Tumgik
#الفكر الاقتصادي
najihossein · 2 years
Text
0 notes
iqr2com · 2 years
Text
تاريخ الفكر الاقتصادي - موقع اقرا
تاريخ الفكر الاقتصادي – موقع اقرا
تاريخ الفكر الاقتصادي تاريخ الفكر الاقتصاديّ (بالإنجليزيّة: History of Economic Thought) هو عبارة عن حساب تاريخيّ يَشمل تطوّر الأفكار الخاصة بالمدارس الاقتصاديّة والعلاقات المُطبّقة بينها، ويختلف تاريخ الفكر الاقتصاديّ عن التاريخ الخاص بعلم الاقتصاد؛ حيث يهتمّ تاريخ الفكر الاقتصاديّ بدراسة التطوّرات الخاصة بالأفكار الاقتصاديّة، بينما يهتمّ تاريخ الاقتصاد بدراسة وتحليل التنمية الاقتصاديّة لدولةٍ…
View On WordPress
0 notes
tadkiraimania · 11 months
Text
Tumblr media
هذا المقال محاولة في فضح مؤامرة مشاريع العصرانيين التجديدية التي اقترنت بها ملابسات و مكائد غربية جعلت كثيرًا من المتدينين المسلمين الملتزمين يتخوفون من إطلاقها.
و لأنّ قوّة المسلمين تكمن في عقيدتهم وما يبنى عليها من أفكار بصفتها عقيدةً روحيّة شاملة لكل مناحي الحياة، و قادرة على بعث المسلمين من رمادهم.
فهاهي الضربات تصدر من بعض المستغربين من بيننا في الأمة، أرادوا بها طمس هويتنا الإسلامية و التشكيك في مقدساتنا و ثوابت ديننا و تراثنا الإسلامي، و زعزعة إيماننا و قناعاتنا الدينية التي لا يمكن التخلي عنها، تحت مسمى ” التجديد"، و فيهم سخر أديب العربية و الإسلام مصطفى صادق الرافعي رحمه الله، حين قال: "إنهم يريدون أن يجددوا الدين و اللغة و الشمس و القمر!".
Tumblr media
لقد زعم أصحاب هذا الـتيار أنهم يريدون التجديد لتنهض الأمة من كبوتها، و يريدون إعادة كتابة التاريخ الإســلامـــــي من خلال طرح العديد من الدراسات و الأبحاث المتعلقة بالتراث؛ إلا أنهم عمدوا إلى إحياء و تمجيد الاتجاهات الفكرية المنحرفة، و عرضها في إطار عقلاني تحت مظلة الانتماء إلى التراث الإسلامي.
لقد تجرؤوا على رفض النصوص الشرعية، و اتهموا من يرجع إليها بالجمود و الوثنية. و التجديد الذي يدعو إليه العصرانيون الجدد، كعبته أوروبا و أمريكا، و سدنته رجال التنصير و التهويد و الاستشراق، فهو نوع من تطوير الدين أو عصرنته. و من هنا شنوا حملة ضد ثوابت الإسلام و علومه المعيارية: الفقه و علوم الحديث، و أصول التفسير.
ثم قاموا بطرح العديد من الـشـعـــــارات الجـديـــدة التي تربط بين مفهومهم عن الإسلام و الماركسية، أو القومية و الاشتراكية، أو بين الإســـلام و الديمقراطية الغربية، سعيا منهم لنسف جهود الانطلاقة نحو صحوة الإسلام المباركة (تجديد الفكر الإسلامي- الأستاذ جمال سلطان).
في كتابه: الإسلام في عالم متغير يقول المفكر الإسلامي أبو الحسن الندوي: " باعتباري تابعًا لدين لا يمكنني أبدًا أن أقبل وضعاً يستجيب فيه الدين لكل تغير، لأن الدين ليست وظيفته أن يكون سجلًا لتغيرات الأزمنة. الدين يقر التغيير كحقيقة واقعية و يتقدم مع الحياة يدًا بيد، و لكنه ليس تابعًا للحياة، بل وظيفته أن يميز بين تغيير سليم و آخر غير سليم، و فيما إذا كان هذا التغيير نافعًا أو ضارًا".
و أشهر العصرانيين الذي حملوا لواء تحريف النص الإسلامي (القرآن و السنة) هم في مصر: نصر حامد أبو زيد، و جمال البنا، و حسن حنفي، و في السودان: محمود محمد طه، و حسن الترابي، و في الشام: محمد شحرور، و الطيب تيزيني، و في تونس: عبد المجيد الشرفي، و محمد الشرفي، و في المغرب: محمد عابد الجابري، و في فرنسا: محمد أركون (و هو جزائري الأصل). و تبعهم الكتَّاب في الخليج العربي و المغرب العربي، و في أنحاء العالَم، حتى لا يكاد يخلو منهم بلد.
لقد نجح التغريب و الاستلاب الحضاري في اختراق فضائنا الفكري الإسلامي، و انطلق نفر من المتغربين تحت غطاء العصرانية مدججين بالمناهج الوضعية الغربية، يبشرون بالمقولات و التصورات الحداثية التي قلدوا فيها أسلافهم من فلاسفة التنوير الغربي، في تَحَدٍ شديد لثوابت الأمة، و خارجين عن نسقها الإيماني، بإقامة القطيعة المعرفية مع ثوابت الإسلام (مستقبلنا بين التجديد الإسلامي و الحداثة الغربية- المفكر الإسلامي محمد عمارة).
Tumblr media
في البداية، نأخذ فكرة سريعة عن شخصية صاحب القراءة المعاصرة بالصوت و الصورة:
من الهندسة إلى تأويل القرآن
ولد محمد أديب شحرور في مدينة دمشق عام 1938 (توفي عام 2019)، في عائلة محافظة و كان أبوه تلميذا للشيخ الألباني رحمه الله، كان تعليمه في دمشق، حصل على دبلوم الهندسة المدنية عام 1964 في الاتحاد السوفياتي، ثم حصل على شهادةالدكتوراه من الجامعة الإيرلندية عام 1972 في هندسة التربة.
بدأت اهتمامات محمد شحرور بتأويل القرآن في عام 1970، لما كان في إيرلندا و هو بصدد إعداد أطروحته للدكتوراه، التي لم تكن في العلوم الإنسانية أصلاً، و استمر هذا الاهتمام حتى عام 1990 حين أصدر أول كتاب له في هذا الشأن و هو من أضخم كتب التحريف المعاصر، و من أكثرها إثارة بعنوان: الكتاب والقرآن قراءة معاصرة، و يعد هذا الكتاب الضخم أهم كتاب قدم فيه محمد شحرور نظريته المزعومة في التأويل.
المهندس محمد شحرور سواء في كتبه أو مقالاته أو حلقاته المرئية التي يظهر فيها عبر القنوات: يعمل على تحريف القرآن و تشويه الإسلام و تحليل المحرمات، و نشر الفساد الاجتماعي و الاقتصادي و التربوي، لأجل تقديم الإسلام بصورة تتناسب مع التصور العصري الغربي.
قال محمد شحرور: أفكاري إنما هي وليدة هزيمة حرب 1967، و ذلك عندما أرجع خطباء المساجد الهزيمة لتعرّي نساء العرب، فيما أرجعها الشيوعيون لصوم الناس شهر رمضان، فكان لا بد من تجديد الفكر العربي و الاسلامي، على حد قوله ( حوار أجرته معه قناة العربية و نشر في: 27 يناير 2008).
فكتاب محمد شحرور: الكتاب و القرآن، الذي بلغت شهرته آفاق العالم، امتداد للمشروع الليبرالي الذي بدأه محمد أركون و زيد أبو النصر كما صرح هو بذلك ، وهو إخراج القرآن و تفسيره وفق الفكر الليبرالي و علمنة الدين. و كتابه هذا حول الاسلام و القرآن يثير جدلا واسعا منذ أواسط التسعينيات و حتى اليوم.
فمشروعه الفكري الذي يغطيه بمسحة الإصلاح الديني و تجديد الخطاب الإسلامي ينصب على أن الإنسان هو مركز الكون و محوره، يعتمد اعتماداً كلياً على عقله، فلا يهيمن عليه أحد سواء كان رباً أو شريعة أو رسولاً، و الدعوة إلى قطع صلة هذا الإنسان بالله تعالى فيما يتعلق بالحلال و الحرام، و العمل على إلغاء هذه المفاهيم من حياة المسلمين، ليصبح بدلا عنها: ( الحق و لا الحق، والحرية و عدم الحرية، و مركزية الإنسان، فلا يصبح للدين أي سلطة عليه، بل يتحرر من كل ذلك)، و أكد محمد شحرور أن الوصول إلى هذه المرحلة و هي: ( إلغاء الحلال و الحرام و القطيعة مع الله تعالى "و يعبر عنه باللاهوت " و كذلك القطيعة مع الدين ).
و القطيعة مع الدين في نظره لابد أن تسبقها مرحلة الإصلاح الديني، و لابد من القطيعة مع جميع كتب التراث الإسلامي، و تغيير الثقافة الإسلامية لأنها مأخودة من كتب التراث الإسلامي.
يخدع شحرور الناس أنه يفسر القرآن الكريم بلغة عربية معاصرة، و علماء اللغة العربية المختصين في عصرنا الحاضر أوضحوا أن شحرور جاهل في اللغة العربية و أساليبها و جاهل في العلوم الشرعية، فكيف نأخذ منه و نعتمد عليه في أمر يخالف فيه القرآن نفسه و الأحاديث النبوية الصحيحة.
منهج شحرور
يقول شحرور إنّ القرآن رسالة عالمية، و يقصد بذلك أنّه يجب أن يلائم كل الشعوب كالياباني و الأمريكي. و يقول إنه رسالة خاتمة، فيجب أن يكون النصّ مواكبا لكل التطوّرات. و بدلا من أن يلجأ شحرور إلى القرآن لاستخلاص مفاهيمه و قيمه و أحكامه بمعزل عن تأثير القيم العلمانية المعاصرة، يقوم بعملية عكسية، و هي أنه يجعل القرآن تابعًا للقيم العلمانية المعاصرة، و يقوم بليّ أعناق النصوص ليخرج بمفاهيم تتلاءم مع هذه القيم. فالضابط الوحيد عنده في تفسير القرآن هو "الجذر اللغوي"، و عندما يريد تفسير كلمة معينة في القرآن يلجأ إلى القواميس يبحث فيها عن معنى يجده أكثر توافقا مع القيم العلمانية المعاصرة!
و أدرج لكم فيما يلي فيضا من غيض من العجائب التي اكتشفها شحرور و يدعو اليها في قراءته المعاصرة للقرآن:
1- يدعو إلى إلغاء عبارة ان دين الدولة هو الإسلام من دساتير اي دولة.... لان الإسلام مفهوم عالمي بينما الدولة مفهوم محلي.
2- يقول في الميراث: نصيب الذكر يتساوى مع نصيب الأنثى، و أن الفقهاء الذين أجمعوا على أن الذكر يرث ضعف الأنثى، قد أخطأوا، لأن ذلك المعنى لا يستقيم إلا لو كان نص الآية هو "للذكر مِثْلا حظ الأنثى"، و هو ما لم يرد إطلاقاً في النص المقدس.
3- أحلَّ الزنا بين الرجل و المرأة بالتراضي إذا كانا غير متزوجين باسم ملك اليمين (في الزواج المسيار الرجل ملك يمين المرأة، و في زواج المتعة المرأة ملك يمين الرجل)، فأباح المساكنة بينهما و لو لم يكن بينهما عقد زواج بشروطه الشرعية.
4- يبيح للمرأة العازبة أن تطلب ممارسة الجنس مع اي شخص إذا رغبت في الولد دون عقد زواج؛ فيكفي موافقة الطرفين و رضاهما بذلك.
5- لا يقول بتحريم الخمرة ، و أن مجرد الأمر بالاجتناب لا يدل على التحريم.
6- خيّـر المسلم المكلف المستطيع بين صيام رمضان أو عدم صيامه مع الفدية.
7- أباح للمرأة ان تخرج شبه عارية، فقط تغطي الجيوب الاربع: تحت إبطيها و بين فخذيها، و يجوز كشف شعرها و أكتافها و فخذيها و ساقيها:
فأمام الأجانب (غير المحارم) للمرأة أن تظهر كل جسدها باستثناء الجيوب، و ما عـدا ذلك فليس بعورة علمًا بأن الآية الكريمة ( يدنين عليهن من جلابيبهن )[الأحزاب:59] هي للتعليم و ليست للتشريع.
أما أمام المحارم، فالمرأة ليس لها عورة على الإطلاق، فهي تجلس معهم كما خلقها الله عارية من كل شيء.
بل أكد أن خروج المرأة بالمايوه على الشاطئ أمر تعارفت عليه شعوب الأرض بفطرتها فلا يعتبر منكراً.
8- يلغي دور السنة النبوية في التشريع ، و يعتبر كل التشريعات و الأحكام التي طبقها النبي صلى الله عليه و سلم كانت خاصة بعصره، و لا تصلح للتطبيق بعد وفاته.
9- و يعتبر أن كل أمم الأرض بكل ديانتها مهما كانت عقائدهم مؤمنينن لا فرق بينهم و بين المسلمين، و كلها ناجية في القيامة و ستدخل الجنة، و أن الأحاديث التي تبين أركان الإسلام و أركان الإيمان كلها مكذوبة، لأنها تؤدي إلى القول بأن أهل الديانات الأخرى ليسوا مسلمين لأنهم لا يقيمون هذه الأركان و لا يعتقدون ما جاء فيها من أركان الإيمان.
10- إعتبر أن الربا الذي يترتب على إقراض البنوك لذوي الفعاليات الاقتصادية، الصناعية و التجارية و نحوها جائز، بشرط ألا يزيد على ضعف رأس المال في السنة الواحدة.
11- يعتبر الإسلام الذي كان معروفاً أيام النبي صلى الله عليه و سلم حسب زعمه و منظوره الليبرالي: ليس هو الإسلام الذي تسير عليه الأمة الإسلامية عبر عصورها، بل هو اسلام اخترعه الإمام الشافعي و من بعده من العلماء في العصر العباسي.
12- و يقول أيضا: إن مشكلتنا تكمن في كتاب من مئتي صفحة – يعني به: كتاب الرسالة للإمام الشافعي رحمه الله – إذا تجاوزناها؛ فإن مشكلتنا كلها مع التراث ستحل تلقائيا”، حتى يقول: “أنا كافر بما جاء به محمد بن إدريس الشافعي".
12- يقول في القدر بأنّ الله يعلم جميع الاحتمالات الممكنة التي من الممكن أن تقع و أنّ الإنسان حرّ في اختياره لإحدى هذه الاحتمالات و بالتالي يكون الإنسان حراّ. كما أنّه ينفي عِلم الله المسبق باختيار الإنسان لإحدى الاحتمالات. إلا أنه يؤمن بالدّعاء و إمكانية استجابة الله للدعاء و تدخله في مجريات الكون.
13- القضاء فهو بالنسبة له مُناط بالإنسان حيث أنّ الإنسان هو من يقضي من خلال تعامله مع المقدّرات (القوانين). مثال: (الله وضع مقدّرات (قوانين) نزول المطر، الإنسان يستطيع إنزال المطر (القضاء) عن طريق معرفته للقوانين الحاكمة لعملية نزول المطر، فالعلماء عندما يقومون بعملية استمطار صناعي يكونون قضاة و يكون الله مقدّرا (واضعا للقوانين فقط).
14- فيما يتعلق بالحدود المذكورة في القرآن مثل قطع يد السارق وقتل القاتل فإنه يسميها حدودا عُليا، بمعنى أنه من الممكن الاستغناء عنها و سنّ أحكام أخرى تتوافق مع تغيّر الظروف و العقل الإنساني و الأعراف العالمية عن طريق عرضها على التصويت.
15- يحصر المحرمات في أربعة عشر مسألة هي: الشرك بالله و عقوق الوالدين و قتل الأولاد خشية إملاق و الاقتراب من الفواحش (الزنا و اللواط و السفاح) و قتل النفس و أكل مال اليتيم و الغش و شهادة الزور و نقض العهد و أكل الميتة و الدم و لحم الخنزير و الاستقسام بالأزلام و الإثم و البغي بغير حق و التقوّل على الله و نكاح المحارم و الرّبا. و يجعل غير ذلك من المسائل خاضعا لإجماع الناس (عن طريق الديمقراطية و البرلمانات) مع الأخذ برأي علماء الطبيعة (في مجالات الاجتماع، و الإحصاء، و الاقتصاد…الخ) و ليس علماء الدين و مؤسسات الإفتاء. و هذا الموقف يعطي المسلمين حرية أكثر في حياتهم و تعاملاتهم مع الناس.
16- فيما يتعلق بالشريعة و تطبيقها فإنّ شحرور يتخلص من هذه المسألة الشائكة بالقول بأنّ آيات الأحكام في القرآن قابلة لإعادة النظر فيها و بأنّ ما كان صالحا لزمن ما لا يصلح لزمن آخر. بل يزيد على ذلك و يقول إنّ حاكمية الله المطلقة لا وجود لها إلا عند الله، و أن محاولات تطبيقها ليست إلا نشاطات إنسانية قد تصيب و قد تخطئ، و أن لا دخل لحاكمية الله المطلقة بها، و أنّ كل من يدّعي تطبيقها هو مُضلل و مُفسد يريد التغطية على القمع و مصادرة الحريات.
و لقد سبقَه في التحريف و الضلال أسلافه من الفِرق الهالكة، و نذكر بعضًا ممَّا بدَّلوه و و حرفوه:
• القرامطة الباطنية: فسَّروا الصيامَ بكَتْم الأسرار، و الحجَّ بالسفر إلى شيخهم، و الجَنَّةَ بالتمتُّع بالملذات في الدنيا، و نحوه.
• المعتزلة: قالوا في قوله تعالى: { وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } [النساء:164]: كلَّمه؛ أي: جَرَحه بمخالب الحِكمة.
• الصوفية: سُئِل بعضهم عن الحُجَّة في الرقص، فقال: قوله تعالى: { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا } [الزلزلة:1].
• الرافضة: قالوا في قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً } [البقرة:67] قالوا: عائشة.
و هؤلاء القوم ( القدامى و العصرانيون بعدهم) يرفعون شعار: "النص مقدَّس، و التأويل حرّ"، و حينئذٍ يسقط فَهْم السلف، و أقوال الصحابة؛ إذ لا حاجةَ لها أمام ما يُريده هؤلاء من فتْح الباب للخَوْض في النصوص و مدلولاتها لكلِّ أحد بحسب أحواله و ضلاله و أهوائه ( محاضرة الفهم الجديد للنصوص- الشيخ محمد بن صالح المنجد).
قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت:40] و الإلحاد هنا كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما هو: أن يوضع الكلام في غير موضعه (تفسير الطبري).
Tumblr media
كاتب التفاعل المعاصر
الدكتور صهيب السقار خريج جامعة بغداد في أصول الدين عمل عضوا في هيئة التدريس بجامعة بنغازي في ليبيا، و مديرا للوقف العربي العلمي باسطانبول في تركيا، و يعمل مستشارا لمؤسسة رواسخ الكويتية، و أيضا مستشارا لمشروع النبراس الكويتي. له عدة كتب قيمة في سلسلة القراءة المعاصرة نذكر منها: كتاب جدلية الحجاب؛ الذي قال فيه النقاد إنه كتاب لم يؤل�� في موضوعه مثله في التاريخ كله.
بعد أكثر من ثلاثين عاماً على صدور كتاب محمد شحرور: الكتاب و القرآن رؤية جديدة (صدر عام 1990)، يقدم الدكتور صهيب السقار دراسة جديدة في فكر شحرور في كتابه: القراءة المعاصرة في القراءة المعاصرة بأدواتها، حيث يرى أن القراءة المعاصرة لا تُقدّم لنا نقداً لأدلة فرعية فحسب، و لا تُقدّم اجتهاداً في مسألة فقهية، بل، و حسب تصريح شحرور، بأنه يطرح بديلاً لم يسبقه إليه أحد. و هذا البديل يخترق التراث بجميع مذاهبه الفقهية و الفكرية، و ينسخه و لا يجد فيه مصداقية و لا حكماً مطابقاً للمصحف.
و يقول أيضا في مقدمة الكتاب: جهود العلماء السابقين في نقد القراءة المعاصرة سبقت هذا الانتشار الكبير الذي تحق��، بعد توصية مؤسسات دولية (راند و المجلس الاسماعيلي الباطني في لندن و غيرها من المؤسسات) بدعم شحرور شخصياً مقترحة إسمه للترويج للاسلام الديمقراطي الحداثي، و بعد المساحات الإعلامية التي استغلها، و سبقت أيضاً وصول كتابه الأول إلى خمس طبعات، و صدور عشرة كتب أخرى، و سبقت فوزه بالجوائز و استضافاته في الجامعات و المعاهد العربية و الغربية.
و يضيف قائلا: لا نسلم وصف القراءة المعاصرة بالرماد و الموات. فلا تزال مخرجات القراءة المعاصرة -التي يتم تصنيفها في خانة التيار اللاديني المتستر- بارزة في كثير من مكتبات العالم العربي و الغربي. و لا تزال أرقام مشاهدات مقاطع القراءة المعاصرة في ارتفاع. و قد وصل عدد منها إلى 400 ألف مشاهدة على قناته الرسمية.
و في ختام المقدمة يقول: لا يمكننا أن نتجاهل تحديات شحرور لما يسميه المؤسسة الدينية و اتهامها بالعجز عن نقده. و لا يمكننا أن نتجاهل استثماره للأخطاء المنهجية التي وقعت فيها ردود منتقديه من المهندسين و المحامين و الأدباء.
لهذا كله كان لزاماً أن نقرأ القراءة المعاصرة بأدواتها. و أن نسد هذه الثغرة و نحن ندرك أخطارها و سعة انتشارها في طبقة من طبقات المسلمين العصريين.
تفكيك القراءة المعاصرة
يرى الدكتور صهيب أن شحرور يعتبر نفسه مجددا تجاوز ما وقف عليه كبار النقاد العصرانيين المجددين للخطاب الديني مثل حسن حنفي و محمد أركون و ابو حامد نصر و غيرهم، فقد وقفوا عند النقد أما هو فقد قدم بديلا عن تراث الأمة كلها في التفسير و الفقه و الحديث.
تفكيك نفي الترادف
و يؤكد الدكتور صهيب أن جوهر القراءة المعاصرة و ركنها الأعظم عند شحرور هو التفريق بين الكتاب و القرآن، و طبعا هذا عنوان كتابه: الكتاب و القرآن رؤية جديدة، في هذا الكتاب إكتشف شحرور أن كلام الله يشتمل على كتابين: أحدهما يسميه القرآن و هو آيات الغيب، و الثاني يسميه الكتاب و أحيانا الكتاب الأم يحوي آيات الأحكام و يسميها المحكمات.
و بعد اكتشافه المرعب -كما يقول- أعاد النظر في دين الاسلام و أقام تصورا جديدا في قراءته المعاصرة، و هدم التصور الذي عرفته الأمة كلها في دين الإسلام، و في التصور الجديد كل أهل الأرض مسلمون حتى المجوسي و البوذي الذي لا يؤمن أصلا بالنبوة و لا بالآخرة و لا يرضى بالاسلام دينا هو مسلم رغم أنفه في القراءة المعاصرة.
هذا هو صلب القراءة المعاصرة و قاعدة مخرجات تطبيقاتها و نظرياتها و أصولها و فروعها. جميع هذه الأصول و جميع هذه الفروع تقوم على نفي الترادف، بل هذه الأصول تقف على توهمه في نفي الترادف.
يقول الدكتور صهيب إن شحرور في نفي الترادف توهم أن تعدد الاسماء لابد أن يدل على تعدد المسميات، لم يدرك أن العطف ربما يقتضي التغاير لكن في المفهوم دون الذوات، مثلا عندما وقف على قوله تعالى: { الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَ قُرْآنٍ مُّبِينٍ } [الحجر:1] قال العطف يقتضي التغاير و هذا التغاير لابد ان يكون متحققا في الذوات، فهناك ذات و آيات إسمها الكتاب و هناك ذات و آيات إسمها القرآن.
إن شحرور جعل نفي الترادف قاعدة و رأس هرم أقام عليها بنيانه كله في قراءته المعاصرة و لم يُعَرِفْ نفي الترادف.
علماؤنا في كتب الاصطلاحات يقولون: الترادف هو الاتحاد في المفهوم لا في الذات، فالممنوع إذن هو اتحاد الألفاظ في مفهومها لا بإطلاقها على ذات واحدة.
يقول الدكتور صهيب متابعا نحن مع شحرور في نفي الترادف و أن العطف يقتضي التغاير و لكن هذا التغاير ليس من شرطه تعدد الذوات.فالقرآن ليس مرادفا للكتاب، فهناك تغاير في مفهوم القرآن و مفهوم الكتاب، و نفي الترادف لا يوجب أن نقول هناك تعدد في الذوات فنقول هناك آيات إسمها الكتاب و هناك آيات أخرى إسمها القرآن، بل يكفي في نفي الترادف أن ننفي الاتحاد بين مفهوم الكتاب و مفهوم القرآن، هناك تباين؛ هناك نفي للترادف، لكن نقول هناك قرآن مكتوب و قرآن مقروء، و الأية الواحدة يمكن أن نكتبها و يمكن أن نقرأها و هذا الاستعمال هو الاستعمال الذي ثبت في القرآن الكريم أيضا، و الله سبحانه أطلق الإسمين: القرآن و الكتاب على شيء واحد في القرآن الكريم في قوله تعالى: { وَ إِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ، قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ إِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الأحقاق:29-30] فهذا الذي سمعوه هو شيء واحد: فهو قرآن و كتاب.
يقول الدكتور صهيب: و بذلك ينهار نظام قراءة شحرور "المعاصرة" للقرآن بانهيار نظريته في نفي الترادف، و من ثم تنهار كل المقولات و النظريات التي تفرعت عنها.
خصومة شحرور مع القرآن
إن نظرية شحرور في تقسيم القرآن إلى كتاب و قرآن، و أنه يوجد بينهما فرق جوهري، هدفها تمرير افتراءاته على كتاب الله تعالى المنزل على رسوله، كما أراد له أساتذته الملاحدة الماركسيون، و القرامطة الباطنيون الإباحيون.
يرى شحرور في كتابه: الكتاب و القرآن قراءة معاصرة؛ أن القرآن لابد أن يكون قابلا للتأويل، و تأويله يجب أن يكون متحركا وفق كل أمة و كل عصر و كل زمان.
و في الحقيقة: التأويل المتحرك بمعاني القرآن دون الوقوف عند ثبات نصه و دلالته، هو تبديل و إفراغ النص من مضمونه، ليصبح منطلقا للأهواء و الاعراف و التقاليد.
