لؤلؤتي،
سأُحدثكِ اليوم عنكِ، نعم سأُحدثكِ عن تلك الضحكة من عينيكِ!، عن ذلك اللحن الشجي الذي ينساب من بين شفتيكِ!، عن تلك الورود التي تنمو وتزهر على خديكِ!، ولن أنسى تلك الفراشات المتوطنة في خصلات شعركِ!، وأنا - كعادتي - أتقنُ اللعب مع الفراشاتِ، وو والخصلاتِ!!
قد قرأتُ إستفساراً فحواه هل كل بعيد عن العين بعيد عن القلب؟، صِدقاً، لا أعلم، فكي أجيب على هذا التساؤل، أو تتكون لدي وجهة نظر عنه لابد وأن أكون قد عشتُ هذا الإحساس، وكيف يحدثُ هذا وأنتِ لا تتركيني إلا إذا خلدتُ للنومِ، لأجدكِ تتوسدين أحلامي!.
أعودُ للحديثِ عنكِ، إنني - يا عُمري- بكلُ لحظة أحدقُ بكِ، وهذا ليس بأمر متعمد، فمعكِ لا أملكُ - من الأمر -شيئاً، فأنتِ كلوحةٍ فنية مكتنزة بالتفاصيل!، أغوصُ فيكِ، أغرق في تلك التفاصيل التى لا تُرى إلا بعيناي!، هُنا وهُناك تفاصيل لي أنا، فالتفاصيل وُجدت - فقط - لي أنا!!، أو كما قيل " العين لا ترى، بل القلب"!
ودعيني - كعادتي دوماً- أُداعبكِ قليلاً، إن صوتكِ - يا حلوتي - يُصيبني بالإرتباك، ولست أعني حين تتحدثين، فصوتكِ طول الوقتِ معي، أسمعهُ، أستمتع به، يُطربني، يحتويني، بل إنني - أحيانا - أرى كلمة أو عِبارة ما، ولسبب أو لآخر يسمعها عقلي بصوتكِ، فأبتسم وقد أضحك، وقد أنسلخ عن كل ما هو حولي، وإليكِ أذهب، لأرتاح - لبعض الوقت - في عينيكِ!، ثم أعود - فجأة كما ذهبت - إلى الواقع، فأضطرب وأرتبك!، نعم صوتكِ يُصيبني بالإرتباك!، وإني ليُسعدني هذا الإرتباك!!
وخِتاماً، أنا - يا غاليتي - أُصنف كمتوحد، أو في رواية آخرى مُولع بالوِحدة، فالوِحدة تجعلني أتحرر من كل العالم، أتحرر لأكون لكِ ومعكِ!، فهُناك - يا مُناي - عطش لا ترويه المياه!
55 notes
·
View notes
حينَ تصلُكَ رسالتِي أخيرًا، أخشى أن يكونَ الأوانُ قد فات بالفعل. عندما تُدرك ما أعني، وتُحلُّ ألغازي التي حاولتُ حمايتها بضراوة. أردتُ ألّا أكونَ وحدي، بهذه البساطةِ تمسّكتُ بك.
مجددًا
مجددًا
مجددًا
أردتُ ألا أكونَ وحدي.
أظنُني بسذاجةٍ آمنتُ أنّ وجودَ شخصٍ آخرَ حولي سيكفي لدفعِ الوحدةِ بعيدًا، أنّ صوتًا ما ليخترق الصمت، عينانٍ أُخريانِ لتريا. ماذا ترىٰ حينَ تقعُ عيناكَ عليّ؟ أتُراكَ تراني؟ أم تمرُّ نظراتُكَ عليّ مرور الكرام، فقَط لأنني هُنا؟
ككوبِ قهوتِك، كوسادتِك، كدفترِك رفيق أفكارك، أنا فقَط هُنا كأيِّ شيءٍ آخر، كانَت صفحاتي المبعثرةُ بكلِّ مكانٍ دعوةً لكَ لتقرأ، لتعلم، لتقترب أكثَر. لكِنّكَ لا يُمكنُكَ إغراءُ زاهِدٍ أو مُعرِض، كنتُ أجلسُ هنا بعواصِفي وتعقيداتي، بحبكاتي وأحداثي وأحلامي وكلّ ما أكون، وأنت هُناك—غير راغِب بالقراءةِ أو المعرفة. وأنتَ هُنا معي بعوالِمي، بأفكاري.
