في مايو قلبي يرف للتخرج، البحر، ليلة زرقاء، حمرة تشميس، وأيام راحة مالها أول ولا لها آخر. يطفو جسدك فوق قارب، ويظل باستكنان يطفو طوال الصيف، لا منغصات، ولا هموم، شمس، ظلة، وبطيخ!
في أحيان تقع الجملة كسحر، كرنة جرس، تتذكرها في لحظات من يومك لفترة معينة، تظل ترددها كاقتباس قرأته من كتاب، أو سطر أغنية أعجبك، ربما تأثير نبرة الصوت، أو ربما الحنين، ويصدف أن قائلة الجملة الساحرة اسمها حنين، فعوضًا عن اللقيا في أحد الأماكن قالت:
"أحس ودي نروح نجلس جنب خشبة المسرح هذاك اللي بالثانوي وكل وحدة تقول وش سوت الدنيا فيها"
ذكرها للمسرح انتشل ذكرى قديمة من على الرف، واختيارها للمكان -وإن لم يكن ممكنًا- زاد من حلاوة الجملة.
في صيف 2019، وقتما كان كل شيء كأغنية رايقة تسمعها فوق قارب على البحر، أعددت أفضل قائمة موسيقية صيفية لون دايركشن بلا منازع، صورة القائمة (البلاي ليست) بطيخ مقطع في صحن أخضر، منزوع منه كل البذور. في ذاك الصيف، كنت أقطع بطيخة تحضرها جدتي لنا كل أسبوعين، وأنزع كل البذور، آخذ كل الوقت في العالم لأنزع البذور، لتبقى القطعة صافية، لذيذة، منعشة، وكل هذه النعم أتلذذ بها على أنغام صيفية.
أقضي هذا الأسبوع في حمى متعبة، وتدور الحياة كالخلاط، محمومة. في لحظات صغيرة مثل هذه، أتذكر مايو، حيث التخرج، وسنة المشاعر، عبور سيدة الشاي، وقطع الحبحب اللذيذة على غلاف أفضل قائمة موسيقية صيفية.
هنا في هدا المكان و في فصل الصيف بالضبط كان لنا سابقا ذكريات لا تنسى في الحصيدة من اهمها رعي الغنم و البقر و جمع العشب و كثير من لقاءات كرة القدم اللتى أحيانا نبدأها من الصباح الباكر الى الظهيرة زوالاً و من المساء عصرًا الى غروب الشمس ليلاً ...☺️
أمس، لم أجدني رحيمة على نفسي، فقد جلدت ذاتي على تصرفاتي الطفولية التي تكاد تقتلني ولا أعرف كيف أتخلص منها، لأنها شئت أم أبيت هي جزء يتجزأ منيّ، اكاد اغار بطريقة مؤذية للطرف الأخر ولذاتي أيضًا، تحرقني لاتفه الاسباب ..
لا أتحمل فكرة أنني أن تصرفاتي تؤذي الأشخاص الأقرب لقلبي، لا اتحملها لأنها تكاد تقتلني، أنا التي تتحمل أن يؤذيني رمش عين بالخطأ لا أتحمله لشخص أحبه..
فأجد نفسي في نهاية المطاف أبتعد، حتى أنال قساوة قلبي وحدي حتى لا تمس عزيز عليّ.
اتمنى من الله في نهاية الأمر أن ينجيني من نفسي، وارفق بها.