من اقوال آينشتاين :
«إذا كنت لا تستطيع تفسيره ببساطة،
فأنت لا تفهمه بما فيه الكفاية».
«لا تقلق بشأن الصعوبات التي تواجهك في الرياضيات، يمكنني أن أؤكد لك أن صعوباتي لا تزال أعظم».
«كم أتمنى أنه هناك في مكان ما، توجد جزيرة لأولئك الذين هم حكماء وذوي نيـة حسنة».
«لا يمكنك أن تلوم الجاذبية على الوقوع في الحب».
«لا يمكن المحافظة على السلام بالقوة
يمكن تحقيقه فقط بالتفاهـم».
«طاولة، كُرسي، آنية فواكه وكمان؛ ماذا أيضًا سيحتاجه المرء حتى يكون سعيداً؟».
«مُهمتنا أن نُحرر أنفسنا من خلال توسيع دائرة التعاطف من أجل احتضان جميع المخلوقات الحية، كل الطبيعة وجمالها».
«حاول ألا تُصبح رجلاً ناجحاً، بل بالأحرى حاول أن تكون رجلا ذا قيـمة».
«إذا كان المكتب الفوضوي علامة على عقل فوضوي، علماذا إذن يدل مكتب فارغ؟! ».
«لابد أن يكون كل شيء بسيطا قدر الإمكان، ولكن ليس الأكثر بساطة».
«العالم مكان خطير للعيش، ليس بسبب أناس أشرار، بل بسبب أناس لا يفعلون شيئاً حيال ذلك».
«انظر بعـمق في الطبيعة، حينها يمكن أن تفهم كل شيء على نحو أفضل».
«لإثارة أسئلة حديثة، احتمالات جديدة، لملاحظة مشاكل قديمة من زاوية جديدة، يحتاج ذلك خيالاً مُبدعاً بحيث يترك بصمة حقيقية في تقدم العلم».
«إذا كانت A هي النجاح، إذن A تساوي X زائد Y زائد Z. العمل هو x؛ y هو اللعب و z هو إبقاء فمك مغلقاً».
«تـعلم من البارحة، عِش لليوم وتحلى بالأمل من أجل غد. أهم شيء هو عدم التوقف عن المساءلة».
«المفكرون يحلون المشاكل والعباقرة يمنعون حدوثها».
«كل شيء محتوم، البداية والنهاية كذلك، بقوى ليس لنا قدرة على التحكم بها، من الحشرات إلى النجوم، الكائنات البشرية، النباتات، أو الغبار الكوني. جميعنا نرقص على إيقاع خفي، مرتل بمزمار لا مرئي».
«لا تفقد أبداً فضولاً وَرِعاً».
«إنه من أسمى الفنون أن يوقظ المدرس البهجة في المعرفة والعبارات الإبداعية».
«على الرغم من أني متوحد نموذجي في حياتي اليومية، ��عيي بأني أنتمي إلى جماعة خفية من أولئك الذين يسعون إلى الحقيقة، الجمال، العدل هو ما منعني من الشعور بالانعزال».
«الحماقة؛ تكرار الشيء مرة تلو الأخرى وتوقع نتائج مختلفة».
«كل من كان غير مُبال بكل الحقيقة في أصغر الأمور لا يمكن الوثوق به في الأمور المهمة».
«أحب الإنسانية وأكره البشر».
«هناك طريقتين لكي تحيا؛ يمكنك أن تعيش وكأنه لا توجد مُعجزة، تستطيع أن تعيش كأن كل شيء معجزة».
«الخيال أكثر أهمية من المعرفة».
«سيأتي وقت سيرقى العقل إلى مستوى عالي من المعرفة ولكن لن يستطيع أبداً أن يُبرهن كيف وصل إلى هناك».
«قيمة المرء يجب أن تُرى من منظور ما الذي يقدمه وليس ما يستطيع أن يتلقاه».
«من أكثر الأشياء المبهمة بخصوص العالم هي أنه ليس مفهوماً إطلاقاً».
«الحياة مثل ركوب دراجة، للمحافظة على توازنك عليك الاستمرار في التحرك».
«ليس لدي موهبة خاصة، أنا فقط فضولي بشغف».
«التعليم هو ما يتبقى بعد أن ينسى أحدهم ما الذي اكتسبه في المدرسة».
«لقد أصبح واضحاً بشكل مُفزع أن التكنولوجيا تخطت الإنسانية».
«كل واحد يجب أن يُحترم كفرد، ولكن لا يقدس».
«المنطق سوف يقودك من ألف إلى باء، الخيال سيأخذك إلى كل مكان».
«حين نتقبل قيودنا، نتجاوزها».
«لا أعرف أية أسلحة ستستعمل في الحرب العالمية الثالثة، ولكن الحرب العالمية الرابعة ستستعمل العصي والحجارة».
«الحياة لا تستحق أن تُعاش، إلا إذا كانت من أجل شخص آخر».
«أي شخص لم يقدم على خطأ فهو لم يُجرب شيئاً جديداً».
«العلامة الحقيقية على الذكاء ليست المعرفة بل المخيلة».
«كل ما له قيمة في المجتمع الإنساني يعتمد على الفرصة للتطور بموافقة الفرد».
«لو عَلمنا ما كنا نفعله، لما كان من الممكن أن نسميه بحثاً، أليس كذلك؟».
«المصدر الوحيد للمعرفة هو التـجربة».
«الفرق بين الغباء والعبقرية هو أن العبقرية لها حدود».
«إنها لمعجزة أن حب الاستطلاع يتفوق على التعليم النظامي».
«الضعف في اتخاذ موقف يصبح ضعفاً في الشخصية».
«لا يتعلق الأمر بكوني ذكياً، أنا فقط أتوقف عند المشاكل لفترة أطول».
«لن نستطيع أن نوجد حلول لمشاكلنا بنفس التفكير الذي اعتدناه حين صنعناها».
