Tumgik
#تمجيد
mantowf24 · 2 years
Text
محكمة ألمانية تدين لاجئ سوري-فلسطيني بتهمة تمجيد تنظيمات إرهابية
محكمة ألمانية تدين لاجئ سوري-فلسطيني بتهمة تمجيد تنظيمات إرهابية
🗼محكمة ألمانية تدين لاجئ سوري-فلسطيني بتهمة تمجيد تنظيمات إرهابية #محكمة #ألمانية #تدين #لاجئ #سوريفلسطيني #بتهمة #تمجيد #تنظيمات #إرهابية محكمة ألمانية تدين لاجئ سوري-فلسطيني بتهمة تمجيد تنظيمات إرهابية أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا أفادت وسائل إعلام ألمانية اليوم الأربعاء، أن محكمة في بلدة بفافينهوفن شمال مدينة ميونخ جنوب شرق المانيا، أدانت لاجئ سوري من أصول فلسطينية وذلك بتهمة تجميد…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
almanarah · 5 months
Text
كما تكونوا يُوَلَّىٰ عليكم
أم ثمة أسباب أخرى!!!
كثيراً ما يُطرح السؤال عن المكانة التي تحتلها دولنا على خارطة السياسة الدولية. هل لهذه الدول، فُرادىٰ أو مجتمعة، مكانة مؤثرة على المستوى الدولي تستحق التقدير؟
بغض النظر عن الاختلاف في تسميات أنظمة الحكم في دولنا من جمهوريات إلى ممالك إلى إمارات وسلطنة، هذه الأنظمة، وإن اختلفت في تكتيكاتها، هي متّفقة على استراتيجية واحدة هي استراتيجية امتلاك السلطة والتفرّد بها وعدم التنازل عنها بلا ثمن حتى لو كان الثمن هو القضاء على الشعب بأكمله.
تنطبق عليهم تماماً مقولة: "تعددت الألقاب والهدفُ واحدُ".
الفرد، بوصفه إنساناً له حقوق ولديه كبرياء وكرامة إنسانية ويفترض أن تكون راحته هي الهم الأول والأكبر، هو آخر ما يفكّر به الحاكم في معظم دولنا وخاصة الجمهورية، وإن حصل وفكّر بأفراد الشعب فإنه يفكر بهم من خلال ما يمكن أن يخدم مصالحه الخاصّة فقط.
مؤسسات الدولة تستمد شرعيتها من الحاكم لا من الشعب، لهذا همُّها الأساسي هو أن لا تحيد عن الخط الذي يرسمه لها الحاكم.
ما يُسمّىٰ بالسلطة التشريعية وظيفتها تشريع مايُرضي الحاكم. السلطة التنفيذية مهمتها تنفيذ طلبات وأوامر الحاكم. السلطة القضائية هدفها القضاء على مَن يُشتَبَه بعدم ولائه المطلق للحاكم. السلطة الرابعة وهي سلطة الإعلام وظيفتها التطبيل والتزمير للحاكم، فهي تسعى جاهدة من خلال كل مالديها من منابر إعلامية ودينية لتجعلَ من الحاكم حكيمَ عصره وباني مجدَ بلاده، تُسَبِّحُ بحمده ليل نهار وتُمنّنُ الشعبَ بعطاءاته ومكرُماته. صُوَرُ القائد الفذّ في دولنا وبالأخص في الجمهوريات تملأ المؤسسات والساحات والشوارع والأزقّة.
المصروفات الهائلة التي تُصرَف على حماية وخدمة كل حاكم والترويج لعبقريته تتجاوز مئات أضعاف مثيلاتها عند الدول المتقدمة. فِرَق عسكرية كاملة مخصّصة لحمايته من شعبه، فِرَق طبية كاملة مخصّصة لرعايته، طباخون، حلاقون، مزارعون، سيارات مصفّحة وسائقون لخدمته على مدار الساعة. المخابرات تملأ البلاد طولاً وعرضاً.
شعبنا تاريخياً يعشق المبالغة في مديح وتمجيد حاكمه والحاكم يسمع ويستمتع ولا يشبع.
هل يمكن أن تنهض وتتقدم دولة ينخرها الفساد وحاكمها يُمعِن في الاستبداد بينما شعبُها يعيش مسلوب الإرادة والحرية، يُساقُ كالقطيع أو العبيد، يُحرَم من حقوقه وتُهان كرامته؟.
هل مصادفةً جميع دولنا هي دول مستهلِكة لا تُنتِج حتى الورق والدبابيس والمسامير والملاعق وشفرات الحلاقة وعدسات النظارات.
بعض الجمهوريات ليست فقط غارقة في الفساد ومتفوّقة في الاستبداد بل هي تتعمّد إشغال شعبها بلقمة عيشه على مدار الساعة وحرمانه من سبل العيش الكريم بما في ذلك حرمانه من مياه الشرب والطاقة الكهربائية. لا أعتقد أن هناك أيّ مبرّر لعدم قدرة أي دولة على توفير الطاقة الكهربائية حتى لو تذرّعت حكومتها بأنها دولة فقيرة. لا يمكن تفسير ذلك سوى بأنه قرار متعمّد من رب العباد حاكم البلاد ليضيفَ عبئاً زائداً على كاهل الشعب وليُغرقَه في متاهات الظلام وعذابات تأمين لقمة العيش.
أعتقد أن كل دولة، أياً كانت ظروفها، قادرة وبمواردها المحلية والذاتية، على تأمين فرص العمل والعيش الكريم والتعليم المجاني والطاقة الكهربائية والخدمات العلاجية لكل أفراد شعبها. كل دولة لا تستطيع تأمين هذه الضروريات وكل دولة يفكر أبناء شعبها بالسفر إلى دول أخرى وتحمّل أعباء الإغتراب القاسية سواء لغرض تأمين سبل العيش الكريم أو هَرَباً من الاضطهاد الفكري أو الديني ينبغي تصنيفها على أنها دولة فاشلة بامتياز، وعلى الحاكم والحكومة الاعتذار للشعب عن فشلهم والتنحي جانباً تاركين المكان لذوي الأهلية والكفاءة.
الحضارات تُبنىٰ بعمل جماعي متواصل وليس بعمل فردي، تُبنىٰ بسواعد الجماهير وليس بسواعد الحكام. الوظيفة الأساسية للحاكم تنحصر على الصعيد الخارجي بمهمة إبرام الاتفاقيات وتنظيم علاقات الدولة مع الدول الأخرى وعلى الصعيد الداخلي بمراقبة عمل مؤسسات الدولة وبذل كافة الجهود التي تصب في خدمة الشعب و تنفيذ رغباته سعياً وراء راحته.
الإعلام في دولنا لا يتوقف عن الإشادة بقيادة بلده ووصفها بالقيادة الحكيمة والرشيدة والمُلهَمَة. إذا كانت قيادات دولنا حكيمة ورشيدة وملهَمَة إلى هذه الدرجة فلماذا لم تَقُد البلاد إلى التقدم! نحن لم نتقدّم لا في العلم ولا في الصناعة ولا في الإنتاج.
