيل أنها النزعة الرأسمالية المترسبة جوانا اللي بتخلينا عندنا رغبة في اكتناز كل اللي يقع تحت إيدينا، لكن اكتشفت إن المسألة مختلفة، وجود الكتب والأفلام والمسلسلات في حياتي مسألة حياة أو موت، وفكرة إن فيه كتاب أو فيلم حلو مستنيني، نوع من الدعم المعنوي اللي بيخفف عني أي صعوبات بمر بيها، لو أنا عارف إني في أي وقت عندي الاختيار لأني أغوص في فيلم حلو، كل شيء بيبقى أكثر احتمالاً.
56 notes · View notes
arabicprose · 1 year
Note
ايه الكتب اللي ممكن تساعد في تنبيه العقل .. وممكن ترشيحات لكتب في الأدب والشعر القديم .. وتاريخ وقصص الخلفاء والوزراء
الكتب على اختلافها لابد و أن تنبه في العقل شيئاً
في حال أحببت القراءة في الأدب والتراث العربي القديم فالخيارات كثيرة و متنوعة ولكن هذه قائمة قد تكون جيدة كبداية:
1- ابن حزم (الأخلاق والسِير في مداواة النفوس - طوق الحمامة ـ الرسائل)
2- مؤلفات أبو منصور الثعالبي بالمجمل تعتبر مميزة و خفيفة الظل (الإعجاز و الإيجاز ، فقه اللغة وسر العربية، اللطائف والظرائف، ثمار القلوب ... ويتيمة الدهر و غيرها)
3- أبو حيان التوحيدي الأديب الفيلسوف (البصائر و الذخائر كتاب كشكول يجمع قصص و نوادر ، الهوامل والشوامل ، و الصداقة و الصديق ، والامتاع والمؤانسة وغيرها)
4- العقد الفريد ، ابن عبد ربه الأندلسي
5- مجمع الأمثال ، الميداني
6- الأدب الصغير و الأدب الكبير ، ابن المقفع
7- الجاحظ سابق عصره في الفكر والتأليف (الرسائل الأدبية ، الحيوان ، البخلاء، البيان و التبيين، المحاسن والأضداد وغيرها)
8- المستطرف في كل فن مستظرَف ، الأبشيهي
9- عيون الأخبار ، للدينوري
10- زهر الآداب وثمر الألباب ، الحُصري القيرواني
11- نهاية الأرب في فنون الأدب ، شهاب الدين النويري (كتاب أدبي لطيف)
12- خزانة الأدب ـ ابن حجة الحموي (كتاب لطيف جداً في باب البلاغة ولطائف اللغة)
13- ربيع الأبرار ، الزمخشري
14- حياة الحيوان الكبرى ، الدميري (كتاب جيد في بابه)
اضافات من المتابعين:
15- تاريخ الخلفاء للسيوطي
16- أدب الكاتب ـ لابن قتيبة
والكثير الكثير غيرها طبعا لكن لا مجال لذكرها كلها
93 notes · View notes
noora193 · 4 months
Text
كان يبدو ان مهمة الانسان الوحيدة تكمن في ان يعيش، و ان يكون سعيداً.
