هذه العبارة ظهرت أمامي فجأة بلا مُقدمات، وقد تكون زلزلتني للحظة أو لحظات، إلا أنني وبمجرد أن استحضرت عَينيكِ، إبتسمتُ قائلا بل إن عَيناها تروي الظمأ، وأحياناً كالخمرِ تُذهبُ العقل!، فإن عَيناكِ - يا حلوتي - تجعل المسافات تنكمش، وبها حياتي تنتعش، أو كما تغنت ماجدة الرومي "عَيناكِ ليالٍ صيفية وروئ وقصائد وردية، ورسائل حُب هاربةٌ من كتب الشوق المنسية"، أو كما قال فاروق جويدة "عَيناكِ أرض لا تخون"، ثم تمادى وقال "ولو أن إبليس يوماً رآك لقبل عَينيكِ ثم إهتدى!".
عَيناكِ أجمل من حقول الياسمين، أزهى من البنفسج، وعَيناكِ بحر هادئ به أبحر ثم يبتلعني وأنا راضٍ، عًيناكِ لي ملاذ، فعَيناكِ هُنا تضحك، وهُنا تُغازل، وأحيانا غيوره، وكثيراً ما - بيَّ - تفتك!وأنا بها - بكل حالاتها - راضٍ! ، أو كعِنوان إحدى الروايات " إن الثبات أمام عَينيكِ جهاد!!"
عَيناكِ حلماً يُستحال لُقياه؟، كلا، بل إن عَيناكِ واقع مُتحقق، عَيناكِ هي السعادة الأبدية!، وعَيناكِ - يا قدري - قدري!!
لا زالت مقولة دوستويفسكي التي خطها في 1866 صالحة لوصف حال البشرية:
«بكوا في أول الأمر،ثم ألفوا وتعودوا. إن الإنسان يعتاد كل شيء. يا له من حقير!»
تقع فاجعة هنا أو مأساة هناك فتهتز القلوب وتضيق صدور من سمع بها، وقد يذرفون الدمع في حينها. ولكن لا يلبث الناس أن يتناسوا الأمر كأنه لم يكن، ويعتادوا الفظائع كأنها هي الحالة الطبيعية لمن ألمت بهم، وينتهي الأمر بأن يشيحوا بأنظارهم عن المفجوعين والمكلومين في هذا العالم كأنهم سبب في تعكير المزاج ووجب التخلص منه بصرف الأبصار عنه..
أنا - يا كُلي أنا - كمن يتسلق جبلاً أو إثنين حتى يصل إلى القمة، فيسقطُ ( متدهوراً) ليغرق في أعماقِ بحارٍ، ويحلو له الغرق!
أنا - يا عُمري أنا - بكُل لحظة أحبكِ، نعم بكل لحظة وليس بكُل ثانية، فاللحظة وحدة زمنية قديمة تساوي من الثواني تسعون!، فأنا - يا نبضي أنا - في وحدة زمنية واحدة - لحظة - أُحبكِ تسعون مرة!.
أنا - يا مُنية القلب - حين أراكِ ينعقدُ لساني، حين أراكِ تُزهر الورود في يدي، تبدأ الحياة حين أراكِ، وحين تراني عينيكِ أمتلكُ - يا دنياي - الدنيا!
إذا إجتمعنا - أنتِ وأنا - تحت سقف واحد، وبين جدران أربع!، هل سنكون مُحبان أوعاشقان!، أو هل ستُصيبنا لعنات العِراك ؟، الحقيقة المؤكدة أننا - أنتِ وأنا - سنكون روح واحدة في جسدين، يجمعنا مكان واحد، زمان واحد، ويُغلفنا ذلك الإحساس!
قبلكِ - يا حياتي - كانت الحياة كئيبة، قاسية، فارغة، مُملة، قبلكِ كانت الحياة ليست بحياة!، ومعكِ صارت الحياة - يا حياتي - حياة!
وختاماً أسمع البعض يتحدثون عن النهاية السعيدة، أبتسم ثم أضحك، لا يعلمون أنكِ - أنتِ - البداية والنهاية، وأنتِ - يا عُمري - السعادة بكُل ما تحمل الكلمة من معانٍ !!!