للإنصاف أود الإشارة إلى الفرق الكبير بين الدول ذات الأنظمة الجمهورية وبين دول الخليج. صحيح أن دول الخليج ليست في أحسن حال فهي لا تتبنّىٰ، ولو اسمياً، ما يسمى بالنظام "الديمقراطي" كنظام للحكم بل هي تمارس سياسة القمع في مجال حرية الكلمة ولا تقبل الرأي المخالف شأنها شأن بقية دُوَلِنا، كما أنه لا يمكن تصنيفها على أنها دول صناعية أو دول منتجة، لكنها على صعيد آخر تتفوق في إنجازاتها إلى حدّ كبير على جميع الدول ذات النظام الجمهوري. هنا أتحدث عن الإنجازات التي تقع تحت مسؤولية الدول تحديداً وليس الشعوب. فهذه الدول استطاعت أن تخطو خطوات متقدّمة نسبياً في بعض الصناعات الخفيفة وفي العمل على استكمال البنية التحتية والحكومة الإلكترونية لدرجة أنه تم إلى حدّ ملحوظ تأمين سبل الراحة ووسائل العيش الكريم لأفراد شعبها وللمقيمين على أراضيها. دول الخليج حقّقت نجاحات وإنجازات واسعة في مجالات متعددة. شبكات الطرق والمترو والمواصلات والاتصالات والمطارات المريحة والمستشفيات ومؤسسات التعليم والجامعات المنتشرة والمزودة بكل سبل الراحة، العملة المحلية المستقرة والاقتصاد القوي المتماسك وغياب السوق السوداء والرشوة، كل هذا لمستُه بنفسي عندما كنت أعمل في جامعة الملك سعود في مدينة الرياض في السعودية. الماء والكهرباء والانترنت على مدار الساعة. لم أشاهد داخل المدن مظاهر الاستفزاز التي اعتدنا رؤيتها في بعض دول الجمهوريات، فحركة المرور منظّمة تلقائياً، شرطة المرور ورجال الأمن والمخابرات لاتراهم على مدار العام، لا ترى بيوتاً تحرسها رجال أمن ولا ترى فروعَ أمن ولا أرصفة مشغولة برجال أمن متفرّغة لحراستها من أفراد الشعب، إذ أن وجود أفرع أمنية في المدن محاطة برجال أمن مسلحين هو أمر فيه استفزاز واضح للمجتمع برمّته ودليل على عدم توفّر الأمن والأمان فضلاً عن أنه يثير الرعب والخوف في النفوس.
لا أعتقد بأن الاستقرار النسبي وتأمين سبل الراحة الذي تحقق في دول الخليج سببه الثروة النفطية فقط. الدول الأخرى لديها ثروات وطنية تكاد تعادل ثروة النفط. نتحدث عن الثروة الزراعية والسمكية والمائية والسياحية والمعادن والقمح والغاز وغير ذلك. الأهم من كل هذه الثروات هو توفر الإرادة الحقيقية لدى الحاكم.
مع هذا وذاك التصفيق للحاكم المتشبث بكرسي السلطة والرقص على أوهام مَكرُماته وعَطاءاته لا يمكن تقبّله ولا تبريره لأي سبب من الأسباب. الذلّ والمهانة والتحقير المتعمَّد الذي تمارسه السلطة عبر أدواتها المتعدّدة ضد أفراد شعبها أمر لا يمكن التعايش معه لأنه يمسّ بالكرامة الإنسانية التي فُطِرَ عليها الإنسان وتم التأكيد عليها بآيات وردت في الكتب السماوية منها مثلا "ولقد كرَّمْنا بني آدم".
هناك من يستسلم بسهولة لهذه الممارسات وهناك من يقاومها بلسانه وهناك من يقاومها بقلمه وهناك من يقاومها بقلبه وهذا أضعف الإيمان.
يبدو أن هذه المقاومات "الناعمة" لا تُغني ولا تُسمِن، فبقيت جمهورياتُنا بلا تقدم وبقيت شعوبُنا بلا كلمة.
ويبقى السؤال مطروحاً:
أين تكمن العلّة؟ هل في إرادة الحاكم أم في إرادة الشعب؟ أو إذا شئت هل في شدّة بطش الحاكم أم في شدّة خنوع الشعب؟
يا ترى هل قدّم المتنبي الإجابة على هذا السؤال عندما قال:
"مَن يَهُن يَسهُلُ الهَوانُ عليه"
أم قدّمها اليازجي عندما أنشد:
كَم تُظلمون وَلَستُم تَشتَكون وَكَم تُستَغضَبونَ فَلا يَبدو لَكُم غَضَبُ
ألِفتُم الهون حَتّى صارَ عِندَكُمُ
طَبعاً وَبَعضُ طِباعِ المَرءِ مُكتَسَبُ،
أم قدّمتها المقولةُ المأثورة: "كما تكونوا يولّىٰ عليكم".
ما رأيك أنت: هل فعلا استهان الشعب بقدراته فاستهان به الحاكم!
أم ثمة سبب آخر!!!
WL. ���️
~~~~~~~~~~~~~~~~~
رغم المبالغات في بعض مواضع المقال والاعتدال في مواضع أخرى أتمنى أن يكون القارئ الكريم التقط الفكرة المرجوّة.
كما أتمنى أن لا يخطر ببال أحد أن هذا المقال يضمرُ التشفّي بطرف ما. نحن أوّل المحبين لبلادنا وأوّل الحريصين على أن تحتل بلادُنا مكانة مرموقة وسط هذا العالم.
=================
#الشعب #الحاكم
3 notes · View notes
agora-bishoy · 2 years
Quote
إن ثمانين في المائة من جميع التاريخ المدون أشبه بالكتابات الهيروغليفية، فهو موجود لتمجيد جلائل أعمال الملوك والكهنة
برتراند راسل | مباهج الفلسفة
2 notes · View notes
sondos-96 · 4 months
Text
العاقل المتّزن، الواثق بذاته وبقُدراته؛ لا يشعر برغبة أو دافع في إثبات أفضليّته للغير، وليس لديه حاجة في تمجيد نفسه، أو انتزاع المديح والثناء من الأفواه، ولا يركض خلف الأضواء، إنما امتلاؤه بنفسه، وإيمانه بما لديه؛ يُضفي عليه الوقار والرزانة والهدوء..
51 notes · View notes
arabicquotescom · 15 days
Quote
لا تطلب من الغير تمجيد عقليتك ، بينما أنت لا تحترم عقليتهم .
حكمة صينية
18 notes · View notes
marwa-abdullah · 8 months
Text
استيقظت بهدوء، شربت كوب قهوتك المفضل، قابلت وجوها مألوفة، عشت يومك بصورة عادية ومارستَ روتينك المعتاد..
لا نجاحات كبرى، لا إنجازات استثنائية، لا لحظات شاهقة، لا خطط مجنونة!
هذا يومٌ لطيف آخر يستحق الامتنان .
لنحتفي بالأيام "العادية" بعيدا عن هوس السوشيال ميديا في تمجيد اللحظات الخارقة .
__ لبنى الخميس
20 notes · View notes
farh · 2 years
Text
Tumblr media
صحيت بهدوء شربت كوب قهوتك المفضل ، قابلت وجوه مألوفة ، عشت يومك بصورة عادية ، ومارست روتينك المعتاد ؛ لا نجاحات كبرى لا إنجازات استثنائية لا لحظات شاهقة لا خطط مجنونة .. هذا يوم لطيف آخر يستحق الشكر ، ‏لنحتفي بالأيام " العادية " بعيداً عن هوس السوشل ميديا في تمجيد اللحظات الخارقة .. *
154 notes · View notes
t-1blog · 5 months
Text
تمجيد الله سبحانه وتعالىﷻ ❤️🌹🤲
18 notes · View notes
tadkiraimania · 1 year
Text
Tumblr media
هذا المقال محاولة في فضح مؤامرة مشاريع العصرانيين التجديدية التي اقترنت بها ملابسات و مكائد غربية جعلت كثيرًا من المتدينين المسلمين الملتزمين يتخوفون من إطلاقها.
