Tumgik
mn-6 · 6 years
Photo
Tumblr media
لما صار عمري ٣٥ سنة وانا مش متزوجة، قلت فرصي، وصار اي حد يدق بابي هو فرصة عمري واذا رفضتها راح اقضي بقية عمري “معنسة” وعالة. بس انا كنت غير!
كنت بلا فرص اصلا لاني كنت مشوهة الوجه. وجهي فيه وحمة كبيرة لونها بني ماخدة نص وجهي ورقبتي واذني اليمين، وكانوا اولاد المدرسة يسموني سوسن المشوهة.. سوسن السودا.. سوسن البنية…
لهيك تركت المدرسة بعد الصف العاشر، وما حد اهتم اصلا اني اكمل تعليمي، امي انبسطت وعلمتي كل شغل الدار، صارت تطلع وتركن علي. مرت الايام وكبرت وكنت اشوف الناس بتنجز بحياتها وانا مكاني، لا دراسة ولا عيلة ولا وظيفة، وغير هيك محبوسة في البيت لانه الناس ما بتحب تشوف وجهي المشوه وبخافوا مني وما برحموني بتعليقاتهم واسئلتهم.
ضلت على هالحال، اقعد عالشباك من ورا البرداي اتفرج على الناس الرايحة والجاية.اراقب الاطفال الصغار، كنت احبهم كثير واحب اطلع على حركاتهم وكيف بمسكوا باهلهم وكيف بركضوا عليهم، كيف حبهم صافي وما بهتموا بشكلك وبحسوا بس بحبك وقلبك. تعلمت خياطة وصوف وصرت اشتغل لاولاد اخواني يلي كنت احبهم كثير وعلى طول يضلوا عندي بس اهلهم ينشغلوا ويطلعوا مشاوير، كنت احب ريحتهم واحب احضنهم وكنتوباتمنى اصير ام وعند اولاد يحبوني واحبهم…..ضلت اراقب من الشباك لغاية ما دق بابنا واتقدميلي شب، ما بعرف كيف، يومها امي طارت من الفرحة وصارت تزغرد وطبعا ابوي موافق على رايي امي قبل ليعرف او يشوف الشب او يسأل عنه او عن عيلته، وانا صاحبة الشأن ما حد سألني ولا اهتم برأيي ولو على اهلي كان نفسهم يحكولوا خذها وروح.
وافقوا اهلي وما طلبوا شي من حقوقي، لاني مشوهة ومنيح يلي اجى على حاله وقبل فيي. لا مهري كان مهر ولا عرسي كان عرس ولا بدلتي يلي شحدتها حماتي ام العبد من الناس كانت بدلة، اصلا بكفي انهم تنازلوا وخطبوني لابنهم اكرم، اكرم كان عامل باطون، عمره47سنة، حشيش دخان، لسانه وسخ ومش محترم ابدا، بس كان بنظر الناس واهلي انه يا حرام كيف بقبل ياخد هالسودا ويتزوجها. تزوجت بظرف اسبوعين بدون ما افتح ثمي او يكون الي دخل، الكل بخطط وبحط وبشيل وقرارات وانا واقفة زي الخيال وكأني مش العروس. تزوجت اكرم وصرت في بيته وحياة جديدة مثل الحلم وكأنها ما بتخصني. بعد العرس بشهرين اخذتي ام العبد على جمعية الامومة والطفولة عشان تشوفني بجيب اولاد والا لا، وطلع عندي متلازمة تكيس عالمبايض، وهو مرض شائع وقابل للعلاج وطبيعي اي ست باي مرحلة من عمرها تنصاب فيه، المهم اعطتني الدكتورة العلاج وهو كان عبارة عن كورس حبوب منع حمل. وبس روحنا حماتي ضلت تصرخ وتعيط انه انا عاقر وما بجيب اولاد، وانه ما بستاهل اني اكون غير خدامة وكلام وسخ وجارح كثير. يومها حسيت بصدمة وما استوعبت انه هدول هم يلي بدي اعيش معهم. اما اكرم فكان ساكت بمعظم الاوقات، امه بتقرر عنه كل شي وشو ما تحكيله بنفذ بدون تفكير، ما قعدت معه وما اتعرفت عليه لانه اغلب وقته طالع وبضل عند امه بس يروح بطلع عالبيت للنوم بس ويا دوب بحكي معي، وكلامه كله اوامر وبدفاشة. اكرم كان عصبي كثير، ومجنون وبعصب عاي شي تماما كانه طفل صغير. كان يعصب يصير يصرخ ويسب، والكل بهرب من قدامه، اولها بلش يكسر الصحون والطاولات واي شي قدامه بعدين صار يمد ايديه علي، خاصة بس ام العبد تحكيله عني كلام ما بعرف شو هو. حياتي كنت فيها خدامة لام العبد وبناتها ولاولادها بالنهار، وخوف وآلم ودموع و تكسير وخبط وصراخ ومسبات وضرب بالليل …..