الموت السعيد/ آلبيرت كامو
5 notes · View notes
sade2t-alba7r · 1 year
Text
❞ أدركت في هذه اللحظة أيضًا أن العالم الحقيقي ليس فيه ثلاث محاولات للحياة كألعاب الفيديو. توجد حياة واحدة فقط، وحين تخسرها، تضيع إلى الأبد. ❝
ل سارة خارميو كلينكرت
رواية #كيف_قتلت_أبي
6 notes · View notes
secaii · 6 months
Text
Tumblr media Tumblr media
Everything I Know About Love
الكتاب لا دخل له بالحب أكاد أشعر أنها لم تحب في حياتها, أني أحب الشخص العشوائي في الشارع أكثر مما تستطيع هي أن تحب أقرب صديقاتها, أشعر أن نوعا من الناس يعيشون في موجة عاطفية أخرى, موجة لا أفهمها كل شيء فيها يبدو لي غريبا غير حقيقي, وحبها يعطيني هذا الشعور -وحبي يعطي الناس هذا الشعور-, تكتب كتابا كاملا عن الحب لا تتحدث فيه عن رجل واحد كإنسان حقيقي عن مشاعرها كمشاعر حقيقية تبدو لي مشاعرها كمشاعر "معجب\ فان" تريد أن تعيش قصة غريبة تستحق الكتابة عنها, توقعاتها من الحب توقعات طفولية تكاد تكون مزيفة وفور ذا بلوت أكثر من كل شيء, في النهاية تقول أنها عاشت الحب الحقيقي مع صديقتها, حتى لو تجاوزنا هذه المحاولة الرخيصة لجعل الكتاب نسوي وفيه بلوت تويست غير متوقع, حتى حبها لصديقتها يتم التعبيرعنه بأكثر الطرق غرابة تخبرنا عن دموعها وألمها عندما أحبت صديقتها رجلا ما وقررت أن ترتبط بمن تحب, قد أفهم حزن ألا تكوني أولوية شخص كنت أولويته دائما, ربما نستطيع التعاطف مع حزنها على هذه الخسارة لولا أن كل الكتاب, كل اللغة وما تختار أن تكتب عنه يعطينا إنطباع أنها لا تزال تعيش بإدراك ودوافع طفل لا يدرك نفسه وحزنها هذا تعيشه كحزن طفل خسر لعبة ما تسليه, أقصد أنها لا تملك العمق ولا إدراك الذات اللذان قد يجعلانها تستطيع الكتابة عن هذه التجربة بلغة وطريقة تخفف من حكمنا عليها كشخص أناني لا يتمنى الخير لصديقه, أظن أن أسوأ الأشخاص يستطيع الكتابة عن حياته بطريقة تجعلنا نتعاطف معه ونفهمه أما هنا كأن الكاتبة تبذل كل جهودها لنفقد تعاطفنا معها, وأظن السبب أنها تكتب ما تظن أن العالم يريد سماعه بدل أن تحاول أن تكون صادقة وقد يكون الشعور الذي تشعر به وأنت تقرأ كتاب يتظاهرأنه صادق وحقيقي في حين من الواضح جدا أنه مزيف وهدفه أن يبهرك بأكثر الطرق إثارة للشفقة هو المنفر أكثر شيء بشأن الكتاب, تحاول تبهرك بلامبالاتها بأنها قضت عشريناتها تشرب وتسهر لماذا قد أركز جزء كبير جدا من الكتاب على هذا ما دخل هذا بالحب أو لماذا أشعر أن هذا أهم شيء في حياتي لتحوم كتابتي عنه بأكثر الطرق الخالية من العمق والمعنى بالمناسبة, قد تكون تلك الحياة ثرية مليئة بالمغامرة والمعنى لكن الكاتبة تفشل في إيصال أي معنى غير فخرها بتدمير الذات الذي تملك الرفاهية والمال لتمارسه دون أن تدفع أي ثمن, لاحظت في تعليقات الأجانب أن كثيرين يقولون أنها تملك امتيازات تجعلها منفصلة عن حياة الإنسان الغربي البسيط, أن نمط الحياة هذا لا يمثلهم
كان مرة سهل يكون كتاب كهذا يحكي عن حياة فتاة منذ مراهقتها حتى الثلاثين شديد العمق والجمال 
بس بس تحكي وتحكي رايحة ثيراپي سنوات طيب اشرحيلنا ما تظنين أنه دوافعك ما يحركك، أقوى عمق وصلت له وصلت له وهي تتحدث عن مراهقتها ورغبتها وقتها في الشرب بأنها " تريد أن تشبه الكبار" كانت ريليت، ليش تشبهي الكبار, بس مو مهم , سؤالي ليش يكاد يكون هذا الشيء الوحيد الذي حاولتي تفسيره, آسفة لرفع توقعاتي بس أليس من الأفضل أن أسأل نفسي عن دوافعها لفعل الأشياء بدل سرد ما فعلته دون تحليل؟, بس لنكون منصفين لهذا النوع من الكتب: في بدايات محاولتي لأصنع لنفسي هوية جديدة بعد الانفصال عن الهوية المتدينة الخاضعة للأهل, كان مفيد لي أسمع وأقرأ وأتابع فتيات كهذه الفتاة, فتيات يعشن حياتهن كما يشأن يغامرن ويتحدثن عن جنسانيتهن كأكثر الأشياء عادية, بس يبدو أني اليوم لست الفئة المستهدفة هممم, بس حتى للنساء مثلي قبل عشرة سنوات لا أنصح,.