من الذي يؤول آيات الكتاب؟
يقول شحرور: أما قوله { و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم } فهو أن القرآن حقيقة مطلقة فتأويله الكامل لا يكون إلا من قبل الله المطلق، و النبي صلى الله عليه و سلم لا يعلم التأويل الكامل للقرآن بكل تفاصيله؛ لأنه يصبح شريكا لله في مطلق المعرفة. أما معرفة التأويل المتدرج المرحلي فهو من قبل الراسخين في العلم كلهم مجتمعين لا فرادى. و الراسخون في العلم هم مجموعة كبار الفلاسفة و علماء الطبيعة و أصل الانسان و أصل الكون و علماء الفضاء و كبار علماء التاريخ مجتمعين (أمثال كانت و هيجل و داروين و لينين و غيرهم).
أما علماء الفقه و الحديث و التفسير فلا نصيب لهم في هذا التأويل لأنهم في نظر شحرور ليسوا من الراسخين في العلم، فموقفهم في القرآن مثل موقف العامة تماما!
لماذا يا شحرور؟
يقول شحرور: كل تفاسير القرآن تراث يحمل طابع الفهم المرحلي النسبي.
و يقول كذلك: لسنا عبيدا للسلف، فأنا لا أقبل أن أجلس عند أقدام ابن عباس أو أقدام الشافعي.
إن المشكلة ليست مسألة خصومة بين شحرور و الفقهاء، بل خصومته مع كتاب الله نفسه، فهو يدعو إلى اعتبار القرآن نصا تاريخيا موضوعيا نزل في سياق معين و لمجتمع معين؛ مما يعني أن القرآن يخضع للتطور و التغيير طبقا لنظرية التطور في المنهج الماركسي؛ فهو يفسر القرآن و آياته بمنظار نظرية المعرفة عند الماركسيين و كان هدفه الأقصى هو العدوان على النصوص الدينية الربانية، و إلغاء معانيها المشتملة على العقائد و الأخلاق و الشرائع و الأخبار و الأحكام الربانية إلغاء كليًا، أو جزئيًا.
و في الحقيقة إن تقييد القرآن بسياقه التاريخي يفقده هو و الإسلام صفة الشمول التي جعلها الله من ثوابت الدين في قوله تعالى: { وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ } [سبأ:28] (شحرور ��فسدا لا مفسرا- فوزي بن عبد الصمد فطاني باحث بمركز سلف للبحوث و الدراسات).
Tumblr media
فرض نسخة مشوهة للإسلام
لقد أدرك أعداء الإسلام في عصرنا أن المسلمين لن يقبلوا أخذ دينهم و تفسير كلام ربهم منهم؛ فقاموا بتسليم الراية لبعض تلاميذهم أو أذنابهم المتأثرين بهم من المسلمين أو ممن يحملون أسماء المسلمين.
صدر تقرير عن مؤسسة راند Rand ( و هي مؤسسة تعتبر من أهم مراكز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية على الإطلاق، و هي الذراع البحثي شبه الرسمي للإدارة الأمريكية و للبنتاغون بوجه خاص) في كتاب بعنوان: الإسلام الديمقراطي المدني، للكاتبة شيرين بينارد ( مؤلفة يهودية أمريكية من أصل نمساوي، روائية و كاتبة نسوية و باحثة متخصصة في العلوم السياسية، و هي أيضا رئيسة مؤسسة راند).
جاء في مقدمة الكتاب: "و في إطار الجهود الأمريكية لإعادة رسم الخريطة السياسية و الاقتصادية للعالم الإسلامي بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 صدر هذا الكتاب- التقرير. و الدراسة تحاول تحديد ملامح الاستراتيجية التي يتعين على الإدارة الأمريكية تبنيها من أجل إعادة "بناء الدين الإسلامي": لدمجه في " المنظومة الديمقراطية" الغربية، و هي استراتيجية تُبْنَى أساسا على قطع موارد " الأصوليين" و دعم و تمويل الحداثيين و العلمانيين".
تؤكد مؤسسة راند على ضرورة تقوية "المجددين" و توفير الدعم لهم، و وضعت لهذه الرغبة برنامجا عمليا، وفق خطوات محددة، و هي بعد جمعها و ترتيبها:
1- تقوية رؤى "المجددين"، و تعزيز منبر لهم؛ يستطيعون من خلاله التعبير عن آرائهم و نشرها، و جعل آرائهم في متناول الجميع لتنافس آراء التقليديين و الأصوليين.
2- يجب أن يظهروا -دون التقليديين- أمام الجمهور المسلم أنهم صورة اسلام المعاصر.
3- تحديد أسماء العلماء "المجددين" المنتسبين لإدارة موقع إلكتروني للإفتاء، و إبداء الآراء الشرعية العصرية.
[ملاحظة: هؤلاء العلماء هم: خالد أبو الفضل، و محمد شحرور (الذي جعلت منه مفكرا عقلانيا جديرا بالإعجاب)، و شريف ماردين، و فتح الله كولن، و بسام طيبي؛ و كلهم متفقون على تقديس العقل على حساب النص الشرعي و خدمة مصالح الغرب].
4- تشجيعهم على كتابة الكتب الدراسية، و وضع المناهج التعليمية.
5- تشجيعهم على الكتابة العامة الجمهور و الشباب.
6- نشر كتبهم بأسعار مدعومة، لتكون متوفرة، و منافسة لكتب الأصوليين.
7- استخدام الإعلام لنشر أفكار المجددين و ممارساتهم.
8- تكوين قيادة تجديدية جديدة، و تنمية خصائص الشجاعة فيهم؛ بجعلهم المدافعين عن الحقوق المدنية، و ليس سواهم.
9- إشراك "المجددين" في الفعاليات السياسية.
10- إبراز موقف المجددين على أنه هو "الثقافة البديلة" للثقافة السائدة، أي أنه هو الحل لأزمات العالم الإسلامي.
بهذه المقترحات اللامحدودة أعطت مؤسسة راند دعما مطلقا و ثقة تامة للعصرانيين (المجددين) باعتبارهم خيارا استراتيجيا، و تيارا غربيا يعمل وسط العالم الإسلامي، فهو طليعة تيار التجديد الإسلامي الذي سيتولى تطوير الإسلام على الشكل الذي يريده الغرب.
و في البند الأخير من التقرير تؤكد مؤسسة راند: "و أخيرا معارضة الأصوليين معارضة قوية".
فالذي يحكم المفهوم هو قاعدة المصلحة الغربية، فالغرب مستعد لدعم الأصولية (بمفهومه) إذا وجد فيها يوما مصلحة له.
و الملاحظ أن مفهوم "الأصولية" لا وجود له في الإسلام، و ما زعمه التقرير من أن الأصوليين المسلمين هم من يرفض قيم الديمقراطية و الحضارة الغربية و يتطلعون إلى إقامة دولة إسلامية متشددة. و بمعنى آخر الأصولي هو كل من يسير من المسلمين على غير هوى الغرب و مصلحته.
إن ما تعنيه مؤسسة راند بمعارضة الأصوليين، هو القيام بانتزاع كل ما قدمته للعصرانيين "المجددين" من يد الأصوليين و خصوصا التعليم و الإعلام؛ و هذه الحرب، هي في حقيقتها، موجهة إلى عقول المسلمين جميعا، فهي حرب فكرية كما صرحت بذلك راند في تقريرها لعام 2007، إذ قالت: "إن الصراع الموجود حاليا في معظم أنحاء العالم الإسلامي عبارة عن حرب أفكار".
الإسلام دين الحق
إن تشويه الإسلام الدين الحق هو عقيدة شيطانية لم يقم بها الغرب وحده، و إنما باتت في عقر بيت المسلمين أنفسهم، و بأيد إسلامية.
و من وسط هذه الحرب الفكرية، و هذا الإعلام الضاري، و هذه التقارير الماكرة، ينبع التفاؤل و الأمل، و من خلال التأمل في مكر الغرب العملي، يمكن استباط ثلاث ميزات مهمة لواقع المسلمين اليوم، كلها يدعو إلى التفاؤل بغد مشرق إن شاء الله:
الميزة الأولى:
أن الجانب الفكري في العالم الإسلامي اليوم بصموده القوي لا يزال يشكل معضلة بالنسبة للغرب، رغم نجاح الغرب عسكريا و سياسيا و اقتصاديا في العالم الإسلامي. فقد فشل الغرب في تغيير فكر المسلمين و انتزاع الإسلام من عقولهم و قلوبهم، و لا أدل على ذلك من هذا السيل العارم من تقارير مؤسسة راند التى أفنت كتبتها و فكرها و مكرها و أموالها في استهداف الإسلام.
الميزة الثانية:
أنه بالرغم من سيطرة أمريكا في الجوانب العسكرية و السياسية و الاقتصادية، و سطوتها على العالم الإسلامي، إلا أنها عجزت عن تكوين قاعدة فكرية تابعة لها داخل المجتمع الإسلامي، و باعتراف راند أن "المجددين" الذين تعول عليهم ليس لهم منابر و لا قاعدة شعبية و لا مصادر دعم.
و هذا الأمر يجعلنا نتفاءل أيضا و نقول: إنه بالرغم من الاختلافات الكثيرة بين المسلمين في العالم الإسلامي، فهم لا يزالون يشكلون وحدة فكرية إسلامية في وجه الغرب الذي يسعى إلى تفكيك و اختراق هذه الوحدة، و ذلك عن طريق إستمالة المعتدلين (المجددين) و دعمهم.
و تقرير "بناء شبكات مسلمة معتدلة" (راند 2007) خير شاهد على تلك المحاولات.
الميزة الثالثة:
يقول الباحث ديفيد كابلان: " و لأن أمريكا ملوثة إشعاعيا في العالم اسلامي (بمعنى مكروهة يتم تجنبها) فإن خطة الوصول لكل العالم الإسلامي تقتضي العمل من خلال أطراف ثالثة، مثل الدول الإسلامية المعتدلة و المؤسسات و الجماعات الإصلاحية، من أجل الترويج للقيم المشتركة كالديمقراطية و حقوق المرأة و التسامح".
و هذا الكلام يؤكد ما تم ذكره في الميزة الثانية، و يؤكد أيضا على كره الشعوب الإسلامية للسياسات الأمريكية اتجاه العالم الإسلامي. فقد شاهد العالم أجمع احتجاجات الشعوب الإسلامية من إندونيسيا إلى المغرب على احتلال أفغانستان عام 1979، و العراق عام 2003، و على حصار غزة عام 2007 و قتل أهلها المدعوم علنا من أمريكا و الغرب، و هذا لا يؤكد فقط على الوحدة الفكرية الإسلامية التي لا زالت تربط المسلمين؛ و إنما تؤكد على وحدة الكره الإسلامي (على مستوى الشعوب) لأمريكا و الغرب.
فالأمة الإسلامية لا زالت تشعر بالألم؛ ألم الجسد الواحد الذي أخبر به الرسول ﷺ في قوله: ( مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ) [رواه النعمان بن بشير- أخرجه مسلم].
فهذه الميزات الثلاث في واقع المسلمين اليوم تبعث على التفاؤل، و على الثقة بأن الأمة الإسلامية لا يفصلها عن سنام الوحدة العامة و التفوق و الازدهار الشيء الكثير، و لعل الله أن يهيء لهذه الأمة من أمرها رشدا؛ { وَ اللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَ لَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [يوسف:21].
إن الحق بعد بعثة نبينا باق و منصور إلى آخر الزمان، فيهيء الله سبحانه في كل زمان و كل جيل من ينصر هذا الدين و يجاهد في سبيله صادقا، سالكا طريق الحق و السنة. و عليه فلسنا نخاف على هذا الدين و قد ��كفل له الله عز و جل بنصرته و إظهاره إلى يوم القيامة بقوله تعالى: { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [الصف:8]؛ و إنما نخاف على أنفسنا أن نتخلى عنه فيستبدل ربنا قوما غيرنا، و نكون من الخاسرين ( كتاب الإسلام الذي يريده الغرب- د.صالح عبد الله حساب الغامدي).
بطاقة و تعليق
أثناء البحث و تتبع المعلومات وقع بصري على تعليقات بعض الشباب المسلم الذي يتابع قناة شحرور على اليوتوب، فقمت بتصويرها و وضعها في شكل بطاقة:
Tumblr media
لا شك أن الفئة المستهدفة، بصفة خاصة، في مخططات أعداء الإسلام من خلال نشر أفكار العصرانيين، هي جيل الشباب المسلم، و الهدف من كل ذلك هو مسخ هويته الإسلامية.
يمكننا أن نرى أزمة الهوية الإسلامية -مثلا- في الشباب الذي يعلق علم أمريكا في عنقه و في سيارته، و في الشباب الذي يتهافت على تقليد الغربيين في مظهرهم و مخبرهم و في قيمهم، و في الشباب الذين يتخلون عن جنسية بلادهم الإسلامية بغير عذر ملجئ ثم يفتخرون بالفوز بجنسية البلاد الكافرة.
بل و منهم من يسعى باسم الثقافة و الحداثة و المعاصرة و التطور إلى مزيد من طمس الهوية الإسلامية؛ فيسعى الى التحرر من منظومة الأخلاق الإسلامية لأنها تقف عائقا أمام إشباع شهواته البهيمية، فلا عجب أن تجد هؤلاء الشباب مهللين لكل ما ينشره دعاة الفساد و الإباحية المتسترين بالدين، و الذين يزعمون كونهم أصحاب فكر عصراني تنويري يجدد الدين بالعقل و العلم.
و لكن الذي يجهله الشباب المسلم المفتون بفكرهم هو: أن من يسمون أنفسهم بالمجددين للدين، إنما هم في الحقيقة دعاة على أبواب جهنم. و أكثرُ المسلمين لا يَتطرَّق إلى عقله وجود دعاة على أبواب جهنّم يُضِلُّون الناس، و يُفسِدون عليهم عقيدتهم و عبادتهم، و يُفتُونهم بغير الحق الذي أنزَلَه الله.
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه و سلم: ( "دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ؛ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: "نَعَمْ! قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَ إِمَامَهُمْ" فَقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَ لا إِمَامٌ؟ قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَ لَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَ أَنْتَ عَلَى ذَلِكَ" [متفق عليه، رواه مسلم].
قال الإمام ابن باز رحمه الله: "يعني يدعون إلى النار، يدعون إلى أعمال و إلى أخلاق تجر أهلها إلى النار، فالذي يدعو إلى الإباحية أو إلى الشيوعية أو إلى القومية الجاهلية أو إلى الاختلاط أو إلى الأغاني و الملاهي أو إلى الخمور أو إلى غير هذا مما يخالف الشرع هو داخل في هذا، نسأل الله السلامة، سواء علم أو لم يعلم، أو كان إمعة لا يدري ما يقول" ( موقع ابن باز).
39 notes · View notes
mr-reda · 2 years
Text
الشدة السيساوية
 كتب استاذ الإعلام بجامعة القاهرة دكتور/ أيمن منصور ندا مقال يوضح فيه إخفاقات السيسي العشرين كما يلي     -1 لم يكن موفقا في إدارته لملف سد النهضة الاثيوبي ، و اضر بمصالح مصر المائية بتوقيعه على إعلان المبادىء (مارس 2015 ) ، إلصاق الفشل بالمصريين (بثورتهم المجيدة في 25 يناير 2011 ) غير مقبول و تحميل المسؤولية لجماعة الاخوان المسلمين (و مدة حكمهم لم تزد عن عام) غير معقول
2- لم يجانبه الصواب في ادارة الملف الاقتصادي و اوصل مصر إلى أعلى معدل إستدانه داخلية و خارجية في تاريخها ، و إنما انفق عشرات المليارات من الدولارات في مشروعات تناسب تصوره للجمهورية الجديدة التي لا يعرف أحد ملامحها غيره
3- السيسي يحملنا نحن المصريين ، مسؤولية تردي الاوضاع بسبب كثرة الانجاب و كانه اكتشف تلك المشكلة فجاة ، لا يا سيدي لا يتحمل المصريون المسؤولية كاملة فلم تكن مشكلاتنا خافيه عليكم عندما تصديتم لها ، لم يكن تشخيص حكومتكم و إدارتكم صايب وكان العلاج خاطئا ، و النتائج كارثبة و مروعة
4- ��لسيسي يتحمل مسؤولية حالة “الفقر السياسي ” التي نعيشها خلال سنوات حكمه .. و أنه فتح الباب واسعا لديكتاتورية لا سبيل إلى الخلاص منها ، الحل الأمني في مواجهه الفكر السياسي كان بارزا" و بشدة خلال السنوات الأخيرة ، و عدد الذين في السجون لمعارضتهم السياسية و الفكرية لا حصر لهم
5- سيتم تصنيف سنوات حكمه بانها الاسوء في تاريخ مصر اعلاميا ، نظام السيسي غير ديمقراطي و لا يقبل الا برايه ، اعلامه لا يصل و لا يؤثر ، أقصى ما يفعله إعلاميو هذه الفترة هو السباب و التخوين … أشد الموالين للسيسي لا يقدرون على كتابه مقال مؤثر أو تقديم برنامج جذاب ، و لو إجتمعوا له
6- السيسي لم يكن موفقا في إدارته لملف جزيرتي “تيران و صنافير” ، أصابت المعالجة السياسية و الاعلامية لهذه القضية “ الكبرياء الوطني ” في مقتل و السيسي يتحمل مسؤوليتها ، ما المغانم التي عادت على مصر من هذا القرار ؟ و هل تعرضت الادارة المصرية للابتزاز (السعودي) للقبول بهذا التنازل ؟
7- كثير من خطاباته غير رئاسية و الفكر الذي يعرضه ليس فكر رئاسي ، يعطي ظهره للشعب شكلا و موضوعا ، هو أكثر الرؤساء ارتجالا و ترتب عليه أخطاء غير مبررة ، كلامه الحالي يليق بالسنة الأولى من الحكم لا بالثامنه منه ، قوله “ دولة كهن ” و “ شبه دولة ” نكوص يخدش الكرامة الوطنية و يتحتم معه المساءلة
8- الدولة في عصره بدلاً من أن تكون وظيفتها تحقيق الرفاهية لمواطنيها ، أصبحت جابية ، مرتبات المسؤولين التي هي جزء من ضرايبنا في إرتفاع مستمر ، و مرتبات اصحاب البلد و ممولوها في انخفاض دائم ، الدولة تحاسبنا على الخدمات التي تقدمها بالاسعار العالمية ، و تدفع لنا مرتباتنا بالاسعار المحلية.
9- يزعم السيسي أنه يحكم وفق نظرية التفويض الالهي “ ربنا اللي جابني للكرسي و هو هيمشيني ” خطابه ضرب اصول الحكم المدني في مقتل ! حصل السيسي على تفويض محدد من الشعب في لحظة محددة للقيام بتصرف معين ، ثم توسع فيه بحيث شمل مناحي الحياة كافة ، ما الوظيفة الحقيقية التي يتصور أنه يقوم بها ؟
10- السيسي يثق بشدة في قدراته البلاغية و الفكرية ، مما يدفعة الى الارتجال على الهواء ، و صياغة المبادرات من وحي اللحظة .. لكنه لا يجيد فن “الارتجال الوهمي ” و هو ما يوقعه و يوقعنا معه في مشكلات عديدة ، كثير من المبادرات التي يعلنها على الهواء لا تكون جاهزة ، و يكون مصيرها عدم النجاح ،
11- السيسي لا يجيد اختيار رجالاته و من حوله ، أو هو لا يريد ذلك مكتفيا بذاته ، و باعتقاده عن نفسه ، لا يرقى أي من مساعديه لوظيفة المستشار الحقيقي الذي يوجهه و يضبط إيقاع أداءه الرباسي ، هو بلا ظهير فكري أو سياسي ، لا يوجد خبير مجرب يستمد رؤيته منه في ضوء غياب مراكز التفكير الحقيقية ،
12- السيسي لا يؤمن بدراسات الجدوى ، و لا بالبحث السابق للتخطيط ، بعض المشروعات الكبرى يتم اقتراحها على الهواء ، و يتم ترسية عطاءاتها على بعض الشركات على الهواء ، شاءعات كثيرة عن عمولات سمسرة ضخمة ضخمة وراء هذه المشروعات ، إنتشار مثل هذه المزاعم كفيل بزعزعة الثقة في النظام العام للدولة .
13- أسباب ثورة المصريين طوال تاريخهم هي إرتفاع الاسعار ، فرض الضرايب ، غياب العدالة الاجتماعية، التضييق على الناس في أكل عيشهم ، إنتشار الفساد ، المصريون يتقبلون القهر و لا يقبلون الفقر ، و ما اجتمع الفقر و القهر في مصر كما اجتمعا في فترة حكمه ! ألا يشعر بما يشعر به كثير من المصريين حالياً ؟
14- السيسي تسبب في تغييب الشعب عن الحياة في مصر ، كل شيء أصبح مزيف و يخضع لمؤثرات الفوتوشوب ، نعيش في مسرح كبير ، كما أن النظام السياسي غير عادل في تعامله مع الشعب و غير صادق معنا ، نحن شركاء النظام الغرم و الخسارة ، و لسنا كذلك في المغنم و المكسب ، شراكتنا منقوصة و تلك لعمري “ قسمة ضيزى ”
15- ملف حقوق الإنسان في عصره يسبب الاحراج للنظام داخليا و خارجيا ، الاطروحة التي صاغها السيسي بأن القضاء على الإرهاب و محاربته حق يجب الخقوق الأخرى ليست مقنعة ، الذين يغضون من قيمة هذا الملف و يشيرون إلى أنه رفاهية لا ينتمون إلى العصر الذي نعيشه ، لا يوجد تعارض بين الأمن و الحرية .
16- رئاسة مجلس الوزراء حالياً هي لوحة رمي السهام لاستقبال النقد بديلا عن السيسي ، المدح و المجد كله له و النقد كله لرئاسة مجلس الوزراء ، رغم انهما واحد و قرارهما واحد ! منصب الوزير أيضا أصبح منصب شرفي و يستطيع وزير واحد أن يدبر شؤون عدة وزارات دون أن يؤثر ذلك على العمل في أي وزارة .!
17- السيسي أكثر رؤساء مصر شبها بالريس السادات في غرامة بطريقة ظهوره في الإعلام ، الصورة الذهبية لأي رئيس هي أحد مقومات استمرارة ، و أحد ركايز شرعيته ، الصورة التي يتم تقديمه بها لا تفيده و لا تضيف إليه ، “ كادرات ” مكررة و افكار باهتة ، كثيراً ما تضر بصورتة العامة و بالمصلحة العامة .
18- سياسات السيسي الاقتصادية ادت إلى تغييرات اجتماعية خطيرة ، و احدثت تحولات سلبية في البنيان الاجتماعي للشعب ، معدلات الفقر المتزايدة و التى وصلت الى نسب غير مسبوقة ، ادت إلى إرتفاع حالات الطلاق بنسب غير مسبوقة ، إختلال منظومة القيم و سيطرة المادية و بروز الطبقية كلها مظاهر لهذه التحولات .
19- السيسي يبرر فشل السياسات الداخلية بالظروف الدولية ، الظروف الدولية لا تنتهي و الادارة الناجحة تتوقع المخاطر و تعد لها قبلها بفترة طويلة ، و في كل الاحوال نحن في مكانه متميزة “ مش احسن ما نكون زي سوريا و العراق ” !!
20- إدارة السيسي لا تتعلم من اخطاءها ، و لم تتعلم من أخطاء الادارات السابقة ، تخلط ادارته عمل صالح و آخر سيىء و المحصلة صفرية في النهاية ، و هو الواقع الذي نعيشه حالياً ؟ ..
9 notes · View notes
karl8fr · 2 years
Text
Tumblr media
حول الفكر و المجتمع الطبقي باختصار
بقلم الرفيق حسين حيدر
الماركسية لا تنظر للفكر من ناحية تماسكه او من ناحية الحجج بشكلها الضيق "كحجج" بل تنظر الى ما وراء هذه "��لحجج”
فكما شرح كلا من ماركس و انجلز في بداية البيان الشيوعي
"إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية."
و ايضاً يقول ماركس
"إن الناس أثناء الإنتاج الاجتماعي لحياتهم يقيمون فيما بينهم علاقات معينة ضرورية مستقلة عن إرادتهم. وتطابق علاقات الإنتاج هذه درجة معينة من تطور قواهم المنتجة المادية. »
ومجموع علاقات الإنتاج هذه يؤلف البناء الاقتصادي للمجتمع أي الأساس الواقعي الذي يقوم عليه بناء فوقي حقوقي وسياسي وتطابقه أشكال معينة من الوعي الاجتماعي."
-كارل ماركس
-مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي
فنحن هنا نفهم ان كل فكر يخضع بشكل او لأخر للظروف الموضوعية التي تواجد فيه هذا المفكر و التي بسببها توصل لهذه الفكرة التي انتجها عقله
و كما شرح ماركس و انجلز ان التاريخ كله (عدا فترة الشيوعية البدائية) هو ليس سوى صراعات طبقية
فنستنتج هنا ان كل فكر بشكل او بأخر هو انعكاس لهذا الصراع الطبقي
فمثلاً في فلسفة برودون حول تأبيد التناقض (الذي هو على عكس ديالكتيك هيغل الذي يسعى لالغاء التناقض -قانون نفي النفي-) فهو انعكاس للنزعة البرجوازية الصغيرة المحافظة الرجعية
و لذلك فبرودون في فكره حول الديالكتيك لا يخدم البروليتاريا، بل البرجوازية الصغيرة
لذلك نحن الماركسيين عندما نقول ان الفلسفة الحديثة الرسمية موجهه بشكل تام ضد الاشتراكية، لا نتبنى وجهات نظر انصار نظرية المؤامرة
بل نجادل بانه في ظل المجتمع الرأسمالي الحالي الذي أدى الى انقسام المجتمع الى بروليتاريين و برجوازيين
و بما ان الاشتراكية هي الفكر الذي يخدم البروليتاريا
فالفلسفة الرسمية الحديثة كونها خاضعه لحكم رأس المال فهي بطبيعة الحال تخدم الطبقة البرجوازية
"غير أن عصرنا، عصر البرجوازية، يتميز بتبسيطه التناحرات الطبقية. فالمجتمع كله ينقسم أكثر فأكثر إلى معسكرين كبيرين متعاديين، إلى طبقتين كبيرتين متجابهتين مباشرة: البرجوازية والبروليتاريا."