انا كنت اصرخ والكل كان يسمع صوتي، اخوانه يلي فوقنا ساكنين واهله يلي تحتنا بس ولا حد جرب يدخل ويسأل شو فيه، حتى بيوم ضربني عوجهي وعلم وبس نزلت ثاني يوم اخدم ضيوف حماتي قالت لو ما بتستاهل ما بضربها، ابني خلقه ضيق ولازم تتحمل، انا فعلا كنت متحملة وصابرة، احاول جهدي اني اكون منيحة معه وادير بالي عليه بس هو كان ما يتقبل وان تقبل، اي شغلة صغيرة بتخليه مجنون، يعني يومها كان ضاربني لاني مو ملحة الاكل كفاية.
ضليت اتحمل واداري هيك سنتين واحكي يمكن يمكن يمكن… يصير منيح هو بحبني لما يكون رايق بس المشكلة ما بكون رايق ابدا إلا صدف. يوم روح من شغله متأخر جارح اصبعه، قلي اغسله اياه واحط عليه دوا، وبس حطيت الدوا شعطه الجرح، قال ليش اخلي الجرح يشعطه، وك شو دخلني انا….وهو يشلح القشاط ويبلش فيه جلد ع ظهري، يومها الوجع يلي حسيته كان فظيع، كان مستوى جديد ومؤلم جدا من الألم ما كنت اتخيل انه موجود، صرخت كثير وكل الدنيا سمعتني بس ما حد فكر حتى يسأل، الكل يقول بتستاهل!!!
ثاني يوم الصبح، سحبت حالي بكير وما في حد صاحي، وطلعت عند اهلي، حكيت خلص لازم يعرفوا ولازم يدخلوا، يا بوقفوه عند حده يا بتركه، لاني عنجد مش قادرة اتحمل اكثر ، تعبت وانا احاول واتحمل. كثير تعبت وبطل عندي صبر لاكمل هاي الحياة، بس هداك اليوم يلي سمعته وشوفته عند اهلي خلاني انسى وجعي واحكي يا ريتني ما روحت ولا حكيت ولا شوفت يلي شفته…
وصلت عند اهلي، امي تفاجأت فيي وعلى طول حكتلها هيك هيك وفرجيتها ظهري، طبعا خافت من منظره، بس ردة فعلها كانت غريبة…قومي ارجعي لزوجك…داري عيوبه…ما في تتطلقي…صون بيتك وما تطلعي هاد الحكي لبرا، ولازم تتحملي وتصبري على زوجك وهو سندك وحياتك انكتبت معه وهو منيح بس انتي لا تستفزيه وبيتك سترك وغطاك…ولا تحكي لابوكي بلاش يعصب عليك!!! انصدمت من كلام امي، ولما اصريت احكي لابوي قال كلمة وحدة الي: بترجعي محملة ولا بترجعي مطلقة. واتجرأت اقولهم اني راح اشكي عليه اذا ما ساعدوني وهون ابوي مسك شعري وقالي اذا بتشكي عليه انا يلي راح اشلح القشاط واضربك فيه،زوجك هاذ وبيتك وما في الك رجعة لعنا.