بالنسبة للخوف من عمر الثلاثين, نرفزني, عندك كل امتيازات العالم لئلا يعني هذا الرقم أي شيء, يبدو لي أن خوفها خوف إنسان حافظ مو فاهم ترانا في ألفين وثلاثة وعشرين محد مهتم أن عمرك ثلاثين لن تقضي حياتك محبوسة في البيت ترعين رجال العائلة, لن تخسري قيمتك في سوق العلاقات -مهما قال المانوسفير-, مع أني أفهم الخوف من التقدم في العمر بشكل عام, بس الخوف هذا بدا لي ذكوري كأنه يبغانا نحس بالسوء أننا في الثلاثين, نو, بس يبدو أنه لامس الكثير سو حأسكت 
25 notes · View notes
f-farah · 2 months
Text
عشوائيات:
تمبلر عزيزي، يا من لا عزيز غيره عندي ولكني فقدت ثقتي بكل العلاقات.
المهم. لا أتابع الأخبار أبداً. عدت لقريتي الواقعة في أقصى الجنوب.. هنا حيث درعا أقرب إلي من دمشق، وأضواء بصرى الشام تبدو جلية لعينيّ، هنا حيث الأردن قريبة كدمشق.. أخبرني مرة صديق أردني أن بيننا ساعتان فقط، ساعتان تمنعاننا من شرب القهوة على شرفتي والتدخين سوياً. جملته تلك جعلتني أشعر ببساطة شديدة.. لا هم للحدود والتأشيرات والمسافات والحروب والآراء السياسية وحتى الاجتماعية. أقف هنا على شرفتي أحدق بدرعا.. من هنا على هذه البلاطة ذاتها وقفت من سنين أراقب تساقط القذائف وانطلاق الدخان.. وفي الليل سمعت بشكل جلي الاشتباكات. ومع كل قذيفة.. كنت أذكر كيف أغمض عيني وأفكر بكل الذين يهربون الآن. تعاد قصص جاراتنا النازحات في رأسي. أذكر تلك الليلة حين قدمت باصات كثيرة لقريتنا كلها.. كلها مملوءة بالنساء والأطفال فقط، يومها فتحنا منازلنا لهن جميعاً. فجأة تعود الحدود والمشاكل للذوبان.. يبدو السهل والجبل واحداً.. امتداداً جغرافياً وجداناً وأهلياً لا شيء يقطعه أو يكدره.
المهم. الربيع أتى.. الحقل أمام البيت مملوء بزهور بيضاء.. تشبه زهور البابونج، الورد الجوري في بيتنا فتّح.. حديقتنا خضراء خضراء كالجنة.. وزهور اللوز تملأ الحارة من أولها لآخرها.. اليوم كان دافئاً ومشمساً.. حدقت في البيوت، الخزانات الحمراء، الأراضي، أشجار الزيتون، والتين، واللوز، والرمان، والتفاح.. فكرت كيف ستختلف الحياة بعد عشرين عاماً؟ كم بيتاً عربياً سيستبدل ببناية؟ كم طريقاً سيُفتَح؟ هل سيبقى صوت أطفال الحارة الثانية يصل إليّ؟
فكرت بضياء.. وابتسمت.. بالحضن الأخير.. بالابتسامة الأخيرة.. بالنقاش الأخير.. ثم بكيت. كان ضياء آخر ما يربطني بطفولتي، وحين مات أخذها معه. وتركني وحدي.. وحدي أواجه العالم بثقة منعدمة وبلا رغبة وبلا مبالاة أيضاً. أخوض حروباً فقط لشعوري بأنها يجب أن تخاض.
كل شيء يتغيّر هنا.. مهما بقيت البيوت ذاتها والناس ذاتهم.. كل شيء يتغيّر.