-البيان الشيوعي
و هذا أيضا يشمل الفكر
5 notes · View notes
my-yasiuae · 3 months
Text
دبي - الخليج كشف تقرير حديث أصدرته القمة العالمية للحكومات بالشراكة مع ستراتيجي& الشرق الأوسط، التابعة لشبكة «بي دبليو سي»، بعنوان «تقييم الإنتاجية: رفد الاقتصاد العالمي ب50 تريليون دولار» عن فرص نوعية لدول مجلس التعاون الخليجي لتسريع نمو الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة خلال العقد المقبل من 3.8% إلى 5.4%. وإضافة نحو 2.5 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي فيها على مدى السنوات العشر المقبلة. وقدّم التقرير طريقة جديدة لقياس الإنتاجية تتضمن أبعاداً مهمة تواكب العصر، كالأثر البيئي والصحة والابتكار وجودة أداء المؤسسات. ويستخدم التقرير الإطار الجديد لتقدير الارتفاع المحتمل للناتج المحلي الإجمالي لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي إن تمكنت من إدخال مزيد من التحسينات على أداء إنتاجيتها. وأشار التقرير إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي قادرة على ترسيخ النمو الاقتصادي والازدهار بتحسين أداء إنتاجيتها على نحو استراتيجي عبر الاستفادة من «مؤشر الإنتاجية الممكنة» (PPI) لتحديد العوامل التي تحتاج إلى التقوية من حيث الإنتاجية ومن ثم رفعها إلى مستوى أداء الدول الأنجح فيها. وتُمثل الإنتاجية، التي تُعدُّ مقياساً للأداء الاقتصادي عبر مقارنة كمية السلع والخدمات المنتجة بالمدخلات اللازمة لإنتاجها، شريانَ حياة للمجتمعات الحديثة، حيث تؤثر على جوانب تتراوح من القدرة التنافسية العالمية إلى جودة الحياة الفردية، لكنها لم تتضمن، ولغاية الآن، الأبعاد الجديدة متنامية الأهمية كتغير المناخ وانحسار التنوع البيولوجي والتغير الاجتماعي والشيخوخة السكانية وغيرها من تحديات القرن الحادي والعشرين. وإضافة إلى ذلك، تقدم المقاييس التقليدية للإنتاجية وصفاً لما حدث في الماضي، بدلاً من تزويد صناع القرار بتحليل يركز على المستقبل لما يمكن تحقيقه. قياس الإنتاجية بمنظور أشمل ويقدم التقرير طريقة جديدة واستشرافية لقياس الإنتاجية وتزويد الدول والحكومات بالأدوات التي تمكنها من تحديد إمكاناتها الإنتاجية الإجمالية والمحفزات المحتملة التي يمكن أن تسرعها، كونها تضيف مدخلات رأس المال المجتمعي ورأس مال الموارد الطبيعية والجودة المؤسسية إلى المقاييس التقليدية لعوامل الإنتاجية المتمثلة تاريخياً برأس المال البشري والمادي والابتكار ورأس المال غير المنظور. ويتخذ الإطار الجديد شكل «مؤشر الإنتاجية الممكنة»، ويأتي مصحوباً بنظام للمحاكاة عبر الإنترنت يمكّن المستخدمين من معرفة كيفية قياس إنتاجية 25 دولة في العينة الأولى عبر 19 معياراً مجمعة في ست فئات. وتجيب الإنتاجية الممكنة المتوقعة التي يقدمها المؤشر على السؤال التالي: «ما هي التوقعات لإنتاجية الدولة وفقاً للثروات التي تملكها؟». وقال شادي مجاعص، الشريك في ستراتيجي& الشرق الأوسط: «التعزيز المحتمل للنمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي عبر فهم أفضل لمؤشر الإنتاجية سيشكل تحسناً كبيراً. وإن جرى العمل اعتماداً على نتائجه، فيمكن أن يحسن حياة الناس في المنطقة بصورة كبيرة في العِقد المقبل. ونأمل أن يساعد البحث الذي أنجزناه الحكومات في كل مكان على تحديد نقاط التحسين بدقة، ما يمكّنها من إحداث فارق كبير في إنتاجيتها وأداء نموها الاقتصادي». بدورها، قالت ديمة السايس الشريك في ستراتيجي& الشرق الأوسط ورئيس مركز الفكر التابع للشركة: «في الوقت الذي يتطلع فيه العالم إلى أن يصبح أكثر استدامة، من الضروري امتلاك أدوات مناسبة لقياس التقدم الاقتصادي تأخذ في الاعتبار معايير كالبيئة والتنوع البيولوجي، إلى جانب مجموعة من قياسات رأس المال المجتمعي. وهذا المؤشر الجديد يسد فجوة كبيرة في هذا المجال». مؤشر عصري يواكب المتغيرات وتتلخص فوائد تبني مؤشر الإنتاجية الممكنة الجديد في ثلاثة جوانب، حيث يمكّن المؤشر الدول من تحديد نقاط القوة ونقاط التحسين في أدائها الاقتصادي بسهولة أكبر، ويسلط الضوء على العوامل المهمة التي لها تأثير كبير على الإنتاجية والنمو الاقتصادي باستخدام معايير من الدول الأفضل أداءً، وأخيراً، يوفر المؤشر الجديد لصانعي السياسات رؤية عملية حول كيفية سد الفجوات وتحقيق تقدم كبير في الأداء، بهدف الوصول إلى المستويات التي وصلت إليها بالفعل الاقتصادات ذات الإنتاجية الأعلى. ويُعدُّ المؤشر عصرياً في مفهومه وحساباته أيضاً، حيث قام الخبراء، وبمساعدة التعلم الآلي، بتقدير الإنتاجية الممكنة لكل دولة من خلال بيانات الـ 19 مقياساً المحددة للإنتاجية، بتقييم جميع الدول المشمولة والمتغيرات، ما يمكّن مستخدمي نظام المحاكاة من تحديد المجالات التي يتوجب على كل دولة التركيز عليها إذا أرادت تعزيز إنتاجيتها. ويستند التحليل الذي يقوم عليه المؤشر إلى أحدث الأفكار الأكاديمية حول الإنتاجية، وتم اختباره مع اقتصاديين دوليين متخصصين. المصدر: صحيفة الخليج
0 notes
mohammadalmola · 1 year
Text
Tumblr media
معضلة الكهرباء وطريق التنمية أم معضلة الفكر
محمد فخري المولى
التخطيط الإستراتيجي هو حلم أو رؤية لمستقبل قد يكون قريبا أو بعيدا لكنه حل ذي أفق غير منظور لإيجاد حلول لمشكلات أو معظلات.
الكهرباء وطريق التنمية او الحرير معضلات لكنها ليست جديدة ، لذا وجد العالم عشرات الحلول لمعضلة الكهرباء ومنها ما يتلائم مع الشان المحلي
التوجه نحو الطاقة البديلة.
طريق التنمية او طريق الحرير ببساطة رؤية لموارد اقتصادية تخدم البلد وأهله مستثمرين تفصيل بسيط
(موقع العراق الجغرافي)
نقطة الخلاف او الاختلاف ،
الاقتصاد والموارد ذات الأفق الإقليمي أو العالمي ببساطة أكبر بحاجة لتنسيق أو شراكة أو استثمار يجمع الشأن الاقتصادي المحلي والإقليمي والدولي ببودقة واحدة لنصل لأفضل النتائج ضمن جدوى اقتصادية منظورة أو غير منظورة ضمن المدى القريب لصاحب المشروع .
لنصل للعقدة أو المعضلة المحلية
كل بلد بالعالم يمتلك موردا أو موردين أو ثلاثة التي من خلالها تُدار السلة الاقتصادية للبلد .
فتجد كل بلد يستثمر ويطور وينمي كل مورد اقتصادي صناعي تجاري سياحي زراعي أثري المرتبط بموقعه الجغرافي مرتبط ذي صلة بجغرافية سياسية حتى ولو الكذب أحيانا ،
وهو سر هيمنة الدولار على العالم برغم أنه ورق ملون.
الخاتمة ستكون محليا
عندما تنعدم رؤية بلد لعدم توحد أو اتفاق على بناء المستقبل ستصل بوقت معين للتقاطع لأنه بلا فكر موحد لن ننظر التنمية ولا الحرير ولا الكهرباء المستقرة وسنبقى نلقي اللوم والاتهامات لبعضنا البعض أو لأطراف خارجية إقليمية أو دولية
لكن الحقيقة
هناك معضلة فكر ورؤية عند
القادة وصناع الرأي والمستشارين
لننتهي
لنغير اتجاه وبوصلة الفكر نحو مستقبل العراق واهلة بالجهات الاربعه لا نحو المصالح الضيقة...؟
عندها ستنتهي كل المعضلات أو المشكلات وتلك هي روعة التخطيط الإستراتيجي وبناء المستقبل بلا تقاطعات أو تناحر أو تضاد بجدوى معلومة.
تقديري واعتزازي
#محمد_فخري_المولى
https://www.facebook.com/mohmmadfalmola/..
1 note · View note
misdrnet · 1 year
Text
القيام بعمل جيد في العمل الاقتصادي في تشاوتشينغ ، داعيا إلى أسلوب عمل قوي و
القيام بعمل جيد في العمل الاقتصادي في تشاوتشينغ ، داعيا إلى أسلوب عمل قوي و الأسلوب العلمي 
 الاستثمار في تشاوتشينغ 2023-01-12 23 : 03 نشرت في قوانغدونغ 
 صور 
 تشاوتشينغ البلدية طرف اللجنة الاقتصادية اجتماع عمل عقد في 9 كانون الثاني / يناير 
 تحديد أهداف النمو المطرد هذا العام و الطريق . 
 العمل الاقتصادي ، 
 المفتاح يكمن في المشروع ، القوة تكمن في أسلوب العمل . 
 تشاوتشينغ كادر أسلوب العمل والقدرة على العمل ، 
 إذا كان الهدف من النضال يمكن أن تتحقق بنجاح . 
 الصورة ▲ جنوب 
 مؤتمر العمل الاقتصادي في تشاوتشينغ البلدية طرف اللجنة إلى أن الكوادر الرائدة على جميع المستويات يجب أن تتحرك بسرعة ، والعمل ، لا تعتمد على المبادرة ، يجب أن يكون قائد جيد ، ولكن أيضا أن يكون مقاتلا جيدا ، والتركيز على التركيز على الاقتصاد ، والصناعة ، والمشاريع ، والتنمية ، فهم العمل الاقتصادي الحقيقي مثل معركة صعبة ، القتال بشجاعة ، للفوز ، مع الأرصاد الجوية الجديدة لتعزيز تنمية عالية الجودة للحصول على نتائج جديدة . 
 في الوقت الحاضر ، والتغيرات في العالم ، مرات ، والتغيرات التاريخية التي بدأت بطريقة لم يسبق لها مثيل ، تشاوتشينغ يعاني من تقلص الطلب ، تأثير العرض ، من المتوقع أن تتحول إلى ضعف الضغط الثلاثي ، ولكن الاستقرار الاقتصادي إلى الأفضل ، على المدى الطويل من أساسيات جيدة لم تتغير ، وإمكانات كافية ، والمرونة ، قوية ، مساحة كبيرة من الدوران ، العديد من أدوات السياسة العامة لم تتغير الخصائص الأساسية .  القيام بعمل جيد في العمل الاقتصادي هذا العام ، قبل 40 عاما ، " يو شان التشجير " المضي قدما في التقاليد المجيدة ، والحفاظ على أسلوب العمل ، والخدمة الممتازة ، من الدرجة الأولى ، والسعي لتحقيق نتائج ملموسة .  على وجه الخصوص ، ينبغي لنا أن استخدام " آلية واحدة ، أربع طرق " المشروع الممارسات الكيميائية ، والانقضاض على الجسم للقيام بأشياء عملية ، واتخاذ تدابير عملية ، بحزم التخلي عن " الكذب " عقلية " الشرق " الفكر " الخوف من الصعوبات " العاطفة .  التمسك أسلوب العمل الصلبة والأساليب العلمية ، والتركيز على القضايا الرئيسية ، تشغيل إلى المشاكل المحتملة ، على المشاكل القديمة ، يجب أن لا " نصف القمر الحديث " ، لا تقلق ، يجب أن تحدد جدولا زمنيا ، خارطة الطريق ، بحزم ، حتى أن الجمهور يرى التغيير في المستقبل ، حتى أن العمل الاقتصادي على مدار السنة إلى الأمام وفقا للأهداف المحددة . 
 صور 
 ▲ جنوب + 
 القيام بعمل جيد في العمل الاقتصادي الحالي ، تشاوتشينغ الكوادر على جميع المستويات يج�� أن يكون أسلوب عمل متين .  تهدف إلى احتياجات التنمية ، مقاطعة وبلدة ، بثبات تعزيز اللامركزية في السلطة ، مقاطعة وبلدة قوية ، والعمل بنشاط على استخلاص الدروس من التجارب والممارسات الجيدة في المناطق المتقدمة ، يجرؤ على كسر القيود المفروضة على النظام الأصلي آلية غير معقولة ، وفقا للظروف المحلية ، ونقل المزيد من السلطات الإدارية على مستوى المدينة وعلى مستوى المحافظة ، وتفعيل المشاريع على مستوى القاعدة الشعبية ، على المبادرة الذاتية والدافع .  تنفيذ مشروع الهندسة الكيميائية بطريقة شاملة ، والعمل بنشاط على القيام بعمل جيد في تخطيط المشاريع الرئيسية الاحتياطي ، وتعزيز العمل على تحويل المشروع إلى الجافة ، رأس المال مع المشروع ، عناصر حول المشروع ، من أجل تشجيع الاستثمار في المشروع ، وتعزيز التنمية .  جميع الإدارات على جميع المستويات أن مشط المزيد من المشاريع الرئيسية لتعزيز هذا العام ، قاعدة بيانات المشروع أكثر وأكثر فعالية . 
 القيام بعمل جيد في العمل الاقتصادي الحالي ، تشاوتشينغ الكوادر على جميع المستويات يجب أن يكون المنهج العلمي .  يجب علينا تعزيز التدريب من خلال فهم الاقتصاد و القدرة على فهم الاقتصاد باعتبارها المهارات الأساسية والقدرات الصلبة من الكوادر الرائدة ، وتعزيز دراسة نظرية السياسة الاقتصادية في كل وقت ، فهم الاتجاهات الجديدة في التنمية الاقتصادية ، والاتجاهات الجديدة في مجال العلم والتكنولوجيا والابتكار ، وتوقعات جديدة من الناس .  على وجه الخصوص ، والموارد الطبيعية ، والإدارة المالية ، والاستثمار والتمويل ، المملوكة للدولة المؤسسات المملوكة للدولة ، والتنمية الصناعية ، واجتذاب الاستثمار وغيرها من المجالات التي تنطوي على مجموعة واسعة من المجالات المهنية ، تشاوتشينغ الكوادر على جميع المستويات يجب أن تكون منهجية التعلم الصلبة ، وتشكيل العمل الاقتصادي في المدينة " لعبة الشطرنج " التفكير ، لمنع الاعتماد الأعمى على طرف ثالث ، مما أدى إلى اتخاذ قرارات متسرعة من الأخطاء . 
 مشروع اليوم هو الإنتاجية غدا ، اليوم هو حجم الاستثمار الاقتصادي غدا .  إذا كان لنا أن لا تأخذ زمام المبادرة في فهم ، تغيير ، والمضي قدما بنشاط ، لا تحسين أسلوب وطريقة استيعاب الاقتصاد ، ولكن الاستمرار في تطوير القصور الذاتي في الماضي ، ونحن سوف خطوة إلى الوراء ، خطوة إلى الوراء ، في الماضي ميزة سوف تفقد تدريجيا ، وسوف تكون أكثر من رمي بعيدا . 
 عام 2023 هو " الخطة الخمسية الرابعة عشرة " السنة الثالثة من التنفيذ ، هو تعزيز تنمية عالية الجودة تشاوتشينغ فرصة حاسمة الفترة ، فترة التنمية ، نافذة الفترة ، القيام بعمل جيد في العمل الاقتصادي هذا العام مسؤولية كبيرة ، مهمة مجيدة .  الكوادر الرائدة في السنوات الأخيرة من عدد كبير من " بشق الأنفس " أداء غير عادي من رسم القوة ، وتعزيز الثقة ، حقا فهم العمل الجاد ، الوحدة ، والسعي ، شيء واحد ، شيء واحد ، مشروع الهبوط ، وتعزيز تنمية عالية الجودة لتحقيق اختراقات جديدة ، والسعي لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية هذا العام .
0 notes
shammaa778 · 2 years
Text
كتلة الثقافة" تؤدي إلى تصعيد أوكرانيا (وتخاطر بالحرب العالمية الثالثة)
Tumblr media
يجب ألا تفهم مصالح واشنطن الحقيقية في أوكرانيا على أنها حرب قيم بل على أنها صاروخ كروز يطلق على الصين، وليس روسيا.
اكتشف المشكلة هنا: أولا، خسر الاتحاد الأوروبي روسيا كشريك، ومع ذلك يصر الاتحاد الأوروبي على الحفاظ على التجارة مع الصين. ثانيا، يجب على الصين، على الرغم من ذلك، أن تنحني إلى "قواعد" الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية تكوين اقتصادها. ثالثا، يجب على الصين أيضا أن تقبل "الانتقاء" من قبل أمثال أولاف شولتز وتشارلز ميشيل بسبب "عدم وضع حد لحرب روسيا غير القانونية في أوكرانيا". رابعا، نحن، الاتحاد الأوروبي، على أي حال لا ننوي الاعتماد عليك. وخامسا، قم بتنظيف انتهاكاتك لحقوق الإنسان!
واو! حسنا، قد يكون رد الفعل الأولي تعويذة في الأكاديمية على فن الخطاب الدبلوماسي، كفكرة واحدة. ومع ذلك، فإن العدد الهائل من غير المنصفين لهذا الموقف مذهل. أولا، بقية العالم غير مهتم إلى حد كبير بمدونة الفكر المستيقظة لقادة الاتحاد الأوروبي (ألغى الصينيون ببساطة خطاب رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل المقترح أمام تجمع في بكين). خسرت أوروبا روسيا؛ ومن المرجح أن تخسر الصين. وعلى الأرجح، ستجد نفسها مستبعدة من العملاق، منطقة التجارة الحرة التي تتكشف في أوراسيا - حيث تفرق الكتل إلى مجالات تجارية منفصلة.
أين يترك هذا طموح الاتحاد الأوروبي المحطم ليكون لاعبا عالميا؟ ... ربما تكون ثقافة قانون الفكر في الاتحاد الأوروبي هي المشكلة لطموحاته.
أنت (الاتحاد الأوروبي) لم تفكر في ذلك من خلال: أنت الآن ملحق تابع للاقتصاد الأمريكي - دعامة للحفاظ على بقعة أمريكا الممجدة في النظام العالمي - في وقت كان فيه نموذجها الاقتصادي المفترس لطباعة النقود بدون فائدة متحصنا بسبب جبل جليدي (المعروف باسم التضخم المتسارع). تحتاج الصناعة الأمريكية إلى سوق أسيرة في عالم ينفصل بسرعة إلى مجالين منفصلين. لقد "انتخبت" لملء هذا الدور.
احتواء الصين هو هدف أمريكا الصريح. وهذا يعني منع القارة الأوروبية من الاقتراب من آسيا لتشكيل أكبر منطقة تجارة حرة في العالم. كان على واشنطن إيقاف ذلك (أي تخريب نورد ستريم) من أجل الحفاظ على أوروبا كسوق أسيرة، وما تبقى من "امتياز" الدولار.
باعتبارها تبعية أمريكية، ينظر إلى أوروبا على أنها لم تتنازل فقط عن وكالة اقتصادية، ولكن سياسية أيضا. ببساطة، فقد الاتحاد الأوروبي نموذج أعماله في مجال الطاقة الرخيصة مع رموز الفكر والكلام المستيقظة "أقف مع أوكرانيا"، ويجد الآن أنه عاجز سياسيا. لماذا يتعامل "الآخرون" مع الحاشية، بينما يمكنهم الذهاب مباشرة إلى "القيادة" في واشنطن؟
علاوة على ذلك، فإن الكتلة الثقافية التي يتبناها الاتحاد الأوروبي تمنعها من إنهاء الحرب الأوكرانية سياسيا. بدلا من ذلك، ما يفعله هو تصعيد الخبز.
ها هي المشكلة: لقد اشتريت فكرة أمريكا الليبرالية عن عملية قسرية للاختلال الوظيفي الحكومي المستحث - أي البقاء، حالة الذهان الجماعي التي يمكن أن تنتجها أي حالة مختلة وظيفيا تسليحا في المجتمع. وقد كان نجاحا (بشروطه الضيقة).
الرسالة الأكبر هي أن "الاختلال الوظيفي المستحث" يسير على خطى، واستخدام تكتيكات كتلة الثقافة لقمع أي آراء معارضة، يمكن أن ينتج وينتج مجتمعا يمكن حكمه (جعله متوافقا من خلال الإزعاج والألم التطبيقي) - دون الحاجة إلى ال��كم (أي جعل الأمور تعمل بالفعل).
وقد أثبت الامتثال المستحث استخدامه لتنفيذ جميع أنواع المخططات الأيديولوجية الأخرى التي لم يكن الجمهور ليقبلها أبدا لولا ذلك.
تم تجربة الخلل الوظيفي الم تسليحا خلال الوباء الأخير. تم إقناع الجمهور بقبول التدهور المنهجي للاقتصاد. أعرب القادة الغربيون بانتظام عن مفاجأة سارة لدرجة الامتثال العام التي تحققت خلال عمليات الإغلاق. بالطبع، لم يكن ذلك ممكنا إلا من خلال "الغوغاء المستيقظين" على المنصات الاجتماعية الذين يتلاعبون في دوافع أي شخص يشكك في "العلم" أو حجم الطوارئ أو الآثار السامة طويلة الأمد على الاقتصاد الحقيقي. تم فرض حاجز ثقافي.
العملية نفسها واضحة اليوم: الاتحاد الأوروبي في "حالة طوارئ" (أخرى) لأنه أخطأ في الحكم الاستراتيجي بشأن عقوباته على روسيا. اعتقدت الطبقة السياسية أن آثار عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا تقدم نتيجة "ضربة قاضية": ستتضاعف روسيا في غضون أسابيع، وسيعود الجميع إلى ما كانت عليه من قبل. ستتدفق الطاقة بحرية إلى الاتحاد الأوروبي مرة أخرى؛ وستعود الأمور إلى طبيعتها.
بدلا من ذلك، تواجه أوروبا انهيارا اقتصاديا بسبب تكاليف الوقود الفلكي.
ومع ذلك، فإن بعض القادة في أوروبا - المتعصبين للانتقال الأخضر - يتبنون بهدوء "فشل" العقوبات هذا والفوضى الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع أسعار الطاقة - مما كسلاح كأصل استراتيجي لتسريع التحول الأخضر. تشجع السلطات الأوروبية بنشاط هذا النهج المرضي، معتقدة أن الألم المتكبد سيجبر مجتمعاتها على الامتثال لاحتضان تراجع التصنيع، وقبول مراقبة البصمة الكربونية والانتقال الأخضر؛ وكذلك لتحمل تكاليف الانتقال الضخمة المحتملة.
احتفلت يلين صراحة بالألم المالي (الخلل الوظيفي) على وجه التحديد على أنه يعمل على تسريع "الانتقال" (سواء كان ذلك أم أبينا) - حتى لو كان ذلك لدفع المواطن إلى الخروج من العمل، وإلى أعتاب المجتمع.
هنا، المشكلة: قد يأمل البعض في الطبقة السياسية في الاتحاد الأوروبي في تكثيف الحرب على روسيا، مع رؤية كل أنواع الفوائد فيها - في توسيع نطاق السيطرة المركزية على الدول الأعضاء وتسهيل وسائل جديدة لطباعة النقود (أدوات الدين المتبادلة) ظاهريا لتمويل أوكرانيا.
بالتأكيد - ولكن هناك مخاوف من الانهيار المجتمعي في أوروبا أيضا. المشكلة؟ لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يجلب أوكرانيا إلى اتفاق
النقطة المهمة هي أن الاتحاد الأوروبي قد صاغ الصراع الأوكراني بعبارات الأوردة المطلقة للضحايا، بما يتماشى مع الاستعارات الثقافية المستنيرة: زعيم روسي انتي، يحلم بالإمبراطورية السابقة، بشكل غير قانوني، ودون استفزاز، غزا الأراضي واستول على الأراضي من جارته، بينما ارتكب جرائم حرب شنيعة في القيام بذلك. يجب أن يواجه الجاني هزيمة مهينة - وإلا، إذا حصل على شبر واحد، فسيأخذ ميلا. وسيكون النظام العالمي "نخبا".
تم توجيه "الغوغاء عبر الإنترنت"، من خلال "المؤثرين"، للإصرار على أن الولايات المتحدة. دعم المعسكر الواقعي لتسوية تفاوضية هو بمثابة الوقوف إلى جانب روسيا: التسرع في إدانة جميع الأصوات - من بيل بيرنز (السفير الأمريكي آنذاك والآن رئيس وكالة المخابرات المركزية) احتفل برقية عام 2008 "نيت تعني نيت" محذرا من أن أي استيلاء لحلف شمال الأطلسي على أوكرانيا يعني الحرب؛ إلى البروفيسور ميرشايمر أو كيسنجر أو إيلون ما يواجه ماسك الآن تحقيقا أمنيا.
المنطق صارخ: هذا يقلل من نافذة أوفرتون فقط لأولئك الذين يدعون إلى الهزيمة الكاملة لروسيا وإنهاء "نظام" بوتين - حتى لو كان يخاطر بالحرب العالمية الثالثة. إنه موقف "القطع والحرق"، الذي تفضله الولايات المتحدة والمحافظون الجدد المتحالفون مع الاتحاد الأوروبي.
لذلك، لدينا واشنطن تقول إنه ليس لديها مصالح، في حد ذاتها، في أوكرانيا - بخلاف دعم كييف في استعادة أراضيها. تقول إدارة بايدن إنها تسترشد برغبات الشعب الأوكراني.
هل ما زلت لا ترى المشكلة التي يأخذنا إليها هذا المنطق؟ إنه موقع قرية بوتيمكين. كل الواجهة ولا شيء "وراء" أو حولها. الصراع في أوكرانيا ليس في حد ذاته "شيئا فريدا"، ولكنه "شيء" من رحلتين. على مستوى ما، أوكرانيا هي "دولة" بين الدول المحيطة؛ وعلى مستوى آخر، هي نفسها جهة فاعلة. "لاعب في الأحداث" - مالك بالفعل، لتاريخ معين."
ما يفعله "نهج" بوتيمكين هو تحرير نوع من "التطهير في الخشب" المجرد بشكل مصطنع وسط كثافة الأشجار، حيث سيتم وضع الشيء المرئي - أوكرانيا - ووضعه أمام جمهور المتفرج الغربي، وتجريده من العار من السياق المحيط؛ وتجريده من التاريخ وحقيقة أنه لاعب ضمير في دراما موسعة.
تم حظر الواقعيين من قبل الثقافة. دوافعهم متورطة.
عنوان هذه المسرحية - "أمريكا ليس لها مصالح أساسية في أوكرانيا، وهي ليست سوى بريء، استدعاها على خشبة المسرح عمل شرير وحشي" - هو احتيال واضح. كما هو الحال بالنسبة للنتيجة الطبيعية التي يجب على الاتحاد الأوروبي دعم "الحرب" لأن أوكرانيا ضحية.
قال بوضوح إن الولايات المتحدة تتبع استراتيجية جيوسياسية من الحزبين لقمع صعود الصين الصاروخي والحفاظ على دور أمريكا المهيمن في النظام العالمي. هل يمكن أن يكون هناك أي شك في ذلك؟ لا، لا شيء. تركزت السياسة الخارجية الأمريكية على مدى عقدين من الزمن حول "محورها إلى آسيا".