1 note
·
View note
الدعوة سوق التجارة الرابحة
سوق الدعوة سوق نادى بها الله عز و جل في قوله: { و مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت-33] و قوله تعالى: { وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [آل عمران-104]، سوق فيها بيع و شراء، البائع فيه هو الداعية، و المشتري هو المدعو، و السلعة كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم، تعطى من هذا إلى هذا، و أرباح الطرفين لا ثمن لها : إنها جنة عرضها السماوات و الأرض، فالأرباح عظيمة و خالدة لا نهاية لها، فأقبلوا على السوق، أجر كبير، و خير وفير من الرب الكريم العفو الرحيم ، هذا الأجر و الفضل يحثنا أن نكون كلنا دعاة، فهذا ديننا و مسؤوليتنا، كيف نتركه و نتخلى عنه؟
الدعوة واجبة على كل مسلم و مسلمة
إن الدعوة ليست محصورة على العلماء أو رجال الدين كما يسميهم البعض، و إنما المكلف بالدعوة إلى الله كل مسلم ومسلمة شهد و رضي بالله ربا، و بمحمد رسولا و بالإسلام دينا، قال الله تعالى: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي وَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [يوسف-108].
نعم قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا و من اتبعني، فالذي آمن بمحمد يدعو إلى الله على بصيرة إلى الله (على علم ويقين)، فإذا تخلف عن الدعوة إلى الله دل ذلك على خلل ونقص في إيمانه، قال الإمام ابن كثير رحمه الله. "يقول الله تعالى لعبده و رسوله إلى الثقلين: الإنس و الجن، آمرًا له أن يخبر الناس: أن هذه سبيله، أي طريقه و مسلكه و سنته، و هي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على بصيرة و يقين و برهان شرعي و عقلي"، و في الحديث الذي رواه أهل السنن عن ابن مسعود رضي الله عنه: (نضَّرَ الله عبدًا سَمِع مقالتي فوعاها، فبَلَّغها مَن لَم يَسْمعها، فرُبَّ حامل فِقْه إلى مَن هو أفقه منه، و رُبَّ حامل فِقْه لا فِقْهَ له، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ المؤمن: إخلاص العمَل لله، و النصيحة لولاة الأمر، و ولزوم الجماعة؛ فإنَّ دعوتهم تكون من ورائهم).
فالدعوة الى الله واجبة لقوله تعالى ﴿ وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران-104] و جاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من رأى منكم منكرًا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان ) [رواه مسلم]، و الفرد ضعيف إنما يحتاج الى أخيه، و اليد الواحدة لا تصفق فلابد من التعاون، و التناصح و التناصر، و التآلف و التكاثف، و التآزر كما قال تعالى ﴿ وَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوَى وَ لَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة-2]، و البر كما قال بعض العلماء اسم جامع لكل خير و معروف، وصفه رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في نفسك و كرهت أن يطلع عليه الناس ) [رواه مسلم].
و أجر الداعي على الله في دعوته، و لا يحرم من الأجر مهما كانت نتيجة دعوته، و للمسلم المكانة العالية الرفيعة عند الله قال تعالى: ﴿ وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَ عَمِلَ صَالِحًا وَ قَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت-33] و في الحديث عَنْ أبِي هُريرةَ رَضْيَ اللهُ عنه ان الرسول صلى الله عليه و سلم قال: ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، و من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا ) [رواه مسلم].
و لا تكون الدعوة إلا بالعلم، و العلم و الدعوة مرتبطان ببعضهما، و لا تعارض بينهما، بل هما متعاضدان و متكاملان، و هل ضل النصارى إلا بعبادتهم و دعوتهم بلا علم؛ فسماهم الله (الضالين).
و قد أكد العلماء أنه لا يلزم من الداعية أن يكون عالماً، إنما يلزم منه أن لا يدعو إلا بعد أن يتعلم ما يدعو إليه، و هذه قاعدة، فيجب ألا يدعو إلا بما يعلم.
و قبل ذلك على الداعية أن يكون على علم بالمعلوم من الدين بالضرورة و هو فرض عين على كل مسلم و مسلمة، يقول بعض أهل العلم: المعلوم من الدين بالضرورة: “ما كان ظاهراً متواتراً من أحكام الدين معلوماً عند الخاص و العام، مما أجمع عليه العلماء إجماعاً قطعياً مثل وجوب أحد أركان الإسلام كالصلاة و الزكاة ونحوهما، و تحريم المحرمات الظاهرة المتواترة مثل الربا و الخمر و الزنا و غيرهما”.
أصول الدين الإسلامي
القواعد الأربع
يجب على كل مسلم داع و كل مسلمة داعية تعلم أربع
قواعد في أصول الدين الإسلامي (كما بينها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب):
الأولى: العلم
العلم هو معرفة الله، و معرفة نبيه، و معرفة دين الإسلام بالأدلة. قال البخاري رحمه الله تعالى: باب العلم قبل القول و العمل، فبدأ بالعلم قبل القول و العمل (صحيح البخاري: باب العلم). و قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد-19].
معرفة الله
الله ربي الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته و هو معبودي ليس لي معبود
سواه، قال تعالى: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الفاتحة-2] و كل من سوى االله عالم،
و أنا واحد من ذلك العالم.
عرفت ربي بآياته و مخلوقاته ، الليل و النهار والشمس و القمر ، و السموات السبع
و الأرضون السبع و من فيهن وما بينهما، قال تعالى: { وَ مِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَ لَا لِلْقَمَرِ وَ اسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } [فصلت-37].
و الرب هو السيد المالك الموجد من العدم إلى الوجود ، و هو المستحق للعبادة، قال: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَ السَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [البقرة:21-22] فالخالق لهذه الأشياء هو
المستحق للعبادة.
و العبادة هي غاية الخضوع و التذلل ، وغاية الحب و التعلق لمن فعل له ذلك، و بعبارة أخرى هي اسم جامع لكل ما يحبه االله و يرضاه من الأعمال الظاهرة والباطنة.