هنا يشعرني الهدوء بانفصال كامل عن العالم.. هنا حيث لا تخذلني الأرض، حيث أستطيع أن أكون قاسية كجبلي، هنا لا شيء يقترب مني سوى أصوات العصافير.. ونباح الكلاب.. ومواء قطتي وهي تلاطفني.
لا أتابع الأخبار، قلت ذلك في البداية؟ الأخبار.. كلنا أخبار مؤجلة.. كما أننا جنازات مؤجلة. فجأة بدأت أشعر أنني غير مهتمة.. ولم أعد قادرة على التعاطف مع أحد.. وحين أبكي لا أبكي على أحد سواي.. والعالم مجنون ولا أرغب في أن أكون جزءاً منه، لا أرغب بتغييره ولا أرغب بالاعتراض عليه ولا أرغب بانتقاده ولا بالتعليق على أحداثه.
أنا حتى لم أعد أعتذر، ولم أعد أرى في قلة حيلتي وعجزي مصيبة.. أفكر أنني تركت الأمرين لكل الذين ينعمون بحياة تشبه الحياة.. لكل الذين واللواتي يستطعن أن يعشن حياةً طبيعية وعادية تماماً.. لكل الناس الذين يعانين من الهموم العادية والضغوط العادية.. لكل الذين عرفوا الأمان.. أو يعيشونه.. الأمان النفسي والمادي والاجتماعي والعائلي.
أما أنا.. فأحتفظ بما تبقى مني لي. لأنني بكل بساطة لست شجاعة تماماً.. ولست قوية تماماً.. ولا أتقن التحدث بشكل جيد.. ولا أتقن شرح نفسي.. ولا أحب الأحاديث التي تطلب جهداً.. ولا أحب الخطابات.. ولا أحب الشعارات.. ولا أحب الضجيج.. كما أني لا أحب الحروب.. ولا أعرف كيف أقاتل، أنا حتى لم أعد أعرف كيف أقاوم..
لأنني أهرب مني ومن رأسي.. ولأن التفكير فيّ وحدي يقتلني.. لأنني لم أكن سعيدة منذ وقت طويل.. ولم أكن مرتاحة منذ وقت طويل.. ولأنني أفكر بالموت كثيراً.. ولأنني لم أنل شيئاً من كل شيء تمنيته.. ولأن ثقتي بنفسي وبالحياة وبالعالم قد انتهت.. لأنني لا أود أن أكون حدثاً.. ولا ذكرى.. ولا شيئاً يعاند الحياة أو يقض مضجعها..
لأني أتمنى لو أنني خفيفة أكثر.. بسيطة أكثر.. وأستطيع أن أعيش بهدوء أكثر.. هدوء لا تكدره الكلمات والوعود والذنوب والرغبات والأحلام
لأنني فشلت مراراً.. ولأنني لا أحاول.. أمرر الأيام على أصابعي.. ولا أنتظر.. مللت الانتظار والسأم أكل قلبي وحوّله لخواء. لأني أعيش حياة لا تشبه ما أتكلم عنه. ولأني أخاف الكلمات كما لا أحد شيئاً مثلها. وأخاف الصوت العالي.
وأنظر بحسرة لكل اللواتي يعشن كما أتمنى أن أعيش، ولكن حاجزاً ما ليس وهمياً تماماً يعيقني ولا أعرف كيف أتجاهله أو أتجاوزه أو أكسره، شيء ما في داخلي كلما وددت الخروج يدفعني لقوقعتي أكثر ويضيّقها عليّ. ينهرني والداي لأنني لا أخرج.. يقولان: "انطلقي". كلمة لا أكره كلمة أخرى مثلها. ولكنني هنا أقرأ المزيد من الكتب.. ولساعات أعيش حياة ممتعة شيقة وأبكي وأضحك وأصرخ وأتألم.. أشعر بأنني حية.. رغم أنني لست حية تماماً. ولا أ��عر. أنا لم أعد أشعر بشيء. أشاهد الأفلام من الكوميديا إلى الدراما.. ثم لساعات تالية أتصرف كما لو أن كاميرا ما تحدق في ملامح وجهي وحركات يديّ.. فجأة أبصق قلبي على وجهي وأغلق فمي وأبدو كما لو أنني كلي.. كل ذرة فيّ.. تتحرك وفق مشاعري.. قلقي.. خيبتي.. تشنجي.. ضياعي.. وألمي
أحيان أفكر بأن الناس هنا وجدوا طريقة يعيشون وفقها ولكني لم أجد.
