Tumgik
3-try · 2 years
Text
81
.
.
Tumblr media
مُستقر 
...
مرحلة انتِقالية في حياةِ إنسانِ جُبِل على الاعتيِادية و مخاوفُ القفز رُغم محاولاتِه الصغيرة، رُغم الرغبة المستترةِ حينًا و حينًا تفضحنِي، رغبة المُغادرة دون أن تحمل نِيتي وجهة معينة. إنسانٌ لم يُملك فرصة يومًا لقرارٍ مصيريًا . إنسانّ كانت تُعيق حركته الاحتمالات التي يضعها في رأسه. لكن ربّ الأرض و رب نجد هيّأ الأسباب والأمر، وهيّأ القدرة و الطمأنة لِرُوحي.
في البداية - ورُبما حتى الآن- لم يكن كُل شيء سهلًا، لم يكن كُل شيء فِي متناول يدِي، كانت الأحداث مُغايرة تمامًا لشكل الحياة التي كُنت أمضي داخلها. بقيتُ في حالة اضطرارِ متكررة لأواجه مواقف وضعت فِيها لأول مرة. ركلتُ خوفِي ألف مرة، قبل أن أتلقى منه الركلات. قضيتُ أيامًا طويلة في مُكابدة عظيمة لأنّ هذهِ الحياة التي أُردتها. أحداثًا كثيرة خرجت أمامِي كعدو ولم أتسلحُ بشيء ٍلَها، لكني استطعتُ تجاوزِها. أحداثًا كثيرة جائت كأنها اختبار للمقدرةِ، و مقياس للصمود الذي يُمكن أن أتحلى بِه في مُواجهتهاَ. لمْ أكنَ وحدِي تمامًا، كان معِي أهلٌ و أحباب وأصدقاء ومحبةٌ غامرةٌ بالدفء كشفتها لي الأيام. لكني كُنت وحدي بالداخل الذي أعود به كُل ليلةٍ مُنهكًا صامِتًا حاملًا قلقه و مخاوفه و ارتباكاته طوال اليوم و قاوم الانهيار، لأني لمْ أرغب للحظةٍ أن أنهزم له و لتعبُ البدايات. لأنّ المسافةُ التي قطعتُها كي أصل، تستحق احتمال المشقة هذه، لأن العُمر الذي احتمل الهدر يستحق أن أقف ثابتة لأجله مرةً بعد مرة، لأن نفسِي تستحق أن تحفل بالإنتصار الذي بلغته .
نفسي الآن مدفوعة بِرغبة البقاء، بالإيمانِ الذي يندفع في كل لحظةٍ صغيرةٍ يُهيأ الطريق لأصنعِ حياةٍ تَخصنُي هُنا في الرِياض التي رغبتُ من المرةِ الأولى أن تكونْ مُستقرًا رحبًا، التي بتلقائية مُريبة تقبلتُ وجودِي فِيها، تَقبلتُ كل النواقص مقابل شعورِ ثمينْ: " أنّي في مكانِي" ، مُقابل الحُرية والخفة التي منحتنِي، مقابل حق الاختيار و حق التملك الذي ظللتُ أُمني نفسي بِه، مقابل كل الأعباء التي جعلت كل ما حولي ينتمِي إلي، مقابل أحلامِي التي مدّها لي الله بِفضلهِ و كرِمه. و التي كانت تمرُ كمشاهد تخيلية في رأسٍ يُحارب الأرق. أحلامِي التي رأت وقوفي الطويل أمام بابها. أيضًا الآن أنا مأخوذة بِحبِ المكانِ، و ألفةِ الشوارِع التي تنساب تحت قدمي. برغبةِ الركض في مساراتِ الدهشة، و التشعب حتى التملك. مأخوذة بالألفةِ التي لم تجعل فرصة للغربةِ أن تتسلل إلى خاطرِي. مأخوذة بالتجدد في رُوحي، بِسعةِ الأفق أمامِي، مأخوذة بالشغف، بشعورِ الاستقلالية التي كشفْ مكامنُ القدرةً في نفسي و كنْت أجهلها. مأخوذةً بالتغير، بشجاعة التخِلي عن أشياءٍ كانت بِإعتقادِي مسامير مُثبتةٍ بشدة بِحياتي. مأخوذة حتى بالاحتمالاتِ التي باتت تطرأ في عقلٍ آمن الآن بحُدوثِ الأشياء المستحيلة.
كُنت ومازلتُ حتى هذه اللحظة أصحو بِطمأنينة تسحق كل متاعب الليلةِ السابقة. بيقينِ أن مشهدُ الرياض صباحًا لا يمكن أن يمر عشوائيًا بذاكِرتي . سيبقى حاضرًا متبوعًا بصلاة شُكر .
* مذكرة - أود العودة إليها دائِمًا .
0 notes
3-try · 3 years
Text
80
Tumblr media
.
ليتمدد هذا الحب بِكل ألفته،
ليغمرني صوتك : أبدًا
لنلقى الأيام وجهي بوجهك واحدًا .
::.
أُحبك لتخرج هذه الكلمة إلى كل رحابة الأرض، أحبّك. لا يُمكنني إلا أن أفعل ذلك من اللحظةِ الأولى، من القفزةِ الصغيرةِ التي أربكت القلب في صدِري، حتى صارت الأيام : أُحبّك .
أُحبك بِرقة كلمةِ تمتدُ من البعيد لِتكون ذراعًا، بهذهِ المساحة التي أفتحها في عُمري لتأوي إليّ، وأسعك . بهذهِ المسافةِ التي رغم ارهاقاتها التي تصبها لا تنزع عنّي وجودك، بهذهِ الوداعة التي تلقيها علي ضحكتك، ضحكتك التي عرفتُ منها أني أُحب، ضحكتك التي تفعل الكثير في ثانيةٍ صغيرة، التي أحسبها مولدٌ لعمري، وَ التي منها استفاق إنسان داخلي أكثر عذوبة، الضحكة التي أتوحد معهَا كلما التقتني، لتصير ضحكتينا واحدة، قادرة على أن تطفو فوق كل الكدر في العالم. أُحبك بالطريقة التي أقول فيها نحن، بهذا التشكل الذي يُعيد أحدنا إلى الأخر. أُحبك بِطريقتنا في تَجاوزِ الأيامِ الصعبةِ معًا، بالعودةِ دائمًا ، لا التخلي، باللجوءِ الذي لا يخجل من التكرار، بالوجود كي لا تحدث الفجوة، بالتمسك كي لا يفرط الغضب، بِالكبرياءِ الذي يتجاوز عن نفسه، أُحبك. أحب صمتنَا الذي لم يَكن يومًا حائِلًا بل على العكس تَمامًا كَان يجمعَ الضفاف، وَ هذا أشدُ ما أحبه، فكرة البقاءِ معك بأي شكل، بدون السؤال عن ماهيةِ الوجودَ .