و أنواع العبادة كثيرة منها : الإسلام و الإيمان و الإحسان و الدعاء و الخوف و الرجاء و التوكل
و الرغبة و الرهبة و الخشوع و الخشية و الإنابة و الاستعانة و الاستعاذة و الاستغاثة و الذبح
و النذر و غير ذلك من العبادات التي أمر االله بها، كلها مخصوصة بالله تعالى لقوله تعالى: { وَ قَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } [الإسراء-23].
و من صرف من تلك العبادة شيئاً لغير االله تعالى فهو مشرك كافر و إن صلى وصام و حج
و زعم أنه مسلم، قال تعالى: { وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } [المؤمنون-117].
معرفة دين الإسلام و مراتبه وأركانه
الإسلام هو الاستسلام الله بالتوحيد ، و الانقياد له بالطاعة ، و البراءة من الشرك و أهله، و مراتبه ثلاثة: الإسلام ، و الإيمان ، والإحسان، و كل مرتبة لها أركان، كما جاء ذكرها في الحديث المشهور الذي رواه مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث جبريل عليه السلام يسأل و الرسول صلى عليه و سلم يجيب.
فمراتب الدين: الإسلام، و الإيمان، و الإحسان من حيث كونها علما وعملا، ظاهرا و باطنا، قولا واعتقادا، إلزاما من الله و التزاما من العباد، و تحقيقها يكون بالإيمان بها و الإسلام لها و الإحسان فيها. فال الإمام ابن باز رحمه الله:"
و جميع الأعمال الصالحة داخلة في الإسلام، و الإيمان، فإذا جمع المؤمن بين الأعمال كلها الظاهرة و الباطنة صار مسلمًا مؤمنًا، و إذا عبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه صار مسلمًا مؤمنًا محسنًا".
مرتبة الإسلام
أركان الإسلام هي: شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، و إقامة الصلاة، و إيتاء الزكاة، و صوم رمضان، و حج بيت الله من استطاع إليه سبيلا.
فالإسلام هو: الاستسلام لله بالتوحيد و الانقياد له بالطاعة و البراءة من الشرك و أهله، و هو دين الله ودين الرسل { إن الدين عند الله الإسلام } [آل عمران-19] و لا يقبل غيره: { و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين} [آل عمران-85]، و قد ارتضاه الله لعباده، بقوله: { ورضيت لكم الإسلام دينا } [المائدة-3].
مرتبة الإيمان
أركان الإيمان هي: الإيمان بالله و ملائكته و رسله و كتبه و اليوم الآخر و الإيمان بالقدر خيره و شره.
و عبر السلف عن الإيمان بأقوال متقاربة بين مختصر و متوسع: وكلها اقوال صحيحة، والمقصود هنا أن من قال: الإيمان قول و عمل، فإنه يدخل في القول قول القلب و اللسان جميعا. (أي) أراد قول القلب و اللسان و عمل القلب و الجوارح؛ وهو بمعنى من قال: هو قول وعمل ونية، و من قال هو قول وعمل ونية وسنة؛ لأن الإيمان إذا كان قولا بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولا وعملا بلا نية فهو نفاق، و إذا كان قولا و عملا و نية بلا سنة فهو بدعة.
فالإيمان قول، يقول الله: { قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا } [البقرة-136] و هو عمل: { وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ } [طه-75]، و هو نية كما جاء في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( إنما الأعمال بالنيات ) [أخرجه البخاري و مسلم] و هو اتباع: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [آل عمران-31]. و الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية، قال تعالى: { وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَ آتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } [محمد-17].
مرتبة الإحسان
الإحسان عرفه رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) و من آيات الإحسان، قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ } [النحل: 90)، و قوله: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَ زِيَادَةٌ } (يونس-26]. و قال تعالى: { وَ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } [يوسف-22] وهي آية تكرر ذكرها في القرآن، مما يشعر بأن الجزاء إنما هو على الإحسان في العمل لا مجرد العمل فقط، فالابتلاء بحسن العمل، لا بكثرته، كما قال الله تعالى: { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } [الملك-2]، و منهج الإحسان في العمل هو الاتباع لقوله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } [الأحزاب- 21].
معرفة نبينا محمد و عمره وبعثته
فنبينا محمد هو محمد بن عبد االله بن عبد المطلب بن هاشم ، و هاشم
من قريش ، و قريش من العرب و العرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه و على
نبينا أفضل الصلاة و السلام، عمره ثلاث و ستون سنة منها أربعون قبل النبوة ، و ثلاث وعشرون نبياً رسولاً ، نبئ
ب ( اقرأ ) و أرسل ( بالمدثر ) و بلده مكة.
بعثه الله نذيرا عن الشرك و داعيا إلى التوحيد، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَ ثِيَابَكَ فَطَهر، وَ الرُّجْزَ فَاهْجُر، وَ لَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ، وَ لِرَبِّكَ فَاصْبِرْ } [المدثر:1-2-3-4-5-6-7]، أخذ على هذا عشر سنين و بعدها عرج به إلى السماء و فرضت عليه
الصلوات الخمس، و بعدها أمر بالهجرة إلى المدينة المنورة.
بعد أن استقر بالمدينة
أمر ببقية شرائع الإسلام من الزكاة و الصوم و الحج و الآذان و الجهاد و غير ذلك
من شرائع الإسلام. أخذ على هذا عشر سنين و توفي صلاة االله و سلامه عليه و ودينه باق ، و هذا دينه،
لا خير إلا دل الأمة عليه و لا شر إلا حذرها منه، فقد دل الأمة على التوحيد و جميع ما يحبه االله و يرضاه، و الشر الذي حذرها
منه: الشرك و جميع ما يكره االله و يأباه. و ترك وصيته الغالية كما جاءت في الحديث الذي رواه الإمام مالك مرسلا أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: ( لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله و سنتي ) [صححه الحاكم و ابن حزم و الألباني].
بعثه االله إلى كافة الناس و افترض طاعته على جميع الثقلين : الجن و الإنس، قال تعالى: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } [الأعراف-158]. و كمل الله به الدين حتى لا يحتاج لشيء من الدين بعده، قال تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة-3].