وبالتالي يجب ألا تفهم مصالح واشنطن الحقيقية في أوكرانيا على أنها حرب قيم - كما يفعل الاتحاد الأوروبي - بل على أنها صاروخ كروز يطلق على الصين، وليس روسيا. في جوهر الأمر، ينظر إلى "الطريق السريع" إلى انهيار بكين في العاصمة على أنه يمر عبر موسكو الضعيفة. يهدف رد الناتو على أوكرانيا إلى "رسالة" إلى الصين، فيما يتعلق بتايوان. والعقوبات الشاملة على روسيا هي رسالة لبقية العالم لعدم التفاخر من أولوية أمريكا المطلقة.
ولكن إذا كان هذا السياق الأخير "خارج الطاولة" تماما، من خلال كتلة الثقافة والبند الوحيد في جدول الأعمال هو بناء قرية بوتيمكين الزائفة، فما الذي يجب الحديث عنه؟
ثم يجب تسوية الأمر بلا هوادة من خلال الأحداث - وليس الكلام. من لديه القدرة على الهيمنة التصعيدية؟ لدى روسيا العديد من الخيارات - والمتنوعة. أوكرانيا لديها واحدة فقط. دفع المزيد من القوات على خط التماس والمعاناة من خسائر فادحة. ماذا يملك الغرب: الحرب العالمية الثالثة؟
هل يمكنك أن ترى الآن لماذا فشلت جهود السلام الخاصة بك؟ في الواقع، شرح الرئيس شي الوضع بلطف، ولكن بشكل واضح، للمستشار شولتز خلال رحلة اليوم الأخير إلى بكين: بعد أن ألقى محاضرة على شولتز حول الجودة الوهمة للثقة في أي علاقة سياسية (وهي صفة قال شي إنه ينبغي رعايتها)، أكد على ضرورة تجنب أوروبا اتباع نهج أيديولوجي للعلاقات.
الترجمة التقريبية: لقد دمرت (شولز) علاقتك مع روسيا؛ لقد اتبعت سياسة أيديولوجية موجهة نحو الكتلة، وكان هذا في غير صالحك. لا تعتقد أنه يمكنك فعل الشيء نفسه مع الصين.
0 notes
alqahria · 2 years
Text
وزير التموين: الاقتصاد المعتمد على الفكر أصبح جزءا أساسيا من التنمية
وزير التموين: الاقتصاد المعتمد على الفكر أصبح جزءا أساسيا من التنمية
  كتبت وفاء غنيم قال الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة، إن الاقتصاد المعتمد على الفكر أصبح جزء أساسي من التنمية، مؤكدا أن هناك تشابه بين حقوق الملكية الفكرية والتطور الاقتصادي والحفاظ على المناخ. وقال وزير التموين خلال المؤتمر الصحفي المنعقد بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لمناقشة الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية” بحضور وزراء التجارة والصناعة والتعليم العالي والتعاون الدولي، في وزارة…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
tyqunsblog · 2 years
Text
تيقُن للمحاماة والاستشارات القانونية
إن المحاماة   هي مظهر حقيقي من مظاهر إعمال مبدأ حق الدفاع حيث إن حق الدفاع من الحقوق الطبيعية  التي يولد بها الإنسان كالماء والهواء وهى مهنة قائمة على تقديم المساعدة للأشخاص الطبيعيين والاعتباريين في اقتضاء حقوقهم والمعاونة في العمل وفقا للقوانين المتبعة في كافة المجالات والدفاع عن حقوق الآخرين والتوعية القانونية للأفراد بحقوقهم وواجباتهم ولذا فإن المحامي يجب عليه ان يعبر تعبيراً حقيقياً عن هذا المظهر القانوني والذي  حث عليه جميع الانظمة المتحضره ولذا فإن أصول نظام  الحكم تحث عليه ولقد صدر نظام المحاماة السعودي معبراً عن هذا المظهر الراقي داعياً المحامي إلى ان يتسلح بكل الأسلحة التي يستطيع من خلالها الدفاع عن موكله بكل امانة وصدق لأن المحاماة مهنة كتمان السر والشرف فلا يحق لمن يعمل بها أن يفشي أسرار عملاؤه فقد وثقوا به ووضعوا ثقتهم فيه فيجب عليه ان يكون متسلحاً بالعلم والإيمان والصدق والنزاهة والشجاعة, لأن المحامي يعد فارساً في ميدان  العدالة كيف لا وهو رمز الرداء الأسود الذي يوجد به إشارة بيضاء لتدل على انه كاشفاً لنور العدالة امام القاضي لكي يعم النور وينقشع الظلام, ولهذا فإن أدوات المحامي لا تخرج عن كونه صاحب رسالة فيجب عليه ان يتسلح بأداة العلم ونور التعلم وأمانة الحديث وبراعة ال��كر ومن ثم فإن المحامي عليه ان يكون مثقفاً ثقافة شمولية ومتعمقاً في مضمار الفكر القانوني من مصادرة المتعددة من الشريعة الاسلامية  والأنظمة المقارنة التي تظهر محاسن الشريعة وهو الامر الذي حث عليه المنظم السعودي في قانون المحاماة ولهذا لا يستطيع ان يُنكر أحد أن المحاماة لازمة من لزوميات العدالة، وضرورة من ضرورات تحقيقها، والعدالة كلاً لا يتجزأ .
لذلك نحن في شركة تيقُن للمحاماة والاستشارات القانونية ونظراً لأهمية المحامي المتخصص قمنا بتوفير محامي متخصص لكل فرع من فروع القانون لنتمكن من خدمة العملاء بخبرة كبيرة ومتخصصه
لذلك فيجب عليك عزيزي القاريء معرفة أن المحامي قد يتخصص في نوعٍ معين من القضايا كأن يتخصص المحامي في :-
القضايا التجارية ونظراً لكبر حجم اقتصاد المملكة العربية السعودية وتوسع النشاط الاقتصادي بشكل كبير جداً متوافقاً مع رؤية المملكة 2030 م فإن القطاع التجاري بحاجة لكفاءات وخدمات قانونية من افضل محامي لتواكب حجم هذا القطاع على سبيل المثال :-
تأسيس الشركات والكيانات التجارية والمختلطة بكافة أنواعها وإتمام طور التصفية الرضائية وتسييل الأصول والموجودات.
تحويل المؤسسات إلى شركات . إدارة الصفقات الخاصة وحوكمة الشركات . أعمال التصفية والدمج والاستحواذ . تسجيل الوكالات والأسماء والعلامات التجارية . تأسيس وحماية حقوق براءات الاختراع . أعمال المساندة والتمثيل لرجال وسيدات الأعمال والمنشآت في عمليات التفاوض وإتمام أعمال الصفقات التجارية . التمثيل القانوني في الجمعيات العمومية العادية وغير العادية وإبداء الرأي القانوني فيما يتعلق بالإجراءات اللازمة لانعقادها .
جميع المنازعات التجارية الأصلية والتبعية التي تحدث بين التجار
الدعاوى التي تقام على التاجر بسبب أعماله التجارية الأصلية والتبعية
المنازعات التي تحدث بين الشركاء في الشركات
المنازعات التجارية الأخرى تقديم الاستشارات القانونية للشركات بجميع أنواعها والمساهمة المدرجة بالسوق المالية . تقديم خدمات المحاماة للشركات . تقديم خدمات قانونية من افضل محامي في الرياض تقديم استشارات قانونية مجانية
الأحوال الشخصية بفضل الله تعالى قامت حكومة المملكة العربية السعودية الرشيدة بسن مجموعة من القوانين التي تهم المواطن السعودي والمرأة السعودية على وجه الخصوص ومن أهمها نظام الأحوال الشخصية، بالمرسوم الملكي رقم م/73 في 06-08-1443هـ، ولقد جاء هذا القانون جامعا مانعا لكل ما ينشده المواطن السعودي . وتقوم محكمة الأحوال الشخصية بالنظر في قضايا الأحوال الشخصية ولأهمية وجود افضل محامي متخصص للترافع في مثل هذه القضايا وتقديم الاستشارات القانونية والشرعية  قامت شركة تيقٌن للمحاماة والاستشارات القانونية بتوفير افضل محامي لتقديم الخدمات القانونية التاليه :
إصلاح ذات البين
محامي قضايا الطلاق
محامي قضايا الخلع
محامي قضايا الحضانه
محامي قضايا النفقه
محامي قضايا فسخ النكاح
محامي اثبات قضايا الزواج
محامي قضايا الزيارة
محامي قضايا الرجعة
الاعتراض على الاحكام الصادرة وفقاً للأنظمة
إثبات الوقف , الوصية , النسب , الغيبة , الوفاة , حصر الورثه , تعيين الاوصياء .
تقديم خدمات قانونية من افضل محامي في الرياض تقديم خدمات المحاماة تقديم استشارات قانونية مجانية
قضايا العمل والعمال بفضل الله تعالى قامت حكومة المملكة العربية السعودية الرشيدة بسن مجموعة من القوانين التي تهم أصحاب الاعمال والعاملين على وجه الخصوص ومن أهمها نظام العمل، المعدل بالمرسوم الملكي رقم (م/5 ) وتاريخ 07/01/1442هـ ، ولقد جاء هذا القانون لتحسين العلاقة التعاقدية بين العامل وصاحب العمل وتحسين بيئة العمل بإعطاء الكثير من المميزات والحوافز وحفظ الحقوق وتعريف العمال بحقوقهم وواجباتهم . وتقوم المحكمة العمالية بالنظر في القضايا العمالية ولأهمية وجود افضل محامي متخصص للترافع في مثل هذه القضايا وتقديم الاستشارات القانونية قامت شركة تيقٌن للمحاماة والاستشارات القانونية بتوفير افضل محامي لتقديم الخدمات القانونية التاليه :
القضايا المتعلقة بعقود العمل والأجور والحقوق وإصابات العمل والتعويض عنها. القضايا المتعلقة بإيقاع صاحب العمل الجزاءات التأديبية على العامل، أو المتعلقة بطلب الإعفاء منها. الدعاوى المرفوعة لإيقاع العقوبات المنصوص عليها في نظام العمل.
المنازعات المترتبة على الفصل من العمل. شكاوى أصحاب العمل والعمال فيما يتعلق بالتسجيل والاشتراكات أو التعويضات في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية
المنازعات المتعلقة بالعمال الخاضعين لأحكام نظام العمل، بمن في ذلك عمال الحكومة. المنازعات الناشئة عن تطبيق نظام العمل ونظام التأمينات الاجتماعية، دون إخلال باختصاصات المحاكم الأخرى وديوان المظالم
تقديم خدمات قانونية من افضل محامي في الرياض تقديم خدمات المحاماة تقديم استشارات قانونية مجانية
القضايا العقارية والمقاولات
تشهد المملكة العربية السعودية بقيادة حكومتنا الرشيدة نهضة شاملة في جميع القطاعات وخصوصا مجال العقار والمقاولات والمشاريع متوافقه مع رؤية المملكة 2030م ولحاجة القطاع إلى محامي متخصص فإن تيقٌن للمحاماة والاستشارات القانونية توفر افضل محامي في الرياض في هذا المجال لتقديم الخدمات القانونية التالية:
يقوم افضل محامي بإعداد وصياغة عقود البيع أو الشراء أو التأجير للكيانات العقارية من أبراج ومجمعات تجارية أو سكني وتوثيق حقوق الوسطاء .
يشرف افضل محامي على إعداد وصياغة عقود المقاولات والإنشاء والتنفيذ وعقود الإشراف الهندسي وعقود تصميم المراكز والمباني بالشكل الذي يكفل حماية مصالح طرفي العقد .
تقديم الرأي القانوني من المحامي في المسائل والاشكاليات العقارية بما يحفظ حقوق ومصالح العميل .
يمثل المحامي العميل في المنازعات المتعلقة بملكية العقارات أو المساهمات العقارية أو دعاوى التعويض عن نزع الملكية للمنفعة العامة , والمطالبة بالمستحقات المالية أو صرف المستخلصات الناتجة عن عقود المقاولات مع الكيان التجاري أو الحكومي.
تقديم خدمات قانونية من افضل محامي في الرياض تقديم خدمات المحاماة تقديم استشارات قانونية مجانية
القضايا الرياضية في الرياضة عنصر هام جداً من العناصر الهامة في المساواة في الرياضة والمساهمة في تحقيق التنمية والسلام فيما يتعلق بهذه الرياضة. ونظراً لتطور الرياضة وتطورها ، قانونيًا ، وارشادات ، وارشادات رياضية ، ورياضيات ، وعلامات تجارية ، وارشادات وواردات قانونية ، وارشادات قانونية . تقديم الاستشارات القانونية. صياغة القوانين واللوائح والعقود والاتفاقيات والمذكرات للأندية. مراجعة اتفاق والاتفاق للاعبين. استشارات قانونية في الرياض. تقديم  خدمات المحاماة  من افضل مكتب محاماة تقديم استشارات قانونية من افضل محامي متخصص
1 note · View note
hadeeluu · 4 years
Text
قد تسأل نفسك مستغرباً عن سبب رواج أتفه الكتب، روايات الفاشينستات، النصوص التافهة وكتب التنمية البشرية، على حساب الكتب ذات الطراز الرفيع، الأدب التجاري على حساب الأدب الرفيع، الكيتش على حساب الفنون الراقية، الأغاني التافهة، المسلسلات السخيفة، قراءة الاقتباسات ونسخها ولصقها بدل قراءة الكتب والتأمل والاستنتاج والاستخلاص، مشاركة القشرة بدل الفكرة.
قد يمتد بك التساؤل إلى ما هو أبعد إذا كنت محتفظاً ببذرة الفضول.. لِم أغلب خريجي الجامعات هم أميون جامعيون، يقرأ ويكتب ويجيد عملاً متخصصاً جداً لكنه غير مثقف ولا يجيد ربط الأمور في هذا العالم مع بعضها، لا يعرف نتيجة عمله وإسهاماته ولا عن الدورة الكلية التي هو جزء منها وكيف تعمل وما هي مسؤوليته تجاهها -اشخط يومك بتعبير أغلب الموظفين-؟ لماذا الإعلام تافه إلى الحد الذي يناقش ملائمة إطالة جاستن بيبر لشاربه أو تفاصيل زواج الأمير هاري وميغان لعدة شهور؟ لماذا يحصل لاعب كرة قدم على عائد مالي يفوق العائد المالي لكل علماء الفيزياء والكيمياء الحاصلين على نوبل منذ تأسيسها؟ لِم يتْبع الناس التافهين ويقلدونهم في التفاهة، وكيف يصل أتفه الناس إلى أخطر المراكز في السلطة؟
كل هذه التساؤلات وأكثر سيجيب عليها آلان دونو في كتابه " نظام التفاهة".
نحن نعيش في منزلق خطير يهدد الحضارة البشرية ككل بل والجنس البشري، لا بل الكوكب كله. كل ذلك يعيده آلان دونو إلى كوارث النظام الرأسمالي وجنون دورته التي لم يعد أحد قادراً على كبحها أو إيقافها، كل هذه المشاكل والعلل هي بسبب تلك الدورة الفاسدة. كنت أعتقد سابقاً أن الإرهاب والفساد هما وجهان لعملة واحدة، لكنني الآن موقن أن الإرهاب هو مجرد ابن شرعي للفساد.
هذا النظام الاقتصادي الذي جعل الربح هو القيمة العليا استبعد باقي القيم الأخرى، والربح هنا مقصود بربح النقود التي حرفت عن مقصدها أي وسيط للوصول إلى الغايات وممثلة لقيمة الجهد المبذول لتتحول إلى غاية بحد ذاتها، تراكم الثروة بيد أشخاص محددين أفرغ كل شيء من مضمونه وتحول الجميع لعبيد وخدم لرأس المال المتراكم في دورة مجنونة حطمت كل شيء ليختل النظام العالمي كله ويعاني الجميع لتحقيق نزوات قلة قلية تافهة من البشرية ولنقلدهم أيضاً في تلك التفاهة بل ونبذل كل الجهد في خدمة وعبادة هذه التفاهة.
إن مراكمة رأس المال بيد قلة تمثل النظام الأوليغارشي بطريق غير شرعي ثم توريث ذلك واستمرار مراكمته جعلهم هم من يحددون ما هو شرعي من عدمه، أصبحت الجامعات تخضع لمتطلبات الممولين وبالتالي أصبحت تعد وتعلم وتدرب أشخاصاً ليؤدوا وظيفة محددة في خدمة رأس المال هذا، مجرد آلات في هذا العالم الجديد الشجاع (إشارة إلى رواية ألدوس هكسلي). هذا بدوره يستتبع أموراً أخرى أيضاً، فالشخص الذي درب ليكد كآلة وهو لا يستطيع أن يربط أمور الحياة مع بعضها ولا يتأمل ولا يشارك مشاركة إيجابية، سيعود إلى المنزل منهكاً يبحث عن تسلية وتفريغ وتخفيف لتستلمه وسائل التسلية التافهة فيعيد جزءاً مما كسبه إلى هذه الصناعة لتصبح وسائل الترفيه بدورها صناعة جبارة تفوق أي صناعة أخرى.
تستمر عملية تسطيح العقل ليصبح الإنسان مجرد رقم يستطيع أصحاب المال شراءه والتلاعب برأيه عن طريق الإعلام الذي يمتلكونه والمؤسسات الفكرية والدينية وحتى الثقافية، إنهم تافهون سيدعمون الكتاب التافهين ويشغلونكم بالأمور التافهة لكي تستمر بالعمل كآلة لا إنسانية ويُسرق جهدك، وإذا ما حاولت الصراخ من الألم فأفيون الشعوب موجود لتخديرك. افعل ما تشاء لكن لا تقترب من هذه المنظومة وليس لك الحق بالتساؤل عن أحقية الامتيازات التي يتملكها هؤلاء القلة لأنهم سدنة وكهنة إله هذا العصر وهو رأس المال.
الفكر والدين والثقافة والعلوم وكل شيء أصبح في خدمة رأس المال هذا ومجرد آلة للحفاظ على امتيازات هذه القلة التي تمثله.
لقد وصلنا إلى مرحلة كارثية فالاستهلاك البشري وطبيعة إنتاج الكماليات والبحث عن الربح السريع بعيداً عن العواقب ستهلك الكوكب وكل الأجناس التي تعيش عليه بما فيها البشر.
لكن.. لا تستهن بنفسك وبمدى تأثيرك، غرد خارج السرب، وكن راديكالياً كما يدعوك آلان دونو، فهذه مجرد مرحلة مخزية من تاريخ البشرية ستتجاوزها بأبطال مثلك إن أنقذت نفسك وكنت في الاتجاه الصحيح.
وهنا أقتبس كلامه
قد لا يصدق أحد ما أقوله، ولكنّني أؤكد لذوي الرأي الحر، المخالف/المختلف، المعلن: إلى أن تنتهي هذه المرحلة، لا يوجد دعم، أياً ما كان وزنه، يمكنه أن يحميك من عذابات الحياة اليومية التي تتطلب احتكاكاً -على مستوى التفاصيل- مع التافهين وضيقي الأفق. كل اتصال اجتماعي، كل اجتماع عمل، كل معاملة رسمية، كل مشوار للسوق، بل وكل توقف قصير في إشارة للمرور، سوف يحمل معه تحدياً حقيقياً. أنتم فدائيون.
الكتاب من العيار الثقيل وأنصح به الجميع وهو من الكتب التي تستحق النجوم الخمسة بجدارة.
حيدر العبدلي
72 notes · View notes
saads-things · 3 years
Link
الحزب الشيوعي العراقي و الاعداد للمؤتمر العام الحادي عشر لبناء صيغة عمل و استراتيجية للحزب بعد ان اظهر تخبطا لا تحمد عقباه امام المثقف المتتبع للوضع السياسي العراقي و بشكل لا يظهر انتماء الحزب الشيوعي للفكر الشيوعي بشيء غير الاسم و مصطلح (رفيق) و هو مصطلح اقرف الشعب من خلال المجرم صدام التكريتي و حزبه الفاشي. حين دخل الحزب الى مجلس الحكم الذي اسسه الاحتلال الامبريالي الامريكي من خلال سكرتيره العام ، دق الحزب مسمار تابوته الاول و قبوله بمظلة عدوة الشعوب امريكا(حسب العقيدة الشيوعية)على انها حامية الديمقراطية الحقيقية (قادة واعضاء الحزب يعرفون جيدا هذه الكذبة الامريكية و قد تجاوزوا هذه المعرفة باتجاه الغاية تبرر الوسيلة) قد اثبتت ان الحزب ضرب عقيدته بعرض الحائط بهدف الوصول ولو نسبي الى كعكة ال��روة العراقية و بان ذلك بشكل واضح في تحالفات الحزب في الانتخابات في الدورات السابقة ابتداءً ب اياد علاوي صاحب الفكر البعثي المتجذر فيه حد نخاعه و عداؤه كان لصدام فقط وليس للحزب الفاشي الذي ينتمي له،ثم الانتقالة الى تحالف لملوم المسمى بالتحالف المدني ، و قبله مع الكردستاني و اخيرا مع التيار الصدري ، و لااعلم مع من سيتحالف في الانتخابات القادمة ربما يساريون او شيء من هذا القبيل و لعل السؤال من هم اليساريون ؟ و قاعدة الحزب هل لا زال و تر مثلثها الرئيسي المتبرئين من الحزب ثمانينات القرن الماضي و عادوا بعد سقوط الطاغية و حزبه ليسجلوا انفسهم سجناء و مضطهدين في العصر الصدامي الاسود (منهم من عمل وكيل امن) والضلع الثاني الفارون من حكم صدام الى بلدان اوربا وحملوا جنسية تلك البلدان مستغلين تعاطف الاحزاب الشيوعية في تلك البلدان معهم لغرض انتشالهم من الشحاذة و تنظيف الحمامات و غسل الصحون العائدين بالمراسلة مع الحزب فلا نية لهم بمغادرة بلدانهم الجديدة الا في حال نيل منصب ما يؤمن قطعة كعكة لهم مع بقاء عوائلهم في بلدانهم الاوربية (كما فعل ولازال حزب الدعوة و قادته )و الضلع الثالث و هو الحلقة الاضعف في قرارات الحزب و تنظيماته هم الاصلاء الذين تمسكوا بحزبهم و انتمائهم و نالهم الكثير من الحيف والاضطهاد و منهم من كان في ربايا الكفاح المسلح ضد طغيان صدام ضمن قوات الانصار البطلة التي شارك في تفكيكها وتصفية عدد كبير من مناضليها الحزبين الكرديين في الهجمة الشرسة ضدهم خلال فترة مقارعة الطاغية ، و انا هنا اوجه الدعوة لهؤلاء ان يبتعدوا عن من يسمون انفسهم شيوعيون و بمسمى حزب بريء من وصوليتهم و غياب عقيدتهم و برنامجهم السياسي المتخبط الذي يصوغه مجموعة من الخرف المنقرضة افكارهم على عهد الديناصورات ، و ان يعيدوا بناء الحزب الشيوعي العراقي في العام القادم يوم 31 اذار ليحملوا ارث فهد وسلام عادل و الحيدري و حسن سريع الكوكبة الشيوعية الحقيقية و ليس كمثل صعلوك التجربة الدنماركية الاقتصادي الخرف صاحب البصمة الجبهوية مع البعث الفاشي و المنظر الهزلي التافه صاحب العين الصلفة..... .. سعد الطائي
1 note · View note
tadkiraimania · 2 years
Text
Tumblr media
في هذه المقالة نحاول تسليط الضوء على أزمة التزام المسلمين في عالم يشهد استكبار طاغوت النظام العالمي الجديد أو ما يسمى بالعولمة: عولمة ظاهرها التقدُّم و الرُّقي و الانفتاح الاقتصادي و باطنها السيطرة على العالم و الغزو الاقتصادي و الاستعمار الثقافي. إنه الإفساد في الأرض باسم الحضارة.
Tumblr media
العولمة المتوحشة
العولمة تعني: جعل العالَم عالمًا واحدا، موَجهًا تَوْجِيهًا واحدًا في إطار حضارةٍ واحدة، و يرتكز مفهومُ العولمة على التقدُّم الهائل في التكنولوجيا و المعلوماتيَّة، بالإضافة إلى الروابط المتزايدة على كافة الأصعدة على الساحة الدولية المعاصرة.
و العولمة في الأصل هي: السيطرة على العالم، و جعله في نسق واحد، و ذكر توماس فريدمان (صحفي و كاتب أمريكي) أن العولمة الحالية نوع من الهيمنة الأمريكية، و العولَمة لها تأثيرٌ كبير على حياتنا الدينية و الاجتماعية و الثقافية، فالعولمة تعني بالضرورة: اختراق البنْية الثقافية المحلية، و تفاقم مخاطر الاستلاب و الغزو و الاستعمار الثقافي، بل مخاطر مَحْو الهُوية و نزع الخصوصية الشخصية التي ما زالت الأمم تضحِّي بالأرواح في سبيل الحفاظ عليها.
فالذي نشاهده اليوم في ظلِّ هذا النظام الجديد، و التبشير بالعولمة: دولٌ تفكَّكَتْ كما يحدث الآن في أفغانستان، و الصومال، و العراق، و السودان، و اليمن، و سوريا، و لبنان، و ليبيا،حيث مذابح ضد الإنسان بشكْلٍ عام، و المسلم بشكل خاصٍّ، و ارتكبت دون تحقيق دولي، و كما حدث في البوسنة و الهرسك في قلب أوروبا، و ما حدث في كوسوفا، و ما حدث في رواندا؛ حيث أُبِيد أكثر من نصف مليون مواطن، دون أن تُحَرِّك القوى المهيمنة ساكنًا.
أبرز مخاطر العولمة
للعولمة مخاطرَ ضخمة، و مفاسدَ جمة، من خلال تحوُّل العالم إلى غابة إلكترونية يستعلي فيها الكبار على الصِّغار.
فغاية العولمة هي سيطرة الأقوياء ماديًّا و حضاريًّا على الضُّعفاء، مستخدمين قدراتِهم و سبقهم في توظيف آليَّات العولمة وثمار التقنية لصالِحهم؛ حتى تتمَّ عملية "تغريب العالم"، أو "أمركة العالم"، إستنادا إلى ما دعا إليه الرَّئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عندما قال: "إنَّ أمريكا تؤمن بأن قيمها صالحة لكل الجنس البشري، و أنَّنا نستشعر أن علينا التزامًا مُقدسًا لتحويل العالم لصورتنا".
الخطر المجتمعي
يحذر علماء الإصلاح الاجتماعي من أن أسوأ ما يقع على الأمم هو انقسام مجتمعها إلى طبقات الأغنياء و الفقراء، و أنَّ الآثار السيئة لتكدُّس الأموال في أيدي قلة من الناس تسبب تسلُّطهم و تحكمهم في مصير الكثرة، و تسخرهم لخدمتهم بغير حق، فمثلاً: هناك ثلاثة هم أغنى أغنياء أمريكا - على رأسهم بيل جيتس - ثروتهم أكثر من ثروة قارة إفريقيا كلها، التي يزيد بها عدد السُّكان عن 800 مليون نسمة، كما أنَّ حوالي 30% من الثروة في أمريكا يملكها 2.27 مليون شخص، من أصل ما يزيد عن 292 مليون من سكان أمريكا، حسب تقرير الثروة العالمية لعام 2004.