أحبّك بالطُمأنينة التي تجلب المزيد، بعينيك الذي أجدُ فيهما مُستراح قلبي وَ ربكته، عينيك التي كُلما اطلعتُ عليهما وجدت دنيا كاملة مُستدارة وكافيـة. أحبك بكل التوكيد الذي لا يحتمل قرع الأسئلة، بالاعتيادية التي تستفز الوضوح، بالشجاعةِ التي تتحلى بِها القصائد الشعرية ، بالمعرفة الحقيقية المنزوعةُ من أي شك. أحبك فوق كل الاحتمالات، فوق مدى الأيام، أحبك بِقوةِ الأمنيةِ المندفعة، بالجلبةِ التي تُحدثها ، بتعبِها ، بالكونِ الصغير الذي يخصنا، الذي نَحمله وَ نمضي به إلى الحياةِ، فتسقط الأعباء و تبدو المشقةُ مُحتملة .
أحبك هذا الحُب الذي يجعلني أهدأ، أفيض، و تتمدد روحي على اتساع وجهك، أحبك بكل الأشياء التي فيك، بكل ماهو مُتأصلاً فيك. بِكل ماهو عابر، بقدرتك الهائلة التي تجعلُ الأيام تسيلُ بين يديِ ضاحكة، بِكُل الزَهو الذي تهبّه لوجِهي،أحبك حُبًا أكيدًا أُريد أن أحمله سنوات طويلة و لا أكف عن بدأه كل مرة ، أريد أن أخوض به نزالاتي مع الحياة ويكون هو سلاحِي وانتصاري، حُبًا مُستمرًا في كوني بيتكَ، الذي يرعى تعبك حتى ينتشر في خاطرك أفقًا مُلونًا، بيتٌ يضع قلبك في قلبه كُل ليلةَ. أحبك وأنا أعرفُ أن شيئًا حقيقيًا يتكثف هنا، لا يلمسه العدم, في باطنِ كفي تحط كفك و كل مافات يُجبر نقصه حين تكون. أُحبك بِحبُ لحظةِ تعبر دُون أن أدركَها من شدةٍ ألفتِها، لكَنهَا رُوحي تَعرف تمامًا أنّ الجانب الذي مال إليك، كَان ميلًا يأخذ استقامته من رُوحك .
1 note · View note
3-try · 4 years
Text
79
حُب 
Tumblr media
.
.أُحب. هكذا ببسَاطة و بِألفةِ بَالغةَ نَزعتُ القيد عن صِدر الحياة وَ مَضيتُ إليه. انغمِسُ في الحياةِ التي لدَيه بعفويةِ طَيرٍ عطِش مرّ نَهرًا عذبًا، لم أكنْ أحسب يومًا أن الرِقة تزور قلبي بِإطمئنانٍ سلِس تَغدوَ بِه الكَلمةُ الحنونةَ شكلٌ من أشكالِ الحياةِ العادِيـة. لم أكن أحسبِ أن الأمان الذي قَالوا عنه أن يلتفُ كَغطاء دَافئ في ليلةٍ شتويِة يُمكنه أن يكون حَقيقيًا و دَائمًا مالم تَنزعه يَدُ القَدر. كُنتُ أجهلُ المعنى العميقُ للكَلماتِ التي حلمتُ بِها، مَعنى الكِفايةِ التي تُغلق في النفسِ الحاجةُ للبَحث، معنى أن أستدير في كُل الطُرق و أجدُ وَجهًا وَاحِدًا رُوحي تستكِينُ إليه، مَعنى الحُضور الذي يَقهرُ المَسافة، يَرفضهُا علنًا . مَعنىْ أن أُحمَل في القلبِ تَمامًا، لا تَضَيقُ بي مَساحةُ الدُنيا. أن آوي لبيتٍ أعرف أنْ بابَه مُشرعًا لُكلِ إحتمالاتِ مَجيئي وأعرف أنه لا يُوصد مَادُمتُ لديه. وأن الطُمأنينة فعل ثابت، و الشعور أصلُ كُل الحكايات، و المسافةُ كذبة مُشتهاةْ، و الخطوةَ مستطاعة مرهونةً دائمًا بالرغبة . كأنما جَاء ليُذيب الغشاوة عن بَصرٍ عُمي عن نفسه، ليمَحى الخوف الذي كَتبته الأيامُ على جِلدي، يغزِلُ من الكلماتِ أثوابًا، يَملاُ أحدَاقي بِالضوءِ، يَلمسُ القلق ولا يَدعه حتى يتلاشى مِثل دَمعة، يهُبني هيئة دائمةً من السعادة منسدلة على قلبي، و أنا في كُل هذا أقفُ في إنبهارٍ كَاملِ للشعوَرِ الذي كشف لي كَينونة الرُوح التي تَكمُن في هذا الجَسد، جسدُ الإنسانِ الوجل من عاطِفته، المُرتاب من أحاسيسه، المُحمل بِلعنةِ جِراحٍ ليست لَه، لقد تَجاوزتْ بِه التَعبْ، و بِصحبةِ يدَه الأيام الثقيلة، قطف لي ضِحكات حتى مضيتُ أتنزهَ داخل النهارات كأغنية نَاعِمة، وإذا حلّ الليل عابِسًا؛ هَزمَنا عبوسه بِأُلفتِنَا .إنني الآنْ أتجمّل بِما لمْ يُمنحَ لي من قبلْ, بِدهشةِ الكَمال، بكلِ ماكان يَنقُصنِي، بِالوجودِ المُترع بالأمانِ الذي لا يعرِفُ الإستِدَارةْ، بِالخطوةِ المَسبوقةِ باللهفَةِ، بِالإكِتراثِ الذي أنَاله حُبًا، بِالعنِايةِ المفرطةِ بالرِضا، بالقبولِ الذي لم أظن أنه سَيسعُني مَرةً، بِالصوتِ الذي يَعرِفُ ثغراتِ الكَلماتِ، والضحكةِ حينُ تعلو وَحينْ تنأىْ مثل قطة خائفة. أتجمّل بالحُبِ الذي يَجعلُني يَانِعةً من الدَاخل، تَطفو عليّ الرِقة المُخبئةُ زمَنًا. أتجمّل بِالذي ليس عاديًا بالنِسبةِ لحياةٍ كَانت لِوقتٍ طَويل مُؤجَلة، مُعنونةٍ بالحذرِ. أتجمّل بالذي أستحقْ، كإنسانٍ يُرىْ، وَ يُقدَر و لا يتأذى بِعواطِفه النبيلةَ .