كانت الوحدةُ تمتلكُني أكثَر لوجودِك، لتباعُدِك، للأُنسِ الذي أذقتنِيه ثم لفظتَني ككلمةٍ منسيّةٍ لا تذكرُني بعدَ أن ينتهي حديثُك.
أظنُّني أصبحتُ أهدأ، أكثَر عُمقًا وبُعدًا، أُلملمُ صفحاتي برِفق، يغلّفُني الصمتُ كأرضٍ بعدَ حربٍ أو مقبرة، أحوي دمارًا هائلًا، الكثير من الظلام، والكثير من الموت.
لا أحَد هُنا ليذكُرني أو ينشدَ أحزانَهُ لغيابي. كنتُ وحيدًا حتى في النسيان، في الغياب، في الرحيل.
مجددًا
مجددًا
يبدو لي أنّ الوحدةً أحيانًا هي كلُّ ما سأعرفهُ حقيقةً فحَسب.
-
٢١ مارس ٢٠٢٤
11 notes
·
View notes
لا أريدُ أن نفقدَ الرغبةَ في الحديثِ معاً، أرجو أن يبقى لكلينا ما يودُ مشاركتَه مع الآخرِ طوالَ العُمر ..
86 notes
·
View notes
| صندوق رسائل (٠٤)
العزيز شعلة ؛
أشعر الآن بالجزء المضحك ، و السخيف قليلاً من فكرة الكتابة لشخص غير موجود ، لكنني أستمر به ، تماما كما أستمر في متابعة الحياة :
لا تنتظر أن أفسر لك سببها ، صدقني ، رغم موهبة امتلاك الاسماء و الكلام ، لم أستطع إيجاد إسم بذاك الشعور : إنه فقط مواصلة ، تسير قدماي إلى الامام ، فأتبعها
قررت ، هذه المرة ، و بحكم أنني أصبح أبعد فأبعد عن كل شيء ، أن أحدثك عن آخر فترة .. لا أملك مجالا زمنيا محددا ، و سأفترض _ جدلا ، أملا _ أنك تعرف علاقتي السيئة بالوقت ، لذا لا تدقق :
أحدثك من المطبخ ،
تماما كأي إمرأة في سني ، تُعد حلوى لفترة العصر "_ قهوة العصر_ هذه الفقرة الوحيدة التي أحبها من أيامي كلها _ فأرجوك : قدسها من أجلي ، قليلاً فحسب ، و لتُطلق عصافير قلبك كلها لتحتفل إن شاركتك إياها _ هته البهجة التي تحتفظ بها الطفلة في صدري هي كل مَتاعِها ، و هل هناك أعز من أن أشاركك بهجتي و متاَعي ؟ _
تنطلق رائحة لذيذة من الفرن ، يعبق المنزل كله بها ، ولوهلة ، أفكر في شيء قرأته أو سمعته من مكان ما ..
" أن البيوت السعيدة ، تعبق دائما بروائح لذيذة " ..
بالتفكير في الأمر : فسألْكُم بطن الشخص الشره الذي قالها . و بالمقابل ، أنا الآن هادئة و لا أدري أسعيدة أم لا ، لكني أشعر بضحكة خافتة تلتمع من شفاه بيتنا ..هل أكون قد نجحت في جعله يضحك من أجلي ، لمرة واحدة قبل أن أغادره على الأقل ... لمرة أَتكئ عليها أثناء سيري الطويل ؟ سأقول نعم ، لأجل قلبي و لتحترق الحقيقة كلها بما فيها : لا أهتم
تنتقل يدي من جوالي إلي مقبض الفرن ، الـ" كوشا" تحترق مِرارا لشرودي الطويل ، لكن لابأس بذلك إن كانت ستنضج الحلوى خاصتي .لكن ، لماذا لا أستطيع أن أُحبني كما الحلوى لفترات طويلة ؟ أن أصبر على إحتراق قلبي بينما أنضج ؟
يُقرع رأسي على الجدار الذي يحاول حمايتي من الانزلاق بالكرسي الذي أستمر في هزه ، أنا أاتمنه على جسدي هذا ، وأعتقد أن الحِمل و الأمانة : أثقل مما يجب .