قلبي انكسر وانصدمت باقرب الناس الي، كيف هيك هنت عليهم، وكيف حتى ما حاولوا يحموني ولا حتى يسألوني ليش هيك، ما تعاطفوا معي حتى، نفس الكلام لو ما انتي عصبيته ما كان ضربك. ما قدرت اتحمل كلامهم وطلعت وروحت، ميلت عالصيدلية اشتريت اقوى نوع مسكن موجود حتى اخفف آلم ظهري، بس قلبي وروحي يلي سمعت صوتهم بتكسروا ما كان في اي نوع دوا ممكن يخفف وجعهم. كان الكل لسا نايم طلعت على داري وحضرت فطور لاكرم وصحيته، صحي وبس شافني موجوعة راح جبا دوا للجروح وحطلي منه، حسيته مفصوم، ما قدرت ابكي حتى ولا أتألم ولا اقدر حنيته وحبه علي!!! فقدت الشعور تماما، شو ما ضرب شو كسر شو ما حكوا. صرت اصحى اعمل شغلي واخدم حماتي ام العبد مهما حكت بطل يأثر فيي، واستنى اكرم يجي الليل يا يضربني يا يبهدلني ويقل قيمتي يا يكون منيح انا وحظي، بطلت احس هاد بوجع والا لا ،هاي حياة والا لا. اهلي بطلت اروحلهم وهم يا دوب كل اسبوع يرنوا علي تلفون وبرمضان يعزموني ويجوا على العيد ربع ساعة وبس. وامي تحكيلي جيبي ولد بلكي حن عليك، طبعا انا كنت تعالجت من زمان بس استمريت على حبوب المانع بحجة المرض عشان ما اجيب منه ولد يعيش قرفه وبخله وتعنيفه ويرجع قلبي يوحعني من اول جديد.
بليلة سودا ما فيها ضو قمر، اجا اكرم على البيت متأخر كعادته، وحطيتله عشا، وقال ليش البصل مقطع شرايح وهو بدو اياه دوائر، وفجأة تحول لغول او وحش وقلب الطاولة شلح قشاطه، وكان قشاط جديد له حديد كبيرة من قدام، وبلش يخبط فيي… انا من وجعي قمت وصرت الطش فيه كفوف، ادافع عن حالي، هو انجن بزيادة، بلش خبط عوجهي واجا حديد القشاط على عيني، يا الله شو وجعتني، حسيت روحي طلعت و رد خبطه بوجهي، بعدين خبط راسي بالحيط وغيبت، قمت بعد حوالي ساعتين، صحتين لقيت شعري مقصوص ومبعثر عالارض ودمي ملي الارض، فتحت عين وعيني الثانية حسيت حالي فقدتها بتنزل دم ونافخة كثير، اسناني بوجعوني ، وجسمي ما في مكان الا بوجعني، ضليت نص ساعة لقدرت اقعد. وبكيت…آاااااااه بكيت كثير هديك الليلة بكيت سنين من العذاب… حسيت قلبي من الوجع رد صحي، تمنيت لو اني متت وارتحت، بكيت حوالي الساعتين بعدين مسكت التلفون، على مين بدي ارن، اهلي يلي حكولي دبري حالك، واصبري واتحملي، رميت التلفون وحكيت خلص لازم الاقي حل، استجمعت بقية الروح يلي ضلت فيي وقمت غسلت الدم يلي معبيني ولبست، وصليت ودعيت ربنا يسهل اموري ويبعتلي مين يساعدني ويلهمني شو اعمل، لبست عباتي وحطيت شماغ على راسي ولفيت وجهي فيه، فكيت عصاية المكنسة واستندت الها، اخذت المصاري يلي كانوا في محفظة اكرم واخذت مفتاح البيت من جيوبه وسحبت حالي واطلعت وسكرت عليه الباب.