.
- نوفمبر 2019
0 notes
3-try · 4 years
Text
78
.
- طرف -
على طَرفِ السريرِ أجلس. ركبتاي ترتجِفانْ، أصابِعي تَحفر نَفسها على الوسادةْ,هُناك شيءٌ خاطئ في الصورةِ التي تتَدلىْ في مُخيلتِي، أعيدُ تَفكيكَها و تركِيبها من جديد، لكن الإحساس بِوجودِ خطأ لا ينفك عن الإصرار و ملء نَفسي بِالإرتباك . أتبعَثر. من إحساسٍ وَاحد، مِن فكرةٍ وَاحدة، أتبعثر مِن شيءٍ ليس أكيدًا بعد، مُتهيأة على الدوامِ للإنفلاتِ من قبضةِ نَفسي، مِن تكرارِ شعور الضياع، لا شيء في رأسي يستقِر في مكَانه بشكلٍ دائمْ، كل شيء، كل ما أعرفه، ما أتنبأ بِه ما أتصوره، ما أملكه من معتقداتْ، ما أعنِيه، ما أدركه، البراهين التي نَشأت عليها حَياتي طوال هذا الوقت تتبددَ، تنكر ذاتها، تنكرني ، تَدفعني لأسقط في فجوة يختلطُ فيها كل شيء. تنمو الغشاوة من جديد؛ مثل شرك يحبس الروح والجسد ، بلا منفذ .
::.
على طرفِ السرير، أجلس . على طرفِ الجسد تجلس رُوحي . أخشى أن تنزلق لمسافةٍ أبعد من الحكاية التي تَدور في الخارج، أن أفرط بالوهم فتصل إلى مكان ليس لَها، أحاول أن أختلق من كل مَا لا يُمكِنه أن يقال إدعاءات غير حقيقيةِ لتثبيتي، أحاول أن أستدعي كُل اليأس الذي أحمله كُرهًا ، لأني أعرف ما يُصيب المرء من الأملِ الرطب، أعرف الانتكَاسةِ الصدِئة. أعرفُ المنحدر الذي يُمكِنه أن يُغير مسار الحِكاية. أتمسك بِالصمت الذي تخبو في الكلمة " أصل الحكاية ". وحدي ألمس الحذر فيها، و أدرك كِيف تبدو حَادة كأنها قَطع، مرغوبة كمال الحُلم، فاصِلة كَالشفق أخاذ و لا يُستعاد منه نَهار، كمصيرٍ لا يَملك أملاً للعودةِ .
::. مجروحة و فزَعة من كُلِ الاحتمالاتِ التي قد تَقعَ، من البدءِ و الانتِهاء على حدٍ سواء، من الرغبةِ التي تتسلق الأقفال، من الرفضِ الذي يقطع استرسال المَدى .
أجلسُ على طَرفِ . على امِتداد شاسِع يبدو فيه العالم فِي مأزق، هناك حيثْ لا شيءَ يبدو كما يُرىْ و كما هُو . لا اكَتمالٌ ، و الحقيقة مثل غزالةٍ تَفلتُ في ركضةٍ لا نهائية من تَصويبةٍ مُحدقة .
1 note · View note
3-try · 5 years
Text
77
.
Tumblr media
مِيلادَ ، مِيلادٌ حَقيقيْ، رُوحٌ في دَاخلِي تَخرج من شَرنَقتها، تتلونْ، بِألوانٍ كَاملةْ، لا يُمكِن أن يُنزع منها شيءِ. كُنتُ مَحبوسَةً دَاخل نَفسي، قلقةً من أن أبدو كَما أنَا، لم أُمنَح الحُريةِ لأبدو بِهذهِ العاطِفة وَ الرقة والخِفة, لكن الآن لم يَعد شيئًا كما كَان. أتغيّر؛ بالإتجاهِ الذي يَجعل حَقيقتِي تتجلّىْ، دُون أن أتوَارىْ خلف أوهامٍ و احتمالاتٍ تَختم على رُوحِي، أتَغيّر بِالطريقةِ التي لم يَتصورَها أحدَ، قَدمتُ تَنازَلاً عن كُل المبَادئِ التي كانت تضجّ في دَمي، لقد فهمتُ أشياَءً قد ظَننتُ قبلًا أني بَلغتُ قِمة الإداركِ فيها؛ غيرنِي التَعبْ، الإرهاق الذي نِلته حتى تَمنيتُ المَوت و لم أقوىْ إليه سَبيلاً . غيرنِي القدر الذي وَاجهتُه بِمفردِي، غيرتَني الوَحدة بَعد الخُذلانْ، غيرنِي السقوط من أعلى قمةٍ آمنة. انتهيتُ إلى مرَحلةٍ من العدمِ جَعلتنِي أتأمل النِثار وَالحُطام و أدخل في حالةٍ من تساؤلاتٍ وَ يقظَة استطعتُ فيَها فهمِ كُل الأسباب التي تَداعت لأكون بِهذه الحَالةْ، ألقيتُ على نَفسي نَظرة من أعلى لأفهم كُل هذا الخراب الذي مَسنّي . الوَجع يصَنعُ من الإنسانِ إنسانًا آخرَ. و الحُب أيضًا، كُنت أُحب. كُنتُ هذهِ كَفيلةً بأن تَحرثُ التراب على قلبِي، كُنتُ أحب بِهذا الجَهل، بِهذا الصَبر، بهذا القهرِ، بِهذا الإيمانِ الذي يَلوي ذراعِي كُلما شَددتُها، كُنت أُحب، بِهذا النَدمْ. بِهذا الشكل الذي جَعلنِي في صفٍ أخير لم يَنتبِه له أحدَ، صف أخير مَرهونٌ بالِإنتظَار. أُحب بالطَريقةِ التي جَعلت جُرح أحدِهمْ كَجراحِ وَالديّ، لا تُغادِر أبدًا تَبقى غائرةِ في قلبيَ. لقدَ كَسرتنِي كُل الأيادي التي قلتُ يومًا أنّي منها بُنيت، و أنّي في خَطوطَها ألمِس أقدارًا سَعيدة. لقد وَطئتْ قلبي كُل الأقدامِ التي فرشتُ لها أيامِي طَريقًا . كُنتُ لسنينَ طَويلة أمنَح الحُبِ، و أتغاضىْ عن الجُوعِ في رُوحِي، أفكر في ضمِير البَقاءِ، و أنسىْ ندبةُ الوحشة في ذاكِرتيَ، أقفُ في نَفسِ المكَان لألوّح وأثبتِ أنّ قلبي جَديرًا بِالمحبة. أنسىْ الألمْ وَ أصلِي لأجل كُلِ الأحبة و الفراغ في يَدي يَبقى كَما هوْ. أُحبِطتْ، لم أنجح، لم أَكن كَافيِة، لم أَكن مُقدرةَ على نَحوٍ تُعرف منه أحاسيِسي و تُدرك ثمُ تراعَى، كُنت خَارِج كُل الصورَ، كَان وَجودي ضبابيًا يتلاشى في إستدارة. توقفتُ الآنْ، لِأُحَب حد الخوف من الإلتفاتَ، لِأقدّر، و أنال اسِتحَقاقِيتي من الحُبِ و القلقِ و الطُمأنينةِ، والعنايةِ و الرأفةِ . لأمتَلك الوجودَ الذي حَلّ برحابة في الضيقِ الذي كُنت أعيشهَ، حلّ بِطُمأنينةٍ وَاسعة نَسيتُ مَعها مَعنىْ الذهابْ، لأعرف شَعور أن أكون البِدء بَعد عُمرٍ طَويل قضيته في خَانةِ التأجيلِ و الهامِشَ, لأعرِف مَعنى أن تُمسكَ بي يدٌ و تناولنِي الرِضا، أن يَهب الشعور كنسمةٍ بَـارِدة على القلبْ، القلب الذي يَبدو الآن كَفراشةٍ مَزهوةٍ من فكرةِ التحليق.