الخطر الثقافي
من أهداف العولمة صهر الثقافات الموجودة في ثقافة واحدة هي الثَّقافة الغربية، و لا سيما الأمريكيَّة، و جعلها النموذج العالمي، مستغلة التقدُّم التكنولوجي في مجال الاتصالات، و ما ترسله عبر الفضائيَّات من سيل جارف من المواد الإعلاميَّة، و تفريغ العالم من الهوية الوطنية و القومية الدينية، فمثلاً: يوجد في العالم 6000 لغة، لكن90 % من برامج الإنترنت تبث باللغة الإنجليزية؛ مما يسبب تهميشًا للغات الأخرى، حتى اللغات الحية منها.
الخطر الاقتصادي
يتجلى الخطر الاقتصادي في السيطرة على رؤوس المال العربية، و استثماراتها في الغرب، فالعالم العربي الذي تتفاقم ديونه بمقدار 50 ألف دولار في الدقيقة الواحدة هو نفسه الذي تبلغ حجم استثماراته في أوروبا وحدها 465 مليار دولار عام 1995م، بعد أن كانت 670 مليارًا عام 1986م، فنتيجة عدم الاستقرار السياسي و الاقتصادي و التبعية النفسية للغرب؛ تصب هذه الأموال هناك لتدار حسب المنظومة الغربية.
و يتجلى أيضا في الهيمنة الأمريكية على اقتصاديات العالم من خلال القضاء على سُلطة و قوة الدولة الوطنية في المجال الاقتصادي؛ بحيث تصبح الدولة تحت رحمة صندوق النقد الدولي، حين تستجدي منه المعونة و المساعدة عبر بوابة القروض ذات الشروط المجحفة، و خاضعة لسيطرة الاحتكارات و الشركات الأمريكية الكبرى على اقتصاد الدول.
الخطر الديني
1- التشكيك و خَلْخَلة المعتَقَدات الدِّينية، و طمْس المقدَّسات لدى الشعوب المسلمة لصالح الفكر المادي اللا ديني الغربي، أو إحلال الفلْسفة المادية الغربية محل العقيدة الإسلامية، و إضعاف عقيدة الولاء و البراء، و الحب و البغض في الله، و إن استمرار مشاهدة الحياة الغربية، و إبراز زعماء الشرق و الغرب داخل بيوتنا مع ذِكْر أعمالهم و قوتهم و سيطرتهم على غيرهم، و الاستمرار في عرض التمثيليات و المسلسلات المترجمة و الرومانسية، سيضعف و يكسر الحاجز الشعوري بقوة الإسلام، و يرسخ هيمنة الغرْب، فمع كثرة المساس يقل الإحساس.
2- تقليد النصارى في عقيدتهم، و ذلك باكتساب كثيرٍ من عاداتهم المحرَّمة و غير مقبولة، و التي ربما تقْدح في عقيدة المسلم و هو لا يعلم؛ كالانحناء، و التشبه بالنساء, و لبس القلائد ووالصلبان، و إقامة الأعياد العامة و الخاصة، و هذا واضح و منتشر بين الشباب في أشكالِهم و ملابسهم.
3- نشْر الكفر و الإلحاد؛ حيث إن كثيرًا من شعوب تلك الدول لا يؤمنون بدين، و لا يعترفون بعقيدة سماوية، فلا حرج عندهم إذا نشروا أفلامًا تدعو بطريقة أو بأخرى لتعلم السحر و الشعوذة و الكهانة التي يقحمونها في بعض ألعابهم وأفلامهم.
4- استبعاد الإسلام و إقصاؤه عن الحكم و التشريع، و عن التربية و الأخلاق، و إفساح المجال للنظم و القوانين و القيَم الغربية المستمدة من الفلسفة المادية و العلمانية البرجماتيَّة.
5- تحويل المناسبات الدينية إلى مناسبات استهلاكية، و ذلك بتفْريغها من القِيَم و الغايات الإيمانية إلى قيَم السوق الاستهلاكية (كمثال رمضان الذي تحول إلى شهر لاستهلاك السلع و إهمال غايته التعبدية).
6- إنتشار الجمعيات الأهلية المدعومة غربيًّا، التي تقوم بمحاربة الهُوية الثقافية الإسلامية، و إثارة الشبَه و الشكوك حول النظُم و التشريعات الإسلامية، و خاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين المرأة و الرجل و قضايا المرأة المسلمة.
7- تغريب الإنسان المسلم، و عزله عن قضاياه و همومه الإسلامية، و إدخال الضعف لديه، و التشكيك في جميع قناعته الدينية، و هويته الثقافية.
8- إشاعة الجنس و الإباحية وثقافة العنف التي مِن شأنها تنشئة أجيال كاملة تؤمن بالعنف كأسلوب للحياة و كظاهرة عادية و طبيعية، و تمجد اللذة و الشهوات، و ما يترتّب على ذلك من انتشار الرذيلة و الجريمة و العنف في المجتمعات الإسلامية، و قتل أوقات الشباب بتضييعها في توافه الأمور، و بما يعود عليه بالضرر البالغ في دينه و أخلاقه و سلوكه و حركته في الحياة، و تساهم في هذا الجانب شبكات الاتصال الحديثة و القنوات الفضائية و برامج الإعلانات و الدعايات للسلع الغربية، و هي مصحوبة بالثقافة الجنسية الغربية التي تخدش الحياء و المروءة و الكرامة الإنسانية (الدكتور إبراهيم الناصر- كتاب العولمة مقاومة و استثمار).
Tumblr media
حقيقة الالتزام بالاسلام
إن الالتزا�� في مدلوله اللغوي يعني ملازمة الشيء و التمسك به و إلزام النفس به، و على هذا فالملتزم بالإسلام قد ألزم نفسه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، واتخذ الإسلام عقيدة و عبادة و معاملة و أخلاقًا و سلوكًا في الظاهر و الباطن، يعيش المسلم إسلامه في سره و علانيته، في نفسه و مع زوجته و أبنائه و أسرته، و في مجتمعه و مع سائر الناس، فالمسلم الملتزم بدينه لا يتجرد من إسلامه أنى كان، و لو اقتضت ظروفه المعيشية أن يعيش مع غير المسلمين بعيدًا عن البيئة الإسلامية عليه أن يلتزم بدينه، إثباتًا للهوية الإسلامية، و كأن الشخص الملتزم بإسلامه ذكرًا كان أو أنثى إسلام حي في واقع الحياة يمشي على قدمين، و التزام الإسلام بهذا المفهوم هو الالتزام الذي كان سائدًا في سلف هذه الأمة انطلاقًا من الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه. ولا يكون الالتزام بالإسلام في جانب من جوانبه فقط، و إنما يكون الإسلام في عمومه ابتداءً بالتصور و العقيدة، و الملتزم بالإسلام يعبد الله بما شرع وفق تعاليم نبيه، فبه وحده يقتدي، و إياه وحده يتبع، يعصي هوى نفسه، و يستجيب لسنة نبيه، و لا التزام مع مخالفة هدي الرسول، و قد أمر أمته باتباعه و الاستمساك بهديه فقال صلى الله عليه و سلم: ( فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، و إياكم و محدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة ) [رواه أبو داود و الترمذي و قال: حديث حسن صحيح].
إن هناك رجالاً و نساءً و فتيانًا و فتيات يعانون معاناة لا حد لها من أجل التزامهم بدينهم، أحاطت بهم المشاكل و الأزمات، و مع ذلك هم صامدون ملتزمون بدينهم التزاما صحيحًا في نطاق بشريتهم، و لا يرضون أبدًا أن يشار إلى دينهم بسوء، و هم بالتزامهم يجسدون الصورة الحية للصبغة الإسلامية التي صبغهم الله بها {وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} [البقرة:138].
الانهزام النفسي عند الشباب المسلم
تستهدف العولمة إعادة صياغة الشريحة الشبابية لأنها تشكل أغلبية سكانية في العالم الثالث و لأن الشباب هم الثروة البشرية الحقيقية لأوطانهم و مجتمعهم ، و الشباب هم أكثر تمردا و رفضا للنظام الاجتماعي و السياسي و أكثر رفضا للعادات في مجتمعاتهم نتيجة لعجزها عن إشباع حاجاتهم الأساسية، و هم الأكثر ميلا لما هو جديد يحركهم الطموح و التطلع إلى المستقبل.
و على هذا تظل قوى العولمة متربصة بالشباب تغذي الإشباع الغريزي لهم تارة من خلال الإعلان و الإعلام و تارة أخرى من خلال السلع التي تتدفق رخيصة في الأسواق أو من خلال إبداع سلع جديدة يستهلكها الشباب وحدهم كالجنس الذي تبيعه التكنولوجيات الحديثة للإعلام أو المعلومات. حيث يميل الشباب لمشاهدة الجنس في الفضائيات أو على شبكة الانترنت أو ممارسته عبر الهاتف، كما أن الشباب هم أسرع تأثرا بالتغيرات العالمية و الإقليمية في ظل ثورة الاتصالات، بالإضافة إلى تطلع كثير من الشباب للهجرة إلى أمريكا و في حالة عجزه عن تحقيق هذا الحلم يحاول تحقيقه في خياله أو تقليد الثقافة الأمريكية أو بعبارة أصح إنه الولع بتقليد المغلوب للغالب الشيء الذي يولد انهزاما نفسيا للشباب، و الهزيمة النفسية من الخطورة بمكان لكونها الممهدة لأي هزيمة حضارية و عسكرية و ثقافية و معنوية و روحية.
فالشباب لا يعي أن العولمة تحارب الثقافة و الهوية العربية الإسلامية من خلال نشر القيم الغربية التي لا مكان لها في القرآن و الشريعة الإسلامية و في عادات و تقاليد و تراث المسلمين، و منها بوجه خاص: تحييد اللغة العربية و إقصائها من المجال الفكري و الثقافي بإحلال اللغة الانجليزية، فرض عملية التنوير و العلمانية على المجتمعات الإسلامية بما فيها الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة، فرض الديمقراطية الغربية على المجتمع ، الترويج للائحة حقوق الإنسان غربية المصدر و الثقافة، الدعاية لحرية المرأة و مساواتها بالرجل و رفض تعدد الزوجات، الترويج للحرية الجنسية و السماح بالزواج من الجنس المماثل، و التحلل من كل التزام أخلاقي و عائلي.
إن العولمة تقدم النموذج الأمريكي للشباب على أنه النموذج الأرقى الذي يجب احتذاؤه من خلال الترويج الإعلامي الذي يتكفل بمهمة غسل أدمغة الشباب: من لغة، و وجبات سريعة، و ملابس جينز- تشيرت، و موسيقى الجاز و الميتال الصاخبة، و أفلام عنف و مسلسلات و أغاني مبتذلة، و ترويج الثقافة السطحية و زرع اليأس و السلبية و اللامبالاة، و فقدان الثقة بالنفس.
و مما لاشك فيه أن الهيمنة الثقافية أخطر من الهيمنة الاقتصادية، فالهيمنة الثقافية تعمل على تدمير الإرادة و الشخصية و تشويه المعارف و طمس الهوية حتى يتحلل الشباب من انتماءاته الإسلامية و يصبح مسخا مشوها غير قادر على الإبداع المتميز أو الدفاع عن هويته و عقيدته أو مقاومة أشكال السيطرة و الهيمنة في أبعادها المختلفة.
و نتيجة لذلك انحسر التفاعل الاجتماعي و أصبحت الأنانية الفردية هي المعيار الذي يحكم سلوك الشباب، و انهار الجانب الاجتماعي بسبب ضعف قيمه و معاييره المؤسسة له، و أصبحت الغاية تبرر الوسيلة، فانتشر الغش و الفساد الأخلاقي و ارتفعت نسبة الانحراف بين الشباب، و انتشرت مجموعة من الأنماط الإجرامية كالعنف و الاعتداء على السيدات و ارتكاب الجرائم الجنسية، و ازدادت الاتجاهات السلبية و ظهور و استفحال ثقافة الاستهلاك، و قد أدى ذلك إلى إنتاج شباب يعيش يومه لإشباع حاجاته في مستواها الحيواني، عازفا عن المشاركة في الحياة العامة و منسحبا إلى داخل ذاته (الدكتور محمد عرابي- تأثير العولمة على ثقافة الشباب).
أسئلة اليقظة من الهزيمة الننفسية
– ما الذي يجعل الأفراد و الجماعات و الشعوب و الأمم على مر التاريخ الإنساني تنهزم و تستسلم؟ قد يستساغ ـ على مضض ـ أن يخضع فرد، حزب، جماعة … لكن، كيف نستطيع أن نستوعب خضوع أمة و خنوعها؟
– أن يستحسن بعض “العامة” و يتلذذوا بالخضوع و الخنوع، و يحسوا بالزهو و الافتخار في لحظة من لحظات خدمتهم للمترفين، أمر مفهوم، لكن كيف تبرر “الخاصة” من العلماء و المفكرين و المثقفين هزيمتهم النفسية و الفكرية؟ بل كيف يصل بهم الأمر للدفاع المستميت عن أنظمة العسف و الظلم؟
– أن يواجه الكبراء و المترفون الرسل و الأنبياء و المصلحين أمر معلل مفهوم، أما أن تشارك شعوب في محاربتهم، فهذا أمر غريب. فلماذا؟
– ما الذي جعل “المثقفين” في عهد سيدنا موسى ـ و هم هنا مجموعة من السحرة ـ يدافعون عن الباطل الفرعوني، و يعملون على الشرعنة له، و تجميله، ثم التحول بعد ذلك إلى صف الحق الموسوي، و الدعوة له و الموت في سبيله؟
– سلمان الفارسي، هذا الشاب المدلل المنعم، ما الذي اختلج في نفسه؟ ما الذي حركه؟ ما الذي أخرجه حتى هرب من العز و النعيم، و جال و سافر، و شقي و تعب، و بيع و استعبد. ماذا كان يطلب؟ ما الدافع؟
– أصحاب الأخدود: لماذا اختاروا الارتماء في أحضان أخاديد النار على النكوص إلى الخلف و التخلي عن المبدأ؟
– ما الذي دفع “بلعم بن باعوراء” و هو الرجل الصالح الذي علمه الله تعالى اسمه الأعظم أن ينقلب على عقبه، و يتحول إلى غاو يدعو على نبي الله موسى، فكان كالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث؟
عوامل ذاتية للهزيمة النفسية
لا شك أن الهزيمة النفسية أمام طاغوت العولمة يعاني منها الكبار و الشباب بصفة عامة، و هناك عدة عوامل تقف وراء الهزيمة النفسية، و سنخلط بشكل واع بين العوامل التي تصيب الأفراد و المجتمعات دون فصل بينها، لأنها متداخلة و متشابكة و يصعب في كثير من الأحيان التمييز بينها.
1- نعتقد بأن العامل الأساسي و المركزي وراء إنتاج هذا المرض النفسي و المجتمعي، يتمثل في قلة الثقة بالله تعالى و بموعوده الذي يحتم انتصار الحق على الباطل، و يحسم في أن ” الأرض يرثها عباده الصالحون”، و أن هذا الدين منصور منتصر إذا التزم حاملوه بشروط النصر المبينة في القرآن، و على رأسها الإيمان ثم التدافع و الإعداد الطويل المتدرج. لأن عنصر الزمن أمر جوهري في كل مطلب تغييري.
2- و يمكن أن نربط بهذا العامل مجموعة من الأسباب التي تدور في فلكه و من جنسه، لكننا سنقتصر على ذكر واحد منها، و هو كثرة الذنوب و المعاصي، التي تعني ـ فيما تعنيه ـ انهزام الإنسان المسلم أمام عقبة شهواته، و استسلامه أمام جبهة النفس و الهوى و الشيطان. و من هنا تكون عناصر المقاومة الداخلية مخربة، فيعجز عن مواجهة التحديات الخارجية و الوقوف في وجهها، و من ثم تكون استجابته بمثابة استسلام و انهزام.
3- العامل الثالث الذي يغرس هذه العلة في نفسية الإنسان المسلم هو ما عبر عنه النبي صلى الله عليه و سلم بالوهـن، أي حب الدنيا، و التنافس و التهارش على ملذاتها، و التشبث بعيشها و لو بشروط غاية في الإسفاف و المذلة. و في المقابل، كراهية شديدة للموت.
4- أما العامل الرابع فيتجلى في غياب مشروع مجتمعي تغييري لدى النخب الثقافية و الاجتماعية و السياسية الطامحة للتغيير، مما يجعلها مرتهنة بالتدبير اليوميّ، و فعلها يكون بمثابة رد فعل على أعمال الآخرين و اقتراحاتهم و اجتهاداتهم. و قد تظن بعضها امتلاكها لهذا المشروع، لكن عدم وضوحه فقها و تنزيلا، يجعل وجوده كعدمه، و يجعل أنصارها يتحركون في حلقة مفرغة، مقدمات بلا نتائج.
5- العامل الخامس يتلخص فيما يقوم به الاعداء من “ضغط منظم” في الزمان و المكان، ماديا و معنويا.
6- العامل السادس يتجلى فيما تقوم به الأنظمة من تضليل ممنهج، و تلاعب بعقول الجماهير بواسطة الإعلام خاصة، و كذا عن طريق نشر الإشاعة. هذا العامل يفرخ آخر من جنسه يتمثل في الترويض الذليل لنفسية الفرد.
7- العامل السابع يبرز على شكل أمراض نفسية عميقة تحول دون النهوض لطلب التغيير، مثل الذهنية الرعوية، التي ترفع شعار: “إن أحسن الناس أحسنت، و إن أساؤوا أسأت”، و عادات سلبية جارفة.
8- خطورة بعض الكتابات و التنظيرات التي تدّعي الواقعية و العقلانية (بعضها بدون خلفيات، و البعض الآخر عن سوء نية)، و هي في العمق منهزمة ذاتيا، و ناشرة لفكر الإحباط و الانبطاح بين صفوف أبناء الأمة.
9- العامل التاسع يكمن في الفقر و الحاجة، و الذي يجعل الإنسان حبيس البحث عن لقمة العيش، غير مبال بما يدور حوله و ما يحاك ضده. فالإنسان الجائع لا يهتم كثيرا بالمبادئ و الأفكار، فهمُّه منصبٌّ أساسا حول لقمته و لقمة عياله، و هو مستعد لأن يتلون بلون من يشبع فاقته، من أجل ذلك قال الفقهاء قديما: ”لا تستشر من ليس في بيته دقيق”.
قراءة في التاريخ: الاستضعاف و التصر
من خلال عرض نموذجين؛ الأول عن غزوة الأحزاب، و الثاني عن واقع فلسطين اليوم ـ نرصد الجامع بينهما: شدة تكالب القوى السياسية و اتحادها من أجل اجتثاث الدعوة و المقاومة، و في المقابل صبر و مصابرة المجاهدين في كلتي المرحلتين التاريخيتين المتباعدتين، ليخرجوا من وهدة الاستضعاف منتصرين، و ليحققوا منعطفا مهما في تاريخ الأمة الإسلامية.
غزوة الأحزاب
قال الله سبحانه و تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ وَ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا، إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَ إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا } [الأحزاب:9-11].
في هذه الغزوة نقف عند درسين :
الدرس الأول: يستوقفنا فيه مشهد التبشير من رسول الله صلى الله عليه و سلم، الذي نتج عنه موقفان: موقف التصديق الكامل و الثقة التامة بموعود الله و رسوله. و في ذلك يقول الله تعالى: { وَ لَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ ۚ وَ مَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وتَسْلِيمًا } [الأحزاب:22]؛ قال ابن عباس و قتادة :” يعنون قوله تعالى: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ } [البقرة:212]؛ أي هذا ما وعدنا الله و رسوله من الابتلاء و الاختبار و الامتحان الذي يعقبه النصر القريب”.
أما الموقف الثاني فموقف التكذيب و التردد و النفاق، الذي تبناه بعض من كانوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في المعركة، و هم الذين قال فيهم الله تعالى: { وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا } [الأحزاب:12] و طائفة ثالثة استأذنت النبي في الرجوع، و قال فيهم الله تعالى: { وَ يَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَ مَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا } (د[الأحزاب:13].
الدرس الثاني: نتساءل من خلاله عن سر انتصار المسلمين في هذه الغزوة؟ و تحدثنا كتب التاريخ و السير أن العامل السر يكمن أساسا في التضرع و الدعاء إلى الله تعالى، و إظهار الافتقار، و التجرد من الحول و القوة، بعدما أعدوا، طبعا، كل ما في الوسع و الطاقة. و النتيجة، أن الله تعالى نصرهم بوسيلتين لا دخل للمسلمين فيهما:
الأولى: تمثلت في ريح هوجاء مخيفة في ليلة شديدة الظلمة و البرودة، عصفت بخيام المحاصِرين، من قريش و حلفائهم، و شتتت جموعهم.
و الثانية: رجل مشرك أسلم حديثا هو نعيم بن مسعود الغطفاني، نفذ خطة، بمشورة رسول الله صلى الله عليه و سلم، عنوانها الرئيس زرع الشك بين الأطراف المتحالفة، الأمر الذي أربك المشركين، و بعثر أوراقهم.
يحدثنا التاريخ، أن من سنة الله تعالى الخاصة بهذه الأمة، أن يجعل لها سببية غيبية، لا تدخل في حساب العقل: الإيمان عدة، و الصلاة عدة، و الصبر عدة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [البقرة:153].
فلسطين: الابتلاء و المشروع
لماذا لم تنكسر إرادة الشعب الفلسطيني؟
ليست ”قضية فلسطين” قضية محلية، أو صراع على الأرض و الموارد الطبيعية، بل هي مصيرية، دينية عقدية عند طرفي الصراع. و الدلائل تبين أنها بداية المواجهة الحاسمة بين الحق و الباطل: مع المحتل إيديولوجية دينية و تنبؤ بقيام مملكة صهيون الألفية، و مع المسلمين وعد إلهي بمقاتلتهم في بيت المقدس.
و في انتظار المواجهة الهائلة، يفعل التحدي الصهيوني فعله في واقع المسلمين و نفسيتهم. فكيف هي استجابة المسلمين، فرادى و جماعات، لهذا التحدي؟
عرَّت الهزائم المتتالية أمام إسرائيل عن عمق تفكك مجتمعاتنا و انهزامها و فشلها، و أظهرت مدى هوان الحكام العرب و تبعيتهم، في حين أن الآخر الصهيوني، و هو صاحب مشروع، أنشأ دولة لتبقى، حسب تصوره، و لتسود و تسيطر.
المشكلة أن السائد عندنا اليوم أن إسرائيل تحدِّ يستحيل تجاوزه. و مرد هذه الهزيمة النفسية أننا عزلنا هذا العائق و ضخمناه متأثرين بهمومنا اليومية و آلامنا. و الواجب يفرض في هذه الحالة أن نضعه في سياقه التاريخي، و أن نقيسه بمقياس القرآن و السنة.
و في هذا السياق يطمئننا التاريخ الإسلامي أن الأمة مرت بتحديات “وجودية”، و مع ذلك قامت الأمة من كبوتها و سقطتها. و كتب التاريخ تعج بالأخبار و النصوص التي تصور حالة المسلمين أثناء الغزو المغولي (فاجعة المغول) لبلاد الإسلام. و ابن الأثير، كمثال، يتوقف عن سرد الوقائع و الأحداث المفجعة، ظنا منه أن في ذلك نعي للإسلام و المسلمين، و هو القائل: "فيا ليت أمي لم تلدني، و يا ليتني مت قبل حدوثها و كنت نسيا منسيا" (كتاب الكامل)، و أما شيخ الإسلام ابن تيمية وصفها رأي العين و ��ما قال فيها:"و حدث من أنواع البلوى ما جعلها قيامة مختصرة من القيامة الكبرى"(كتاب الفتاوى).
إن التاريخ يثبت لنا أن الأمم يمكن أن تنهض مهما كانت النكسات إذا توفرت الشروط الضرورية لذلك ( ألمانيا و اليابان بعد الحرب العالمية الثانية كمثال ).
و في تصورنا فإن إسرائيل ستبقى مدة من الزمن، قد تطول و قد تقصر، من أجل امتحاننا و تمحيصنا، و هذا يدخل في مجال ما يسمى بـ ”أمر الله الكوني“، ستبقى حتـى تنضج فينا شروط النصر، و في نفس الوقت هي مشروع إعداد جيل عودة الأمة إلى أداء دورها الطليعي الرسالي.
فما العمل؟
علينا أن نفهم أولا ثم نتحرك؛ نفهم و نستوعب و نعي تاريخ الأنبياء، الذي يعلمنا أن الأقوام الذين تمردوا على الله تعالى و آذوا رسله، و أهانوا عباده، و شكلوا عقبة أمام انتشار الدعوة و تربعها في قلوب الناس، أزاحهم مبدأ “تداول الأيام” بطريقة رهيبة من مسار التاريخ، و أصبحوا عبرة و تذكرة .
و بعد الفهم، يأتي الاستعداد لموعود الله ـ و هو المعروف في سورة الإسراء بـ” وعد الآخرة” ـ مع القَبول، بقلب مطمئن، بشروط المعركة، كما قبلها رسل الله تعالى، و التشبث مثلهم بعنصر الزمن و الإعراض عن المعارك الجانبية اللاهية. فمن سنة الله تعالى مع عباده، أن يمن عليهم بالنصر و التمكين بعد الفتن و الامتحان: تمحيصا و حصحصة. و صدق الله العظيم إذ يقول: {حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَ لَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } [يوسف:110] (الهزيمة النفسية أو عندما تنكسر الإرادة- عبد الهادي المهادي- هسبريس 2014).
Tumblr media
الاعتزاز بالإسلام
العزة خلق محمود، و هي من أعظم أخلاق الإسلام، فالمسلم لا يهان و لا يستضعف و لا يستخف به، وأعظم ما يعتز به المسلم دينه و كتاب ربه عز و جل.
و قد حرم الإسلام على المسلم أن يهون، أو يستذل، أو يستضعف، أو تخدش كرامته و تجرح عقيدته، فالعزة و الإباء و الكرامة من أبرز الخلال التي نادى الإسلام بها، و غرسها في مجتمع الأمة الإسلامية. قال الله عز و جل: { و حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَ لَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } [يوسف:110].
و من خلال نموذجين من القصص التي سجلها لنا التاريخ نتأمل فيهما عظمة الاعتزار بالإسلام و الثبات على الحق و الاستعلاء على الباطل و الثقة بالله تعالى و الدعوة إليه:
النموذج الأول: الصحابي ربعي بن عامر
في غزوة القادسية أرسل رستم قائد الروم إلى سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين أن ابعث إلينا رجلاً نكلمه و يكلمنا، فأرسل سعد ربعي بن عامر إليهم .