الثانية: العمل به
لماذا نجد في الواقع بعض الناس الذين قرأوا لكن لم تظهر أثر القراءة عليهم، لم يظهر الانتفاع، لم تظهر الثمار؟
فقد قيل: العلم والد و العمل مولود، و العلم مع العمل و الرواية مع الدراية، فلا تأنس بالعمل ما دمت مستوحشًا من العلم، و لا تأنس بالعلم ما كنت مقصرًا في العمل، و لكن إجمع بينهما و إن قل نصيبك منهما.
و لذلك جاء التحذير من ترك العمل بالعلم فإن، الله سبحانه و تعالى قال: { فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ } [آل عمران- 187] قال بعض السلف: معنى: فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ يعني تركوا العمل به. و قال الله عز وجل معاتبًا المؤمنين: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } [الصف: 2- 3].
الثالثة: الدعوة إليه
فدعوة الداعية لعلم تعلمه، و نشره لهذا العلم في حدود ما يعلم، أمر ربى النبي صلى الله عليه و سلم عليه أصحابه؛ إذ أمر النبي صلى الله عليه و سلم مالك بن الحويرث و أصحابه حين انصرفوا أن يعلموا قومهم، كما روى ذلك هو إذ يقول: "أتينا النبي صلى الله عليه و سلم و نحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا اشتقنا أهلنا و سألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه و كان رفيقا رحيما فقال: ( ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم و مروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي و إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبرك ) [البخاري و مسلم] و المدة ا��تي قضاها مالك و أصحابه غير كافية للتأهل العلمي التام.
و قال صلى الله عليه و سلم :( بلغوا عني ولو آية )[البخاري]، و قال صلى الله عليه و سلم : ( نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه؛ فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، و رب حامل فقه ليس بفقيه ) [أبو داود و الترمذي].
الرابعة: الصبر على الأذى فيه
قال تعالى: { وَ الْعَصْرِ،إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَ تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } [العصر:2-3]، قال الشافعي رحمه الله تعالى: لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم.
فالعلم و العمل و الدعوة لا تقوم إلا مع الصبر عليها، فالإنسان بحاجةٍ إلى أن يصبر حتى يتعلم، و بحاجةٍ إلى أن يصبر ليعمل، و بحاجةٍ إلى أن يصبر ليدعو.
و العلم إذا علمه الإنسان ثم عمِل به، ثم دعا إليه، فلا بد أن يؤذَى، و الأذى من القَدَرِ المؤلم، فيكون الصبر فيه من الصبر على حكم الله عز وجل القدري، كان أهل العلم يوصون غيرهم بالصبر على الأذى في الدعوة إلى الله تعالى.. فكان من وصية عمير بن حبيب –رحمه الله- لبنيه: (إذا أراد أحدكم أن يأمر الناس بالمعروف و ينهاهم عن المنكر فليوطن نفسه على الأذى، و ليوقن بالثواب من الله، فإنه من يثق بالثواب من الله لا يجد مس الأذى) [أحمد-الزهد].
المسائل الثلاث
يجب على كل مسلم داع و كل مسلمة داعية تعلم و العمل بثلاث مسائل في أصول الدين الإسلامي ( كما بينها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب):
الأولى: أن االله خلقنا و رزقنا و لم يتركنا هملا ، بل أرسل إلينا رسولاً ، فمن
أطاعه دخل الجنة ، و من عصاه دخل النار، قال تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا } [المزمل: 15-16].
الثانية: أن االله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد ، لا ملك مقرب ، ولا نبي
مرسل، قال تعالى: { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } [الجن-18].
الثالثة: أن من أطاع الرسول و وحد االله لا يجوز له موالاة من حاد االله و رسوله ولو
كان أقرب قريب، قال تعالى: { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ } [المجادلة-22].
شروط الدعوة إلى الله
• تعلم العلم الشرعي بالقدر الذي يطيقه و في حدود ما يدعو إليه، و معرفة حال المدعوين، و الإلمام بأساليب الدعوة، ليكون الداعية على بصيرة. قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنْ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف- 108].
• التدرج من الأهم إلى المهم كما علم الرسول صلى الله عليه وسلم معاذاً رضي الله عنه حين أرسله إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الله.
• استعمال الحكمة و الموعظة الحسنة و لين الجانب و عدم التعنيف، و مراعاة الوقت و المكان المناسب حال الدعوة.
• التحلي بالصبر و التحمل لما لا بد للداعية أن يتعرض له من الأذى أثناء أدائه.
• أن يكون سلوك الداعية و عمله وتصرفاته موافقة كلها لما شرع الله تعالى حتى لا يكون هناك تناقض بين المبدأ و تطبيقة، قال تعالى: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [البقرة-44].
• عدم تتبع شيء لا علم لك به؛ لأنك مسؤول.. و يقول عزَّ و جلَّ: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ أَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف-33].
الشروط التي يجب توافرها في الداعي إلى الله
• على الداعية أن يكون بصيرًا بما يدعو إليه، فلا يتكلم إلاَّ بما يعلم أنه الحق، أو بما يغلب على ظنه أنه الحق، إذا كان هذا الشيء الذي يدعو إليه مما يسوغ فيه الظن، و لا يدعو بجهل؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء -36].
• على الداعية أن يكون هو أول من يتخلق بما يدعو إليه.. لأنه إذا كان يدعو إلى حق، فإن من الحمق البالغ أن يخالف ذلك الحق، و إن كان يدعو إلى باطل، فإن ذلك أشد و أقبح، قال تعالى: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة-44].
• أن يكون الداعية مخلصاً لله لا يريد في دعوته جاهاً، ولا مراءاة، و لا مدح الناس ��ه، و لا لأجل حظوظ الدنيا، و إنما يقصد وجه الله والدار الآخرة.