أكبر مَزهوة، ضَاحِكة، مُمتَلئة بِأُغنيات تعذر إيجادُ كَلماتٍ لها من وَسعِ الشعَور. أكبر مُطمئِنة في المساحةِ الرقيقة التي وُجدت صُدفةِ لتكون الراحةُ بعد التعبَ، أكبر و أنساب في دِفء الرغبة التي تُحرك شعورِي في الحَياةْ، أَكبر و أُحب أن الأيام تعكِس أثرهَا على وَجهي، أكبُر دَاخِل رَقصة لا تَملك إلا أن تَميل بِالروح والجَسدِ، أكبر بشَفافيةٍ دَاخل عاطِفةٍ حقيقيةِ ألمس نَفسي بِها، أكبر مُتخليّة عن الندمِ أكثر، مشغولةً بِالإحساسِ الرهيف الذي يَطفو على سطحِ كُل شيء حَولي .
1 note · View note
3-try · 5 years
Text
76
.
.
Tumblr media
نهاية شجاعة . مشغولة عن الندم
اخترت هذهِ المرةْ. لم يكن الأمرُ عشوائِيًا كَالعادة، واندفاعًا في لحظة شديدةُ الإرهاق، لم يَكن للعاطِفةِ شأن بِذلك، كَان نَابِعًا من إرادةٍ كَاملة بِالاستِحقاقْ. اخترتُ ألا أنَسىْ، وَ هذهِ المرةِ أنا لا أُعرِض رُوحي للِإحتراقِ بِل للتِشافِي، للإنتصَار؛ و لأجلِ الخلاص دُون هزائم أخرىْ، أنا أتذكَر. و أمر مِن خلالِ وَجودِه القديمْ دُون أن تنتابُني حَالة من الحِنينِ المُرتبك. أتذكره دون أسى ، أتذكر كُل الأشياء التي كانت مُبِتهجِة بِرفقتَه، أُحبّها، وَ لا أنويّ الخلاص مِنها، لأن وَجوده انتِهىْ، لا أُفكر بِمُحاذاةِ كُل ذكرياته التي تُعيشُ مَعي، أُريد حلّ العقدةِ التي تَربِطه فيها لِتعود الأشياء بِكُليِتَها إليّ، أُعيد هيئة الحياة دُون وَجههِ الذي أشاحَ ألف مرّة، أنكرني ومشىْ على أجزائي حتى تكسرتْ، وَ أعيشُ بِوجهي الذي استحق النورَ ألف مرّة، وَجهي الذي سيبقى حَسرةً في صَدرِ الذي أغلق البابْ. رغبةٌ يَقظة بداخلي للاحتفاظِ بِكل الأشياءِ دُونه، ليس على الخسارةِ أن تتَسع رُقعتَها، ليس عليّ التوقفُ عَنْ فعلِ مَا أُحب لأن مَا حدث كَان حَزينًا و مُخيبًا ، ليس علي التخلّي عن ما أُحب لأنه كَان مُرتبَطًا بِظِله الذي كَان ينمو على رُوحي و توقف، أُريد أن أملك حَياتي من جديدَ، أن يَنتهِي منّي، وأمضي بِمأمنِ أن أشياؤه لم تعد تنهبُني وَجودِي مرّة أخرىْ، لأني أعرفُ جَيدًا أنه أمرٌ شَنيعَ أن تملك حياة تَمضي بِقلقٍ من الانتباهِ.
أريد للشيء الذي يدور في القلبِ - الكوكبِ الذي أحمله - أن يتوقفْ ، عُطلٌ نهائي لا يُمكِن إصلاحهَ. وُ أغادرِ القصةَ، أبقى في مكاني و أقوم بفعل المغادرة، المغادرةِ التي لا آسف عليها، التي تَنزِع مني القُدرةُ على الالتِفاتِ مرةً أخرىْ، مُغادرةً حقيقيِة أسمعُ فيها صَوت البابِ حين يُغلقَ، و النداءاتُ تتكسر عِند عتبتِه و الرسائِل تتوقفُ عن المجيء بِدافعِ الأمَل، و يخسر الإيمان رهانَـه على طاولة كنت أضع عليها عمري كاملًا دون أن أبخس منه لحظَة. أغادر بكل الصبر الذي امتهنته و ردّه إلي إمتهان، بكل التعب الذي جلبه الحضور.
July 2019.