فدخل ربعي عليهم و قد زين رستم مجلسه بالنمارق المذهبة و الزرابي المبثوثة و أظهر اليواقيت و الوسائد المنسوجة بالذهب و الزينة العظيمة و غير ذلك من الأمتعة الثمينة.. و عليه تاج من الذهب و يجلس على سرير من الذهب، فدخل عليه ربعي بثياب صفيقة و معه سلاحه و سيفه الذي وضعه في خرقة و ترس و فرس قصيرة .. و لم يزل راكبًا الفرس حتى داس بها على البساط.. ثم نزل و ربط حبل فرسه بوسادتين شقهما، فلما اقترب من رستم قال له الجنود : ضع سلاحك، فقال: إني لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم و لكني أتيتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا و إلا رجعت، فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل ربعي و هو يمشي و يمزق الوسائد و النمارق التي في طريقه فلم يدع لهم وسادة و لا نمرقًا إلا أفسدها و هتكها، فلما أقبل عند رستم قال له: ما جاء بكم؟ فقال ربعي كلمات سطرها التاريخ، كلمات حُقَّ لها أن تكتب بمداد من ذهب، قال : ( الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عباده من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، و من ضيق الدنيا إلى سعتها، و من جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه و رجعنا عنه، و من أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله ) فقال رستم: و ما موعود الله؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى الدخول في الإسلام و النصر لمن بقي.
فقال رستم : قد سمعنا مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا، فقال: نعم .. و لكن كم أحب إليكم؟ يومًا أو يومين؟ قال : لا، بل حتى نكاتب أهل رأينا و رؤساء قومنا و نتشاور في أمرنا .. فقال له ربعي: ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نؤخر القتال أكثر من ثلاث ليال فانظر في أمرك و أمر قومك ثم اختر واحدة من ثلاث بعد ثلاث ليال : إما الإسلام، و إما القتال، و إما الجزية عن يد و أنتم صاغرون، و أنا كفيل بذلك عن أصحابي.
فتعجب رستم و قال له: أسيدهم أنت حتى تقرر؟ فقال: لا، و لكن المسلمين كالجسد الواحد بعضهم من بعض يجير أدناهم على أعلاهم .
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال: هل رأيتم قط أرجح و أعظم عزًا من كلام هذا الرجل؟ فقالوا: معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا و تدع دينك إلى هذا الكلب – أي تدخل في الإسلام – أما ترى إلى ثيابه؟ فقال رستم: ويلكم لا تنظروا إلى الثياب و لكن انظروا إلى الرأي و الكلام و السيرة، إن العرب يستخفون بالثياب و المأكل و يصونون الأحساب (موقع الكلم الطيب).
النموذج الثاني: السلطان عبد الحميد الثاني
توفي السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله عن عمر 57 عاما، قضى ثلاثة عقود منها في حكم دولة مترامية الأطراف تنوء بحملها الثقيل، فكان شغله الشاغل طوال هذه الحقبة إنقاذ "الرجل المريض"، أو تأجيل حتفه يوما على الأقل، و هو اللقب الذي أطلقه الأعداء المتربصون على الدولة العثمانية في عصر الأفول.
كانت ثمة مواقف و تحديات أثقلت كاهل الخليفة، و جعلت من تصديه المتواصل لها أسطورة تاريخية ما زالت تلهم الأدباء و الشعراء و مبدعي الدراما حتى يومنا هذا. و أوجز أمير الشعراء أحمد شوقي المأساة بلسان الأمة قائلا:
ضجَّت عليك مآذنٌ و منابرٌ و بكت عليك ممالك و نَواح
و لقد سجل لنا التاريخ قصة السلطان عبدالحميد الثاني رحمه الله مع صهاينة اليهود، كان تيودور هرتزل مؤسس المنظمة الصهيونية هو الذي حوَّل قضيَّة اليهود الصهيونية إلى قضيَّةٍ عالميَّة! و تمكن هرتزل في 17 مايو 1901م من تدبير لقاء مع السلطان عبد الحميد الثاني في إسطنبول، و عرض عليه أن يدفع اليهود ثلاثة ملايين جنيهًا إنجليزيًّا إلى الدولة العثمانية، في مقابل السماح لهم بالهجرة إلى فلسطين، و إقامة وطنٍ تابعٍ للدولة العثمانية يدفعون فيه الجزية لها، و لكن السلطان رفض بإصرار. غادر هرتزل إسطنبول، لكنَّه لم ييأس، بل أرسل مع بعض المقرَّبين يُقدِّم عرضًا ماليًّا جديدًا.
و هنا قال السلطان كلمته الشهيرة التي أغلق بها باب الحديث مع هرتزل و الصهاينة: «إنصحوا الدكتور هرتزل بألَّا يتَّخذ خطواتٍ جدِّيَّةً في هذا الموضوع؛ فإنِّي لا أستطيع أن أتخلَّى عن شبرٍ واحدٍ من الأرض، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمَّة الإسلاميَّة التي جاهدت في سبيلها، و روتها بدمائها. فليحتفظ اليهود بملايينهم، و إذا مُزِّقت دولة الخلافة يومًا فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أمَّا و أنا حيٌّ، فإن عمل المبضع في بدني لأهون عليَّ من أن أرى فلسطين قد بُتِرت من الدولة الإسلاميَّة، و هذا أمرٌ لا يكون. إنَّني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا و نحن على قيد الحياة» (موقع قصة الإسلام).
يقول المستشرق الفرنسي لو شاتلي: "إذا أردتم أن تغزوا الإسلام و تكسروا شوكته، و تقضوا على هذه العقيدة التي قضت على كلّ العقائد السابقة و اللاحقة لها، و التي كانت السبب الأول و الرئيسي لاعتزاز المسلمين و شموخهم، و سبب سيادتهم و غزوهم للعالم، فعليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب المسلم، و الأمة الإسلامية بإماتة روح الاعتزاز بماضيهم، و كتابهم «القرآن» و تحويلهم عن كلّ ذلك بواسطة نشر ثقافتكم و تاريخكم، و نشر روح الإباحية، و توفير عوامل الهدم المعنوي" (كتاب حقبة من التاريخ للشيخ عثمان بن محمد الخميس).
قال الله سبحانه و تعالى: ﴿ وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون:8]، فإن عزة الله قهره من دونه، و عزة رسوله إظهار دينه على الأديان كلها، و عزة المؤمنين نصر الله إياهم على أعدائهم،
و قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ [فاطر:10]. و بعض الناس تجده يتنازل عن أشياء من دينه ليرضي الكفار و يبين تسامح الإسلام، و هذا من الذل و ليس من العز، فالمسلم يرفع رأسه بهذا الدين و يفخر به،.
فخور بإسلامي
إن الاعتزاز بالإسلام و الانتساب إليه هو من أهم أسباب الرفعة للأمم، و هذا عمر الفاروق رضي الله عنه يسطر هذه القاعدة خالدة إلى يوم الدين فقال: "كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله".
فإلى اللاهثين وراء الطواغيت، و إلى الراكعين لأعدائهم، و إلى الراكضين وراء المال و الجاه، و إلى المفتونين بمتاع و زينة الكفار، و إلى المعتكفين في محراب المذاهب و الأفكار الضالة، و إلى الغارقين في شهوات الدنيا: هلا تمعنتم في قول الفاروق الذي لم يكن في قومه في الجاهلية ذليلا و لم يكن عبدا مهانا و إنما كان سيدا مهابا و رجلا عزيزا و مع ذلك يقول هذه المقولة عن تجربة و خبرة و علم.
لو رجعنا إلى القرآن و السنة النبوية و سيرة الصحابة الكرام و التابعين و من تبعهم من الصالحين، و إلى تاريخ و تراث و ماضي أمتنا، لوجدنا سنة إلهية تمضي على نسق واحد: كلما رجعت الأمة إلى دينها و تمسكت به، سادت الأمم و وصلت إلى القمة، و كلما حادت عن الطريق و ابتعدت عن الإعتزاز و الافتخار بهذا الدين سقطت في أودية الذل لا يرفعها إلا عودتها لدينها و تمسكها به و اعتزازها به.
قال الله سبحانه و تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، وَ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَ آتُوا الزَّكَاةَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور:55-56].
وإنَّ مْن يتأمَّل تاريخ الإسلام الطويل في سائر العصور و شتَّى الأمصار، لَيتَجلَّى له حفْظ الله للإسلام، و صدْق وعده ببقائه و ظهوره على سائر الأديان، و تحقيق وعْد الله جلَّت قدرته للمؤمنين بالعز و التَّمكين، و النصر المبين على سائر أعداء الدين، مهما كانوا عليه من قلَّة العدد و ضعْف العُدد، و مهما كان عليه أعداء الدين من كثْرة في العَدد و قوَّة في العُدد، و إنَّ ذلك ممَّا يبعد خواطر السلبية و التشاؤم عن القلوب، و يَبعَث على التفاؤل بتمَكُّن الإسلام في القلوب، و ضرورة غلبته و ظهوره و هَيْمَنته على سائر الأمم و الشُّعوب.
و رغم جُهُود أعداء الإسلام الجبَّارة في حرب الإسلام و كثْرة مُؤامَراتهم و مُؤتَمراتهم على أهله على الدَّوام، فإنَّ الصَّحوة في المسلِمين قد عمَّت الآفاق، وأَغاظَتْ بحمد الله الكافرين و أهل النِّفاق، فعلى المسلمين أن يثقوا بوَعْدِ الله بالنصر للإسلام و المسلمين، و يستَقِيموا على الإسلام و يدعوا إليه، و يدافِعُوا عنه، ليكونوا من أولياء الله المتَّقِين و أحبابه المؤمنين و جنده الغالبين؛ قال الله سبحانه تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر:51]؛ أي: بالحجة و البرهان و النصر، في الآخرة بالحكم لهم و لأتباعهم بالثواب، و لمن حاربهم بشدة العقاب (تفسير السعدي).
و في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد عن تميم الدَّاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل و النَّهار، و لا يترك الله بيت مَدَرٍ و لا وَبَرٍ إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، و ذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر) [ المدر: الطين، الوبر: صوف أو شعر].
و في حديث الملحمة الكبرى بشَّر الرسول صلَّى الله عليْه و سلَّم بانتصار المسلمين على اليهود و الرُّوم آخِر الزمان، و بفتح روما عاصمة الفاتيكان؛ روى معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( عمران بيت المقدس خراب يثرب، و خراب يثرب خروج الملحمة، و خروج الملحمة فتح القسطنطينية، و فتح القسطنطينية خروج الدجال ) [رواه أبو داود].
و قال الله سبحانه و تعالى: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم:6].
إذن لا بد لكل مسلم و مسلمة أن يعلنها مدوية: ديني الذي أحمل هو الإسلام، فخور بإسلامي و سأبقى فخورا بإسلامي، فهو الدين الحق الذي سينقذ البشرية و يخرجها من ظلم الظالمين و قهر الطواغيت و جور الأديان إلى عدل الإسلام، و يخرجها من الهوان و الذل الذي تغرق فيه إلى عزة الإسلام، و إن الله عز و جل على كل شيء لقدير.
 ملحوظة: الفديو أسفله قمت بتصميمه سابقا و نشرته على حسابي بالأنستقرام: https://www.instagram.com/ac.hraf8198
إستمعت إلى الأنشودة أكثر من مرة، فألهمتني موضوع كتابة هذه المقالة، و ارتأيت أن أدرجها هنا مسكا للختام.
52 notes · View notes
archikial · 4 years
Photo
Tumblr media Tumblr media
المرأة بين الواقع والتحدي
د- : سميراميس العامري
Oktober 2019 Stockholm
المجتمع هو الذي ساهم في خلق الصورة النمطية للمرأة لتكون أنثى خاضعة للرجل
سيمون دو بوفوار
(الجنس الاخر)
المقدمة
تُشّكل قضايا المرأة في العالم محورا استراتيجيا وحقوقيا متعدد الاهتمامات والاطروحات، إذ ينظر لقضيتها بعين الخوف والترقب و التي تعتمدها شتى المجتمعات لتعكس سلوكيات الدول وشعوبها في جوانب الحياة المختلفة. وليست قضية المرأة في البند العالمي مجرّد محاضرات أكاديمية أو دراسات بحثية أو موضوعات تنموية، أو حتى سلسلة من الرؤى تجاه جنس ما، إنما هي أساس وركيزة بدرجة أولى تطرقت إليها الأحكام الدولية او المجتمعية.
وقد ظهرت مصطلحات عديدة في طرح موضوع المرأة منها: مشكلة المرأة، أزمة المرأة، إشكالية المرأة، وقضية المرأة، لكن تظل قضية المرأة في جوهرها إنسانية ومجتمعية. فما هي التحديات التي تواجه جهود تمكين المرأة من حقوقها واندماجها الكامل في المجتمع وما مستوى الطموحات التي تسعى المرأة العربية لتحقيقها في ظل القوانين والثقافة المُجتعية السائدة وأيضا في ظل المُستجدات العالمية؟
وإذا ركزنا على المجتمعات العربية خصوصآ فمن المحال أن يتحدث نصف المجتمع أو يتقدم دون نصفه الآخر. على أنه لا يجوز النظر إلى هذا التقسيم من الزاوية الإحصائية الخالصة، بل من زاوية التكامل الضروري والوحدة الجدلية بين الجنسين؛ لتوكيد حقيقة أن وجود المرأة في المجتمع لا تختلف بأي معنى من المعاني عن وجود الرجل فيهجا، وأن مساعي التنمية الاجتماعية يجب أن تتجه إلى تنمية الجنسين على قدم المساواة. والحديث عن حرية الفرد وحقوق الإنسان يجب أن يستبعد الإيحاء الذكوري لعبارتي الفرد والإنسان؛ الإيحاء الذي يجعل الذهن ينصرف إلى أن حرية الفرد تعني حرية الرجل، وحقوق الإنسان تعني حقوق الرجل والمرأة معا دون انفصال واحد على الأخر او تغلب طرف على الاخر.
بحكم صيغة التذكير الظاهرة للكلمتين، وكذلك في كلمة المواطن وغيرها، فاللغة تحمل سمات المجتمع الذي أنتجها، ويعيد إنتاجها، وخصائصه الذهنية النفسية.
وإن للكلمات سحرها ومكرها؛ إذ تختزن كل منها تاريخها الدلالي والقيمي وتفرضه على  المتلقي.
ولا يجوز التخصيص كقولنا إن المرأة هي نصف المجتمع، في حين هي مربيته ومعلمته.  وكونها قضية خاصة يجعلها قضية النساء، في سعيهن إلى التحرر والمساواة، مقدمة لا بد منها للحرية التي ترقى بقضية المرأة إلى الصعيد العام.
ولا فصل ميكانيكياً بين العام والخاص؛ فليس للأول من وجود فعلي إلا مع الثاني، وليس للثاني من معنى أو من قيمة إلا مع الأول.
ذلك أن كل مكسب تحرزه المرأة في سعيها إلى التحرر إنما تهديه للمجتمع؛
مما يعني أن قضية المرأة لن تحسم في نهاية الأمر إلا على صعيد المجتمع ونظامه العام وشكل وجودها القانوني والسياسي. وهذه العلاقة الجدلية بين مستويي القضية العام والخاص تتأسس وتتجلى في العلاقة النوعية بين المرأة والرجل، أعني العلاقة الجنسية الأكثر حميمية التي يعيد بها الجنس إنتاج وجودها الاجتماعي، ولذلك سميت علاقة جنسية؛ وهذا ما يرقى بها عن أي شكل من أشكال الابتذال أو الإسفاف.
-1-تاريخ قضية المرأة
تاريخ الانثى العادية( الغير المنتسبة لعائلة ملكية ) أنها كانت تتسم بالتهميش والأبعاد والدونية على المستويين الاجتماعي والقانوني في حين كان المبرر مرتبطآ بشكل أساسي بالفروقات الجسدية بينها وبين الرجل.
وبالمقابل اعتبرت المرأة الملكية على أنها سيدة تتمتع بقوة وفضائل أسلوبها بالرجل .
فأن قضية المرأة قضية تاريخية تضرب جذورها عميقاً في حياة الجماعة البشرية إلى الزمن الذي ظهرت فيه الملكية الخاصة، وظهر معها استغلال الإنسان للإنسان.
وما يجعلنا نميل إلى ترجيح  ذلك أن المرأة لا تزال تعامل على أنها ملكية خاصة للرجل، شأنها شأن ما كان يملكه الرجل من عبيد ونساء خاصة للمتعة. بل نكاده نقول إنها الأثر المتبقي من النظام العبودي القديم، والمتخفي في ثنايا النظام العبودي الجديد الذي رفع الملكية الخاصة إلى مصاف المقدسات، بل جعلها المقدس الوحيد في الواقع الفعلي، وفصلها عن المجتمع، ثم عن العائلة.
وتظر هذا في الفكر العبودي في الثقافة السائدة على الصعيد العالمي، ولا سيما في المجتمعات الدينية المتأخرة كمجتمعاتنا الشرقية والعربية.
حيث ما تزال وضعية المرأة في هذه المجتمعات أقرب إلى ما كانت عليه، ومن الصعب أن يجد المرء تفسيراً آخر لاستمرار دونية المرأة وتبعيتها للرجل غير بسبب نتائج العلاقات والقيم الاجتماعية عن شكل الملكية، بل عن نمط الإنتاج الاجتماعي الذي يتحدد بها،  بمعنى إنتاج الثروات المادية والروحية على السواء: كل إنتاج هو تملك: كل إنتاج هو استهلاك.
-2- العلاقة الحميمية بين الشريكين
الجنس قضية جد حساسة في حياة الإنسان فردا ومجتمعا، فهو مرتبط باستمرار النوع الإنساني بيولوجيا، كما أنه مرتبط بالتكوين الحيوي والنشاط الجسدي والنفسي والذهني والفكري للكيان الفردي، ومرتبط بالعلاقة المباشرة مع الآخر الإنساني بصفته الجنسية، ومرتبط جوهريا بالنظام الاجتماعي بما له من دور محوري في تأسيس الأسرة كخطوة أساسية في في الجنس كأية حالة مثلى أخرى، حلم فوق الواقع، ولكنه محرك أساسي من محركاته، أما على أرض الواقع، فهناك دوما تغير وتطور، والغرب اليوم حقق قفزة ثورية إلى الأمام في مجال العلاقات الجنسية، فقد تم الاعتراف بالجنس كحق من حقوق الإنسان وكحرية من حرياته، بشكل لا تنفصل فيه هذه الحرية وهذا الحق عن بعضهما البعض، والغرب بذلك جعل شرعية العلاقة الجنسية مقترنة بإرادة الشريكين اللذين يشتركان فيها، وهي شرعية ذاتية حرة تقوم على إرادتما المشتركة بأن تقوم بينهما هذه العلاقة، التي لم تعد بحاجة إلى أية شرعيات أخرى من الخارج، وهذا ما جعل التعامل الجنسي أمرا بسيطا وميسرا، ولم يعد “مشكلة عويصة” كما هو الحال في الثقافات الشرقية  . تلك هي إيجابيات “الثورة الجنسية الغربية” لكن سيئاتها هي في أنه هُيمن عليها من قبل ثقافة الاستهلاك الطاغية في الغرب، ما جعلها تفقد في المحصلة مضمونها الإنساني الحقيقي، وتتحول إلى علاقة استهلاكية محض، ينحدر فيها الإنسان كفاعل جنسي كشريك في الجنس ويصبح موضوعا لقضاء حاجة ملحة، ويصبح التواصل الجنسي سهلا وسريعآ. وهذه المشكلة – كما تم القول أعلاه- ليس سببها الحرية الجنسية نفسها، وإنما سببها انتشار ثقافة الاستهلاك، لذا فلا يمكن توقع أي شكل أفضل للجنس في الغرب، إن لم تتغير الثقافة الحياتية الغربية كلها باتجاه الأفضل، وتتحرر من هيمنة الاستهلاك، لتتجه باتجاه التركيز على النمو الإنساني للفرد والمجتمع، وهذا يقتضي في ما يقتضي، استعادة البعد الروحي للإنسان، واستعادته للمقدس، الذي فقده في انجرافه في الحضارة المادية الاستهلاكية، والمقدس الذي يتم الحديث عنه هنا، ليس هو المقدس الديني التقليدي، فهذا شيء انتهت صلاحيته في الغرب ولن تستعاد، فالمقدس المقصود هنا، هو مقدس الترابط العاطفي ، مقدس لا ينفصل عن ذات الإنسان، وينبع من ذات الإنسان، ولا يتنزّل من أية سماوات متعالية مزعومة، وهذا يقتضي من الإنسان، أن يرى ذاته الإنسانية غير محصورة فقط في حدود الجسد! وعليه، أن يتجاوز الجسد، دون أن يقع في خطاء القطيعة مع الجسد أو تجاهل أو كبت الجسد بل أن يضعه في
موقعه المتكامل مع الكيان الإنساني كله بكل أبعاده والتي يُرى فيها الإنسان كائنا روحيا
تتكامل روحيته وجسديته في وحدة واحدة.
-3- اصحاب الفكر الحر وقضية المرأة :
مثلت  المرأة  أكثر القضايا الانسانية التي حازت على اهتمام الكثيرين من اصحاب الفكر والسياسية والمنظرين الحقوقيين ، فهذه القضية قديمة بقدم وجود الانسان والإنسانية . وهي لا  تخص الانثى فحسب ، فهي قضية الرجل والمجتمع ايضاَ وحله يخدم تطور الانسانية.
ودون تخطي النواقص الموجودة في الدراسات والتحليلات التي ما انفكت تخوض في موضوع المرأة وحريتها وتمكينها وحقوقها ،فلا يمكننا فهم صيرورة التاريخ ولا فهم الحاضر وحالة الفوضى والأزمات التي تعيشها البشرية في يومنا الراهن،لا يمكن ان تكون بمعزل عن قضية المرأة فإيجاد الدواء يكمن في التشخيص السليم للداء، هكذا هي حقيقة ظاهرة المرأة ومسألة حريتها المرتبطتين بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي والمدني والديني.
فمن المعروف أن تاريخ  المجتمعات الإنسانية ، قامت بالكامل على  المرأة ودورها  المؤثر في عملية الانتقال إلى المجتمعات المتطورة، فهي أول من اكتشفت الزراعة وترويض وتدجين الحيوانات ورعاية الأطفال والمسكن والنار.. وغيرها ، والتي سميت بالثورة النيوليتية[1] المتطورة في مزوبوتاميا اي بلاد الرافدين وفي تلك المرحلة طورت المرأة العلاقات الاجتماعية  والوعي الاجتماعي المتمثل بالطوطمية[2].
ومازالت هذه المرحلة تعيش في ذاكرة المجتمع  والتاريخ وتُظهِر نفسها ولو بشكل مخفي ومكبوت في الديانات الفلسفية الباطنية[3] والطوائف والمذاهب التي لم تخضع للتراتبية البطرياكية[4] في النظام الأبوي، الذي  يحاول إخفاء حقيقة دور المرأة في بناء التاريخ البشري ليحافظ على نفوذه التسلطي، فالسلطة الاستبدادية هي نقيض لجوهر المرأة، واعتماد هذه السلطة على الفروقات الطبقية والهرمية تمخضت عن الدولة والجيش والتمييز الجنسي والعنصري واقتبست العقائد الدينية المطلقة المتطورة على كافة مقدسات الآلهة- الانثى تيامات "[5] بعد سرقتها يد الآلهة- الذكر "أنكي[6]
-4-الثورة الحضارية والمرأة:
مرحلة التحضر أو ثورة الحضارة هي ثورة الرجل، واقتصرت مسيرة التقدم بالرجل وعزلت المرأة عن التاريخ وهمشت دورها ، فعانت الأخيرة من السقوط وهي بمثابة سقوط للإنسانية والشعوب. لذلك اعتبر استرداد المرأة للحقيقة الجوهرية العائدة للعهد الأمومي خيالات التحرر للبشرية برمتها.
فالمراحل التاريخية بدءاً من العبودية ومروراً بالإقطاعية والرأسمالية، جردت المرأة من قوتها وارادتها وجعلتها غريبة عن ذاتها، لتخلق منها امرأة عبدة متسلحة بالفتنة والفساد والمكائد، بعدما كانت نبع الحب والعطاء، وأصبحت مادة جنسية وسلعة مجردة من التفكير والاحاسيس والرغبات، ورغم بروز الشخصيات النسائية (خاصة في المرحلة البرجوازية وما بعد) الا انها لم تستطع تجاوز الاطر المرسومة لها من قبل النظام الذكوري ونتيجتها كانت وهما إما المساومة مع الرجل أو المطالبة بحرية مجردة وفظة.
-5-الفكر الماركسي والمرأة:
كما سعت الاشتراكية الماركسية للوصول إلى المساواة والعدالة والحرية واحتوت على حرية المرأة في أهدافها الا أن معايشتها للنواقص الجدية على الصعيد الايديولوجي لم تمكّنها من طرح الحلول الأكثر عملية وواقعية لقضايا الانسانية ولقضية المرأة، كما أن الت��بيقات الخاطئة للاشتراكية حالت دون أن تكون البديل الكافي للحضارات الطبقية، فالمرأة في الاشتراكية لم تقم بصراع مرير تجاه الهيمنة الذكورية ورُسِمَت حدود حريتها من قبل الرجل الذي كبح التطور الخلاق لجنس المرأة.
-6-القرن الواحدوالعشرون والمراة:
و بحلول القرن الحادي والعشرين احتلت قضية المرأة مرتبة الصدارة بين القضايا الانسانية المطروحة التي خلقتها أزمة الامبريالية (تلوث البيئة والاسلحة النووية، التضخم السكاني والاستهلاك، والمشاكل الصحية والامراض المزمنة ودمار الطبيعة…الخ)، وهي تمتاز (القضية) بأهمية أكثر من القضايا الوطنية والطبقية، فعصرنا الراهن هو بمثابة مرحلة انتقالية من المجتمع الطبقي الى مجتمع يعتمد الابداع والخلق للفرد والمجتمع والذي يسمى "عصر الحضارة الديمقراطية"، المتسم بخاصية دمقرطة المجتمع والسياسة والدولة ويولي الاهتمام لمسألة الحقوق ( حقوق الانسان وحرية المرأة) اللذان يشكلان الركيزتان الاساسيتان لتطوير حركة دمقرطة المجتمع، وبالتالي تطور الديمقراطية تعني حرية المرأة (على الاغلب) وكما تعني تمهيد الطريق للمرأة لتخطو خطواتها الاولى لتفجير طاقاتها الكامنة والتي ستخوّلها لاستلام مهمة الريادة لتحقيق السلام والحرية والديمقراطية.
-7- اثر المرأة في التاريخ الانساني:
لعبت منطقة الهلال الخصيب وشمال افريقيا، دوراً رياديا  في ولادة الحضارات الانسانية منذ فجر التاريخ، والسبب يعود الى الغنى المادي وكثرة الموارد الطبيعية والظروف المناخية الملائمة لتأمين حياة مستقرة للإنسان وبناء الحضارة.
وكما هو معلوم أن المرأة هي من بدأت بالتاريخ في هذه المنطقة وزادت من الحياة بهاءً عندما عملت بالزراعة وأنشأت القرى وأوجدت الآلات كالصحون والفأس، المحراث، آلات الحياكة، طحن الحبوب واكتشاف النار…وغيرها من الأدوات.