هذيك الليلة ورغم وجعني تحركت وانتفضت. قعدت عجنب الطريق، فكرت شو بدي اعمل، انا بحاجة حد يكون قوي، اقوى من ام العبد واكرم، اقوى من اهلي وكلام الناس، حد ياخدلي حقي ويسندني، بس مين?!! اطلعت عالشارع عالبيوت يلي ابوابها مسكرة عالمحلات المطفية عالرصيف الفاضي والبارد، وين اروح وكل الدنيا مسكرة بوجهي، ارجع الى جحيم اكرم واستنى اموت، اهرب واضل بالشارع، ارجع عند اهلي عشان يرجعوني عند اكرم! اروح اشكي للشرطة ويلي بدو يصير يصير! شو اعمل!!! يا رب…خلص ما في غير الموت ارجع استناه لعل الموت يكون رحمة الي! استندت على العصاي ووقفت ورفعت راسي للسما، قبالي كان في مطعم كبير اسمه هاشم، وبس شوفت اسم هاشم شعرت انه طاقة الفرج انفتحت. هالاسم كان مثل النور يلي ضوا عتمة هالشارع، مثل الباب يلي فتح بعد ما سكرت ابواب الحياة بوجهي، وكأنه هالاسم اعطاني الروح لجسمي مكسر، الامل اني اخلص حالي شفته بحروف هالاسم….
قمت ومشيت بالشارع، شكلي كان مخيف او مريب، حاولت اوقف تكسي، كل تكسي يوقف يشوف حالتي وجهي المنفخ والدامي، يخاف ويهرب، ثلاث تكاسي لبين ما وقف واحد حكتله داخلة عليك يا اخوي توصلني والله انا مظلومة الله يخليك وبعطيك اجرك كامل، لبين ما رضي وطلعني للمنطقة يلي ساكن فيها الشيخ ابو هاشم. ما بعرف كيف تذكرته، بس اسم المطعم خلاني اتذكره، هاد الشيخ ابو هاشم كان زلمة كبير من عيلة اكرم، معروف كثير اله وزن واحترام وواصل واله منصب بالدولة ما بعرف شو، اول ما تزوجت روحنا على قصره كلنا كان عامل غدا كبير لانه زوج ابنه، وانا كنت بحفظ منيح وحفظت شكل البيت واسم المنطقة، حكيت خليني اجرب بلكي ربنا رحمنا. ويلي ذكرني فيه بس شفت اسم هاشم، انه كاين موزع لحمة وباعت لام العبد حصة منيحة ظلت يومين تدعيله فعلق اسمه براسي، وربنا الهمني بهديك اللحظة وانذكرته. وصلنا،قريب الفجر تقريبا، وسألنا عن قصر الشيخ ابو هاشم دلونا عمال النظافة.
بس وصلت طلع الباب والسور اكبر من ��لعمارة يلي كنت ساكنة فيها، خفت ارن وما يخلوني اشوفه، قعدت عجنب استنى بس يطلع ع شغله اشوفه واحكيله، قعدت عالرصيف استنى وما بعرف كم مر من الوقت، فجأة فتح الباب الكبير وطلعت منه سيارة، ركضت عليها ورميت حالي قدامها عالارض، نزل الشوفير يعطيني مصاري هون انا نزلت على رجليه وحكتله داخلة على الله وعليك، بدي ابو هاشم داخلة عليك، وفعلا نزل ابو هاشم من السيارة لما سمع صوتي، مسكت بطرف ثوبه وقلتله داخلة عليك مظلومة دقيت بابك با ابو هاشم، جيتك ارجوك تخلصني من عذابي وصرت ابكي، لما شافني هيك قالي قومي، ابشري وصلتي، وان شاء الله ما بترجعي الا راضية.