0 notes
3-try · 5 years
Text
75
 فعل مُفرد 
كَان تَواقًا للمُشاركَةْ، يفردُ حَياتُه للمَارةَ، يحاول شَد الانتباهِ بِكم هائل من التَفاصيل المُكتنزِة لَديه في حياتَه، تَفاصيل يَعلم بُكِل إدراكَه أنّها لا تَعنِي أحدًا، و أن بِعضها غَبر ، و مُتسخَ ، و شنَيعَ . توقه الشَديد تَمكن فيه حَتى أغفله عن تَلميع حَياتهَ،أو اِنتقاءِ مَا يُناسِب العرض، كَان يُحاول أن يُؤسس وَجودًا مَبنيًا على مَا يَملكَ. أتسائل، كَم سَيناريو دَار في عقله وهو يَحتفظَ، يؤجل الحديث، يُواجِه هذه الأجزاء الكثيرة من حَياتهَ؟ كم مَرة اندفعت في داخله الرغَبةِ ليقول بطريقةٍ مَا : هذا أنَا لكنّه ترَاجع لأنّه لم يَجد أحدًا يقترفُ فعل المَشاركَة مَعه ؟ مِن وَحدته نَبعت هذه الحاجةِ المُلحةِ، من صمِت البابِ، من شحوبِ الأسطحِ، من وحشةِ المشاجِب، من الوقوفِ المتعب للمَرايا، أفهمُ جيدًا هذا الأسفِ الذي يَعتَليْ صدرهَ و هو يُمارس العيشَ بِفعلٍ مُفردِ، يَحرِمه من الحصول على ردةِ فعل لكل مَايقوم بِـه، لا أحد يَمنعه من كَسرِ الزَجاجةِ اذا غضبْ، لا أحد يُذكره بِالقهوةِ التي تَفور على النَـارِ، لا أحد يَبتسمْ لأنه أعاد الأشياء إلى مكَانِها الصحيحْ، لا أحد يُجادِله على أي حائط تَستندُ اللوَحةْ، لا أحد يَشكو من صوتِ التلفازِ المُرتفعَ، لا أحد يُدير المُوسيقى بَدلًا عنه، لا أحد يَفتحُ الستَائرَ، لا أحد يحشوَ وقته بِالرسائل، لا أحد يَعرفُ نَكهتهُ المُفضلةْ، عاداتهُ الصغيرةِ في الصبَاحْ، لا أحد يَمسح عن جَبينه التَعبْ بعد يَومٍ طَويل، لا أحد يَنهبه أشياءِه لشعورِه بِالمَلكيةِ والانتماءِ، لم يَكن لديه شعور بِالضياعِ، لم تَكن لديه مُعاناةٌ ليفسرَها، كَان مُتعبًا لأنه يَملك حَياةَ تعتمدُ عليه طَوال الوقتْ، تَرتكزُ بِكل شيء عليهَ، كان عليه أن يقوم بِفعل كُل شيءِ ليواجهِ شكَل الأيامِ المُعتادَ، لم يَتدخل أحد في صَنعِ لحظاتـه، كَان هو وَحده على المَسرحْ، يدّعي، يتمنّى، يضحكَ، يَتأمَل، يُسرِف في الانِشغال، يستريحَ، يتكأ، يَلتفتْ، ينامْ، يُمزِق الأوراق، يَشدُ الستائر، يلمحُ ظله يمشي بِالممرات، يُشاهد نَفسهَ، هذهِ حياتـه : حياةٌ تُرى من جهةٍ وَاحدةْ. كَانت حياتُه المَليئة بِه تفيضَ لدرجةِ أنّها تُرىْ من السطَح، لم يَكن أحدٌ من المَارةِ بِحاجةِ إلى الوصولِ إلى العمقِ ليتعرفَ على حَياتِـه، كُل شيء يَطفو في عينَيـهَ، كلماتُه، حَركةُ يَديهِ و هي تَصف الأشياء و اللحظاتْ، التفاتاته التي تُحاول سَرقةِ الوقتْ أكثر مَخافةِ انتهاء لحظةِ المُشاركَةْ، الصوَر التي يَحملُها لأشياءِه القَديمة التي انتهتْ وَبقي أثرَها، كَان مُفرطًا بِالحكايةِ، مُنشغلًا عن كُل الأحادِيثِ الأخرىْ، مُتعلقًا في الَكلمةِ التي ستأتيهِ كأنّه يُحاول تعويض الصمتِ الطويل.
June 2019.
1 note · View note
3-try · 5 years
Text
74
لا شيء 
..
كَانتْ لدينَا حَياةْ ، أو ستَكون لَنا يومًا ما. نحن الذينْ قطَعنا مسافة تعب طَويلة فِي العيش ولمْ نَصل حَتى الآن لِمعنى كُل هذا الطرِيقْ. نَدَفع الوقت بِالتساؤلْ، يَدفعنا إلى حافةِ حقيقةٍ فـارِغة. نحنُ نُمارس اللاشيء، نَحن اللاشيءِ بِصورَتـه المُثلى نَسرِق الوَجود من الحِكايات، نَلبس الوهمْ لِنراوغ أنفسنا ، ندّعي أشياء كًثيرةْ، مساحةٌ فياضة من الادَعاءات حَتى نستطيع الامتثال إلى الحياةِ، الحياةُ التي يَعرفُها القليل الذي لا يفكر . الحياةُ التي تَمر علينا في مَشاهد صغيرةِ، التي تَقفُ على الجَانب الآخر و تضَحكْ ، لأنّنا جُبنَاءْ، مَشدودِينَ إلى القِيد . تنغرِس الروح ��ينا في وَحل الموت، وَ نحنُ؟ ماذا عنّ نَحنْ؟ نأمل في الرغبة. القَفزة الصغيرة التي لم تتعطل حتى الآن في الداخل . نأمل لِتُنقذنَـا. هذا كُـل مَـا بِوسعنا . هذا مَـدىْ صَلواتنـا .
2 notes · View notes
3-try · 5 years
Text
73
.
.
. مذكرة شَخصيةَ . حَبلٌ مُمتدَ لِنشرِ رُوحي المُبللةَ .
