إذا كانت هذه كلمات مصطفي محمود وقتئذ، فلو كان حياً الآن ماذا سيقول ؟
• رمضان شهر دين وشهر نزول القرآن وشهر صيام .. ولكنه في الشارع المصري شهر تفاريح. يهل رمضان على بلدنا فتتجاوب أصوات المآذن بنداء الله أكبر.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح.. وتسعى الأقدام في الفجر إلى المساجد.. لكن كالعادة كل سنة.. المناخ الإعلامي في عالم آخر كله تفاريح وفوانيس ورقص وطبل وزمر وفوازير.. والإعلانات الكبرى في الصحف عن الخيمة الرمضانية وليالي الأنس والسهرة الصباحي مع المشويات والشيشة والرقص البلدي والحلويات.. وتزدحم الشوارع بالناس ويقضي الصائم معظم وقته في النوم.
كتب: أحمد السيد
يبدو أن المصريين من كثرة ما عانوا من المآسي في حياتهم بدأوا في السخرية من كل شيء حتى من أنفسهم، وقد انطبع ذلك على السينما أيضًا التي هي مرآة المجتمع، وأشهر من أتقن التراجيدية في أفلامه هو (نجيب الريحاني) الذي عُرف بالضاحك الباكي نظرًا للأدوار التي قام بها في هذا السياق التي كان من أهمها: (سلامة في خير) و(غزل البنات) و(لعبة الست) الذين كانوا مثالًا صارخًا على المآسي التي يعيشها…
في أواخر صفحات كتاب (أسرار الصلاة) إشارة مهمة ولعلها مما يُغفل عنه لكثرة تداوله، ألا وهو سماع القصيد، وأثره على القلب وأنه يترك في القلب انقباضًا لا يدركه إلا من كان قلبه حيا
يقف القارئ أمام ذلك ويتسائل، كيف حال قلبٍ أدمن سماع النشيد وإن كان مما يرى البعض إباحته إن خلا من المؤثرات والكلام الفاحش، ولكنه ليس أهون من القصيد! فكيف بما هو أشد وأقسى (الأغاني) وما فيها من موسيقى وكلامٍ ساقط؟
وكيف إن كان المستمع رجلاً لغناء امرأةٍ؟
أو كانت امرأة تشرَّب قلبها حُب المُغنِّي؟
هُنا يكون سطوته على القلب أسرع، وحجابه له أشدّ وأنكى