دخلني القصر، ونادى ام هاشم، مرة مقدرة وفهمانة وبنت اصل، شافتني هيك، بدون تسأل اخذتي واعطتني اواعي مرتبات ولما كشفت وجهي وشيلت العباية عشان اغير انصدمت هي بشكل جسمي، حكتلها قصتي وصرت ابكي، ما قدرت وصارت تبكي هي كمان، وطلعت حكت لابوهاشم. ما في ساعة الا هو دكتور قرابة الهم جاي لما شافني قال هاي لازم اخدها عالمستشفى يمكن يكون معها نزيف داخلي او كسور، فعلا اخذوني وعاساس كل شي ما يتسجل الا باذن ابو هاشم، ضليت بالمستشفى يومين، عملولي كل الفحوصات وصور ورعاية واهتمام، طلع عندي كسور بالضلوع وشعر بعظمة الحاجب وما في نزيف داخلي، عيني سليمة وبقدر اشوف فيها بس يخف التورم. ام هاشم كل يوم تيجي تزورني عشر دقايق وتروح، بعدين طلعت لعندهم عالبيت وكانت مجهزيتزي غرفة خاصة وملابس جديدة وادويتي موجود، عند وقتهم تيجي وحدة من يلي بشتغلوا عندها وتعطيني اياهم. اول مرة بحياتي بحس اني انسانة وانه في حد بحترمي وبحاول يخفف عني، اول مرة بحس اني التشوه يلي بوجهي مو وحكتلي نامي هسا، كان تخت بجنن، بيت ما عمري حلمت فيه، بعد اسبوعين، تحسنت وصرت اقوم واقعد لحالي، بيجي ابو هاشم ومعه واحد اسمه الباشا ابو زياد، هو رتبة بالجيش، بكون من عيلة ابوي، انا طبعا ما بعرفه، ويمكن ولا ابوي بعرفه، اجوا علي وحكولي احكيلنا شو صار معك وشو بدك، احنا لازم نعالج مشكلتك هسا، الك مدة ما حد بعرف عنك شي، حكتلهم عن اكرم وعيلته وكيف كان يضربني، وحكتلهم كيف اهلي رفضوا اني انفصل او يحلوا مشكلتي، حكيت وبكيت وحكيت كل يلي بقلبي، وحكتلهم ما بدي شي غير انفصل واهلي يتقبلوني.
ثاني يوم العصر، لبستي ام هاشم عباية مرتبة وطلعتني على غرفة كبيرة زي مضافة، كان ابو هاشم والباشا ابو زياد قاعدين، دخلت وقعدت محل ما حكولي، واذ ام العبد واكرم داخلين، وهي بس شافتني بلشت تسب وتطعن فيي، بس عطول ابو هاشم نهرها وقالها هاي ضيفتي وكرامتها من كرامتي، هون بلعت ريقها ام العبد، ما بقدر انكر اني من جواتي انبسطت انه كسر عينها واني شفت الخوف بعيونها يمكن لاول مرة، اما اكرم ما اطلعت عليه ما كنت طايقة اشوفه او اسمع صوته او اشم ريحته، دخلوا اهلي بعدين وكانوا عارفين اني هون، الباشا متواصل معهم وجايبهم، قعدوا كلهم ساكتين ولاحد فتح ثمه، كلهم بطلعوا فيي بدهم يخنقوني، يصرخوا