Tumblr media
(1)
مُتكومَة تحت الفراشَ، لا أنَام. لستُ أدري كَم بقيتُ على هذه الحالةَ، لقد مضى وقتٌ طَويل وَأنا أقطعُ الليل بِالأرقَ، أتجوّل وسط دفق ليس بِيسير من الأفكارِ و المشاعرَ والتساؤلات التي لا ينجو منها المَرءَ إلا بِحبةِ مُهدئِة، وَسيلةُ الذي خسر قُدرته من شدةِ الإنهاك, أُخبأ هذه الأقراص في دُرجِ ملابسِي كي لا تلفت إنتباه أحدَ، لا أحد سيفهمْ جيدًا هذا التعَب، وهذا اللجوءَ الغير مُبرر بِالنسبةِ للكثير دُليل قاطع على خسارتي على المقاومةَ، شاهدٌ على احتمَالي الذي سُحق، لقد وصلت إلى حدِ الألمِ الذي يجذُ القُدرةِ، يشلُ المعرفةَ، يحدو بِي إلى سَوادٍ، دوائر ظلال تتبَعُها ظِلال، و أنا أتبع العَمى بلا بَصيرة، بلا أدنى أمل بِالهُدى، وحدي من يعرفَ رُغم كُل أولئك الذي شَهدوَا مأساتِي، انِهياراتِي في اللحظِة الغير مُتوقعةَ، سقوطِي البُكائي المُتكرر، لكن الجَميع كَان يُعوّل على القوَةْ، القَوة المدركة من وقوفي المُستميت الدائم، مالم أشرحه لأحد أنّي كُنت في مُكابدةٍ طَويلة مع القوةَ، سنينُ وَأشهر رُبما وَأنا في صراعٍ مع فكرةِ النجاةِ، التي كُنت أحاول بِتبنيها النجاةِ بِأشيائي الصغيرةِ، انتماءاتي المُطمئنةَ ، مُعتقداتِي التي تَنشتلُني من القاعِ، لم أكن أطمحَ بأشياء ثابتة أكثر من ذلكَ، كُنت أريد بقاء الأنا في دَاخلي يَانعةَ،حيث لا يمكن مواسم من الجفافِ أن تحصدُها قبل أوَانها. استطعت في أحيان كثيرةِ من التوازن الذي يحول بيني و بين السقوطَ، استطعت النهوض، التجديفَ، الرقص على الجراحِ، التمرينُ على الخِداع، النمو أسفلِ الصخرة، كُل الأفعال التي تَعني المُضي، الاستمراريةِ، التحرك و مُجاراةِ سير الحياةِ. لكني الآن توقفتَ، أخلعُ كُل الإمكانيات مثل جُندي عائد من حرب ضروس، لا أستريح بل لي نفس رابضة، مركونة إلى الزَاوية، عاجَزة عن مُمارسةِ فعل الحياةِ بِشكل طَبيعي، بشكلٍ مُتعافِي ، هذا الاعتلال يُخرجني عن السياق، يُحرض بِداخلي رغبة وحيدة: الانفِصَـال، الانفصال عن الوَاقع، عن الوَعي، عن الفهم، عن الـإدراك، و المُشاركَة، لقد وصلت إلى مرحلة حرجة مَع ذاتي ، لا أستطيعُ المواجهة، أُريدُ البقاءِ في هذه البُقعة، التي تَساوتَ عندها المُتناقِضات. اخترتُ مُفردة الانفصالَ بِعنايةِ، لأتجنب السوداويةِ في مُفردةَ : الموتَ. النهايةِ الأبدية، الخلاصَ من العذاباتِ التي لا أملك لها من أمريِ شيء. لم يَعد يُنقذني شيءَ، لم أعد قادرة على البدء من جديد في مَسرحية النجاةِ الهزليةِ. لقد مضى كُل شيءِ، الانسانُ بِداخلي لقي حَتفه، كَان يمَشي على الحافةِ زَمنًا طويلًا، ثم هوى في ليلةٍ كَانت مثل الريح التي اقتلعت كُل شيءِ.
(2)
ليُطفأ العالمْ أنوَارهَ، جَوفي مُشرعٌ للظُلمةِ. لا مَواساةِ لي. لِي العدمْ، التلاشي في سكون لي النسيانُ حَتى تذكرني الأرض : و تنهشُ بُكائيَ.
(3) لديّ ضَميرٌ يتألمْ.
2 notes · View notes
3-try · 5 years
Text
72
.
أُمي حَزينةَ. هذه الجُملة كفيلة بِـأن تشرحَ كُل شيءَ. الحياةُ تمَيلُ عن الطريق الآنْ.
May 17.2019
2 notes · View notes
3-try · 5 years
Text
71
.
تَلاشي 
Tumblr media
تطرق في الصمت أطرق في الصَمت . كَمْ مِن بَابٍ يُغلَق بَيننَـا كَم من بَابٍ يُفتح فِي رَأسِهَا. تُحدق في عذابـاتٍ مَـاضيِة أُحدِق في الصمتِ المُهيب لِمُناضِل تَعِب . وَ أتَعب . مَن وجهٍ تتَكسر مَلامِحه فَي يَدي .
كِلانَـا يُقاتِل في سبيل أشياء أُخرىَ كلانَـا يَتحطم على جسرِ التَحمّل كَلانَا مُتهشِم لا يقدر على شيء. نَـذرع الوقت بِالقلقِ بِـالنَدم بِالعدم .
مَن يَهبُني مَوته ؟ تسأل. تنسحبُ من دَاخِلي فِي انطواءةٍ مُضنِية أنَسحب من دَاخِلي - مَعها . تذهبْ هِي بِإثنين و يبقى جسدِي سَاحةٌ فارِغة مِن الوَجود.
2 notes · View notes
3-try · 5 years
Text
70
.
أذى مُشتهى
Tumblr media
سِيجَارةَ مَسروقةَ ، فِي جيب الفتَاة . لا يَهم من أين سُرقتَ . مَشهدُ يكَتمل ، نَهار يَسحب أشعتَه من على الكُرِسي الرمَادِي، الوَاسِع بِالارتِباكَاتَ . شُرودَ يعتِلي الوَقتَ.
تُخرج السِيجارةَ عبثٌ بِتأمَل ، وَ رغبّة مُفرِطة في الفهمَ، في استِيعابِ القُدرةَ الهائِلةَ المحشوَرةَ دَاخل اللفافَـة لِتكون البَطَلـةَ، في نفضِ المَتاعِب. مُنقذٌ، فِي الأزمةِ الشَعورِيـة . وجودٌ، لا يُنقِض الخلَوةْ. شَريكَةٌ تُقاسمَ الصَمتْ، الوَحشةَ، الوَحدةْ والانفعال الذي يُمارس الطَحن في الخفاءَ. حَاجة تُؤخَذ على مَحمَلِ الجدّ، بِحميميَة الذي يألفُ الأشياءَ، و يَمنَحهُا مَكَـانة الخليل الأوفىْ .
بِأصابِعها الصغيرة شَهيّة طِفل للتَعرفِ على اللجوءِ الذي لم يُفسَر يومًا، شرارة : تلقم السِيجارةْ تشتعل من الدَاخل ، تصعد بِها إلى شفتينْ ترتعشَ مِثل كَلمةِ : آسف. تسحبُ نَفسًا تعجِزُ عن نَفثِه، يبقىْ مَكتومًا مِثل كُل الأسرارَ . سُعال، صَدر يمر بِتجربةِ قاسِية .
طَريقةٌ غير مُعتَـادةَ في مواجهةِ التَعاسَـة، الأشياء المُظَلمِةَ، المُضللَة . في الاعتراضِ على المأساةَ. وَسيلةٌ تُمررَ من خِلالهَا الغضبْ الذي تقبض عليّه تَحت جِلدَها . مَنفذٌ لِسيل مُتراكَمٍ من الأحزَانِ، وَالخيباتِ العالِقةِ كَأنّها عَارٌ مُستتَر .