• الأمي كذلك مكلف بالدعوة إلى الله بقدر حدود استطاعته و مقدرته، فيدعو الناس إلى فعل المأمورات و ترك المنكرات التي يعلم تحريمها.
منهج الدعوة في الإسلام
إن منهج الدعوة في الإسلام يستمد شرعيته من منهج كتاب الله تعالى و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم، الذي يرتكز على ثوابت العقيدة الحنيفة بأن الله واحد لا شريك له، و هو الخالق لكل شيء، له المشيئة المطلقة بيده ملكوت كل شيء، رب العباد و رازقهم، خلقهم ليعبدوه و لا يشركون به شيئا، و أرسل لهم محمدا صلى الله عليهم و سلم رسولا ليعلمهم الكتاب و الحكمة و يزكيهم، فمن أطاع الله و رسوله دخل الجنة، و من عصى الله و رسوله دخل النار.
خصائص منهج الدعوة إلى الله
الدعوة إلى الفطرة:
قال تعالى: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [الروم-30] فدين الإسلام هو دين الفطرة التي فطر الناس عليها، دين الطريق المستقيم لا اعوجاج فيه، و قد وضع الله تعالى في قلوب عباده الميل إلى جميع شرائعه الظاهرة و الباطنة، و حب الحق وإيثاره. و من حاد عن الحق فلعارض عرض له و أفسد فطرته فاتبع هواه و أصبح جاهلا بالدين. و مهمة الدعوة إخراج الناس من الغفلة و تذكيرهم للعودة إلى فطرتهم التي تستقيم لله تعالى بالعقل و ليس الهوى.
حرية الاختيار
قال تعالى: { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [البقرة-256]
منهج الدعوة إلى الله تعالى يقوم على تحقيق قاعدة: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ أي: إنه بعد عرض الدعوة، فإن كل إنسان حرٌّ في اختيار ما يشاء، لكن مهمَّة الدعاة وهدف الدعوة بيانُ الرشد من الغي، أو الحقِّ من الضلال.
التكامل و التوازن
إن رسالة الإسلام تتجلى في بناء حضارة ربانية تقوم بمسئولية الاستخلاف في الأرض يكون الإنسان فيها متمتعا بكل قواه الروحية و المادية، و النفسية و العقلية، و الوجدانية و الجمالية، حيث يوازن الدين بين رغبات العقل و الروح و الجسد في تكامل و انسجام حتى لا تطغى نوازع الجسد على رغبات الروح أو العكس، و إلا ينحرف الإنسان إلى المادية أو الرهبانية فيفتح بذلك باب الفساد و الإفساد في الأرض.
و هذا التكامل و التوازن هو الذي يجعل الإسلام دينا شاملا خالدا، صالحا لكل زمان و مكان إلى أن يرث الله تعالى الأرض و من عليها.
قال تعالى: { قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى، قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } [طه:49-50] فالله سبحانه و تعالى خلق المخلوقات و أعطى لكل مخلوق ما يميزه من صفات، ثم هدى الأحياء إلى صلاحها و ما يحافظ على بقائها، و هذه الآية تشمل الكون والحياة و الإنسان، ولم يستطع فرعون، الذي ألجمه موسى عليه السلام الحجة، أن يدعي أنه أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، و لن يستطيع أي احد قول ذلك في عالمنا اليوم مهما كانت معارفه و علومه و اكتشافاته و طواغيته و جنوده و اعوانه.
و الدعوة إلى الله تعالى تدرك أن أفضل معرفة فوق الأرض هي معرفة الله سبحانه و تعالى التي تدل على أن الإنسان صنع الله الذي أتقن صنعه، و انزل معه دليلا ربانيا و هو القرآن و السنة، يعلمنا طريقة الإصلاح حين يختل توازن الإنسان في وجوده المادي و الروحي بخروجه عن الصراط المستقيم و طريق الحق.
أساليب و وسائل الدعوة
إن لوسائل الدعوة إلى الله تعالى و أساليبها ضوابط حتى لا تنحرف عن قواعد الشرع، و لا تخرج عن أهدافها:
1- الانضباط بأحكام الشرع: أي يشترط أن تكون الوسائل و الأساليب الدعوية مأخوذة من نصوص الكتاب و السنة،
و ألا تكون محرمة أو ممنوعة.
2- ألا يؤدي استعمالها من أجل مصلحة إلى الوقوع في مفسدة أعظم.
3- مراعاة الأولويات: يجب على الداعي أن يراعي الأولويات في استخدامه الوسيلة و الأسلوب، ومراتب الوسائل و الأساليب تابعة لمراتب مصالحها ومقاصدها.
4- التدرج في استخدام الوسائل و الأساليب: و معناه: أن يتدرج الداعي بدعوته شيئاً فشيئاً.
5- ألا تكون الوسيلة أو الأسلوب شعار الكفار، مثل البوق و الناقوس لليهود و النصارى.
أساليب الدعوة
لقد استخدم الصالحون من الأنبياء السابقين و نبينا الكريم عليه وعليهم الصلاة والسلام و غيرهم طرقاً كثيراً للدعوة إلى الله تعالى. و منها ما يلي:
1- تقديم الترغيب على الترهيب و الموازنة بينهما.
2- الدعوة القولية بالترغيب و الترهيب، و توظيف القصص، و بضرب الأمثال، و التذكرة.
3- الدعوة القولية المقرونة بالعمل، و بالإشارة، و بالرسم و الشكل.
4- الدعوة بالعمل وحدها، و بالإشارة وحدها كذلك.
5- التوجيه غير المباشر.
6- الإقناع بالمنطق والحجة و استخدام الحوار.
7- الدعوة بالحكمة.
8- الموعظة الحسنة.
9- الدعوة بالمجادلة بالتي هي أحسن.
10- الاعتدال والوسطية ورفض التشدد.
11- الترفق بالجاهلين والتعليم بأحسن أسلوب وألطف عبارة.
12-الرحمة و التيسير ومراعاة ظروف الحال.
13- استثمار المواقف والفرص.
14- الدعوة بإرسال الرسل و الكتب.