أفكر بالرفاق حين أخبرهم بكل هذا، أفكر بما قد يقولونه، ولكني لست مهتمة، على الأقل لم أعد. أنا متعبة.. متعبة.. متعبة من أشياء كثيرة لا أستطيع حصرها ولا ذكر شيء منها وحتى حين أفكر بها لا أجد نفسي سوى أمام الخواء. أحيان أفكر ربما هذا الخواء الناتج عن التعب هو مأساتنا نحن سوريو الداخل دون غيرنا. رغم أننا لا نتحدث عنه.. أو لا أعرف أنا يعني لا أتحدث عنه لأنني بكل صراحة لا أتحدث مع أحد. أنا أحدثني طيلة الوقت ولكنني من زمان.. من زمااان لم أتحدث مع إنسان آخر.. يعني حديث يصل للأعماق.. نتحدث عن كل شيء بصراحة. عن رغباتنا البسيطة شبه المستحيلة، عن الضيق الذي نعيشه، والقلق، واللامبالاة وعن الدموع..
أراقب الناس فيبدو أن كلهم مستمر.. رغم التعب والقلق واللامبالاة والدموع، الكل مستمر.. الحياة تمضي والجميع دون استثناء يمضي معها.. ولكني لا أعرف أين أنا وكيف وصلت إلى هنا.. وأين اختفت طاقتي ورغبتي بالمواصلة وقدرتي على المقاومة.. كيف وصلت إلى هنا؟
قلت أني لا أنتظر؟ ولكني أنتظر.. أود أن تتغير حياتي.. كل حياتي.. أود أن أعيش حقاً.. أن أنهض بنفسي
وأفكر ما الذي يمنعني.. ولا أجد جواباً.. أقول ربما لم يحن الوقت. لكن متى يحين؟ الوقت يمر.. ولا تذعرني هذه الفكرة.. فليمر الوقت.. لا أعتقد أن هذا شيء مهم، لأشخاص يعانون مثلي.. ما المهم في الوقت حقاً؟
طيب لماذا أبكي الآن؟
سيبدأ الفصل الثاني من سنتي الثالثة الأسبوع القادم أو الذي بعده وعندي اثنتي عشرة مادة، سبعة مواد فصل ثاني، اثنتين مادتي فصل أول وواحدة مادة سنة ثانية واثنتين مادتي سنة أولى. هل هذا يخيفني؟ ليس تماماً.. فقط يفقدني عقلي. لأنني لا أفهم حقاً كيف وصلت إلى هنا؟ لا رغبة عندي في الاستمرار.
ليس مهماً.
المهم بعد أن عدنا إلى البيت وكان هذا يوم الخميس، تجادلت مع والدتي عدة مرات.. وبكيت كثيراً لأنها فجأة صارت غاضبة أكثر، يا تمبلر لو تعرف ماما قالت لي أني عديمة مسؤولية ومقصرة ولا أشعر بالآخرين. شعرت الفجوة بيني وبين نفسي صارت تكبر أكثر، ووحدتي تتعاظم، فكرت مراراً إن كانت ماما على حق؟ ولم أعد أرى سوى كل عيوبي.. كل سيئاتي.. ولكنني أتعرف لم أهتم، شعرت بأن هذا كان سيحزنني فيما مضى، أما الآن ما همّ الميتين فيما يقوله الأحياء عنهم؟
هل الحياة كميتة اختيار يوفر لي حماية من نوع ما؟
صارت دموعي حارقة.. ودافئة.. دافئة.
هل هناك شيء حقيقي تماماً؟
يارب.. أنر بصيرتي
جرّدني من همومي وغيّر حالي
اغفر لي
اغفر لي كل أمنية طالبتك بها قبل أن تنقلب ضدي
إلهي.. إلهي.. إلهي
سامحني
10 notes · View notes
panorama2024aaaa · 8 months
Text
"هذا يُحزنني : الحياة مختلفة جداً عن الكتب ، ليتها كانت مثلها ، واضحة ، منطقية ، منظمة ، إلّا أنها ليست كذلك".
