أدركت أنني وحيدة ، عندما كان داخلي مكتظا كنت على حافة الإنهيار، لم أرد التخلي عن الحياة فأردت أن أشعر أن هناك أحدا يربت على كتفي ، يقول "أفهم جيدا ما تمرّين به" أردت ربما مواساة ولو كانت زائفة، لكن عندما فكرت مليا لم يخطر ببالي أحد لأتحدث إليه شعرت أنني لو لجأت لأي أحد حولي سأكون متسولة للشفقة … كم أكره ذلك الشعور
من العجيب أنني أستطيع أن أشعر بالكره والحال أنه قد مضى وقت طويل لم أبذل فيه جهدا أو أهدر فيه طاقة لأشعر بشيء 🌿
الوضع يؤلمني بشكل دائم يقتل شيئا ما بداخلي يجعلني اذهب نحو الجنون، رغم انني تعودت إلا أن هذا الدمار قاتل في كل مرة ينهش جزءا مني في كل مرة يمزقني إربا وفي كل مرة تتضائل دائرة النور حولي
أحاول إيجاد منفذ على الدوام إلا انني بلغت محاولتي الألف دون جدوى، أشعر وكأن الكون كله إنطبق عليا ويعتصر ما تبقى مني وأشعر أن جميع البشر لا وجود لهم أمامي
إحساس يدفعني للجنون فعلا، أكاد أجزم انني في جحيم لا رحمة فيه إطلاقا و فيه ظلام بحجم السماء به فهل من منفذ قريب أو طريق ينير عتمتي هذه يا رب النور و الظلام
كتبت: فاطمة بحر
مجرد أقنعة جلدية يغيرها كل منّا بشكل مستمر، هناك مَن تتغير تعبيراته وملامحه على حسب الموقف، لكن هناك من يُجبر على ارتداء أقنعة ليست له، ما أصعب أن ترتدى قناع تلك البسمة المزيفة بشكل معتاد بينما خلف ذلك القناع روح محطمة، مشاعر مبعثرة لا تمت لذلك الباسم الضحوك بصلة، دموع محتجزة تأبى الهبوط، قناع النضوج السخيف خلفه يبقى الطفل الصغير الذى يريد البكاء بل الانهيار، يصفه وبشدة مقوله…
"أتعرف ما الذي يجعل المرء منطفئًا في مقتبل عمره ؟".
لم يعطني فرصة للإجابة وكأنه يريد البوح بنفسه وأكمل قائلًا:
الإنتظار !،
أن يبقى الإنسان معلقًا على قوائم الإنتظار طويلًا،
الوقت يمر وشغفه تجاه الحياة ينهار، يتآكل ويتداعى ولا يلاحظ بينما يركض خلف أشياء ليست له من البداية، ويظل ساعيًا في طرقات خاطئة ينتظر شخصًا، فرصة جديدة، أو ربما ينتظر عودة نفسه بعدما تمادى في سلك الدرب الخاطئ وأصبح يجهل من يكون ومن هذه النسخة الغريبة منه في المرآة..