و لأنّ قوّة المسلمين تكمن في عقيدتهم وما يبنى عليها من أفكار بصفتها عقيدةً روحيّة شاملة لكل مناحي الحياة، و قادرة على بعث المسلمين من رمادهم.
فهاهي الضربات تصدر من بعض المستغربين من بيننا في الأمة، أرادوا بها طمس هويتنا الإسلامية و التشكيك في مقدساتنا و ثوابت ديننا و تراثنا الإسلامي، و زعزعة إيماننا و قناعاتنا الدينية التي لا يمكن التخلي عنها، تحت مسمى ” التجديد"، و فيهم سخر أديب العربية و الإسلام مصطفى صادق الرافعي رحمه الله، حين قال: "إنهم يريدون أن يجددوا الدين و اللغة و الشمس و القمر!".
Tumblr media
لقد زعم أصحاب هذا الـتيار أنهم يريدون التجديد لتنهض الأمة من كبوتها، و يريدون إعادة كتابة التاريخ الإســلامـــــي من خلال طرح العديد من الدراسات و الأبحاث المتعلقة بالتراث؛ إلا أنهم عمدوا إلى إحياء و تمجيد الاتجاهات الفكرية المنحرفة، و عرضها في إطار عقلاني تحت مظلة الانتماء إلى التراث الإسلامي.
لقد تجرؤوا على رفض النصوص الشرعية، و اتهموا من يرجع إليها بالجمود و الوثنية. و التجديد الذي يدعو إليه العصرانيون الجدد، كعبته أوروبا و أمريكا، و سدنته رجال التنصير و التهويد و الاستشراق، فهو نوع من تطوير الدين أو عصرنته. و من هنا شنوا حملة ضد ثوابت الإسلام و علومه المعيارية: الفقه و علوم الحديث، و أصول التفسير.
ثم قاموا بطرح العديد من الـشـعـــــارات الجـديـــدة التي تربط بين مفهومهم عن الإسلام و الماركسية، أو القومية و الاشتراكية، أو بين الإســـلام و الديمقراطية الغربية، سعيا منهم لنسف جهود الانطلاقة نحو صحوة الإسلام المباركة (تجديد الفكر الإسلامي- الأستاذ جمال سلطان).
في كتابه: الإسلام في عالم متغير يقول المفكر الإسلامي أبو الحسن الندوي: " باعتباري تابعًا لدين لا يمكنني أبدًا أن أقبل وضعاً يستجيب فيه الدين لكل تغير، لأن الدين ليست وظيفته أن يكون سجلًا لتغيرات الأزمنة. الدين يقر التغيير كحقيقة واقعية و يتقدم مع الحياة يدًا بيد، و لكنه ليس تابعًا للحياة، بل وظيفته أن يميز بين تغيير سليم و آخر غير سليم، و فيما إذا كان هذا التغيير نافعًا أو ضارًا".
و أشهر العصرانيين الذي حملوا لواء تحريف النص الإسلامي (القرآن و السنة) هم في مصر: نصر حامد أبو زيد، و جمال البنا، و حسن حنفي، و في السودان: محمود محمد طه، و حسن الترابي، و في الشام: محمد شحرور، و الطيب تيزيني، و في تونس: عبد المجيد الشرفي، و محمد الشرفي، و في المغرب: محمد عابد الجابري، و في فرنسا: محمد أركون (و هو جزائري الأصل). و تبعهم الكتَّاب في الخليج العربي و المغرب العربي، و في أنحاء العالَم، حتى لا يكاد يخلو منهم بلد.
لقد نجح التغريب و الاستلاب الحضاري في اختراق فضائنا الفكري الإسلامي، و انطلق نفر من المتغربين تحت غطاء العصرانية مدججين بالمناهج الوضعية الغربية، يبشرون بالمقولات و التصورات الحداثية التي قلدوا فيها أسلافهم من فلاسفة التنوير الغربي، في تَحَدٍ شديد لثوابت الأمة، و خارجين عن نسقها الإيماني، بإقامة القطيعة المعرفية مع ثوابت الإسلام (مستقبلنا بين التجديد الإسلامي و الحداثة الغربية- المفكر الإسلامي محمد عمارة).
Tumblr media
في البداية، نأخذ فكرة سريعة عن شخصية صاحب القراءة المعاصرة بالصوت و الصورة:
من الهندسة إلى تأويل القرآن
ولد محمد أديب شحرور في مدينة دمشق عام 1938 (توفي عام 2019)، في عائلة محافظة و كان أبوه تلميذا للشيخ الألباني رحمه الله، كان تعليمه في دمشق، حصل على دبلوم الهندسة المدنية عام 1964 في الاتحاد السوفياتي، ثم حصل على شهادةالدكتوراه من الجامعة الإيرلندية عام 1972 في هندسة التربة.
بدأت اهتمامات محمد شحرور بتأويل القرآن في عام 1970، لما كان في إيرلندا و هو بصدد إعداد أطروحته للدكتوراه، التي لم تكن في العلوم الإنسانية أصلاً، و استمر هذا الاهتمام حتى عام 1990 حين أصدر أول كتاب له في هذا الشأن و هو من أضخم كتب التحريف المعاصر، و من أكثرها إثارة بعنوان: الكتاب والقرآن قراءة معاصرة، و يعد هذا الكتاب الضخم أهم كتاب قدم فيه محمد شحرور نظريته المزعومة في التأويل.
المهندس محمد شحرور سواء في كتبه أو مقالاته أو حلقاته المرئية التي يظهر فيها عبر القنوات: يعمل على تحريف القرآن و تشويه الإسلام و تحليل المحرمات، و نشر الفساد الاجتماعي و الاقتصادي و التربوي، لأجل تقديم الإسلام بصورة تتناسب مع التصور العصري الغربي.
قال محمد شحرور: أفكاري إنما هي وليدة هزيمة حرب 1967، و ذلك عندما أرجع خطباء المساجد الهزيمة لتعرّي نساء العرب، فيما أرجعها الشيوعيون لصوم الناس شهر رمضان، فكان لا بد من تجديد الفكر العربي و الاسلامي، على حد قوله ( حوار أجرته معه قناة العربية و نشر في: 27 يناير 2008).
فكتاب محمد شحرور: الكتاب و القرآن، الذي بلغت شهرته آفاق العالم، امتداد للمشروع الليبرالي الذي بدأه محمد أركون و زيد أبو النصر كما صرح هو بذلك ، وهو إخراج القرآن و تفسيره وفق الفكر الليبرالي و علمنة الدين. و كتابه هذا حول الاسلام و القرآن يثير جدلا واسعا منذ أواسط التسعينيات و حتى اليوم.
فمشروعه الفكري الذي يغطيه بمسحة الإصلاح الديني و تجديد الخطاب الإسلامي ينصب على أن الإنسان هو مركز الكون و محوره، يعتمد اعتماداً كلياً على عقله، فلا يهيمن عليه أحد سواء كان رباً أو شريعة أو رسولاً، و الدعوة إلى قطع صلة هذا الإنسان بالله تعالى فيما يتعلق بالحلال و الحرام، و العمل على إلغاء هذه المفاهيم من حياة المسلمين، ليصبح بدلا عنها: ( الحق و لا الحق، والحرية و عدم الحرية، و مركزية الإنسان، فلا يصبح للدين أي سلطة عليه، بل يتحرر من كل ذلك)، و أكد محمد شحرور أن الوصول إلى هذه المرحلة و هي: ( إلغاء الحلال و الحرام و القطيعة مع الله تعالى "و يعبر عنه باللاهوت " و كذلك القطيعة مع الدين ).