و كانت الرائدة في عملية تغيرالفكر الانساني حيث شكلت تنظيم متمحور حولها وخلقت نمط حياة تعتمد على الحرية، وانعكس الامر هذا لأن يُرَمّز للمرأة بالألوهية، فالنساء كنّ الآلهة المبدعات للحياة ووهبن كل شيء من ذواتهن : تيامات وانانا -عشتار[7] ونينهورساغ[8].
فبسرقة  الذكر الرب-  أنكي قوانين الربة -الأنثى تيامات وكل ما يعود لها، ومع تطور أولى الحضارات الطبقية المتمثّلة في الحضارة السومرية، سعى الرجل للحوز على كافة امتيازات المرأة وانكار الثقافة الامومية، معلناً نفسه الملك-الرب. وترسخت الهيمنة الذكورية هذه أكثر فأكثر في المراحل المتتابعة من التاريخ المرتكزة على أسس ايديولوجية تسلطية وذهنية دوغمائية، فقلبت التاريخ رأسا على عقب مُثمِرَة عن الدولة والمُلكية والعسكرية والويلات والحروب، وتنكرت لوجود تاريخ صنعته المرأة، ليحل محله تاريخ مشحون بقصص الخيانة والكذب والخداع.
فحين ان  التيارات الانسانية الفلسفية لزرادشت وماني والحركات الباطنية في المجتمع ناهضت النظام الابوي واقتربت في جوهرها من الحقيقة الانثوية لتفصح عن القيم المستنبطة من الثورة النيوليتية المتعششة في ذاكرة الانسانية.
وبقيت المنطقة أرضاً خصبة لظهور شخصيات نسائية عظيمة عبر التاريخ (من فترة لأخرى) كأمثال سميراميس التي امتازت بجسارتها في الحرب ، والملكة  زنوبيا رمز حب الوطن والشعب التي رجحت الموت على العيش في الذل والاهانة،  و كليوباترا في  مصر القديمة ودافعت عن وطنها وجاهدت لتحقيق آمالها وطموحاتها، فكنّ نساء في القمة تمكّنّ ترك بصمات نسوية  على التاريخ.
ولكن ما بين القرنين الثامن  والى بدايات القرن الحادي وعشرون تراجعت الذهنية في الشرق الاوسط بشكل أعمق، بسبب تزمت الذهنية الدينية اليهودية والمسيحية فالاسلامية القائمة على دونية المرأة منبع الشر والجحيم الأرضي .
وحينئذ أُلقيَ الستار على حقيقة المرأة في مسرح الحياة، وأُنزلَت من مرتبة الألوهية الى منزلة حواء المذنبة ومن ثم الى مريم حاملة الجنين [9]ومن بعدها الى امرأة زائلة منفية منطوية على خيالاتها في لقاء مستقبل أرحم.
-8-تفاعل البلاد العربية المختلفة مع قضية المرأة:
ولابد من أخذه بعين الاعتبار في حقيقة هذه المنطقة هي أنها شكلت موزاييك لامتلاكها الغنى الثقافي وتعددية شعوبها. ورغم امتلاك هذه القوميات لعقائد دينية متمايزة وبنى فكرية متفرقة الا أنها استطاعت العيش في أجواء مسالمة تتسم بالتبادل الفكري والتمازج الثقافي والتي أثرت على حياة الشعوب سواء بشكل ايجابي أو سلبي.
تتميز المنطقة بروز العنصر العشائري والطائفي والديني القائم والمغذي على الهيمنة والتسلط الذكوري، لبس المرأة بالأحكام الدينية المثقلة بالاعراف البالية لتغلل البنى التقلدية السلفية بكل تمظهراتها.
رغم انتفاخ بعض الدول العربية كتونس ولبنان على حقوق المرأة وأهمية دورها في بناء مجتمع تعددي قائم على المساواة الحقيقة، الا انها لم تتجاوز الحالة التخلفية. كما أن الحركات النسوية التي ظهرت في القرن العشرون وخاصة في أواخره، لم تكن بالمستوى المطلوب لوصول الى فهم ايديلوجي يعنى بقضايا المرأة، بقيت محصورة بالنضال الوطني عاجزة بذات الوقت الى تحرر جذري و حقيقي في قضية المرأة  .
فالنساء اللواتي جاهدن بفضح حقيقة وضعهن المتدهورة منذ سنوات وعقود. لقين من  والصعوبات والعراقيل ما لم يلقنه غيرهن في بقية الحضارات والمجتمعات، عاجزات على انفتاح على اصلاح ايديلوجي نسوي حقيقي بين النسويات عامة.
رغم الفروقات القومية والدينية والطبقية التي ميزت وضعية المرأة، عاشت نفس الماسي وذاقت مرارة الحياة من عادت المجتمع وانحرافاته وحرمت من اهم وابسط حقوقها، تعرضت الى كل اصناف الذل والاهانة وكل اشكال العنف المادي والمعنوي والجنسي والجندري.وخاصة مع الانظمة الحاكمة  بعد 2011 أو ما يسمى خطأ بالربيع العربي، جعلت من المرأة في اتون الحروب المفتعلة، ضحية للنزاعات المسلحة وأزمة الأنظمة السياسية والمجتمع نالت المرأة الحصة الاكبر من الفوضى العارمة.
وافرزت هذه المقدمات لنتائج عبر ذلك الصراع على ثلاثة تيارات :
أولها : التصورات الزائفة للنظام الرأسمالي التي ربطت الحرية بالفعاليات والنشاطات التي حطت من شأن المرأة الكرامة الانسانية كالاباحية وغيرها.
ثانيا: التيار الفاميني- النسوي [10] ، لا يمكن الاستهتار بمساعيها وجودها، وخاصة لافتقارها الى الدعامة التنظيمية المتينة وعجزها عن تطور فلسفة خاصة بها، جعلتها بعيدة عن تخطي الديمقراطية ذات التوجه الغربي. ويمكن اعتبارها خطوة حقيقة تمكنت من الانتباه الى المشكلة القائمة.
ثالثا: الديمقراطية الوليدة اثر 2011، التي منحت فرص وامكانيات للمرأة، ولكنها لا تأتي تلقائيا وانما على المرأة أن تبذل مساعيها وتؤسس تنظيمها وتحدد أهدافها الخاصة بها لتثبت حقيقتها كأطروحة مضادة للتيارت المغايرة.
تقبع العلاقة النوعية بين الجنسين، وهذه العلاقة هي الحب بكل ما تنطوي عليه الكلمة من معان. فقد وضع أريك فروم مقولة الحب تحت مقولة التملك، ومقولة التملك تحت مقولة الاستهلاك، لتغدو مقولة الحب تحت مقولة الاستهلاك؛ فكانت النتائج التي وصل إليها أقرب إلى تفسير العلاقات الاجتماعية القائمة في المجتمعات الغربية وتسويغها. و انطلق من مقدمة خاطئة جعلته يعطل العلاقة الجدلية بين الإنتاج والاستهلاك . الوضع الصحيح للمسالة هو أن نضع مقولة الحب تحت مقولة الإنتاج التي تعرِّف مقولة التملك ومقولة الاستهلاك؛ وإلا فسوف نصل إلى نتيجة مؤداها أن العلاقات الاجتماعية القائمة اليوم تتسق ومنطق الضرورة العقلية. والأمر ليس كذلك، فكل ما هو واقعي عقلاني، ولكن كل ما هو عقلاني واقعي أيضاً، بحسب هيغل. العلاقات الاجتماعية القائمة عقلانية بالطبع، لأنها ممكنات الواقع التي تحققت بالفعل؛ ولكنها تنحو أكثر فأكثر نحو اللاعقلانية المباطنة لكل ما هو عقلاني. وذلك بحكم نمو المعرفة والعمل، بحكم تقدم الوعي ونمو الروح الإنساني، أي بحكم فاعلية العقل نفسه، وهي فاعلية نفي ونفي النفي لا تفتر ولا تتوقف إلا حين يعيش الناس الحاضر بدلالة الماضي، أو حين يحجر الماضي على الحاضر ويمسك الأموات بتلابيب الأحياء فيحددون وعيهم وأنماط سلوكهم. إن ما كان عقلانياً ذات يوم يكف عن كونه كذلك مع تقدم الوعي بصفته الوجود مدركاً، أي مع انبساط الروح الإنساني في العالم وفي التاريخ.
ولإشباع الحاجات الجذرية، في الوقت ذاته. من هذه الزاوية نستطيع تفهُّم عطش كثير من الفلاسفة والمفكرين والأدباء والفنانين إلى جعل الحب "ديناً إنسانياً". فالحب هو العلاقة الإيجابية الأصلية التي تعكرها التعارضات الناجمة عن شكل الملكية وما تفرضه من تقسيم للعمل وتوزيع للدخل، وما تعيِّنه للأفراد من مواقع اجتماعية متفاوتة تبعث الحسد والكراهية والبغضاء، فضلاً عن التنافس والصراع. فإذا أردنا حلاً أيجابياً وجذرياً لقضية المرأة بما هي قضية المجتمع، يجب أن نؤكد أن الحب هو الأصل في العلاقات الاجتماعية والإنسانية. وهو مبدأ العلاقات الاجتماعية والإنسانية وغايتها. وهذا مبدأ قابل للبناء عليه وغاية جديرة بالسعي إليها. ومن ثم فإن قضية المرأة مفهومة
-9-الحرية والسعادة:
في إطار قضية الحرية والانعتاق أو قضية السعادة، هي هدف في ذاتها، لا وسيلة لهدف آخر كالتقدم مثلاً، آية ذلك أن التقدم يقاس بدرجة تمتع المرأة والرجل على السواء بحريتهما وحقوقهما وليس العكس. في مثل هذا الوضع تندرج قضية المرأة في المشروع النهضوي الذي لا بد أن يتأسس على مبدأ يستمد مشروعيته وقيمته ومسوغاته من ذاته، لا من أي عنصر خارجي، وهذا المبدأ هو حرية الإنسان وانعتاقه وسعادته. ويميل المرء إلى الاعتقاد أن السبب الرئيس لإخفاق محاولات النهوض عندنا هو أن الإنسان لم يكن مبدأها وغايتها.. وهنا تحضر بكل ثقلها إشكالية التأخر التاريخي التي تستدعي ثورة معرفية تغير زاوية نظر الإنسان إلى ذاته وإلى العالم؛ والتي تستدعي في سبيل ذلك الاعتراف اعترافاً مبدئياً ونهائياً بأن تاريخنا جزء من تاريخ العالم، وأن الأمم المتأخرة تتعلم في مدرسة الأمم المتقدمة، وأن ماضي هذه الأمم المتقدمة القريب يمكن أن يكون مستقبلنا القريب. أليس لافتاً للنظر أننا لا نزال إلى اليوم "نستقدم" الأفكار والنظريات دون مبادئها ومناهجها وقيمها، ونستورد التقانات دون الحاضنة المعرفية التي أنتجتها، ونأخذ العلوم الحديثة من دون أن ندرك أنها فروع مختلفة من شجرة المعرفة، حين نقطع أياً منها عن تلك الشجرة إنما نجفف نسغه ونزهق روحه؟
وفي ظل الاستلاب أو الاغتراب أو الضياع، وهي أسماء لمسمى واحد، هو علة مايشوب العلاقات الاجتماعية، في كل مجتمع على حدة، وما يشوب العلاقات الإنسانية على صعيد العالم، من عناصر تجعل من الإنسان عدو الإنسان، لا تجلي ماهيته. ومن ثم فإن توق الأنا لبلوغ كمالها وتمامها بالآخر قد ترسب في اللاوعي الجمعي محتفظاً بصيغته الفطرية، وأكاد أقول الغريزية، التي تضفي على الحب طابع الشهوة الآثمة، شهوة التملك الأناني أو الاستهلاك النهائي، والاستمتاع الذاتي الفاسق، أو شهوة الافتراس. فالسادية والمازوشية تبطنان العلاقات الإنسانية وتتبادلان المواقع لدى النساء والرجال، في صيغة إيلام متبادل وتبكيت مشترك للذات، على الرغم من كل ما يلابس هذه العلاقات ويغلفها من محايلات وإيهامات. وتلكم هي أهم أسباب التعاسة والشقاء وأعمقها غوراً في حياتنا، ولا سيما الشقاء الجنسي الذي يلف المجتمع، وشقاء المرأة بوجه خاص. مما يضع للسعادة تعريفاً يرا��ف تعريف الحرية، أعني حذف استلاب الإنسان بأشكاله المقدسة وغير المقدسة. حتى يغدو بوسع أحدنا أن يخاطب من يحب بقوله: يا أنا. في ظل الاستلاب تغدو كل علاقة بين اثنين، أو اثنتين، أو بين رجل وامرأة، علاقة بين غريبين أحدهما عن الآخر وعن ذاته. ولطالما كانت الأشياء والمتع الحسية، متع الاستهلاك النهائي، توسطات ضرورية تحمل دلالات رمزية للحب المفقود. ففي ظل الاستلاب تغدو العلاقات بين الأشياء علاقات اجتماعية وإنسانية، والعلاقات الاجتماعية والإنسانية الفعلية تغدو علاقات بين أشياء، كما قال كارل ماركس. وفي هذه الحال تتحول منتجات العمل البشري إلى أصنام يقدم لها منتجوها فروض الطاعة والعبادة. وإزاء "صنمية السلعة" تقوم صنمية السلطة، ومنها سلطة الرجال على النساء وقوامتهم عليهن. وأن العنف الذي غدا أساس العلاقات الاجتماعية، ولا سيما العنف حيال المرأة، يرجع إلى هذه الوضعية المأزقية، وضعية التملك الأناني والاستهلاك النهائي والاستمتاع الذاتي الفاسق وشهوة الافتراس التي ينجم عنها الإيلام المتبادل وتبكيت الذات. وإنها لحلقة جهنمية و دائرة مفرغة كل نقطة على محيطها هي البداية والنهاية. المقدمة هي النتيجة. إذ لا يستطيع أحدنا أن يعامل المرأة على أنها  خرقة من دون أن يعترف ضمناً بإنسانيتها؛ وإذ يشعر، ولو على نحو غامض، أنه إنما يهين ذاته ويزدري ماهيته بإهانتها وازدرائها، يلجأ إلى نفي إنسانيتها، ويجهد في إقناع نفسه بدونيتها وعدم استحقاقها الاحترام، بل عدم استحقاقها الحياة، ومن ثم يغدو مجرد الإبقاء على حياتها، بحكم الحاجة إليها، هو ذروة الرحمة وكرم الأخلاق. والتدابير القانونية الإجرائية، على أهميتها، لا تستطيع حل هذه المعضلة، مهما كانت صارمة ورادعة، ما لم يبلغ المجتمع درجة من الوعي يدرك معها ماهية القانون في صيغته العامة والمجردة بصفته تجلي الروح الإنساني، تجلي العقل في زمان ومكان محددين. أي ما لم يدرك المجتمع "روح القوانين"؛ أي ما لم يدرك المجتمع المعني أن روح القوانين هي قوانين الروح. ويغدو القانون قوة روحية داخلية في الفرد والمجتمع مرادفة للحرية ومقترنة بها، لا مجرد قوة خارجية غريبة ليست سوى قيد على الحرية. هكذا فقط تؤسس فكرة سمو القانون.
أليس ضرورياً أن نتساءل: لماذا يعامل المرء  حيوانا على نحو أفضل مما يعامل امرأته أو مما تعامل شريكهاا؟ أن سبب ذلك إلى أن الرجل٩ والمرأة يدركان على نحو قاطع حيوانية الكلب ويعاملانه على أساس هذا الإدراك الصافي، في حين لا تزال إنسانيتهما ملتبسة. هل أقول: إن أحدنا حين يحب كلبه هذا الحب ويعامله هذه المعاملة إنما يحب حيوانيته أو طبيعيته، أو ذاته الطبيعية في الكلب، في حين يعجز عن حب إنسانيته، أو ذاته الإنسانية في الآخر؟ ولطالما ظننت أن المسألة هي مسألة "إنسانيةٍ ملتبسة". فالإنسان أشكل عليه الإنسان، كما قال أبو حيان التوحيدي.
لذلك لا بد من نشر وعي مناسب بهذه القضية التي يقاس بها تقدم المجتمعات ورقيها. وفي مقدم ذلك، تعرُّف صورة المرأة في ذهن المرأة نفسها، أو تعرف وعي المرأة لذاتها، في سائر تجلياته في الأدب والفن وسائر فروع الثقافة وأنماط السلوك؛ لأن تصور المرأة عن نفسها هو الذي يحدد، بصورة نهائية، تصورها عن الرجل وعن المجتمع والدولة، وهو الذي يحدد موقفها من الرجل خاصة، وموقف الرجل منها، ولا سيما أنها أم الرجل ومربيته ومعلمته، وشريكته في الأسرة، نواة المجتمع الأساسية. ويشمل ذلك وضع المرأة في المجتمع وموقعها في سائر مجالات الحياة العامة، ومدى انعكاسهما في التشريعات والقوانين النافذة، وأهمية العمل في سبيل تطوير هذه التشريعات والقوانين بما يكـفل اتساق شخصية المرأة القانونية وشخصيتها الاجتماعية والأخلاقية، ومساواتها بالرجـل. والارتقاء بقضية المرأة من مجرد قضية نسوية إلى قضية اجتماعية هي قضية المرأة والرجل على السواء. فكما تكون المرأة في المجتمع يكون الرجل. وكما تكون صورة الرجل في ذهن المرأة تكون صورتها في ذهنه، وكما تكون رؤيتها لذاتها تكون رؤيتها للرجل، وبالعكس. الأنوثة الحرة هي شرط الرجولة الحرة، وبالعكس، وأكاد أقول الحقيقية في الحالين، لولا ذلك العنصر الطبيعي غير المرفوع.
   -10-ما هو الحل لإنصاف المرأة ؟
في ضوء ما تقدم يمكن الإسهام في إعادة بناء قضية المرأة، أو مسألة تحررها، وحريتها، وفق مبدأ حرية الفرد وحقوق الإنسان والمواطن، انطلاقاً من حقيقة أن الإنسان غاية في ذاته، بل هو غاية الغايات، وأن حريته هي أهم مظاهر إنسانيته وأهم مضامينها؛ فلا يجوز النظر إليه على أنه وسيلة لأي غاية أخرى، مهما سمت تلك الغاية، ناهيكم عن التعامل معه على هذا الأساس. فإن الاعتراف بالمرأة ذاتاً إنسانية حرةً، وفردية مستقلة، مساوية للرجل في الكرامة الإنسانية،  وفي سائر الحقوق، ومعاملتها على هذا الأساس، هما المقدمة الأولى لتحرر المجتمع وتقدمه. وإن تحرر النساء شرط لازم لتحرر الرجال. والمجتمع هنا، في مفهومه وواقعه، هو، كما عرفه ماركس، الإنسان نفسه وقد غدا موضوعياً. "المجتمع هو الإنسان مموضعاً". وليس هناك شيء في المجتمع والدولة غير موجود في الإنسان بالقوة وبالفعل. وحينما ننظر إلى المجتمع وإلى الدولة على هذا النحو ندرك ماهيتنا الفعلية في قدرتها غير المحدودة على إنتاج أشكال الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية؛ فالإنسان لا ينتج عالمه وتاريخه فحسب، بل ينتج ذاته في العالم وفي التاريخ. وهذا الإنتاج هو ما يطلق عليه اسم الثقافة والحضارة والعمران والمدنية. فحين نضع مقولة المجتمع تحت مقولة الإنسان تغدو جميع المقولات والصفات والتعيينات الأخرى تابعة. الإنسان هو مبدأ التاريخ وغايته، التاريخ الذي لا بد أن يغدو تاريخ الإنسان بدلاً من كونه تاريخ استلاب الإنسان وضياع ماهيته. في هذا القول الذي قد يبدو لأنصاف البشر وأرباعهم أقرب إلى موعظة أخلاقية احتجاجٌ جذريٌ على الأنصاف والأرباع، بل على التنصيف والتربيع اللذين تمارسهما ذات عليا مغتربة تدعي لنفسها مشروعية ميتافيزيقة مستوحاة من كلية ما تزال وهمية إلى حد كبير. هذه الذات العليا المغتربة، أعني المجتمع و / أو الدولة، لا تمارس التنصيف والتربيع إلا لأنها تنكرت لأساسها الطبيعي والعقلي والأخلاقي، أي تنكرت للفرد (ذكراً وأنثى) بصفته التجسيد الواقعي العياني للكلية الإنسانية، فضلاً عن صفتيه الاجتماعية والسياسية النابعتين من عضويته في المجتمع والدولة. المجتمع والدولة عندنا لا يعترفان بالفرد إلا بصفته وجوداً عضوياً بيولوجياً هامداً، أو وجوداً فيزيقياً هامداً؛ ويعملان بلا كلل على نفي إنسانيته لتسويغ ضروب العسف والظلم والاستغلال والإذلال والامتهان. ولذلك ��ا يزال المجتمع والدولة كلية وهمية إلى حد بعيد.
ويقتضي ذلك أن يعمل جميع المؤمنين بأهمية قضية المرأة وراهنيتها، أفراداً وهيئات، في حقول الثقافة والتربية والقانون، في سبيل التعريف بجميع الشروط التي جعلت، وتجعل، من المرأة كائناً ضعيفاً ومهاناً، ونقدها. ونقد هذه الشروط هو المقدمة الضرورية لتحسينها أو لحذفها. فإن ضعف النساء الفعلي، في مجتمعنا، هو قوة الرجال الوهمية، وهو، في النتيجة، ضعف المجتمع الفعلي، ومصدر مظاهر العجز والتواكل واللامبالاة والإذعان والامتثال و"الخوف من الحرية"، وغيرها من المظاهر السلبية التي تسم حياته. وهمٌّ كل ما نسميه، أو يسمونه تقدماً، وقبض الريح، ما لم ينجز مجتمعنا ثورة كوبرنيكية على صعيد الوعي، تضع الإنسان في مركز العالم، وتجعله هدفاً للتقدم. والإنسان كائن نوعي خنثى، أو وحدة الذكر والأنثى وماهيتهما. وإن أحـد الوجوه القبيحة للتقدم الحاصل، عندنا، هو إعادة إنتاج العبوديـة واستغلال الإنسان للإنسان، وإبقاء المرأة عبدة العبد ومستغلة المستغل. والعبد، كما عرفه أرسطو، هو من ضعف روحه وقلت حيلته فأتبع نفسه لغيره. فارتقاء المرأة والارتقاء بها من "حرمة" إلى إنسان، هو ذاته ارتقاء الرجل والارتقاء به من عبد غيره إلى سيد نفسه.
وما من شك في أن قضية المرأة مرتبطة بقضية الأسرة، النواة الأساسية للمجتمع. فالفرد والعائلة هما "مقدمتا المجتمع المدني، يجعلان نفسيهما بنفسيهما مجتمعاً مدنيا"،ً ودولة سياسية، تعبر عن الكلية الاجتماعية؛ فلا بد من إيلاء الأسرة عناية خاصة، والسعي في سبيل إرساء حياتها على قيم إنسانية واجتماعية حديثة، كأن تقوم على مبدأ الحقوق المتساوية في جميع المجالات، وعلى مبدأ الاختيار الحر  والتشارك التـام في جميع شؤون الحياة. وهذا هو شرط الحب الإنساني الذي يتلقاه الأولاد فيكسبهم توازناً انفعالياً، ويوفر لهم الشروط الذاتية للسعادة. وحق الطلاق المتساوي للزوجين هو أحد شروط هذه الشراكة المتكافئة، وهو أمر لا بد أن يترك حسمه للقضاء المدني النزيه والمستقل والمحايد في هذه المسألة خاصة. بيد أن حق الطلاق لا يعني وجوبه، بل يعني أن رباط الزوجية هو الحرية مشروطة بالمسؤولية وبالنظام العام في المجتمع الذي لا يمكن أن يكون حراً إلا إذا كان جميع أفراده أحراراً. وهذا لا يعني إمكانية بلوغ الحرية المطلقة واستئصال جذور العسف والاستبداد والتسلط، والتمييز ضد النساء من العالم، بل يعني أن يبلغ المجتمع مرحلة من الرقي يتخذ فيها موقفاً روحياً وأخلاقياً مناهضاً للعسف والاستبداد والتسلط والتمييز، أو مرحلة يقول فيها، على الأقل،عن الظلم أنه ظلم، وعن الاستبداد والتسلط أنهما استبداد وتسلط، بغض النظر عن قدرته على وضع حد لهما. إن روح عصرنا لم تعد تقبل ولاية الرجل على المرأة، ناهيكم عن استعبادها، فإن من يستعبد الآخر لا يستطيع أن يكون حراً.
وقضية المرأة في أحد أهم وجوهها هي قضية التربية والتعليم والمناهج والكتب المدرسية، قضية سعاد تكنس وعباس يلعب. التي تحيل على التقسيم الجنسي للعمل وتحديد أقدار الأفراد بالأعمال التي يمارسونها، وقضية احتقار العمل والنفور منه. هذه المسألة لا تختزل إلى ذكورية التعليم تعبيراً عن ذكورية المجتمع، بل تتعداها إلى نمط الثقافة السائدة، بوجه عام، وإلى الأيديولوجية التقليدية السائدة بوجه خاص. الثقافة التي تتوهم أن الذكورة محـددة بذاتها لا بالأنوثة. والتي تقيم فروقاً جوهرية بين الأفراد وفق اعتبارات الأصل والنسب والثروة والجاه والقوة، ولا تعترف بأنه لا تفاوت ولا تفاضل في الإنسانية، وفي المواطنة. الثقافة التي لا تعترف بأن الست هي الجارية وأن ابن الست هو ابن الجارية. وتلكم هي جدلية القهر وعلاقة السيد والعبد: الظالم هو المظلوم، والسيد هو العبد.
هذه الثقافة التقليدية المليئة بعناصر الاستبداد هي مضمون العلاقات الاجتماعية القائمة، علاقات الاستغلال والاستعباد، وليس بالوسع تحسين هذه العلاقات أو تطويرها وتحديثها أو تغييرها ما لم يتغير محتواها المعرفي والثقافي.
-11- دور الدولة في حل الاشكال:
لكن للدولة، بصفتها الاف��راضية مملكة الحقوق والقوانين، والتجسيد الواقعي للحرية وظيفة تربوية، تمارسها من خلال سيادة القانون على القوي والضعيف وعلى الغني والفقير وعلى الحاكم والمحكوم، فلا بد من العمل الدؤوب في سبيل ترجمة القيم الإنسانية، ولا سيما المساواة بين المرأة والرجل، إلى تشريعات وقوانين تكفل حرية الفرد وحقوق الإنسان وتصونها. فالدولة وحدها من يستطيع تعميم القيم والمبادئ الإنسانية والديمقراطية،في مناهج التربية والتعليم وبرامج التنمية الاجتماعية، ولا سيما برامج التدريب والتأهيل، ومن خلال المؤسسات الثقافية والإعلامية والخدمات الاجتماعية. فليس بوسع الأفراد والجمعيات والأحزاب السياسية تغيير العلاقات الاجتماعية من دون هذه الرافعة السياسية، التي هي الدولة، دولة الحق والقانون، المقدمة اللازمة منطقياً وتاريخياً للنظام الديمقراطي والدولة الديمقراطية. وهنا يبدو جلياً أن قضية المرأة، على النحو  الذي أشرنا إليه، هي قضية ديمقراطية إن لم نقل إنها قضية الديمقراطية.