مُقَاومة الأذىْ بِالأذىْ . اِحتراقٌ يُطفئَ احتراقَ . خِيوطٌ مِنْ دُخانَ ترتفَع ، دَمعة تنحدر. ارتبَاكةُ المَرةِ الأولىْ - أُغلِق المَشهدَ .
0 notes
3-try · 5 years
Text
69
::
.
لَم يَكن يَملكُ من الدُنيا إلا نَفسه ، و أنانيته لم تَكن بِرغبتهَ ، أُرغِمْ على اخِتيار نَفسه مَراتٍ كَثيرة ، على أن يَفتحَ الضلعينْ و يَذهب ، شيءٌ مَا في دَاخله لم يعتد أن يكونْ لَـه دَار / و أحلام ، عرِف من الخسائِر ما جعل يَداه تتعرق عند أي مُصافحَة ، ووَجهه يَهيمُ بِالأرضِ ، تلفحَه الهِجرةِ التي يُريدها ، لم يَستطيع العناية بِالعالمْ ، لمَ يستطيع التجاوب مع كُل مَا يُمر بِـه و يَود أن يَكون حُبًا . و لا يَكونْ ، بقي مُنحازًا إلى صَوته الذي يُصلِي وَحيدًا في حُجرتَـه ، و نُفسه ككَفٍ مُندسةٍ في جيبِ صَاحبها ، لا يَخشىْ الجُرح بِقدرِ ما يَخشىْ المَداوة ، لأنّه يَعرف أنّ من السهل مَدّ النصل على أن يعودَ خائِبًا / منطويا في يدّه ، كَانت قسوته تَبطشّ بِالجميع ، و رُغم ذلك لم يستطيع أحدًا التخَلي عنّه كأنّه وصيةُ عزيزَ ، كَانوا متمسكين بِنواياه التي لم يقصدها ، لم يكَن أحدًا مُسالمًا بِقدر ما كَانوا يَسمحونْ له أن يُمررِ تعاستَه من الأيامِ في الثقوبِ التي يُحدِثُها في صُدورهمَ ، كأنّ سعادته في أنْ يَجعل كُل الذين خلفه حَزانىْ، أن يَبصقْ المرارةِ التي لصِقت بِجوفهِ عُمرًا في جوعِ الآخرين إليـه ، قُدرتهَ على الأذىْ تُصيبه بالدَهشة هو الذي لا يَدري مَاذا يفعل بِكُلِ هذا الحقدِ بِقلبِه .
::
Jul 2017 
0 notes
3-try · 5 years
Text
68
.
ليل 
::.
الَنومْ يُغادِر الغُرفة ، الأحلامُ تَنتَعِل حذَائها عند الباب مُتخليّة عن كُل احتمالاتِ العُبور . الظلامُ يلتَصِق بِالجدَارنِ في عناقٍ لا يأبه بالخوف الذي يقفز في صدرِ التي لا تنْام . وَحشةٌ عَالقةِ ، لا يُسمَع حَسيسُهَا إلا من الدَاخِل . كُل شيءِ يَبدو فَضفاضًا، زَائِدًا عن الحاجَة الوقتْ، السريرَ وَ الأرقَ . وِحدة شَاسعة تُرتِب زَاويا الليل بِنداءاتِ خسِر صاحِبها فُرصة إلتِقاطِها .
لَـا تنْامَ . تِلك التي تَنام على رَاحتِيها البِلاد، وَ تحتَشِد بِداخلها شُعوبًـا ضَائِعةَ . تِلك التي تَرعى حُقول الحَزانِىْ تجمعُ السنَـابل قبل أن يَنتثِر الدَمع . تِلك التي عَينَـاها : صناديقُ رسائِل تَنتظِر سَاعيًا لابدُ من عوَدته . تِلك التي تَمشي بِقوافل المُتعبينْ تطَوي الهَزائمْ عن الطَريق . تِلك التَي طَار من قلبِها عصفورًا لِـ مرةٍ وَاحدة ، تَبدو أبديـة . تِلك التي تَفردِ الظِلال للَراحلين كَي لا تُجفِفْ الغُربِـة , مَنابِعهمُ . تِلك التي تَغرفُ مِن دَمِها : أُغنيـات لِجوعٍ لم يَتكلم بعدَ . تِلك التي تَحرِس قصائد العاشقين مَع النجمِ و الكواكبِ التَسع . تِلك التَي تَأخذ على عاتِقهَا كُل الكَلماتِ التي لم تجيء في بالِ أحَد . تِلك التي تُقدم العزَاءِات للآخرين تُزَاول المَواساة بِروحٍ مَعطوبـة . تِلكَ التَي يَفوز الليل بِلحظِتَها الكَامِلةْ ، وَ هي تبدو كَصفيحٍ نَـاعمْ ، وَ مَخدوشْ . تِلك التي لا تَعرفُ كَيف تَنام ، دُون الخَشيةِ من المَوتِ دَاخل كُل الحَكاياتِ المُؤجَلة .
.::
صلاةُ الساعةِ الأخيرةَ : لِيصحوَ الفَجر ، ينزِع عن الغُرفةِ ثِيابِها، وَ تتكَشفْ الرُوح التي تعرّت طِيلَة الليَل . لِيِلمس النَهار، الوجه الحزين الذي لم تمسه يَـدُ، وَ تهرب الأخيلَـة .
0 notes
3-try · 5 years
Text
67
عن إنسانٍ خَائف .
.