علي ويهنوني بس ولا حد فيهم قادر، كلهم بستنوا عقابهم ونظراتهم بلوموا فيي اني فضحت افعالهم. بعد سكوت، تكلم ابو هاشم حمد ربنا وصلى عالنبي وقال: انت يا اكرم ما اكرمت زوجتك وهنتها وما حافظت عليها وما اعطيتها حقوقها واهدرت كرامتها وعزتها، فوق هذا ضربتها ضرب مبرح خارج عن كل عرف ودين. صارت ام العبد تدافع عن ابنها واتحكي نفس الحكي انه هو عصبي ومسكين وانا ما عرفت اتعامل معه وكنت استفزه بسوء شكلي وقلة طاعتي، واكرم ساكت ولا كلمة. بذكر ابو هاشم عصب من كلامها وقالها اذا كان كاره لها يطلقها، يقتلها احسن!! سكتت وما قدرت تحكي. سألني ابو هاشم شو بدي، جاوبته اني ما بدي شي غير طلاقي منه. بس المفاجاة ما توقعت انه اكرم يرفض ويطالب فيي وفي طاعته!! هون ادخل الباشا ابو زياد وقال بصوته الجهوري والغليون بايده، طال اوراق وملفات وحطهم قدامه، هذه الاوراق فيها تفاصيل حالة سوسن وكيف ضربتها، اذا ما طلقتها، بترفع عليك قضية شروع بالقتل، بتابعها بذاتي وبحرص كل الحرص انه تنال اقسى عقوبة. اسودت وجهوهم وقعد اكرم ولا كلمة وصفن بامه، قامت ام العبد ومسكت اكرم وقالت بكرة الصبح بطلقها واسمحولنا وظلت طالعة هي وابنها وكانت اخر مرة بشوفهم فيها.
اطلع ابو هاشم باهلي يلي كانوا صافنين وقال: سوسن بنت طبيعية ان كان ربنا بلاها بشكلها، وكان معها هاذ التشوه المفروض عليها، فهذا لا يعني انها مش بنتكم وانه طلاقها من ذاك الانسان المتوحش نهاية العالم، الها حق تعيش مكرمة مصونة تأمن على حالها، الطلاق شرع ربنا حلله منشان يرحمنا، اذا كان حلال ربنا كيف انتوا تحرموه، سوسن ضيفة عندي لتشفى وتصير تقوم بحالها، وبس تتعافى بوصلها لدارها. قعدوا معي اهلي شوي بعديها، كانوا ندمانين كثير، امي وابوي بكوا علي وعلي صاير فيي وطلبوا اسامحهم لتقصيرهم، حاولت امي تبرر انه خوفهم علي وخوفهم من كلام الناس هو يلي خلاهم يحاولوا يحافطوا على زواجي، سامحتهم و رضيوا عني وروحوا.
ضليت في بيت ابو هاشم قريب الشهرين لبين ما تعافيت منيح، حبتي ام هاشم واكرمتي وحسستني بانسانيتي يلي ضاعت مني. بعد ما روحت بيت اهلي ضليت ازورها كل فترة، كانت تشغلني بشوية شغلات صوف وخياطة وتعطيني بدالهم اجرة، ما كنت أحس حالي محتاجة وعالة كنت أحس اني انسان بتعب وبياخد اجرة تعبه.