هل اكتسبت وزنا؟ أفكر ..
لا بأس ففي الأخير مادام ثوبي الأحمر جميلا علي ، فلا أبالي _ بصحتي _
دعنا من جسدي الآن ، _ولنحمد الله أن الافكار لا تُسمِن _
هات يدك ، تعال لنغادر معا إلى رأسي .المكان الذي لا تحبه ،
بالمناسبة ، أنت تسكنه في الفترة الاخيرة و لهذا أيها العزيز: سأطالبك بالإيجار
أفكر بك. و قد تغيرت ملامحك لدهشة ممزوجة بالضحك : _ أصبحتِ ... غريبة !!
_ لا ، أصبحت "براغماتيه" كما قالها لي شخص أحبه ذات يوم في غير مكانها _ ولا زلت أجهل معناها ولا أود أن أعرف إذ أنني قررت أن أترجمها كما أتت من فمه ، فقط لأنه فمُه_ أذكر أنني طلبت منه حينها ، أن ينخفض لأصل إلى أذنه ، فقد كان طويلا ، كأمنياتي ، التي لا أطالها : لقد ندمت قليلاً على ما وشوشته به ، لكنني حين أتذكر الآن غضبي من رحيله أتمنى لو قلت مزيدا : مزيدا يعلق في ذاكرته كما يعلق الشوك بصوف الخِراف ، مزيد يجعلني أعلق بذهنه كما علق به هو ، لكنه الحب : يشفع لكل ما لا شفاعة فيه وله ..ثم ، أن غضبي منه هذا يتحول إلى حنين شرس في آخر الليل ، شرس بطريقة تجعلني أشعر بالشفقة عليه بدل الخوف منه ، لا أدري كيف يحدث هذا بالضبط ، غير أنني أعرف حقيقته و هذا يكفيني.
( كدت أن أحرق ما اطهوه ، ذكرني ، أن أمتنع عن الكتابة ٱليك وسط المطبخ ، رغم علمي المسبق بهذا الخطأ ، لكنها الحاجة .. حاجة تشبه شرب الماء : قد غصصت بالأيام فجأة ، و أحتاج جدا لأشرب ، أيها الشعلة ، أستنطفئ إن ابتلعتك ؟ أفكر .. ثم أفكر مجددا بفكرة علقت بعقلي منذ محادثة ، بالأمس :" مهنتي أن أخلق أبطالا .. وحكايا .. "
ثم أرد علي : حتى إن ابتلعتك ، كما ابتلعت الأيام ، و شغفي ، و الخوف ، و كومة الذكريات و الشك .. : ستولد مجددا ، ربما على هيئة أخرى ، كرسم ، كأغنية ، كدمعة ، كلحظة خاطفة في منام .. لكنك ستولد
لاشيء يضيع أو ينتهي إلى الأبد ..على الأقل هذا ما أؤمن به .
العزيز شعلة،
كنت قد بدأت ، لأحدثك عن هذه الفترة ، لكنني أفضيت مجددا إلى ساحة واسعة لا مدخل و لا مخرج لها ... يبدو أنني أجيد الوصول الى ما لا أتعمد الوصول إليه .. لكنها : تمُر ! هذا ما أستطيع وصفه بها الآن .. أحاول جاهدة ، أن أظل هنا ، في اللحظة هنا ، و أعتقد أنني أجدت هذا بإفراط أتتخيل :
أنت عالق في الـ " هنا" .. " الآن " ، دون الشجاعة للرجوع إلى الماضي و لا الفضول للمضي إلى المستقبل ! من الأحمق الذي قال أن الحياة هي " الآن " .. " الحاضر " .. ؟ مالحاضر ؟ ، إلا خط زمني وهمي نرسمه لنفرق بين شيئين هوما وجهان لعملة واحدة : الماضي .. و المستقبل ؛ ماكان .. و ما سيكون ، أما الكائن ، فمصيره ينطلق من الثانية إلى الأولى ..
أليس من الغباء أن نقف في المنتصف ؟ لا مع .. لا ضد ..؟
لا إلى ... لا من ؟ أبهذا أكون عالقة ؟ .. ربما ..