على وَجل . كَأنّي حَـالةُ ضَياع تتَخطفها الطُرق، أعرفُ نَفسي بِهذهِ الصَورةَ . لَطَالمُا كُنت الفَزِعة وَ الخائِفة فِي كُل الأحاسيسِ التي أمَلُكَها، فِي الحُبِ كَما في الغَضبْ، في الِاكتِمال كما في النَقص، في الحُزنِ في الوَحشةَ التي تُصيّر الأشياءَ وَحيدةْ ، فِي الوَضوح من شدّة التَوهج، في الَإنطَفاءةْ وَالقدَرة على التَـلاشيِ، في الأمَل الذي لا يَعرفُ الإنِهزام، فِي النَدم، في الِإنتصار الذي تَملكه الحِيرة ، في الفرحَ الجَارِف، فِي الصَمتِ الطَويل دَاخل عَناق، فِي البُكاءِ الفاضح ، في الإدعاءِ الذي يُوهم بِالنَجاة، في التسترِ عن الألم، في الضحكَـة التي تُحدثُ ثقوبـًا في الأيامَ. أخَاف مِن خفةِ النِسيانِ، مِن فرطِ التَذكر و الإعتيـادُ الذي يرفضُ الزَوال، مِن الجَهل الذي يَستعر بِالأسئلة، مِنْ عدمِ كَفايـة الأجَوبـة، مِن عقربِ السَاعةِ الذي يَستدعِي الإنتبَـاه، من التأخير، من الترقب الذي لم تعد هناك لحظة تلائمه، مِن الغُزرِ التي يَفتَحها الإنتِظَار لِتعودَ الجِراحِ مفتَوحة ، مِن المَسافةِ التي تَحتمَل الغيـاب وَ الإيابْ، من المِفتاحِ في يَدي، منَ صوتِ طَرقةِ الباب وَ صَريرهِ، من التَـلويحةِ الأخيرةِ، مِن اللهَفةِ العاجِزة عن الوصَول، من التَكسرَ، مِن خِيـانِة الإيمَانْ لِنَفسه، منْ تضاؤلِ القدرةِ، من الاستسلامِ وَ الخُروجِ من صَورةِ الحَياةَ .
أخَاف وَ أتَناول نَفسي كُل مرَةْ . وَ أعرف الخوفْ كَأصلٌ في كُلِ شَعور، كَرجفة حاضِرة في القَلبِ دَائمًا، كَدوَامةٍ لا تَنتهِي من الدَورانِ، لا تتعبْ، لكنّي أتعب وَ لا أهدأ، و لا أدري أيُ طُمأنينَة يُمكِنَها أن تَجعلني أتَوقفْ عن الخوف.
1 note · View note
3-try · 5 years
Text
66
..
Tumblr media
.
ضَئِيلة. كَان هذا شعوره تجاه المساحَة التي يَشغلها من الوَجود، هو الذي يَصف الأشياء بِقدرتهَا على التَمدد. يقيسُ جَدواَها و عُمرَها بالمَساحةِ التي تُمنحَ لها، هو المُتعب من الامِتلاء، من التَكدس، المُشتهِي للسَعة. يَشعر بِكامل استِسلامه واداركِه لِحياةٍ تَبدو كَقميصٍ ضَاق على صَاحبِه، لِوجودٍ يَراهَ عَاجزًا عن احتِمال أشياؤه المحشَورة دَاخله، عاجزًا حتى عن الاعترافِ بِأحقية وَجوده. لوجودٍ طوّح بِكل آمـاله الذي ظَل عُمرًا طَويلاً مُحتفِظًا بِها كَأغلى مَـا يملَك. لِوجودٍ يَضغط على صَبره بِهذه المساحةِ دُون أن يخشى الغضب الذي قد تتصدعَ له الجُدران.
كَانتْ كُل الأيام تَمضي بِالحنقِ ذَاته الذي يَعرفه في صَدره مُنذ البِدايـة، لم يتغير شيءِ، لم يغادره شعور أنّه محبوسًا بِداخَله و أن الإنسان الذي يرَكض بمساراتِ الحياة ثم يعودُ إلى بيته في نِهاية اليومْ لمْ يَكنْ إلا جزءًا قليلاً من نَفسه، و البقيّة مُكومة في غرفته. لطَالمَا كان مَهزومًا يُدرك قيمِته المُهدرة دَاخل هذا الضِيق. مهزومًا تحاصره هَزائمِه، هزَائمه أشياؤه الأخرىْ التي لا يملك أيضًا فُرصةً الانكسار لَها؛ مَحكومٌ بِألا يُبدِي انِهزَامَـه.
يحلمُ بالحَريـة، حُرية منحه حق أن يَكون، دون أن تُضيّق الخيارَات عليّه، أن تَتمدد رُوحـه دُون أن تعبّأ بالمساحة لأنّها تَملك وَجودًا كَاملًا .
.
0 notes
3-try · 5 years
Text
65
.
في العُمق: عَاصِفة صَمّاء
Tumblr media
.. 
عن الرتابة . عن التآكل الذي يحدث بِتأنٍ مُبالغ فِيه، و لا يكَاد يَبين، عن الخدر الذي يغشى الرُوح، التَنمل الذي يُصيبُ تفرع الأحاسيس، حَتى تَخلتّ عن دَورها في الشعور، في إِحداث الإنفعال و الارتباك، عن العُطل في القُدرةِ على الحلمِ، على صُنِع آمالٍ أو أوهام، تَركض دَاخلها قصصٌ جَديدِة. عن العُطب الذي ينَـال من الإنسانِ في الدَاخل، يُعيدُ تَدويره لِكائنًا بَلاستيكيًا خَاليًا من القيمةَ الخالصةُ لِنفسه. عن السأم المُتكرر، لأن كُل شيء يَحدث، لأن لا شيء يَحدث، عن البحث المُقيت عن الدَهشة، عن السؤال الذي لا يَنفك عن الدوارن: مَا نَفع اللحَظة ؟ وَ هي تَطفو على السطَح، تَكاد لا تُلمس، عنْ العـادِية التي تُمارسِ الإستمرَارية. عن العبثيةِ وَ التخبط ، و التِيه الذي لَا يُفكر بِالتراجِع إلى الهُدى. عن المُحَـاولةِ التي تَسقط من علوها، عن الهُوة التي تتسع للإحباطِ كُل مَرةْ، عن اليأس، اليأس من الوصول، الذي لم يَعد مُحرضًا على البُكاء، لَأن الخسارة تَوقفت عن كَونها معضـلةْ، عن البلادة التي سحقت المعنى و الجدوى في طَريقها، دُون أن تأتي بِالندم. عن الندم الذي كفّ عن الحضور لأنّه مُصابٌ بِالكَسل. عن الفَـشل بُكلِ جَدارتِـه في صَيدِ الفُرص. عن الضَجر الذي يَشرح إدعاءات حُدوثِـه كَوَاقعةِ لَابُد مِنها . عنَ الـ " لا أدري " التي تُنصب في مواجهة الأسئِلة، عن اللاشيء الذي يتسيدُ الوقتْ. عن النشوة التي تَخفت سَريعًا، عنْ الشغف المُتعب من التَرويِض، عن الأمل الذي انتهت صَلاحيته، عن التَمني الذي لم يجد لِنفسه غَـاية، عن الرغبة و هِي تَخلع رِدائهَا عنْ الحَياة. عن الحياة وهي تقف جَانبًـا. عنْ كُل هذا أُريد الحديث؛ لكنِي لا أملك وَزنْ كَلمة .
0 notes