لماذا مزال الأيرلنديون يغنون الجزائري أصبح سيدا علينا
ما زل ايرلنديون يغنوا قصيدتهم الشهيرة للساكو في بالتمور. واللي يقول فيها بيت من ابياتها. يقول ان الجزائري اصبح سيدا علينا. ان الجزائري اصبح
قبل عام من الآن، اقتطع ويليام هيليارد تذكرة سفره من كاليفورنيا المدينة التي ولد وعاش فيها، نحو قرية صغيرة في أقصى جنوب إيرلندا، بلدة صغيرة تستيقظ كل صباحٍ على ضوضاء سفن الصيادين التي تغادر ميناءها الصغير، هناك قرّر ويليام وزوجته بداية تجربة جديدة، بعد أن قاما بشراء مطعم قرب ميناء قرية بالتيمور، بدأ الزوجان يغيّران بعض التفاصيل في مطعمهما الجديد، لكنّ هناك أمرًا واحدًا فقط لا يقبل التغيير في هذا المطعم، إنه اسمه، “نزل الجزائر” مكتوب بلون أزرق وأمامه صورة مراد رايس. قصّة هذا التفصيل الصغير أقدم من المطعم ومن الميناء، فلماذا يوجد في بالتيمور مطعم يحمل هذا الاسم؟
ردّ الجميل
انتصف الليل في بلدة بالتيمور، يوم 20 جوان/يونيو1631، نام الجميع، ولم يبقَ سوى حرّاس المدينة، في تلك الأثناء كانت سفينة تابعة للبحرية العثمانية مرابطة في مكان غير بعيد من الميناء، انطلقت السفينة تشقّ عباب البحر في مغامرة غير محمودة العواقب، لقد قرّر مراد رايس أن يغزو قرية بالتيمور الإيرلندية التي كانت آنذاك تحت حكم الإنكليز
حين رست السفينة في الميناء، سارع البحّارة لاقتحام الأماكن التي يتواجد بها الغزاة الإنكليز. لم يكن الجزائريون وحدهم في الكتيبة التي يقودها مراد رايس تلك الليلة، بل كان معهم مجموعة من البحّارة الهولنديون والأتراك الذين استعان بهم مراد رايس من أجل الإغارة على سواحل ايرلندا دخول مدينة بالتيمور ليلًا
لم يكن الإنكليز ينتظرون أن يحمل البحر غزاة في تلك الليلة، لذلك سيطرت البحرية الجزائرية بسرعة على المكان، فغنموا الأموال وأسروا الكثير من المستعمرين، ولم يأسروا معهم أيّ إيرلندي. بعد العودة للجزائر تم بيع هؤلاء الإنكليز كأسرى في سوق باب عزون بالجزائر العاصمة.
سكان بالتيمور أيضا تفاجؤوا من هذا الهجوم وما فاجأهم أكثر، كانت الجرأة التي تميز بها رجال مراد رايس الذين حرّروا البلدة من قبضة الإنكليز في ليلة واحدة، فأرادوا ردّ الجميل وخلدوا هذه الحادثة ببناء مقهى وحانة تحمل اسم “نزل الجزائر
قصّة المكان
هنا، يقول ويليام هيليارد صاحب مطعم وحانة “نزل الجزائر” في حديث إلى “الترا جزائر”، أنه قدم منذ فترة يسيرة إلى بالتيمور، فعائلة والدته من هذه البلدة الجميلة، وأراد هو وزوجته تغيير نمط حياته وخوض تجربة جديدة، اقترح عليه أحد أقارب والدته القدوم إلى إيرلندا، وأرشده إلى حانة يريد مالكها بيعها، يضيف: “أصارحك القول حين اشتريت الحانة لم أكن أعرف أيّ شيء عن قصة ذلك المكان
ويسترسل ويليام في كلامه “لما تسلمت مفاتيح المطعم، وجدت خرائط بحرية داخله، وكذا قصّة غزو مراد رايس للبلدة، مكتوبة في لوحة معلّقة على أحد جدران المطعم، هنا بدأتُ البحث عن تفاصيل ما حدث، وعثرت في كتاب عنوانه (بالتيمور،القرية المنهوبة)، على معلومة رائجة كثيرًا هنا مفادها أنّه كان هناك تفاهم مسبق بين البحّارة الجزائريين والسكّان الإيرلنديين على غزو البلدة وتحريرها من الإنكليز
منذ اليوم الأوّل له كمالك للحانة والمطعم، اكتشف وليام جزائرية المكان، فبعد أن فتح للمطعم صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي، بدأت تتهاطل عليه رسائل يومية من جزائريين يستفسرونه عن المكان وقصّته، يقول ويليام “الكثير من الجزائريين يعرفون أن هذا المكان موجود في أقصى الجنوب الإيرلندي، لكنّهم لا يعرفون الحقيقة كاملة، هناك جزائريون أيضًا يقطنون في إيرلندا أو في عموم بريطانيا قدموا إلى هنا، هناك من منح لي قميصًا للمنتخب الجزائري وطلب مني تعليقه في الحانة كتذكار، وكي يتواصل التاريخ الذي يربط الجزائر بحانة صغيرة في قرية إيرلندية”.