و القطيعة مع الدين في نظره لابد أن تسبقها مرحلة الإصلاح الديني، و لابد من القطيعة مع جميع كتب التراث الإسلامي، و تغيير الثقافة الإسلامية لأنها مأخودة من كتب التراث الإسلامي.
يخدع شحرور الناس أنه يفسر القرآن الكريم بلغة عربية معاصرة، و علماء اللغة العربية المختصين في عصرنا الحاضر أوضحوا أن شحرور جاهل في اللغة العربية و أساليبها و جاهل في العلوم الشرعية، فكيف نأخذ منه و نعتمد عليه في أمر يخالف فيه القرآن نفسه و الأحاديث النبوية الصحيحة.
منهج شحرور
يقول شحرور إنّ القرآن رسالة عالمية، و يقصد بذلك أنّه يجب أن يلائم كل الشعوب كالياباني و الأمريكي. و يقول إنه رسالة خاتمة، فيجب أن يكون النصّ مواكبا لكل التطوّرات. و بدلا من أن يلجأ شحرور إلى القرآن لاستخلاص مفاهيمه و قيمه و أحكامه بمعزل عن تأثير القيم العلمانية المعاصرة، يقوم بعملية عكسية، و هي أنه يجعل القرآن تابعًا للقيم العلمانية المعاصرة، و يقوم بليّ أعناق النصوص ليخرج بمفاهيم تتلاءم مع هذه القيم. فالضابط الوحيد عنده في تفسير القرآن هو "الجذر اللغوي"، و عندما يريد تفسير كلمة معينة في القرآن يلجأ إلى القواميس يبحث فيها عن معنى يجده أكثر توافقا مع القيم العلمانية المعاصرة!
و أدرج لكم فيما يلي فيضا من غيض من العجائب التي اكتشفها شحرور و يدعو اليها في قراءته المعاصرة للقرآن:
1- يدعو إلى إلغاء عبارة ان دين الدولة هو الإسلام من دساتير اي دولة.... لان الإسلام مفهوم عالمي بينما الدولة مفهوم محلي.
2- يقول في الميراث: نصيب الذكر يتساوى مع نصيب الأنثى، و أن الفقهاء الذين أجمعوا على أن الذكر يرث ضعف الأنثى، قد أخطأوا، لأن ذلك المعنى لا يستقيم إلا لو كان نص الآية هو "للذكر مِثْلا حظ الأنثى"، و هو ما لم يرد إطلاقاً في النص المقدس.
3- أحلَّ الزنا بين الرجل و المرأة بالتراضي إذا كانا غير متزوجين باسم ملك اليمين (في الزواج المسيار الرجل ملك يمين المرأة، و في زواج المتعة المرأة ملك يمين الرجل)، فأباح المساكنة بينهما و لو لم يكن بينهما عقد زواج بشروطه الشرعية.
4- يبيح للمرأة العازبة أن تطلب ممارسة الجنس مع اي شخص إذا رغبت في الولد دون عقد زواج؛ فيكفي موافقة الطرفين و رضاهما بذلك.
5- لا يقول بتحريم الخمرة ، و أن مجرد الأمر بالاجتناب لا يدل على التحريم.
6- خيّـر المسلم المكلف المستطيع بين صيام رمضان أو عدم صيامه مع الفدية.
7- أباح للمرأة ان تخرج شبه عارية، فقط تغطي الجيوب الاربع: تحت إبطيها و بين فخذيها، و يجوز كشف شعرها و أكتافها و فخذيها و ساقيها:
فأمام الأجانب (غير المحارم) للمرأة أن تظهر كل جسدها باستثناء الجيوب، و ما عـدا ذلك فليس بعورة علمًا بأن الآية الكريمة ( يدنين عليهن من جلابيبهن )[الأحزاب:59] هي للتعليم و ليست للتشريع.
أما أمام المحارم، فالمرأة ليس لها عورة على الإطلاق، فهي تجلس معهم كما خلقها الله عارية من كل شيء.
بل أكد أن خروج المرأة بالمايوه على الشاطئ أمر تعارفت عليه شعوب الأرض بفطرتها فلا يعتبر منكراً.
8- يلغي دور السنة النبوية في التشريع ، و يعتبر كل التشريعات و الأحكام التي طبقها النبي صلى الله عليه و سلم كانت خاصة بعصره، و لا تصلح للتطبيق بعد وفاته.
9- و يعتبر أن كل أمم الأرض بكل ديانتها مهما كانت عقائدهم مؤمنينن لا فرق بينهم و بين المسلمين، و كلها ناجية في القيامة و ستدخل الجنة، و أن الأحاديث التي تبين أركان الإسلام و أركان الإيمان كلها مكذوبة، لأنها تؤدي إلى القول بأن أهل الديانات الأخرى ليسوا مسلمين لأنهم لا يقيمون هذه الأركان و لا يعتقدون ما جاء فيها من أركان الإيمان.
10- إعتبر أن الربا الذي يترتب على إقراض البنوك لذوي الفعاليات الاقتصادية، الصناعية و التجارية و نحوها جائز، بشرط ألا يزيد على ضعف رأس المال في السنة الواحدة.
11- يعتبر الإسلام الذي كان معروفاً أيام النبي صلى الله عليه و سلم حسب زعمه و منظوره الليبرالي: ليس هو الإسلام الذي تسير عليه الأمة الإسلامية عبر عصورها، بل هو اسلام اخترعه الإمام الشافعي و من بعده من العلماء في العصر العباسي.
12- و يقول أيضا: إن مشكلتنا تكمن في كتاب من مئتي صفحة – يعني به: كتاب الرسالة للإمام الشافعي رحمه الله – إذا تجاوزناها؛ فإن مشكلتنا كلها مع التراث ستحل تلقائيا”، حتى يقول: “أنا كافر بما جاء به محمد بن إدريس الشافعي".
12- يقول في القدر بأنّ الله يعلم جميع الاحتمالات الممكنة التي من الممكن أن تقع و أنّ الإنسان حرّ في اختياره لإحدى هذه الاحتمالات و بالتالي يكون الإنسان حراّ. كما أنّه ينفي عِلم الله المسبق باختيار الإنسان لإحدى الاحتمالات. إلا أنه يؤمن بالدّعاء و إمكانية استجابة الله للدعاء و تدخله في مجريات الكون.
13- القضاء فهو بالنسبة له مُناط بالإنسان حيث أنّ الإنسان هو من يقضي من خلال تعامله مع المقدّرات (القوانين). مثال: (الله وضع مقدّرات (قوانين) نزول المطر، الإنسان يستطيع إنزال المطر (القضاء) عن طريق معرفته للقوانين الحاكمة لعملية نزول المطر، فالعلماء عندما يقومون بعملية استمطار صناعي يكونون قضاة و يكون الله مقدّرا (واضعا للقوانين فقط).
14- فيما يتعلق بالحدود المذكورة في القرآن مثل قطع يد السارق وقتل القاتل فإنه يسميها حدودا عُليا، بمعنى أنه من الممكن الاستغناء عنها و سنّ أحكام أخرى تتوافق مع تغيّر الظروف و العقل الإنساني و الأعراف العالمية عن طريق عرضها على التصويت.