15- الدعوة بالمال.
تنبيهات :
1- لا يُرَغَّب و لا يُرهَّب بالأحاديث الضعيفة .
2- ضرورة اجتناب الأحاديث الموضوعة في الترغيب و الترهيب.
3- ليس المقصود بتوظيف القصص استقصاء الوقائع و الحوادث.
4- ضرورة اجتناب تصوير ذوات الأرواح عند الدعوة مع الرسم والشكل.
5- ضرورة كون المجادلة بالتي هي أحسن إلا مع الذين ظلموا.
وسائل الدعوة الدعوة إلى الله
تميزت وسائل الدعوة الدعوة إلى الله تعالى بكثرتها من الخطب و الكتب إلى المناظرات و الحوارات و المؤتمرات و القنوات الفضائية و غيرها.
الأنترنت
إن وسلية الأنترنت (شبكة المعلومات الدولية) قد فرضت وجودها (هناك حسب الإحصائيات نحو 2,3 مليار مستخدم لهذه التقنية في مختلف أنحاء العالم) و برهنت عن كونها أقوى وسيلة في الدعوة إلى الله تعالى للأسباب التالية:
1- اللامكان :
تتخطى الإنترنت كل الحواجز الجغرافية و المكانية، فتمر مقادير هائلة من المعلومات عبر الحدود على شكل إشارات إليكترونية لا يقف في وجهها شيء و في ذلك نواح إيجابية لا تعد و لا تحصى، و التي يمكن تجنيدها في قضية الدعوة.
2- اللازمان :
إن السرعة الكبيرة التي يتم بها نقل المعلومات عبر الشبكة تسقط عامل الزمن من الحسابات ، و تجعل المعلومة في يدك حال صدورها، و تجعلك تعيش في عصر المساواة المعلوماتية مع سائر أبناء البشر.
3- التفاعلية :
في عصر الإنترنت أنت الذي تقرر ماذا و متى تريد أن تحصل عليه من معلومات، و أكثر من ذلك فبإمكانك الآن من خلال منتديات التفاعل والحوار أن تنتقل من دور المستقبل إلى دور المرسل أو الناشر. و ينبغي علينا كمسلمين إدراك ما تحمله هذه التقنية من دعم لقضية الدعوة.
4- المجانية :
و هي أمر لم يحصل تماماً بعد. لكنه سيحصل خلال السنوات القادمة إن شاء الله تعالى ، حيث إن الكثير من الأنماط التجارية بدأت تتبلور لتمكن المجتمع من اعتبار خدمة الإنترنت من الخدمات الأساسية في الحياة و التي سيتم توفيرها للجميع بشكل مجاني أو شبه مجاني.
5- تنوع التطبيقات :
إن التطبيقات و الخدمات التي تقدمها الشبكة تبلغ سعتها سعة الحياة مثل التطبيقات التعليمية و التربوية، و الخدمات التي تسهل الاتصال كالبريد الإلكتروني و غرف الحوار و مجموعات الدردشة، و تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، و التطبيقات التجارية، و المواقع الإخبارية و المعلوماتية و الأكاديمية و المرجعية التي تخدم الباحثين و المطلعين في شتى المجالات. و لذلك بإمكاننا نحن الدعاة المسلمين أن نعمل على صب كل هذه التطبيقات في بحيرة الدعوة و نشر ديننا الحنيف.
6- سهولة الاستخدام :
لا تحتاج أن تكون خبيراً معلوماتياً أو مهندساً أو مبرمجاً حتى تستخدم الإنترنت، و لا يحتاج رواد الشبكة إلى تدريبات معقدة للبدء باستخدامها، بل إلى مجرد مقدمة في جلسة لمدة ساعة مع صديق يوضح لهم المبادئ الأولية للاستخدام.
لماذا الانترنت؟
لأنه أصبح بإمكانك إطلاع العالم بأسره وتعريفه بدينك الذي يقوم بعض الحاقدين و الجاهلين بتشويه صورته يومياً باستخدام تقنيات العصر و منها (الإنترنت) إن هذه الأداة التي ألهم الله بها الإنسان ليخترق المسافات في سرعة البرق، و ليدخل بيوت الناس جمعياً بلا حواجز، فرصة تاريخية للعاملين في مجال الدعوة إلى الإسلام و للحريصين على نشر كلمته، ليصلوا إلى العالمين و يقولوا لهم هذا ديننا و هذه دعوتنا ، و يكونوا شهداء على الناس ، و يا لها من أمانة !! فالله الله في الدعوة يا دعاة أمة الإسلام .. !!
نماذج و أفكار دعوية
البطاقات الدعوية الإلكترونية
أسلوب جديد للدعوة عبر الأنترنت، إنها وسيلة تصميم البطاقات الدعوية التي تكون سببًا في تأليف القلوب، و بالأخص في وسائل التواصل الاجتماعي، مثل: الفيسبوك و تويتر والواتساب وغيره.
و لا تحتقر أيها الداعية من أمر الدعوة و لو كلمة يسيرة، فربما تكون سببا للهداية بتوفيق الله تعالى. فلماذا نقف أو نتردد؟ ..لمن نترك أمر هذه الدعوة إذا وقفت أنا ووقفت أنت؟
هناك مواقع تقدم خدمة البطاقات الدعوية الجاهزة مجانا منها:
موقع البطاقة البطاقة الشهير:
https://www.albetaqa.site/lang/arb/
موقع البطاقة أنا سلفي:
https://anasalafy.com/play.php?catsmktba=80411
موقع مطويات:
https://matwiat.wordpress.com/
موقع بينونة:
https://www.baynoona.net/ar/all-betaqat
أفكار دعوية مصورة
استثمر الأنترنت و انشر فيها فكرة دعوية:
الدعوة بكتابة عبارة إسلامية على مؤخرة الشاحنة:
الدعوة بتوزيع الاقراص الإسلامية:
الدعوة بكتابة عبارة إسلامية على ظهر القميص:
الدعوة بتوزيع كتيبات إسلامية مرفق معها هدية:
الدعوة بكتابة إعلان لتوزيع كتيب إسلامي على مؤخرة السيارة:
الدعوة بعرض فديوهات إسلامية محملة على الجهاز الذكي:
مكتبة الداعية
ذكر الشيخ الحويني أنه كلما قابل الشيخ الألباني ، قبل يده ، فكان الشيخ ينتزعها بشدة ويأبى ، فذكر الحويني أنه قرأ في بعض أبحاث الشيخ في (السلسلة الصحيحة ) أن تقبيل يد العالم جائز ، فقال له الشيخ : وهل رأيت بعينيك عالماً قط؟
فقال الحويني : نعم أرى الآن .