الأسير الذي أصبح حاكمًا
ارتبطت عملية تحرير بالتيمور من الغزاة الإنكليز بالبّحار الجزائري مراد رايس، وهو أمير البحر الذي تحمل حاليًا بلدية بئر مراد رايس بالعاصمة اسمه، فهذه الشخصية التي كان لها شهرة عابرة للبحار، يمتلك قصّة حياة حامت حولها الكثير من الفرضيات
لم يكن مراد رايس هو الاسم الحقيقي لأمير البحر، بل هو هولندي وقع في أسر البحرية العثمانية عام 1618، حيث كان حينها قرصانًا بحارًا، وكان يحمل اسم يانس يانسن أو جان جانس فان هارلم في العديد من الروايات، خاض الكثير من الحروب البحرية في البحر المتوسّط والمحيط الأطلسي، ونال شهرة كبيرة في الجزائر التي تزوّج فيها وتقرب فيها من سليمان رايس، الذي حرّره من الأسر وجعله أميرالًا، بعدها تنقل مراد رايس إلى المغرب أين توفي ودُفن عام 164، بعد أن حكم هناك ما يسمّى بجمهورية سلا
ما أؤمن به أن أعمارنا تضيع في الخوف، طبقات من المخاوف تبدأ من الخوف من ألا تبدو أنيقا أو من مستوى اجتماعي جيد، وتنتهي من الخوف من الفقد والخوف من المستقبل، ومرورا بالخوف من سوء الفهم والخوف من الفشل والخوف من الألم...
ربما لهذا يبحث الإنسان عن البيئات الآمنة التي تقبله على أخطائه واختلافه وطبيعته!
وفي الحقيقة أنت لا تحتاج لمجتمع داعم يُصفق لك لو أخطأت أو يشترك معك في أنماط من الخطأ فنتسامح كلنا من باب (لا تعايرني ولا أعايرك).
بل الإنسان يحتاج أن يفهم أنه إنسان، يُخطيء ويصيب ويحب ويكره ويفشل وينجح، وأن الحياة كلها رحلة تشتمل على هذا ولا توجد نهاية إلا الموت.
نعم في رحلته هذه هناك بعض القيم والمعتقدات يحاول احترامها والالتزام بها، ومع ذلك فإن زل ولم يوفق في ذلك فليست هذه نهاية المطاف ولا يحتاج أن يتحرر منها ليتخلص من ألم الخطأ، بل يحتاج أن يفهم أن الخطأ ليس نهاية المطاف ولا هو وصمة لا يمحوها الزمان.
عندما نتصالح أكثر مع رحلتنا هذه تخبو المخاوف وتتلاشي، والألم إن لم تخف منه فقد سطوته، فعاد الألم كالفرح، كلاهما ينسجان الحياة وليسا هما الحياة.
الرجل الكبير إذا زلت قدمه أو زل قلمه ساءه ما وقع فيه وكره أن يعود إليه! وأحب أن ينساه وأن يتناساه الناس، وفى الآية ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾
وقد كنت فى الخمسينات أخطب فى الجامع الأزهر، وفوجئت بأن الشيخ على عبد الرازق رحمه الله كان يصلى الجمعة معنا، وأذكر أنه عاتبنى يوما على طول الخطبة وهو مريض بالمسالك البولية يشق عليه الانتظار الطويل فأنصفته من نفسى وقلت له: تطويل الخطبة خطأ. ودعوت له بالعافية.
كان الرجل يعرف موقفى منه ومن كتابه الذى ألفه ضد الدولة فى الإسلام، لقد اكتفيت منه بأنه جمّد هذا الكتاب فلم يعد طبعه قط، وكره الحديث عنه ولقى ربه مؤمنا مصليا مؤيدا لرجال الدعوة الإسلامية. وحسبى هذا منه.
لم تكن له شجاعة خالد محمد خالد الذى ألف كتاباً يتحدث فيه عن الدولة فى الإسلام، وعن خطئه حين أنكرها، وعن عودته إلى الحق بعدما استبان له، والناس معادن ورحم الله على عبد الرازق ولعن الله من ينشر كتابه من بعده من مبشرين ومستشرقين وملاحدة يعيشون على حرب الله ورسوله.
وقد ألف الأديب الكبير نجيب محفوظ روايته "أولاد حارتنا" وكان ذلك من خمس وثلاثين سنة، والرواية إزراء على الألوهية والنبوات ومواريث الوحى كلها، وقد طلب الأزهر مصادرتها، واستجاب جمال عبد الناصر للطلب.
ولكنى لاحظت كما لاحظ غيرى أن نجيب محفوظ فعل ما فعله على عبد الرازق، فلم يعد طبع روايته، بل إن الكلمات التى تنشر له بين الحين والحين تمتلئ بالرويّة والإيمان ونصرة الحق، وآخر ما قرأته له أنه يحب بناء الحضارة على الإسلام ويحب للمسلمين أن ينتفعوا بكل تقدم علمى بلغه العالم.
وقد استنكرت محاولة قتله. والمجرم فى نظرى إما مخبول! وإما مدفوع من جهة تريد الإساءة إلى الإسلام!! ومعروف أن العدو العاقل خير من الصديق الجاهل، وما أكثر الجرائم المادية والأدبية التى ترتكب باسم الإسلام. إننا نبرأ إلى الله منها ونسأله أن يقى المسلمين شرها.
غير أننا نتساءل عن قوم يكرهون الله أشد الكره ويمقتون، الإسلام كل المقت، ويخاصمون الوحى فى كل موطن ويقولون لعلى عبد الرزاق ونجيب محفوظ ستُطبع كتبكما برغم أنوفكما.
أعرف جملة أقلام ما شرفوا يوما بالسجود لله، إذا سمعوا بفتح خمارة كست البشاشة وجوههم، وإذا سمعوا بفتح مسجد ضاقت بهم الأرض، وإذا سمعوا بكلمة إلحاد حفّوا بها كما يحف الذباب بالقذى، وإذا دُعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا هم معرضون أو معترضون.
إن الدولة تسيء إلى نفسها بترك هؤلاء ينبحون قافلة الإسلام والله غالب على أمره.