15- يحصر المحرمات في أربعة عشر مسألة هي: الشرك بالله و عقوق الوالدين و قتل الأولاد خشية إملاق و الاقتراب من الفواحش (الزنا و اللواط و السفاح) و قتل النفس و أكل مال اليتيم و الغش و شهادة الزور و نقض العهد و أكل الميتة و الدم و لحم الخنزير و الاستقسام بالأزلام و الإثم و البغي بغير حق و التقوّل على الله و نكاح المحارم و الرّبا. و يجعل غير ذلك من المسائل خاضعا لإجماع الناس (عن طريق الديمقراطية و البرلمانات) مع الأخذ برأي علماء الطبيعة (في مجالات الاجتماع، و الإحصاء، و الاقتصاد…الخ) و ليس علماء الدين و مؤسسات الإفتاء. و هذا الموقف يعطي المسلمين حرية أكثر في حياتهم و تعاملاتهم مع الناس.
16- فيما يتعلق بالشريعة و تطبيقها فإنّ شحرور يتخلص من هذه المسألة الشائكة بالقول بأنّ آيات الأحكام في القرآن قابلة لإعادة النظر فيها و بأنّ ما كان صالحا لزمن ما لا يصلح لزمن آخر. بل يزيد على ذلك و يقول إنّ حاكمية الله المطلقة لا وجود لها إلا عند الله، و أن محاولات تطبيقها ليست إلا نشاطات إنسانية قد تصيب و قد تخطئ، و أن لا دخل لحاكمية الله المطلقة بها، و أنّ كل من يدّعي تطبيقها هو مُضلل و مُفسد يريد التغطية على القمع و مصادرة الحريات.
و لقد سبقَه في التحريف و الضلال أسلافه من الفِرق الهالكة، و نذكر بعضًا ممَّا بدَّلوه و و حرفوه:
• القرامطة الباطنية: فسَّروا الصيامَ بكَتْم الأسرار، و الحجَّ بالسفر إلى شيخهم، و الجَنَّةَ بالتمتُّع بالملذات في الدنيا، و نحوه.
• المعتزلة: قالوا في قوله تعالى: { وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } [النساء:164]: كلَّمه؛ أي: جَرَحه بمخالب الحِكمة.
• الصوفية: سُئِل بعضهم عن الحُجَّة في الرقص، فقال: قوله تعالى: { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا } [الزلزلة:1].
• الرافضة: قالوا في قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً } [البقرة:67] قالوا: عائشة.
و هؤلاء القوم ( القدامى و العصرانيون بعدهم) يرفعون شعار: "النص مقدَّس، و التأويل حرّ"، و حينئذٍ يسقط فَهْم السلف، و أقوال الصحابة؛ إذ لا حاجةَ لها أمام ما يُريده هؤلاء من فتْح الباب للخَوْض في النصوص و مدلولاتها لكلِّ أحد بحسب أحواله و ضلاله و أهوائه ( محاضرة الفهم الجديد للنصوص- الشيخ محمد بن صالح المنجد).
قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت:40] و الإلحاد هنا كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما هو: أن يوضع الكلام في غير موضعه (تفسير الطبري).
Tumblr media
كاتب التفاعل المعاصر
الدكتور صهيب السقار خريج جامعة بغداد في أصول الدين عمل عضوا في هيئة التدريس بجامعة بنغازي في ليبيا، و مديرا للوقف العربي العلمي باسطانبول في تركيا، و يعمل مستشارا لمؤسسة رواسخ الكويتية، و أيضا مستشارا لمشروع النبراس الكويتي. له عدة كتب قيمة في سلسلة القراءة المعاصرة نذكر منها: كتاب جدلية الحجاب؛ الذي قال فيه النقاد إنه كتاب لم يؤلف في موضوعه مثله في التاريخ كله.
بعد أكثر من ثلاثين عاماً على صدور كتاب محمد شحرور: الكتاب و القرآن رؤية جديدة (صدر عام 1990)، يقدم الدكتور صهيب السقار دراسة جديدة في فكر شحرور في كتابه: القراءة المعاصرة في القراءة المعاصرة بأدواتها، حيث يرى أن القراءة المعاصرة لا تُقدّم لنا نقداً لأدلة فرعية فحسب، و لا تُقدّم اجتهاداً في مسألة فقهية، بل، و حسب تصريح شحرور، بأنه يطرح بديلاً لم يسبقه إليه أحد. و هذا البديل يخترق التراث بجميع مذاهبه الفقهية و الفكرية، و ينسخه و لا يجد فيه مصداقية و لا حكماً مطابقاً للمصحف.
و يقول أيضا في مقدمة الكتاب: جهود العلماء السابقين في نقد القراءة المعاصرة سبقت هذا الانتشار الكبير الذي تحقق، بعد توصية مؤسسات دولية (راند و المجلس الاسماعيلي الباطني في لندن و غيرها من المؤسسات) بدعم شحرور شخصياً مقترحة إسمه للترويج للاسلام الديمقراطي الحداثي، و بعد المساحات الإعلامية التي استغلها، و سبقت أيضاً وصول كتابه الأول إلى خمس طبعات، و صدور عشرة كتب أخرى، و سبقت فوزه بالجوائز و استضافاته في الجامعات و المعاهد العربية و الغربية.
و يضيف قائلا: لا نسلم وصف القراءة المعاصرة بالرماد و الموات. فلا تزال مخرجات القراءة المعاصرة -التي يتم تصنيفها في خانة التيار اللاديني المتستر- بارزة في كثير من مكتبات العالم العربي و الغربي. و لا تزال أرقام مشاهدات مقاطع القراءة المعاصرة في ارتفاع. و قد وصل عدد منها إلى 400 ألف مشاهدة على قناته الرسمية.
و في ختام المقدمة يقول: لا يمكننا أن نتجاهل تحديات شحرور لما يسميه المؤسسة الدينية و اتهامها بالعجز عن نقده. و لا يمكننا أن نتجاهل استثماره للأخطاء المنهجية التي وقعت فيها ردود منتقديه من المهندسين و المحامين و الأدباء.
لهذا كله كان لزاماً أن نقرأ القراءة المعاصرة بأدواتها. و أن نسد هذه الثغرة و نحن ندرك أخطارها و سعة انتشارها في طبقة من طبقات المسلمين العصريين.
تفكيك القراءة المعاصرة
يرى الدكتور صهيب أن شحرور يعتبر نفسه مجددا تجاوز ما وقف عليه كبار النقاد العصرانيين المجددين للخطاب الديني مثل حسن حنفي و محمد أركون و ابو حامد نصر و غيرهم، فقد وقفوا عند النقد أما هو فقد قدم بديلا عن تراث الأمة كلها في التفسير و الفقه و الحديث.
تفكيك نفي الترادف
و يؤكد الدكتور صهيب أن جوهر القراءة المعاصرة و ركنها الأعظم عند شحرور هو التفريق بين الكتاب و القرآن، و طبعا هذا عنوان كتابه: الكتاب و القرآن رؤية جديدة، في هذا الكتاب إكتشف شحرور أن كلام الله يشتمل على كتابين: أحدهما يسميه القرآن و هو آيات الغيب، و الثاني يسميه الكتاب و أحيانا الكتاب الأم يحوي آيات الأحكام و يسميها المحكمات.
و بعد اكتشافه المرعب -كما يقول- أعاد النظر في دين الاسلام و أقام تصورا جديدا في قراءته المعاصرة، و هدم التصور الذي عرفته الأمة كلها في دين الإسلام، و في التصور الجديد كل أهل الأرض مسلمون حتى المجوسي و البوذي الذي لا يؤمن أصلا بالنبوة و لا بالآخرة و لا يرضى بالاسلام دينا هو مسلم رغم أنفه في القراءة المعاصرة.
