حبيبتي التي هي ليست حبيبتي بدأت تمتغص من ألمي، تنفر منه وتشمئز منه، وكأنهُ قيء، تقول لي، لا شيء يستحق الحزن، ابتهج كُن سعيدًا، في النهاية جميعنا سنموت، ولكن حبيبتي انا جثة! حبيبتي انا ميت، ربما ترينني الأن أقف أمامك، ولكني لستُ هناك، ما ترينه هو مجرد لحم وعظم، بلا روح، لقد كنت ميتًا منذ الأزل، خُلقت على تلك الشاكله، بهذا الحزن البشع وهالتي السوداوية تلك، لم أختر ما انا عليه.. لقد خلقت لتجسيده.. لأكونه، ولقد حاولت، أقسم لك حاولت بكل الطرق أن أكون شخصًا عاديًا، شخصًا يُمكننه الشعور بالسعادة ولا تفوح منه رائحة الحزن من كل اتجاه، ولكني مسخ، لا أحب مجالسة الناس ولا أجد في رفقتهم أي راحة او سعادة، لا أستلذ الأشياء بل أقوم بها كواجبات حتمية علي أن أقوم بها كي أكون على قيد الحياه، لا أملك هواية غير الكتابة وذلك لأنها وسيلتي لإبعاد حبل المشنقة عن رقبتي، ولا أحب تشابك الأيدي، يدي ترتجف، غالبًا ما أنزع يدي سريعًا مخبئًا اياها في جيوب معطفي، كي لا يري رجفتي أحد، لا أجيد التحدث بطلاقة كما الجميع، في الحقيقة لا اعرف كيف أتحدث اطلاقًا، حين أجالس الناس، يتعطل عقلي عن العمل ولا استطيع تكويين موضع حوار بسيط او التفوه بكلمة ذات معني حقيقي، أتفوه بالهراء، ولستُ شديد الملاحظة أيضًا حين يتعلق الأمر بالملابس، لن اعرف إن ابتضعتِ حذاءًا جديدًا واردتِ مني ان ألاحظة، ولأنني كثير النسيان أيضًا، قد أعيد لكِ الهراء نفسه الذي ظللتُ اتفوه به طوال مواعدنا الغرامي الجحيمي، ولا أملك أيضًا أيًا مشاعر أعطيك اياها.. مشاعري كلها حزينة لن تروقك فكرة أن امنحك اياها، ثقِ بي.
متوتر على الدوام بشكلٍ يجعل مجرد نزهه قصيرة معي أشبه بالتمشية في الجحيم، لا أعرف كيف أقول كلامًا معسولًا، فمي لا يتفوه إلا بالحقيقة الكامله بلا زيف او تغلييف، جسدي نحيف لن تُشعرك ذراعاي بالأمان أبدًا، وقلبي مضخه مياه ينبض بلا توقف، حين يلتصق جسدينا ستفزعك نبضاته، شخص روتيني يكره التغيير يخاف حتى من ظله، لا يحب الخطط ولا المفاجأت، لا أحب أغاني “عمر دياب” ولن أشاطرك المشاعر ذاتها حياله، لا أعرف كيف أحب، لا اعرف لونه او شكله، او ماهيته .. ولكنهُ بالتأكيد لن يكون برفقتي.