ام هاشم عزيزة علي كثير، كنت أحبها واثق فيها، بعتتلي مرة اجي ازورها، لما رحت حكتلي: شوفي يا سوسن، انا ما بدي الف وادور معك، الموضوع انه في شب من شباب ابو هاشم، توفت مرته قبل ثلاث سنين وهو عنده بنتين صغار، وانا حكتله عنك، وحكتله انك ذقتي ظلم بحياتك ما راح يخليكي تظلمي حد، هو ما بده يتزوج عشان بناته بس انا اقنعته يشوفك، شوفيه، الزلمة جدع وأبو هاشم مدحلي اياه وان ما عجبك خلص، هيو قاعد جوا، هسا بناديه. انا من لخمتي ما حكيت ولا كلمة، وما اعطتني مجال حتى افكر. فات رجل اسمر كثير طول بعرض، كان شكله نوعا ما مخيف وقاسي. قعد قبالي و قال ما شاء الله، انتي سوسن انا حاتم، ابو صقر… يا الله بس حكى، حسيت قلبي دق، حسيت خوفي من شكله القاسي راح، صوته كان حنون كثير نظراته لطيفة وطريقة حكيه مؤدبة وموزونة. حكى عن حاله وعن بناته وكيف انهم اهم شي عنده حكى كثير، وانا بسمع، قالي بالاخر: بوعدك ان كنتي من نصيبي اكرمك واصونك واسعدك معي وما اقصر فيك. هذا النوع من الكلام اول مرة بحسه. طبعا انا رفضت لانه فكرة الزواج كانت مرعبة بالنسبة الي، بس ام هاشم اقنعتني واشترطت عليه يعملي عرس للاهل والبس بدلة بيضا واخد كامل مهري قبل لافوت بيته. وافقت واتزوجنا، طلع كثير حنون علي، حبيت بناته وحبوني، غلبوني شوي بس مشيت الامور وربنا اكرمنا بصقر. كل الناس كانت تشفق على حاتم، ل��نه اخذ المشوهة، وين كنت اروح كنت اسمع كلام بس طيب معدنه خلاني اتجاوز محنتي واتجاوز كلام الناس.
مش عيبي اني انخلقت هيك، انا مالي ذنب حتى الناس تعاملني بفوقية وشفقة، انا طبيعية بحب وبكره وبحس، وهاد الشي ما بخلبني انسانة من درجة مختلفة، المجتمع المعاق بتفكيره ويلي بعامل كل صاحب اعاقة بنوع من دونية لازم يتغير، احنا كلنا بشر ما في داعي نعاني بسبب اختلافنا، الاثر يلي ضل على جسمي كل يوم بذكرني بوجع، الرعب يلي بحسه كل ما زوجي يفوت البيت، الخوف يلي بتملكني كل قعد جنبي او نادى علي، الألم يلي بتملكني كل ما اشوف شارع فاضي. قصتي كانت طويلة بس الحمد لله في نهاية قدرت انقذ حالي من مصير اسود ومن موت محقق و ربنا عوضني باحلى عيلة في الدنيا.
انتهى
منقول
668 notes · View notes
mn-6 · 6 years
Photo
Tumblr media
طنش !
150 notes · View notes
mn-6 · 7 years
Photo
Tumblr media
463K notes · View notes
mn-6 · 7 years
Photo
Tumblr media
6K notes · View notes
mn-6 · 7 years
Quote
غَضّت بَصَرها لكنّ قَلبها التَفت
(via menasha3er)
3K notes · View notes
mn-6 · 7 years
Photo
Tumblr media
990 notes · View notes
mn-6 · 7 years
Photo
Tumblr media
左 撇子
77K notes · View notes
mn-6 · 7 years
Photo
Tumblr media
لا تكن إنساناً عادياً ..
406 notes · View notes
mn-6 · 7 years
Photo
Tumblr media
393 notes · View notes
mn-6 · 7 years
Quote
هل اعتراك ذلك الشعور؟ أن تريد الرحيل إلى مكان جديد تمامًا وتغدو شخص مختلف كليًا؟
 هاروكي موراكامي (via readingroompdf)
2K notes · View notes
mn-6 · 7 years
Photo
Tumblr media
574K notes · View notes
mn-6 · 8 years
Photo
Tumblr media
عليك السلام في كل مرة تمر على البال ولا تأتي 🎻
1K notes · View notes
mn-6 · 8 years
Quote
I will love you every day we have together and every night we spend apart.
Tina Tran, This I promise you (via absentions)
7K notes · View notes
mn-6 · 8 years
Photo
صباحوو 🌸
Tumblr media
25K notes · View notes
mn-6 · 8 years
Photo
ابي الدفا الي بهالمكاااااان ☹
Tumblr media
5K notes · View notes
mn-6 · 8 years
Photo
Tumblr media Tumblr media
4K notes · View notes
mn-6 · 8 years
Photo
Tumblr media
10K notes · View notes