هذا هو صلب القراءة المعاصرة و قاعدة مخرجات تطبيقاتها و نظرياتها و أصولها و فروعها. جميع هذه الأصول و جميع هذه الفروع تقوم على نفي الترادف، بل هذه الأصول تقف على توهمه في نفي الترادف.
يقول الدكتور صهيب إن شحرور في نفي الترادف توهم أن تعدد الاسماء لابد أن يدل على تعدد المسميات، لم يدرك أن العطف ربما يقتضي التغاير لكن في المفهوم دون الذوات، مثلا عندما وقف على قوله تعالى: { الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَ قُرْآنٍ مُّبِينٍ } [الحجر:1] قال العطف يقتضي التغاير و هذا التغاير لابد ان يكون متحققا في الذوات، فهناك ذات و آيات إسمها الكتاب و هناك ذات و آيات إسمها القرآن.
إن شحرور جعل نفي الترادف قاعدة و رأس هرم أقام عليها بنيانه كله في قراءته المعاصرة و لم يُعَرِفْ نفي الترادف.
علماؤنا في كتب الاصطلاحات يقولون: الترادف هو الاتحاد في المفهوم لا في الذات، فالممنوع إذن هو اتحاد الألفاظ في مفهومها لا بإطلاقها على ذات واحدة.
يقول الدكتور صهيب متابعا نحن مع شحرور في نفي الترادف و أن العطف يقتضي التغاير و لكن هذا التغاير ليس من شرطه تعدد الذوات.فالقرآن ليس مرادفا للكتاب، فهناك تغاير في مفهوم القرآن و مفهوم الكتاب، و نفي الترادف لا يوجب أن نقول هناك تعدد في الذوات فنقول هناك آيات إسمها الكتاب و هناك آيات أخرى إسمها القرآن، بل يكفي في نفي الترادف أن ننفي الاتحاد بين مفهوم الكتاب و مفهوم القرآن، هناك تباين؛ هناك نفي للترادف، لكن نقول هناك قرآن مكتوب و قرآن مقروء، و الأية الواحدة يمكن أن نكتبها و يمكن أن نقرأها و هذا الاستعمال هو الاستعمال الذي ثبت في القرآن الكريم أيضا، و الله سبحانه أطلق الإسمين: القرآن و الكتاب على شيء واحد في القرآن الكريم في قوله تعالى: { وَ إِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ، قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ إِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الأحقاق:29-30] فهذا الذي سمعوه هو شيء واحد: فهو قرآن و كتاب.
يقول الدكتور صهيب: و بذلك ينهار نظام قراءة شحرور "المعاصرة" للقرآن بانهيار نظريته في نفي الترادف، و من ثم تنهار كل المقولات و النظريات التي تفرعت عنها.
خصومة شحرور مع القرآن
إن نظرية شحرور في تقسيم القرآن إلى كتاب و قرآن، و أنه يوجد بينهما فرق جوهري، هدفها تمرير افتراءاته على كتاب الله تعالى المنزل على رسوله، كما أراد له أساتذته الملاحدة الماركسيون، و القرامطة الباطنيون الإباحيون.
يرى شحرور في كتابه: الكتاب و القرآن قراءة معاصرة؛ أن القرآن لابد أن يكون قابلا للتأويل، و تأويله يجب أن يكون متحركا وفق كل أمة و كل عصر و كل زمان.
و في الحقيقة: التأويل المتحرك بمعاني القرآن دون الوقوف عند ثبات نصه و دلالته، هو تبديل و إفراغ النص من مضمونه، ليصبح منطلقا للأهواء و الاعراف و التقاليد.
من الذي يؤول آيات الكتاب؟
يقول شحرور: أما قوله { و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم } فهو أن القرآن حقيقة مطلقة فتأويله الكامل لا يكون إلا من قبل الله المطلق، و النبي صلى الله عليه و سلم لا يعلم التأويل الكامل للقرآن بكل تفاصيله؛ لأنه يصبح شريكا لله في مطلق المعرفة. أما معرفة التأويل المتدرج المرحلي فهو من قبل الراسخين في العلم كلهم مجتمعين لا فرادى. و الراسخون في العلم هم مجموعة كبار الفلاسفة و علماء الطبيعة و أصل الانسان و أصل الكون و علماء الفضاء و كبار علماء التاريخ مجتمعين (أمثال كانت و هيجل و داروين و لينين و غيرهم).
أما علماء الفقه و الحديث و التفسير فلا نصيب لهم في هذا التأويل لأنهم في نظر شحرور ليسوا من الراسخين في العلم، ف��وقفهم في القرآن مثل موقف العامة تماما!
لماذا يا شحرور؟
يقول شحرور: كل تفاسير القرآن تراث يحمل طابع الفهم المرحلي النسبي.
و يقول كذلك: لسنا عبيدا للسلف، فأنا لا أقبل أن أجلس عند أقدام ابن عباس أو أقدام الشافعي.
إن المشكلة ليست مسألة خصومة بين شحرور و الفقهاء، بل خصومته مع كتاب الله نفسه، فهو يدعو إلى اعتبار القرآن نصا تاريخيا موضوعيا نزل في سياق معين و لمجتمع معين؛ مما يعني أن القرآن يخضع للتطور و التغيير طبقا لنظرية التطور في المنهج الماركسي؛ فهو يفسر القرآن و آياته بمنظار نظرية المعرفة عند الماركسيين و كان هدفه الأقصى هو العدوان على النصوص الدينية الربانية، و إلغاء معانيها المشتملة على العقائد و الأخلاق و الشرائع و الأخبار و الأحكام الربانية إلغاء كليًا، أو جزئيًا.
و في الحقيقة إن تقييد القرآن بسياقه التاريخي يفقده هو و الإسلام صفة الشمول التي جعلها الله من ثوابت الدين في قوله تعالى: { وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ } [سبأ:28] (شحرور مفسدا لا مفسرا- فوزي بن عبد الصمد فطاني باحث بمركز سلف للبحوث و الدراسات).
Tumblr media
فرض نسخة مشوهة للإسلام
لقد أدرك أعداء الإسلام في عصرنا أن المسلمين لن يقبلوا أخذ دينهم و تفسير كلام ربهم منهم؛ فقاموا بتسليم الراية لبعض تلاميذهم أو أذنابهم المتأثرين بهم من المسلمين أو ممن يحملون أسماء المسلمين.
صدر تقرير عن مؤسسة راند Rand ( و هي مؤسسة تعتبر من أهم مراكز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية على الإطلاق، و هي الذراع البحثي شبه الرسمي للإدارة الأمريكية و للبنتاغون بوجه خاص) في كتاب بعنوان: الإسلام الديمقراطي المدني، للكاتبة شيرين بينارد ( مؤلفة يهودية أمريكية من أصل نمساوي، روائية و كاتبة نسوية و باحثة متخصصة في العلوم السياسية، و هي أيضا رئيسة مؤسسة راند).
جاء في مقدمة الكتاب: "و في إطار الجهود الأمريكية لإعادة رسم الخريطة السياسية و الاقتصادية للعالم الإسلامي بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 صدر هذا الكتاب- التقرير. و الدراسة تحاول تحديد ملامح الاستراتيجية التي يتعين على الإدارة الأمريكية تبنيها من أجل إعادة "بناء الدين الإسلامي": لدمجه في " المنظومة الديمقراطية" الغربية، و هي استراتيجية تُبْنَى أساسا على قطع موارد " الأصوليين" و دعم و تمويل الحداثيين و العلمانيين".