إن جميع محمولاتنا ومكتسباتنا الثقافية، نحن النساء والرجال، هي تحديداتنا الذاتية، ليس لأي منها قيمة مطلقة، بل إن لها جميعاً قيماً نسبية محددة بمطلق واحد هو الإنسان، وكذلك مواقعنا في شبكة العلاقات الاجتماعية الاقتصادية والسياسية، ومواقعنا على سلم الإنتاج الاجتماعي، لأنها جميعاً من إنتاجنا وإبداعنا، وهي معرَّفة بالإضافة إلينا. ومن ثم فإنها قابلة للنمو والتطور والتحسن والتغير قابلية الإنسان لذلك. وكل ما رفعته البشرية في تاريخها إلى مستوى المقدسات إنما وجد من أجل الإنسان، ولم يوجد الإنسان من أجله. وكل ما يشـوب هذه المحمولات ويحـدد تلك المواقع من عسف وظلم واستغلال واستعباد إنما يرجـع إلى نمط تقسيم العمل وتوزيع الثروة وشكل ملكية وسائل الإنتاج. ومن ثم فإن قضية المرأة، بوصفها قضية إنسانية واجتماعية، هي قضية جهاد المعرفة لوعي استلاب الإنسان واغترابه عن ناتج عمله وعن عالمه وعن ذاته، بالدرجة الأولى، تمهيداً لحذفه. الطابع الجذري لهذه القضية يقتضي معالجتها، على صعيد الفكر أولاً، بصورة جذرية تتعدى جميع التابوات والتحريمات، وتخضع جميع المسائل والظاهرات لسلطان العقل ومطالب الروح الإنساني. صحيح أن الفكر لا يصنع التاريخ بصورة مباشرة، ولكن لا تاريخ ممكناً بدونه. ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
 ولا نماري في أن المرأة العربية، على ما هناك من تفاوت في النمو بين الأقطار العربية ، حققت كثيراً من المكاسب ونالت كثيراً من الحقوق، ولا سيما في مجالات العلم والعمل، وفي مجال القوانين الإجرائية، أهدتها كلها للمجتمع كما أسلفت، لكن جهل معظم النساء بتلك المكاسب وهذه الحقوق يجعلها كأنها لم تكن، ويبقي المرأة حبيسة العرف والعادة والتقاليد والأفكار الموروثة، ويجعل من حق العمل المتساوي مثلاً اضطهاداً مضاعفاً للمرأة العاملة، في ظل عدم تطور شرطها الاجتماعي والإنساني. لذلك لا بد من تعريف المرأة حقوقَها المكتسبة، وتمكينها من التمتع بها، لكي تستطيع المطالبة بحقوقها الأخرى، ولا سيما على صعيد الأحوال الشخصية.
 ولا شك في أن حق المرأة المساوي لحق الرجل في التعليم والعمل مكسب فائق الأهمية، بشرط أن يكون مدخلاً إلى تحسين شرطها الاجتماعي والإنساني والحقوقي والسياسي، وتغييره؛ وإلا فإنه سيعزز دونيتها ويزيد من شقائها، ويضاعف استغلالها، ما دامت أسس التربية ومناهج التعليم والكتب المدرسية والجامعية محكومة بشروط التقليد وأسسه المعرفية والأخلاقية. وإن وضع هذا الحق في موضعه الصحيح يقتضي إعادة النظر في أسس التربية والتعليم، وفي المناهج والكتب المدرسية، وفق مبدأ المساواة، وفي مبدأ الفصل بين الجنسين في المدارس والمعاهد.
-12-اثر القوانين السائدة :
كما يقتضي إعادة النظر في شروط العمل، وضمان حق المرأة في عائد عملها المتراكم في ثروة الأسرة، بما في ذلك العمل المنزلي بصفته قيمة مضافة في إنتاج الأسرة يجب احتسابه في الناتج المحلي، ووضع التشريعات الكفيلة بحصول الزوجة على حقها في عائد عملها المتراكم في هذه الثروة، في حال انفصالها عن زوجها. بل إن الأدنى إلى العدالة أن تحصل الزوجة على نصف ثروة الأسرة، في حال انفصالها عن زوجها، بشرط أن تقيد ثروة المرأة وحصتها في ثروة أسرتها قبل الزواج، إضافة إلى ثروة الرجل ونصيبه من ثروة أسرته قبل الزواج، في الدوائر المالية والعقارية، على أنها ثروة الزوجين المشتركة مناصفة أو مساهمة بحسب اتفاقهما في عقد الزواج، وأن تنال المرأة، عند انفصالها عن زوجها، هذا النصف أو السهم من ثروة الأسرة حين وقوع المخالعة أو الطلاق، لأي سبب من الأسباب. وهو مما يجعل الطلاق أمراً صعباً من جهة، ويحول دون تعدد الزوجات من جهة أخرى؛ إذ يغدو زواج الرجل من امرأة أخرى مشروطاً بالضرورة بتطليق زوجته وإعطائها نصف ثروة الأسرة، مهما بلغت، أو أسهم منها، بحسب ما نص عليه عقد الزواج. وفي هذه الحال تنتفي الحاجة إلى المهر والسياق، إلا في صيغتهما الرمزية والشعائرية لمن يشاء، لتحل محلهما الهدايا المتبادلة والهبات. فضلاً عما في ذلك من فائدة للمجتمع كله من حيث وضع حد لتراكم الثروة والقوة والسلطة لدى القلة. فلا يظل تقسيم الثروة مقصوراً على المواريث. والأدعى إلى العدالة، في جميع الأحوال، أن تكون ثروة الأسرة مناصفة بين الزوجين يقسمانها بين أولادهما بالتساوي عند زواج أي منهم أو منهن، ويورثانها بالتساي بين الأولاد والبنات.
وأفترض أن الزواج المدني، العلماني، الثنائي، القائم على الاختيار الحر والقبول المتبادل، وعلى التعارف والتفاهم المتبادلين، بكل ما لهذين التعبيرين من معنى يحيل على المعرفة والفهم، بل على الحب بصفته معرفة وفهماً أولاً وأساساً، هو المدخل الضروري والمقدمة اللازمة لحل هذه المشكلة حلاً جذرياً. هذه المقدمة الضرورية اللازمة ستغدو في النتيجة زواجاً حديثاً، يكف عن كونه شقاء للطرفين. ولا يمكن أن يكون كذلك ما لم تتوافر له الشروط المادية والضمانات القانونية المناسبة. فضلاً عن كون الزواج المدني العلماني شرطاً لازماً، وليس كافياً، لتحقيق الاندماج القومي والاجتماعي، والانتقال من مفهوم الملة إلى مفهوم الأمة الذي يتجسد في المجتمع المدني والدولة الوطنية / القومية.
ولما كان القانون، بصفته العامة والمجردة، هو مبدأ وحدة المجتمع وماهية الدولة، فإن الزواج المدني هو المدخل الضروري لتوحيد القانون مقدمة لازمة لتوحيد المجتمع؛ فلا يعقل أن نتحدث عن مجتمع مدني، أو عن وحدة وطنية في ظل قوانين متعددة في "المجتمع" الواحد، ولا سيما في مجال الأحوال الشخصية؛ إذ لا تزال هناك قوانين خاصة بالجماعات العربية غير الإسلامية، وبالجماعات الإسلامية غير السنية، على نحو ما كان الأمر عليه في نظام الملل العثماني، النظام الذي كان مدخلاً لتسييس مسألة الأقليات، وفرض مبدأ "حماية الأقليات"، وتفكيك الإمبراطورية العثمانية، وتعزيز الانقسامات العمودية في المجتمع / المجتمعات العربية فيما بعد. لذلك لا يزال المجتمع العربي إلى اليوم يعاني من نقص في اندماجه القومي والاجتماعي، بل من تكسر صلبي في بناه الاجتماعية والثقافية والسياسية، تكسر لجم ولا يزال يلجم عملية اندماج المجتمع وتوحيد مجاله السياسي، ويلجم من ثم عملية تحرره وتقدمه. هذا التكسر الصلبي علامة بارزة على سيادة الوعي الوسطوي، المملوكي العثماني، وعلى عصر الحريم، أي على تأخر الفكر والوعي العربيين ومفارقتهما للعصر الحديث والفكر الحديث والمجتمع الحديث. ومن ثم فإن قضية المرأة تتصل، من هذا الجانب، بقضية علمنة المجتمع العربي  وعقلنته وتحديثه وجعله فضاء مشتركاً من الحرية.
-13-دور التربية والتنشئة الصحيحة:
فإن تربية الناشئة من الجنسين في فضاء الحرية الذي يمثله المجتمع المدني هو شرط التعارف والتفاهم اللذين أفترضهما مقدمة الزواج المدني، ولا سيما حين ينظر إلى الزواج على أنه شراكة كاملة، بل وحدة روحية ومادية تجسدها الأسرة التي بمقدار ما تكون جميع عناصرها حرة تولد أسراً حرة، وتوفر الشروط الموضوعية والذاتية لمجتمع حر. وليس من معيار لحب الأبوين لأولادهما أفضل من تنشئتهما على الحرية والاستقلال مقترنين بالمسؤولية واحترام القانون. الحب والحرية صنوان لا يستغني أحدهما عن الآخر. وهما كذلك لدى جميع الكائنات الحية، لكن الإنسان وحده يخلصهما شيئاً فشيئاً من قيود الضرورة العمياء. هذا كله يقتضي الاعتراف بضرورة العلاقة بين الجنسين، قبل الزواج، وبأهميتها للتعارف والتفاهم، وبضرورة إخراج هذه العلاقة من دائرة العيب والإثم، ونقل موطن الشرف من بين ساقي المرأة والرجل إلى رأسيهما وقلبيهما. ويضارع ذلك في الأهمية الكف عن ازدراء الجسد والاعتراف بأن الجسد كثيف النفس والنفس لطيف الجسد، كما قال أبو حيان التوحيدي.
في اعتقادي أن قضية المرأة في مجتمعنا، كما في سائر المجتمعات المتأخرة، ذات طابع تنويري، وثوري في الوقت ذاته. مع أن الكثيرين عندنا باتوا لا يحبون كلمة "ثوري"، وقد يكونون على حق. لأن هذه القضية تستهدف النواة الصلبة للأيديولوجية التقليدية السائدة، بما هي أيديولوجية ذكورية، بل أيديولوجية ذكورة وهمية، وأكاد أقول مخصية. وإن طابعها المركب، التنويري والثوري، يكمن حصراً في اعتبارها قضية الإنسان وقضية المجتمع، على الصعيدين الإنساني العام والاجتماعي الخاص، وقضية الديمقراطية على الصعيد السياسي. ولا محيد عن معالجتها على نحو جذري، على الصعيد النظري، لتحرير رقاب الأحياء من قبضة الأموات، وكسب المعركة النظرية مع التقليد، المعركة التي يتوقف على كسبها مشروع التقدم العربي كله. لذلك لا بد من العمل في سبيل "جعل التأخر والاستبداد أشد شيناً وعاراً بنشرهما على المل"أ، ونقد الأوضاع العربية التي باتت دون مستوى النقد، لأسباب شتى، قد تكون هذه القضية من أهمها وأبرزها، إن لم أقل أهمها وأبرزها
الخاتمة:
تبدو قضية المرأة، في هذا الإطار، قضية المستقبل بلا منافس ولا جدال، مستقبل أمتنا، ومستقبل العالم؛ وذلك لارتباطها الوثيق بتفاوت النمو الذي لا يني يتعمق بين القسم المتقدم من العالم والأطراف المتأخرة والمهمشة والمستباحة، وما يفرضه القسم المتقدم من العالم على الأطراف من كلف إنسانية واجتماعية واقتصادية، ومن إلزامات ثقافية وسياسية للحفاظ على تفوقه وامتيازه؛ ولارتباطها الوثيق بالمسألة الاجتماعية، مسألة التفاوت الاجتماعي، في الوطن العربي، وانقسام مجتمعاته إلى خمس من الأغنياء وأربعة أخماس من الفقراء المهمشين؛ ولا حرية مع الفقر والتهميش. ولارتباطها بالمسألة السياسية، مسألة النظام العام على الصعيدين: الحقوقي والسياسي. ولارتباطها الوثيق، قبل ذلك وبعده، بالمسألة الثقافية والأخلاقية بالتلازم الضروري، مسألة الوعي الاجتماعي لكتلة الأمة؛ الوعي الذي لا يزال متأخراً عن ممارسة المجتمعات العربية بوجه عام.
[1] تدل تسمية "نيوليتي" على علاقة بالحجر، مثل تسمية "باليوليتي". وقد حاول الناس أحياناً تمييز مراحل ضمن العصر الحجري، فصاروا يتحدثون عن حقبة "ميزوليتية". وكما هي الحال في جميع التقسيمات الأخرى في ما قبل التاريخ، تبدأ هاتان الحقبتان وتنتهيان في أزمان تختلف باختلاف المناطق، ولم تحدث فيهما تغيرات مفاجئة، فالناس لم يستيقظوا في يوم من الأيام ليجدوا أنفسهم في حقبة جديدة، بل إن أساليب قيامهم بالأشياء كانت تتغير رويداً رويداً خصوصاً أساليب صنع أدوات معينة من الحجر، وهي أسهل الأمور تتبعاً على علماء الآثار، ولكن رغم أن هذا التغير كان متدرجاً فإن نتيجته النهائية واضحة، ومازالت المجتمعات وهي أشياء معقدة تتغير بالطريقة نفسها، ولو أن ذلك يجري اليوم بسرعة أكبر. ولاتهمنا الحقبة الميزوليتية لأغراضنا هنا رغم أهميتها للمختصين، أما الحقبة النيوليتية فهي تدل على مرحلة هامة جداً في تطور البشرية
ولكن ما سبب هذه الأهمية الكبيرة؟ إن علماء الآثار لا يستخدمون تسمية "نيوليتي" بمعناها الدقيق إلا للدلالة على ثقافة حلت فيها الأدوات الحجرية المشحوذة والمصقولة على الأدوات المصنوعة بقشر الرقائق. وقد لا يبدو هذا التطور بحد ذاته أمراً مثيراً، ولكن الحقيقة أن الموضوع ينطوي على أشياء أكثر بكثير، فقد أتت المرحلة النيوليتية من وجود الإنسان بعدد من التغيرات ذات الأهمية العظيمة والتي تفوق بكثير أهمية التطور في صنع الأدوات الحجرية، ولو كانت الأخيرة طريقة مناسبة لتحديد مراحله. صحيح أن تلك التغيرات قد تعود جذورها إلى الماضي السحيق، إلا أنها ما كانت لتبلغ مستواها الكبير ومداها الجغرافي الواسع إلا بفضل اكتشاف الزراعة قبلها. فالزراعة هي التي مكنت من ظهور مجموعة من التطورات سميت "الثورة النيوليتية"، وإذا كنا نفصلها إلى عناصر متميزة فما ذلك إلا لتسهيل وصفها. إن المجتمعات البشرية كلها مترابطة بأساليب معقدة، ويتعلق عمل كل قسم وتطوره بوجود الأقسام الأخرى، وعندما ندرك الأهمية العظيمة لتوافر كميات أكبر من الغذاء بفضل الزراعة، لا تعود بك حاجة ملحة لاعتبار هذه الناحية أو تلك حاسمة. لنبدأ إذن عند نقطة واضحة، ولو أن اختيارها اعتباطي، هي تقنية شغل الحجارة، وهي التي أعطت هذه الحقبة اسمها.
 [2]   Totem حيوان يرتبط باسم العشيرة عند الشعوب البدائية ، ويعتبر اكل لحمه حرام على افراد العشيرة لانهم يؤمنون أنهم منحدرين منه. هناك عشائر تتخذ طواطمها من النباتات او الجمادات الطبيعية و حتى من ظواهر الطبيعة فى حالات قليلة. فى هذا النظام تحرم العلاقات الجنسيه بين إثنين من العشيرة ذاتها لأنهم ينحدرون من طوطم واحد. النظام الطوطمي منتشر بين قبائل الابوريجينال aboriginal فى استراليا ، و فى ميلانيزيا ، و عند هنود امريكا الشماليه. لا يوجد نظرية مقبوله بخصوص اصل هذا النظام. اهتم علماء الانثروبولوجيا بدراسة هذا النظام و كتبت عنه دراسات كثيرة من اشهرها و اهمها دراسات الانثروبولوجي جيمس فريزر ، و لعالم النفس سيجموند فرويد كتاب مشهور عنه اسمه الطوطم والتابو Totem and Tabu.
[3]  مشتقة من الكلمة اليونانية ايسونيلايكوس esoterikos وهي كلمة مركبة من كلمتين احداهما eso  بمعنى الباطن، الامر الذي يجعل هذا المصطلح على اتصال مباشر بمفهوم الروحانية والتصوف ويقابله exo ظاهر. وتعنى اصطلحا الى الحركات الدينية التي يعتمد مناصروها الى تميز معتقداتهم وممارساتهم وتجاربهم الروحية عن تلك التقاليد العامة المتعارف عليها . ومن الحركات الباطنية نذكر: السيمياء( الكيمياء القديمة ) والصوفية النصرانية القديمة والبنائون الاحرار والغنوصية والقيالاه والافلاطونية الحديثة وصوفية المركبة الالهية (صوفية العرش الالهي) وديانة الصليب الوردي
[4]   البطريرك :كلمة يونانية مكونة من شطرين، ترجمتها الحرفية "الأب الرئيس"؛ ومن حيث المعنى فهي تشير إلى من يمارس السلطة بوصفه الأب، على امتداد الأسرة، ولذلك فإن النظام المعتمد على سلطة الأب، يدعى "النظام البطريركي". أما في المسيحية، فتتخذ الكلمة معنى رئيس الأساقفة في الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية؛ ويدعى مكتب البطريرك البطريركية. أما المؤرخون العرب فقد اصطلحوا على الكلمة لفظ "بطريق".
من حيث الصلاحيات، فإن البطريرك هو أسقف مقدم، وله حق الولاية على جميع الأساقفة بمن فيهم رؤساء الأساقفة، وعلى سائر الإكليروس والعلمانيين في ولايته الجغرافية أو طائفته حسب القواعد التي رسمتها المجامع المسكونية، والقواعد الكنسية اللاحقة. ويؤلف البطاكة مع مجامعهم المرجع الأول في كل أمور البطريركية ولهم الحق في إنشاء أبرشيات جديدة وتعيين الأساقفة وإدارة السلطة التعليمية وتنظيم الأعمال الطقسية المختلفة، والموافقة على نشرها وتعميمها، ومباركة الميرون والشعب وتوجيه الرسائل، وفي الكنيسة الكاثوليكية فإن للبابا حق التدخل عند الضرورة.
المؤسسة البطريركية أطلقت على خمس في القديم: روما، والإسكندرية وأنطاكية والقسطنطينية والقدس، غير أنها لاحقًا أطلقت على مواقع مختلفة من العالم كالبندقية والبرتغال وروسيا ورومانيا وأثيوبيا والهند ومناطق أخرى. أما في أصل استعمال اللقب، فالظاهر أنه في القرن الأول كان يطلق على رئيس الجالية اليهودية في أنطاكية، ومن ثم لقب أسقفها بطريرك بوصفه رئيس المجموعة المسيحية فيها، وقد جاء في رسالة كتبها بطرس الثالث أن بطريرك أنطاكية وحده اختص بهذا اللقب في القديم، وأن لقبي روما والإسكندرية هما بابا في حين القسطنطينية والقدس اكتفوا برؤساء أساقفة، غير أن المجامع المسكونية وكذلك التقاليد اللاحقة، قد منحت رؤساء الأساقفة الخمسة الكبار لقب بطريرك
 [5]  إلهة المحيط في ديانات حضارات ما بين النهرين القديمة (السومرية والأشورية والأكدية والبابلية) التي تتزوج من أبزو إله المياه العذبة لينتجا آلِهة أصغر. ترمز تيامات لفوضى الخلق البدائية وتصور بهيئة أمراة تمثل الأنوثة والجمال بشكل متلأليء هناك شقان لهذه الأسطورة, إحداهما تقول إن تيامات هي إِلهة خالقة من خلال زواج مقدس سلمي بين الملح والمياه العذبة حيث خلق الكون خلال الأجيال المتعاقبة في الجزء الثاني من ملحمة فوضى الخلق تظهر أسطورة تيامات كتجسيد وحشي للفوضى البدائية و تصور تيامات بها على شكل ثعبان البحر او تنين.
[6]  إنكي أو إنقي هو أحد أهم الآلهة في الأساطير السومرية، والذي عُرِفَ فيما بعد باسم إئا أو إيا في الأساطير الأكادية والبابلية. بُدِئَت عبادته بوصفه الراعي الأكبر لإريدو في سومر، ثم انتشرت عبادته في جميع أنحاء بلاد ما بين النهرين، وتعدتها إلى بلاد الحثيين والحوريين. كان إله الحِرَف والمِهَن والصَّنْعات والاختراعات (جَشَم)، والذكاء والحكمة (جِسْتو، وتعني حرفياً "الأذن"، وهذه علاقة قديمة بين السمع والفهم)، وهو إله المياه العذبة والخصوبة، والخَلْق (نوديمّود : نو، شبه، ديم مود، يحمل، أي "حامل الشبه"، وهو الإنسان، وهذا أصل قديم للمفهوم الديني في الأديان الإبراهيمية عن أن الإنسان خُلِقَ على صورة الرب)، أي خالق الروح والجسد، وهو الشافي المعافي من الأمراض (إله الدواء)، وهو محيي الموتى، وحامي الحضارة البشرية والوجود الإنساني. الرقم المقدس الخاص باسمه هو "40".
[8]  ننخرساج او نينهورساج هي زوجة اله الحكمة و الماء انكي و الهه الولادة
[9]  نسيبة لمريم العذراء وابنها عيسى
[10]  الفامينية تُعرف بشكل عام ضمن أوساط المرأة؛ بمجموع النشاطات والتعليقات التي تختص بالمرأة، أي التعليقات النسوية التي تهتم بشؤون المرأة على وجه الخصوص. واعتباراً من انطلاقتها تم تعريفها بشكل عام على هذا النحو؛ تخوض النضال بهدف تحقيق المساواة في الحقوق وفرص الحياة بين الرجل والمرأة، وتنظم نفسها على شكل الجمعيات والمنظمات النسائية.
Korrekturläsning och korrekturläsning: Gelgamish, - April 2020 Göteborg
2 notes · View notes
my-yasiuae · 3 months
Text
دبي - الخليج شهدت القمة العالمية للحكومات 2024«، إطلاق تقريرين استراتيجيين بالتعاون مع كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية؛ الشريك المعرفي للقمة، حول مؤشر التنويع الاقتصادي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والنموذج الدولي للتعاون الحكومي، بالإضافة إلى إصدار الكلية النسخة الجديدة من كتاب المرونة الحكومية. وتشارك كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024، في كلٍ من منتدى الإدارة الحكومية العربية ومنتدى تبادل التجارب الحكومية. كما يساهم خبراء من الكلية في عدد من المنتديات والمجالس العالمية ضمن القمة العالمية. نموذج عالمي في الإدارة الحكومية وقال الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، إن المشاركة السنوية للكلية في أعمال القمة العالمية للحكومات شكلّت على مدى عقد من الزمن محطة استراتيجية للتعريف بالنموذج الريادي للإدارة الحكومية وللتدريب على أفضل ممارساتها في دولة الإمارات.وأشار إلى أن الكلية تركز في قمة هذا العام على شكل حكومات المستقبل وتبادل الخبرات مع المعنيين بهذا المجال، والاستفادة من تجمّع قادة الفكر والخبراء العالميين وصنّاع القرار من جميع أنحاء العالم ممن يشاركون في تطوير الأدوات والسياسات والنماذج الضرورية للحكومات المستقبلية، إلى جانب إبراز دور حكومة الإمارات في تعزيز ومأسسة أدوات الإدارة الحكومية المتقدمة والاستباقية عالية الكفاءة.وأكد المري أن «الإدارة الحكومية القائمة على معايير واضحة للتميّز والكفاءة والابتكار أصبحت علامة مميزة للعمل الحكومي في دولة الإمارات، وهو ما تؤكده معطيات عالمية عديدة، أحدثها تقرير (المؤشر العالمي للفرص المستقبلية 2024) حيث تصدرت دولة الإمارات المركز الأول عالمياً في 20 مؤشراً من مؤشرات الجاهزية للمستقبل. وأضاف أن الكلية حريصة على إبراز مساهماتها وإنجازاتها في صياغة السياسات الحكومية عبر حضورها الدائم في دورات القمة العالمية للحكومات، والاستفادة من موقع القمة كمنصة معرفية دولية، لنشر أحدث تقاريرها ودراساتها، فضلاً عن الاستفادة من الحضور الدولي الكبير الذي تشهده القمة في تكوين شراكات استراتيجية ومعرفية جديدة».وتشارك الكلّية بشكل نشط في حوارات القمة ومبادراتها النوعية التي تسهم في رسم مسارات مستقبل العمل الإداري الحكومي وخدماته، وترسخ مفاهيم وممارسات الاستدامة في تصميم آليات عمل حكومات المستقبل وبرامجها ومبادراتها.كما تعرض الكلّية نموذج تطوير قدرات وكفاءات الإدارة الحكومية بالاستفادة من استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتقنيات تحليل البيانات الضخمة، والبرامج التعليمية الرقمية والتدريب بالمحاكاة.منصة معرفية مرجعيةومن منصة القمة العالمية للحكومات 2024، أطلقت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية خلال القمة تقريرين استراتيجيين، تعزيزاً لدورها كمنصة معرفية مرجعية وكمصدر للأبحاث والدراسات النوعية المتخصصة.ويركز التقرير الأول على قياس التنويع الاقتصادي عالمياً من خلال تحليل بيانات مؤشر التنويع الاقتصادي العالمي الذي تعده الكلية وتطلقه بالتعاون مع القمة العالمية للحكومات سنوياً.ويستعرض التقرير الثاني مسيرة أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 عربياً من خلال مؤشر ولوحة أهداف التنمية المستدامة للمنطقة العربية، الذي تطلقه الكلية بالشراكة مع شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، خاصة بعد استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 في العام 2023.أهداف نوعيةوتشارك كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، خلال القمة العالمية للحكومات، الخبرات والمعارف حول أفضل ممارسات الإدارة الحكومية، وتسلط الضوء على أحدث مخرجات الإدارة الحكومية في مجالات تنويع الاقتصاد، وتحقيق التنمية المستدامة، والارتقاء بجودة الحياة، كما تعرّف بأفضل ممارسات تمكين المواهب والكفاءات الإدارية الحكومية، وتبادل وجهات النظر حول أفضل الصيغ لتصميم حكومات المستقبل التي تحقق الغاية العليا للعمل الحكومي من وجهة نظر دولة الإمارات وهي خدمة الناس وإسعادهم. المصدر: صحيفة الخليج
0 notes