فقال الشيخ : إنما أنا طويلب علم ، إنما مثلي ومثلكم كقول القائل : إن البغاث بأرضنا يستنسر (كتاب الإمام الألباني دروس ومواقف- إعداد فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز السدحان- ص70).
ذلك سمت و أخلاق العلماء الأجلاء: التواضع لله قولا و عملا، فقد عرف عنه رحمه الله أنه كان يتكسب من عمله في النجارة ثم امتهن تصليح الساعات و هي المهنة التي أخذها عن أبيه، فأجادها حتى أصبح من أصحاب الشهرة فيها، وأخذ يتكسب منها، و قد وفرت له هذه المهنة قوته وقوت أسرته، و وفرت له كذلك فراغا من الوقت ملأه رحمه الله بطلب العلم وتحصيله.
فالإسلام حث على طلب العلم بوجه عام، و للداعية بشكل خاص، لأن
من شروط العمل أن يكون قائما على العلم، فهو أصل العمل و أساسه، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد-19].
أهمية العلم لا تقف عند تحصيل المعرفة فقط، و إنما تكمن في الاستفادة منها...العلم
الذي ذكر في القرآن يقصد به العلم الذي يخالط روح الأنسان و وجدانه ليتمكن من تكوين شخصية إسلامية تنبض بالحياة.
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "إنْ استطعت فكن عالماً ، فإنْ لم تستطع فكن مُتعلِّماً ، فإنْ لم تستطع فأحبّهم ، فإنْ لم تستطع فلا تبغضهم"
و نحن نقول له: نحب العلماء و نجلهم و نريد تعلم العلم منهم على قدر ما يسره الله لنا و ما استوعبته أفهامنا و وعته قلوبنا، لا نبتغي بذلك سوى التقرب إلى الله سبحانه و تعالى ونيل رضاه.
إن كتب العلم الشرعي القديمة تتسم بالتعقيد و كثافة المصطلحات العلمية و الفقهية و تنوعها بتنوع المشارب و المذاهب العلمية التي لا يعرف خباياها إلا العلماء المختصون و هم وحدهم لديهم القدرة و الكفاءة لتمييز الصواب من الخطأ. وحتى طلاب العلم الشرعي يجدون صعوبة في اقتحامها، و لذلك تجدهم يستشيرون مشايخهم في مساعدتهم على اختيار بعض المراجع العلمية المناسبة لمستواهم العلمي.
أما عامة الناس (على اختلاف مستواهم الدراسي و الثقافي) ممن لا يعلمون كثيرا من معالم و حقائق الدين (و هذا لا يعني أنه لا يوجد منهم من اكتسب ثقافة لا باس بها في أمور الدين) ، فيستحب لهم قراءة الكتب التالية وهي كتب معاصرة بلغة سهلة:
كتب علم أصول الفقه:
1. شرح متن الورقات للشيخ عبد الله الفوزان.
2. الميسر في أصول الفقه تأليف إبراهيم سلقيني.
3. علم أصول الفقه لـعبد الوهاب خلاف.
4. الوجيز في أصول الفقه للدكتور عبد الكريم زيدان.
5. كتاب الواضح في أصول الفقه لـمحمد الأشقر.
كتب السيرة النبوية:
1- الرحيق المختوم و هو من تأليف العالم الهندي الشيخ صفي الرحمن المباركفوري.
2- فقه السيرة لفضيلة الشيخ محمد الغزالي.
3- السيرة النبوية للداعية الهندي الشيخ أبي الحسن الندوي.
4- محمد رسول الله.. منهج ورسالة، بحث وتحقيق
للشيخ محمد الصادق عرجون.
كتب الفقه العام:
1- الفقه الميسر في ضوء الكتاب و السنة تأليف نخبة من علماء السعودية.
2- الوجيز في الفقه الإسلامي للشيخ وهبة الزحيلي.
3- كتاب الملخص الفقهي للشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان.
كتب الحديث:
1- كتاب صحيح البخاري
2- كتاب صحيح مسلم
3- كتاب فيض الباري على صحيح البخاري للعلامة محمد أنور شاه الكشميري (شرح صحيح البخاري).
4- كتاب فتح المنعم شرح صحيح مسلم للدكتور موسى شاهين لاشين (شرح صحيح مسلم).
كتب العقيدة:
1- كتاب أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة للشيخ حافظ حكمي.
2- كتاب مختصر عقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد.
3- كتاب بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ولزوم اتباعها في ضوء الكتاب والسُّنَّة للشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني.
4- كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للإمام محمد بن عبد الوهاب.
كتب التفسير:
1- كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبد الرحمن السعدي.
2- التفسبر الميسر تأليف مجموعة من العلماء في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.
3- المنتخب في تفسير القرآن الكريم تأليف لجنة القرآن و السنة بوزارة الشؤون الإسلامية بمصر.
كتب التزكية:
1- كتاب منهاح العابدين للإمام أبي حامد الغزالي.
2- تزكية النفوس و تربيتها كما يقرره علماء السلف جمع و ترتيب الدكتور أحمد فريد.
3- تزكية النفوس و تربيتها كما يقرره علماء السلف جمع و ترتيب الدكتور أحمد فريد.
4- الأنس بذكر الله محمد حسين يعقوب.