تؤكد مؤسسة راند على ضرورة تقوية "المجددين" و توفير الدعم لهم، و وضعت لهذه الرغبة برنامجا عمليا، وفق خطوات محددة، و هي بعد جمعها و ترتيبها:
1- تقوية رؤى "المجددين"، و تعزيز منبر لهم؛ يستطيعون من خلاله التعبير عن آرائهم و نشرها، و جعل آرائهم في متناول الجميع لتنافس آراء التقليديين و الأصوليين.
2- يجب أن يظهروا -دون التقليديين- أمام الجمهور المسلم أنهم صورة اسلام المعاصر.
3- تحديد أسماء العلماء "المجددين" المنتسبين لإدارة موقع إلكتروني للإفتاء، و إبداء الآراء الشرعية العصرية.
[ملاحظة: هؤلاء العلماء هم: خالد أبو الفضل، و محمد شحرور (الذي جعلت منه مفكرا عقلانيا جديرا بالإعجاب)، و شريف ماردين، و فتح الله كولن، و بسام طيبي؛ و كلهم متفقون على تقديس العقل على حساب النص الشرعي و خدمة مصالح الغرب].
4- تشجيعهم على كتابة الكتب الدراسية، و وضع المناهج التعليمية.
5- تشجيعهم على الكتابة العامة الجمهور و الشباب.
6- نشر كتبهم بأسعار مدعومة، لتكون متوفرة، و منافسة لكتب الأصوليين.
7- استخدام الإعلام لنشر أفكار المجددين و ممارساتهم.
8- تكوين قيادة تجديدية جديدة، و تنمية خصائص الشجاعة فيهم؛ بجعلهم المدافعين عن الحقوق المدنية، و ليس سواهم.
9- إشراك "المجددين" في الفعاليات السياسية.
10- إبراز موقف المجددين على أنه هو "الثقافة البديلة" للثقافة السائدة، أي أنه هو الحل لأزمات العالم الإسلامي.
بهذه المقترحات اللامحدودة أعطت مؤسسة راند دعما مطلقا و ثقة تامة للعصرانيين (المجددين) باعتبارهم خيارا استراتيجيا، و تيارا غربيا يعمل وسط العالم الإسلامي، فهو طليعة تيار التجديد الإسلامي الذي سيتولى تطوير الإسلام على الشكل الذي يريده الغرب.
و في البند الأخير من التقرير تؤكد مؤسسة راند: "و أخيرا معارضة الأصوليين معارضة قوية".
فالذي يحكم المفهوم هو قاعدة المصلحة الغربية، فالغرب مستعد لدعم الأصولية (بمفهومه) إذا وجد فيها يوما مصلحة له.
و الملاحظ أن مفهوم "الأصولية" لا وجود له في الإسلام، و ما زعمه التقرير من أن الأصوليين المسلمين هم من يرفض قيم الديمقراطية و الحضارة الغربية و يتطلعون إلى إقامة دولة إسلامية متشددة. و بمعنى آخر الأصولي هو كل من يسير من المسلمين على غير هوى الغرب و مصلحته.
إن ما تعنيه مؤسسة راند بمعارضة الأصوليين، هو القيام بانتزاع كل ما قدمته للعصرانيين "المجددين" من يد الأصوليين و خصوصا التعليم و الإعلام؛ و هذه الحرب، هي في حقيقتها، موجهة إلى عقول المسلمين جميعا، فهي حرب فكرية كما صرحت بذلك راند في تقريرها لعام 2007، إذ قالت: "إن الصراع الموجود حاليا في معظم أنحاء العالم الإسلامي عبارة عن حرب أفكار".
الإسلام دين الحق
إن تشويه الإسلام الدين الحق هو عقيدة شيطانية لم يقم بها الغرب وحده، و إنما باتت في عقر بيت المسلمين أنفسهم، و بأيد إسلامية.
و من وسط هذه الحرب الفكرية، و هذا الإعلام الضاري، و هذه التقارير الماكرة، ينبع التفاؤل و الأمل، و من خلال التأمل في مكر الغرب العملي، يمكن استباط ثلاث ميزات مهمة لواقع المسلمين اليوم، كلها يدعو إلى التفاؤل بغد مشرق إن شاء الله:
الميزة الأولى:
أن الجانب الفكري في العالم الإسلامي اليوم بصموده القوي لا يزال يشكل معضلة بالنسبة للغرب، رغم نجاح الغرب عسكريا و سياسيا و اقتصاديا في العالم الإسلامي. فقد فشل الغرب في تغيير فكر المسلمين و انتزاع الإسلام من عقولهم و قلوبهم، و لا أدل على ذلك من هذا السيل العارم من تقارير مؤسسة راند التى أفنت كتبتها و فكرها و مكرها و أموالها في استهداف الإسلام.
الميزة الثانية:
أنه بالرغم من سيطرة أمريكا في الجوانب العسكرية و السياسية و الاقتصادية، و سطوتها على العالم الإسلامي، إلا أنها عجزت عن تكوين قاعدة فكرية تابعة لها داخل المجتمع الإسلامي، و باعتراف راند أن "المجددين" الذين تعول عليهم ليس لهم منابر و لا قاعدة شعبية و لا مصادر دعم.
و هذا الأمر يجعلنا نتفاءل أيضا و نقول: إنه بالرغم من الاختلافات الكثيرة بين المسلمين في العالم الإسلامي، فهم لا يزالون يشكلون وحدة فكرية إسلامية في وجه الغرب الذي يسعى إلى تفكيك و اختراق هذه الوحدة، و ذلك عن طريق إستمالة المعتدلين (المجددين) و دعمهم.
و تقرير "بناء شبكات مسلمة معتدلة" (راند 2007) خير شاهد على تلك المحاولات.
الميزة الثالثة:
يقول الباحث ديفيد كابلان: " و لأن أمريكا ملوثة إشعاعيا في العالم اسلامي (بمعنى مكروهة يتم تجنبها) فإن خطة الوصول لكل العالم الإسلامي تقتضي العمل من خلال أطراف ثالثة، مثل الدول الإسلامية المعتدلة و المؤسسات و الجماعات الإصلاحية، من أجل الترويج للقيم المشتركة كالديمقراطية و حقوق المرأة و التسامح".
و هذا الكلام يؤكد ما تم ذكره في الميزة الثانية، و يؤكد أيضا على كره الشعوب الإسلامية للسياسات الأمريكية اتجاه العالم الإسلامي. فقد شاهد العالم أجمع احتجاجات الشعوب الإسلامية من إندونيسيا إلى المغرب على احتلال أفغانستان عام 1979، و العراق عام 2003، و على حصار غزة عام 2007 و قتل أهلها المدعوم علنا من أمريكا و الغرب، و هذا لا يؤكد فقط على الوحدة الفكرية الإسلامية التي لا زالت تربط المسلمين؛ و إنما تؤكد على وحدة الكره الإسلامي (على مستوى الشعوب) لأمريكا و الغرب.
فالأمة الإسلامية لا زالت تشعر بالألم؛ ألم الجسد الواحد الذي أخبر به الرسول ﷺ في قوله: ( مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ) [رواه النعمان بن بشير- أخرجه مسلم].