‏Pierrot le Fou 1965
‏" بيارو المجنون " للمخرج الفرنسي جان لوك غودار أحد أبرز مخرجي الموجة الجديدة في السينما الفرنسية , ومن بطولة عملاق السينما الفرنسية النجم "جان بول بيلموندو " والنجمة الرائعة "آنا كارينا " .
‏هذا العمل مقتبس عن رواية ( الهوس , او الاستحواذ ) للكاتب الامريكي ليونيل وايت ,و هو العمل الاول لغودار في سينما الالوان حيث ان جميع الاعمال التي سبقته كانت بالابيض والاسود .
‏تدور احداث هذا العمل حول حياة " فردينان/جان بلموندو " وهو رجل يعمل بوظيفة مرموقة في التلفزيون و متزوج من امراة غنية تنتمي للطبقة المخملية ولديه اطفال وبحكم ذلك الزواج فانه يعيش كفرد من افراد تلك الطبقة ويبدو انه لا يحب حياة تلك الطبقة و يرفض طريقة عيشها , يفقد فردينان وظيفته بالتلفزيون , يلتقي فردينان بالصدفة مع صديقته القديمة (ماريان/آنا كارينا) التي تعمل جليسة اطفال مما يجعله يجد الفرصة المناسبة لهجر حياته والخروج من البوتقة التي يعيشها والذهاب للعيش مع ماريان في جنوب فرنسا على البحر المتوسط ولكن ضمن رحلة مليئة بالحب والجريمة والمغامرة وتدمير الذات .
‏هذا العمل ليس معقدا ولكن صعوبته تكمن في انه يريد الحديث عن كل شيء , ابتداءا من المجتمع البرجوازي والحياة الاستهلاكية والذات الناقدة و الساخطة على ما يحيط بها من ظواهر اجتماعية ومفاهيم و مرورا بالسياسية حيث يتطرق العمل لحرب امريكا في فيتنام والثورة الجزائرية والتلميح الى فرنسا الاستعمارية , كما يغوص الفيلم بالتحليل النفسي وذلك من خلال علاقة الحب بين فردينان واريان حيث يبرز لنا الاختلافات الجوهرية بين الشخصيتين في نظرتهما الى ذاتهما والى العالم والى السعادة وذلك على الرغم من قوة علاقة الحب بينهما , كما يتميز هذا العمل بأنه مليء بالاقتباسات الادبية واللوحات الفنية التي تم توظيفها بكل ذكاء في السرد الدرامي
"This saddens me: life is very different from books. I wish it were like them, clear, logical, organized, but it's not."
Pierrot le Fou 1965
"Pierrot the Madman" by French director Jean-Luc Godard, one of the prominent directors of the French New Wave cinema, starring the French cinema giant Jean-Paul Belmondo and the fantastic actress Anna Karina.
This work is based on the novel "Obsession, or Possession" by American writer Lionel White, and it is Godard's first color film, as all his previous works were in black and white.
The story revolves around the life of Ferdinand/Jean Belmondo, a man who holds a prestigious job in television and is married to a wealthy woman from the upper class. He has children, and as a result of this marriage, he lives as a member of that class. It seems that he does not love the life of that class and rejects its way of life. Ferdinand loses his job in television and coincidentally meets his old friend Marian/Anna Karina, who works as a nanny, which gives him the opportunity to leave his life and go live with Marian in the south of France on the Mediterranean Sea. However, this journey is filled with love, crime, adventure, and self-destruction.
This work is not complicated, but its difficulty lies in its desire to talk about everything, starting from bourgeois society, consumerist life, the critical and resentful self, and the social phenomena and concepts surrounding it, and passing through politics, as the film touches on the Vietnam War, the Algerian Revolution, and hints at colonial France. The film also delves into psychoanalysis through the love relationship between Ferdinand and Ariane, highlighting the fundamental differences between the two characters in their perception of themselves, the world, and happiness, despite the strong bond of love between them. This work is also characterized by its abundant literary quotations and artistic paintings, which are cleverly employed in the dramatic narrative.
22 notes · View notes