غير أنني و أثناء جلوسي هذا ، تؤنسني بعض الوجوه و الأصوات و المحادثات .. الأشخاص الذين أستطيع أن أكون على حقيقتي رفقتهم ، حتى وإن كانت حقيقتي مخيفة للبعض و مثار استغراب للبعض الآخر.. غير أنهم " يقبلونها" آه يا شُعلة ،
كم أن ثمن القبول باهض .. لكنه يستحق .. و لهذا أخبرك _ جازمة_ أن من حق كل بشري أن يشعر بأنه " مقبول " ، " مُتقبّل " ، " مُرحب به " بكلّه . ولو لمرة في حياته .. و أعتقد أن هذا ، ما أحاول فعله في الفترة الاخيرة _ معي ، ومع من حولي _ : أن أتقبلهم ، و أتقبلني ، على أننا " بشر " كتلة من النور و الظلام ، من الحب و الكراهية ، من الهدوء و الغضب ، من الرقة و الجفاء ، أن أتقبلنا ، على هيأتنا الحقيقية لا ما على أوده أن يكون عليه جميعنا .
فتمنى لي ، أيها العزيز ، أيها الشعلة ، أن أنجح في هذا ،
من أجلي ، ومن أجل الجميع ..
_ الطفلة التي تحاول أن تكون بلسما | ورد
ملاحظة: أرفقت الرسالة بصور إلتقطتها ، فلتُعجبک و لتكن تلك حصتك من الحلوى
٢٤/٠٨/٢٠٢٣. ( ١٦:٣٠)
32 notes
·
View notes
حلوتي،
جرت العادة حينما أكتبكِ، أكتب عنكِ، أكتبُ إليكِ، أن تصيبني لعنة الإضطراب، أن يهتز قلمي وأنا كذلك، أن تتقاذفني الأمواج يُمنة ويسارا، فتأتي أفكاري مُهتزه، وعباراتي ركيكة، ضعيفة الصور والجماليات، ولستُ أختلقُ الأعذار حين أقول أن رسالتي الأخيرة كُتبت في ما يقل عن الدقائق العشر!، وأنني لم أراجعها أو أتدرب على قراءتها حتى أستشعر الأحاسيس التي ستصلكِ حين تقرأيها، فكل هذه أعذار واهية، فقد أرسلتُ إليكِ رسالة غير مترابطة، مفككة الأفكار، فقيرة في الصور والعِبارات، وهذه - يا عُمري - غلطة أبداً - لا تُغتفر!
مهلاً، دعيني ألتقط أنفاسي وأهدئ من روعي قليلاً، دعيني أنظرُ إلى عينيكِ، أحتمي بهن، وأستمد منهن الدفء!، فمع عينيكِ - دوماً - يتعدل الحال، فإذا كُنتُ غاضباً، معها الغضبُ إلى زوال، وإذا كُنتُ تعِباً، فنظرةٍ من عينيكِ معها يرتاح البال، ومهما كان الحال سيئ - فمع عينيكِ - دوامه مُحال!، أعلم أنكِ قد تتسألين وماذا إذا كان الحال على ما يرام، وأجيبكِ يُمسي مع - عينيكِ - على أفضل حال!، فإذا كُنتُ سعيداً، سعيداً؟ أتوجد سعادة دون عيناكِ؟!، حسناً سأكفُ عن المراوغة، إذا كُنتُ سعيداً - بالطبع مع عينيكِ - سأزداد سعادة!
فعينيكِ - يا عُمري - وطن، أو كما قال فاروق جويدة "في عينيكِ عنواني"، والناظرُ إلى عينيكِ كالقاطنِ في أعلى ناطحةِ سحاب، فهو في عالمِ آخر، وبُعدٍ آخر، وفي عينيكِ قدره، وفي عينيكِ وجوده!، وأمام عينيكِ تنهزم الحروف، تندثر اللغات، أمام عينيكِ الشمس إلى كسوف، والقمر إلى خسوف!
ومرةٌ أخرى أقع بنفس الخطأ الذي حاولت الإعتذار عنه سابقاً، يبدو أنني أمام عينيكِ - دوماً - مهزوم، وأمام عينيكِ ما أجمل الهزيمة!
77 notes
·
View notes