الدعاء
اللهم يا من قلت و قولك الحق {و إتـقـوا اللـه و يعلمكم اللـه} إجعلنا من عبادك المتقين و علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و عملاً و فِقهاً و إخلاصاً في الـدين.
43 notes
·
View notes
☁️⚘همسه تاريخية وعظيم وشوية كلام⚘☁️
👈الخليفة يزيد بن معاوية
كما أن الخليفة يزيد بن معاوية-
خلافا لما روج عنه للتعتيم على شرعيته وسيرته التاريخية-
كان متابعا وساهرا على شؤون الدولة بكل تيقظ، ويتابع كل شيء
بدقة، وهذا يؤكد أنه لا يقل عن معاوية في رجاحة عقله
وحلمه، بل يمكن عده رجل دوله من الطراز الأول، استخدم
كل الوسائل السياسية للحفاظ على دولته الفتية، كانت
فترته فترة بناء الإمبراطورية الأموية “التي امتدت
من الصين شرقا إلى فرنسا غربا”، ورغم التعتيم الذي
تعرض له هذا الخليفة، أساسا من قبل “العباسيين المؤرخين”،
فهو لم يكن كما ذكروا سكيرا وماجنا
بل كان دبلوماسيا ومتزنا سياسيا، ولكن الأزمة التي اندلعت
في عهده كانت حادة ومهددة لشرعية دولته
وأيدولوجيتها، فلم يجد يزيد وسيلة، لينقذ تراث
أبيه إلا بالحزم الشديد). [25]
أخذ يزيد الحديث من والده معاوية صاحب الرسول فحفظ منه، وسمع من يزيد أقاربه كابنه وأمه وعبد الملك بن م��وان، حيث روى يزيد عدة أحاديث، ومما رواه عن أبيه الصحابي معاوية بن أبي سفيان حديث النبوي (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)
حدثت في عهد خلافة يزيد فتوحات إسلامية منها ما قام به عقبة بن نافع بفتح أجزاء من أفريقيا وأيضا فتوحات من جهة المشرق وفتح جبهات مع الروم أيضا.
وينسب إلى يزيد بعض الأشعار التي لا تصح عنه حيث تعرض شعر يزيد بن معاوية للتحريف.
وليزيد خطبة رائعة كانت عند وفاة والده معاوية حيث قال:
(الحمد اللّه الذي ما شاء صَنع ومَن شاء أعطى ومَن شاء مَنَع ومن شاء خَفَض ومن شاء رَفع. إن أميرَ المؤمنين كان حَبْلاً من حِبال اللّه مدَّه ما شاء أن يَمدَّه ثم قَطعه حين أراد أن يَقْطعه وكان دون مَن قبلَه وخيراً ممن يأتي بعدَه ولا أزَكِّيه عند ربّه وقد صار إليه فإن يَعْفُ عنه فَبِرَحْمته وإنْ يُعاقبه فَبِذَنبه وقد وُلِّيتُ بعدَه الأمرَ ولستُ أعتذر من جَهل ولا آسىَ على طَلَب عِلْم وعلى رِسْلكم إذا كَرِهَ اللّه شيئاً غيَّرَه وإذا أحبَّ شيئاً يسَّره) [26]
وذكر الإمام أحمد في كتاب الزهد قولا ليزيد حيث يقول يزيد (إذا مرض أحدكم مرضا فأشفي ثم تماثل، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه ولينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه)
وله اقوال أخرى مثل (إن الله لا يؤاخذ عامة بخاصة إلا أن يظهر منكر فلا يُغير فيؤاخذ الكل)
وفي أحد الأيام سأل مُعاوية ولده وولي عهده يزيد: كيف سيعمل بعد استخلافه فقال: أعمل فيهم عمل عمر بن الخطاب فتبسم معاوية وقال: والله لقد جهدت أن أعمل فيهم عمل عثمان فلم أقدر، أتعمل أنت فيهم بعمل عمر؟
توفي يزيد في (15 ربيع الأول من العام 64 للهجرة)
وكان له ابن اسمه معاوية تولى الخلافة من بعده حيث كان ولده معاوية ذا تقوى وورع، وكان ليزيد ولد آخر اسمه خالد حيث كان عالمًا في الكيمياء.
☁️⚘المصادر👇👇👇
[١] رواه البخاري عن أم حرام رضي الله عنها. وقد نقل العسقلاني في شرحه للحديث: [لا يلزم من دخوله (يقصد يزيد) في ذلك العموم ألا يخرج بدليل خاص، إذ لا يختلف أهل العلم أن قوله صلى الله عليه وسلم مغفور لهم مشروط بأن يكونوا من أهل المغفرة، حتى لو ارتد واحد ممن غزاها بعد ذلك لم يدخل في ذلك العموم اتفاقا! فدل على أن المراد مغفور لمن وجد شرط المغفرة فيه منهم] (انتهى).
[٢] سورة النجم
[٣] قصة الإسلام / راغب السرجاني
[٤] أنظر إلى كتاب طبقات النسابين
[٥] ابن كثير
[٦] حدد تاريخ الغزوة بأنها سنة 49 هـ كل من ابن عساكر وابن كثير وابن طولون، وحددها خليفة بن خياط بأنها سنة 50 هـ، وحددها الحاكم والذهبي وابن حجر بأنها كانت في سنة 52.
[٧] صحيح البخاري.
[٨] كتاب (100 من عظماء أمة الإسلام)
[٩] [14] قصة الإسلام
[١٠]، [١١]، [١٢] البداية والنهاية
[١٣]، [١٥] راغب السرجاني
[١٦] مقدمة ابن خلدون
[١٧] كتاب (100 من عظماء أمة الإسلام)
[18] سير أعلام النبلاء
[19] فصل فِي ذكر يزيد وحاله
[20] قيد الشريد في أخبار يزيد
[21] سير أعلام النبلاء
[22] صحيح مسلم
[23] كتاب (100 من عظماء أمة الاسلام)
[24] تاريخ دمشق
[25] بثينة بن حسين، الفتنة الثانية (كتاب)
[26] العقد الفريد
2 notes
·
View notes