فهذه الميزات الثلاث في واقع المسلمين اليوم تبعث على التفاؤل، و على الثقة بأن الأمة الإسلامية لا يفصلها عن سنام الوحدة العامة و التفوق و الازدهار الشيء الكثير، و لعل الله أن يهيء لهذه الأمة من أمرها رشدا؛ { وَ اللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَ لَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [يوسف:21].
إن الحق بعد بعثة نبينا باق و منصور إلى آخر الزمان، فيهيء الله سبحانه في كل زمان و كل جيل من ينصر هذا الدين و يجاهد في سبيله صادقا، سالكا طريق الحق و السنة. و عليه فلسنا نخاف على هذا الدين و قد تكفل له الله عز و جل بنصرته و إظهاره إلى يوم القيامة بقوله تعالى: { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [الصف:8]؛ و إنما نخاف على أنفسنا أن نتخلى عنه فيستبدل ربنا قوما غيرنا، و نكون من الخاسرين ( كتاب الإسلام الذي يريده الغرب- د.صالح عبد الله حساب الغامدي).
بطاقة و تعليق
أثناء البحث و تتبع المعلومات وقع بصري على تعليقات بعض الشباب المسلم الذي يتابع قناة شحرور على اليوتوب، فقمت بتصويرها و وضعها في شكل بطاقة:
Tumblr media
لا شك أن الفئة المستهدفة، بصفة خاصة، في مخططات أعداء الإسلام من خلال نشر أفكار العصرانيين، هي جيل الشباب المسلم، و الهدف من كل ذلك هو مسخ هويته الإسلامية.
يمكننا أن نرى أزمة الهوية الإسلامية -مثلا- في الشباب الذي يعلق علم أمريكا في عنقه و في سيارته، و في الشباب الذي يتهافت على تقليد الغربيين في مظهرهم و مخبرهم و في قيمهم، و في الشباب الذين يتخلون عن جنسية بلادهم الإسلامية بغير عذر ملجئ ثم يفتخرون بالفوز بجنسية البلاد الكافرة.
بل و منهم من يسعى باسم الثقافة و الحداثة و المعاصرة و التطور إلى مزيد من طمس الهوية الإسلامية؛ فيسعى الى التحرر من منظومة الأخلاق الإسلامية لأنها تقف عائقا أمام إشباع شهواته البهيمية، فلا عجب أن تجد هؤلاء الشباب مهللين لكل ما ينشره دعاة الفساد و الإباحية المتسترين بالدين، و الذين يزعمون كونهم أصحاب فكر عصراني تنويري يجدد الدين بالعقل و العلم.
و لكن الذي يجهله الشباب المسلم المفتون بفكرهم هو: أن من يسمون أنفسهم بالمجددين للدين، إنما هم في الحقيقة دعاة على أبواب جهنم. و أكثرُ المسلمين لا يَتطرَّق إلى عقله وجود دعاة على أبواب جهنّم يُضِلُّون الناس، و يُفسِدون عليهم عقيدتهم و عبادتهم، و يُفتُونهم بغير الحق الذي أنزَلَه الله.
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه و سلم: ( "دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ؛ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: "نَعَمْ! قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَ إِمَامَهُمْ" فَقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَ لا إِمَامٌ؟ قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَ لَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَ أَنْتَ عَلَى ذَلِكَ" [متفق عليه، رواه مسلم].
قال الإمام ابن باز رحمه الله: "يعني يدعون إلى النار، يدعون إلى أعمال و إلى أخلاق تجر أهلها إلى النار، فالذي يدعو إلى الإباحية أو إلى الشيوعية أو إلى القومية الجاهلية أو إلى الاختلاط أو إلى الأغاني و الملاهي أو إلى الخمور أو إلى غير هذا مما يخالف الشرع هو داخل في هذا، نسأل الله السلامة، سواء علم أو لم يعلم، أو كان إمعة لا يدري ما يقول" ( موقع ابن باز).
40 notes · View notes
rjawi0 · 5 months
Text
إسرقي منّي شهيّة نفسي لحاجة طعامي
كلّ فتره .. زعـّليني , و إزعلي من غير سبـّـه
حاربيني خسّريني حسّسيني بـ إنهزامي
الخساره منك .. فرحة مغترب عاد لمربـّـه
إزهدي بـ إسمي .. أنا ماحب تمجيد الاسامي
ما يفاخر بـ إسمه الاّ الجاهل اللي ما تعب به
إصنعي في ضحكتي روح التمرّد في ميامي
وارسمي في داخلي شيبه لحاله .. في مشبّه
أنتي وحده مالها ثاني .. مثل بصمة بهامي
تجمعين أحلى المناظر , والصفات المستحبّه
10 notes · View notes
elaf-aal · 4 months
Text
‏"العاقِل المُتّزن، الواثِق بذاته وبقُدراته؛ لا يشعر برغبة أو دافِع في إثبات أفضليّته للغير، وليس لديه حاجة في تمجيد نفسه، أو انتزاع المديح والثناء من الأفواه، ولا يركض خلف الأضواء، إنّما امتلاؤه بنفسه، وإيمانه بما لديه؛ يُضفِي عليه الوقار والرزانة والهدوء"
‏— شروق القويعي
5 notes · View notes
qaadeeem · 1 year
Text
Tumblr media
في سياق آخر قال خلف الأسلمي :
‏علينا تمجيد السكوت والحث على التأمل، فالعالم يكاد ينفجر من الثرثرة.
28 notes · View notes
fahed-essa · 10 months
Text
فما هي قيمة الوطن الذى لا يحلم أبناؤه سوى بمغادرته ؟.. كيف أستمر في تمجيد تراب الوطن وأنا أعفِّرُ وجهي فيه كل يوم ؟. عارٌ أن تدافع عن وطنٍ مثل هذا.. و مهزلة أن تبقى فيه !. العواطف لا تصنع رغيف الخبز.. سواء كان هذا خبز الجسد أو خبز الروح.. أشعرُ بالقرَف.
17 notes · View notes
kldha · 1 year
Quote
لا تطلب من الغير تمجيد عقليتك، بينما أنت لا تحترم عقليتهم.
حكمة صينية المصدر: خلِّدها - مقولات عن الأمثال
13 notes · View notes
arabicquotescom · 1 year
Quote
لا تطلب من الغير تمجيد عقليتك ، بينما أنت لا تحترم عقليتهم .
حكمة صينية
31 notes · View notes
hadiov6 · 1 month
Text
الأفكار والفلسفات والمناهج لا يحصل لها تأثير ولا انتشار حتى تتمثل هذه بسلطات وقوى، وإلا فهي سائرة للاندثار والنهاية، ومن نظر في تاريخ الأديان والمذاهب علم هذا جيدا؛ فلا يغرنك تمجيد الحق في ذاته والاكتفاء بكونه الحق، بل لا يستقر هذا الحق في النفوس حتى يمتزج بالقوة والسلطان؛ ففي مرات كثيرا يكون تمجيد الحق وترعيته عن القوة المادية سبيلا تلبيسيا للوصول إلى القضاء عليه.
من هنا كان فصل الحكم والقضاء عن شريعة الرحمن جهد إبليس الأكبر في أمتنا، وقد تركوا مهمة إضعاف الدين في مقامه الوعظي إلى أهل البدع من أصحاب التأويلات الباطلة، ولولا بقايا جهاد مادي في أمة الإسلام غير الوعظي لانتهى هذا الدين على صورة الأديان الأخرى مزورا ومبدلا.
ما يحفظ الدين في جوهره وحقيقته هو الجهاد المادي، وهو سياج الوعظ والعلم في أفقهما الكلامي.
5 notes · View notes