jayz4

[jayz4]

حواديت | 16

مخزون لا منقطع

يمكن حكاية القصة من كل شيء. إذا قضيت الوقت الكافي في مشاهدة مقطع، نفس المقطع، فقد تغزل القصة. إذا استمعت للأغنية، كل مرة، فستظهر لك القصة، ولو تأملت في أفكارك والمواقف التي تواجهها، فستكتب روايات كاملة. عندنا مخزون لا نهائي. غير منقطع، من الأفكار الصغيرة، التي تكوّن القصة، وهذه الفكرة في حد ذاتها تبهجني اليوم.

السعي

أحب السعي، وأحب أن أسعى، وأؤمن أن كل من سار وصل، ولكن، كأي إنسان، يخيب سعيي في أحيان، وفي هذه المرات، أحاول، وبأقصى ما أملك من قوة، لأذكر نفسي، بأن للسعي أشكال، وأن المنع عطايا، وأن الصبر يعني فرصة قادمة. أحب السعي في كل شيء، عدا لقاء من أحب، أسعى للقائهم بالطبع، لكن، لا أحب أن يصل السعي للشيء الكثير، أحب اليسر والخفة والسرعة، أنت إنسان موجود في نفس البقعة الجغرافية التي أنا موجودة فيها، تحرّك ياخي!

الدليل الجداوي

ينص الدليل الجداوي على أن الأصل يعود دائمًا للبحر، لا يطيق الجداوي البعد عن البحر، جزء من لين القلب، وخلوه من كل شائب، زيارات البحر، عند كل مناسبة ينتهي بنا المطاف في البحر، وحين تمطر السماء، كل مياه الأرض تدعونا للبحر، فتزدحم الطرق، ويمتلئ الشط. كل الأمور تتضبط بعد روحة البحر. روحوا البحر.

نصيحة الدكتور غازي القصيبي

مصطلح "الدوامة" شيء يشبه "العاصفة" تردده والدتي بمقصد انغماسنا في أمر ما في الحياة، فلا ننشغل إلا به. حين تقوله، أتخيل ابتلاع ��يء مني، جزء مني ثم كلي، الدخول في حالة ما، داخل فقاعة، لا تفكر إلا به، ولا تتحدث إلا عنه، وتنسحب تدريجيًا من كل أمر تفعله لأنك مشغول داخل الدوامة.

بالعادة، الشخص داخل الدوامة لا يعرف أنه بداخلها، وتنبيه المحيط الخارجي له، لا يزيده إلا تحجرًا في مكانه، لأن لبعض الأشياء مقدرة قوية لاحتجازك وإيهامك.

أكثر الأشياء إيلامًا، هي التخلي عن مسؤولياتك، وإهمال من حولك، وقد يصل الموضوع لترك كل الأمور التي تستمتع بها، لتكون مركزًا حول الشاغل الجديد.

يقول الدكتور غازي القصيبي "يجب ألا يتنكر الإنسان من موهبته. لأنه إذا تنكر الإنسان لموهبته باسم الوظيفة، وباسم الضغوط الاجتماعية، وباسم المسؤولية، يكون قد تخلى عن أثمن شيء لديه، عن الشيء الوحيد الذي سيتذكره به التاريخ. أنا إن ذكرني التاريخ، سوف يذكرني شاعرًا أو أديبًا أو روائيًا، تعتقد أنه سيذكرني كسفير؟ أو وزير؟ التاريخ لا يذكر إلا المواهب."

أدوّن هذا المقطع في الملاحظات، وأحرص، أكثر من قبل، على تتبع العادات، وإعادة القديم منها، مراجعة صغيرة مهمة يشكر عليها الدكتور غازي القصيبي.

ويكند سعيد. x

#مدونة خديجة #غازي القصيبي #حواديت #السعي

[jayz4]

أشياء الحي

قبل عدة سنوات كنا نعيش في مدينة صغيرة، هو حي داخل مدينة، لكنه حي كبير ومنعزل عن المدينة الأساسية، فتشعر وكأنك في مدينة صغيرة. لا يوجد زحام في مدينتنا الصغيرة. تبعد المدرسة ٥ دقائق أو أقل لا أذكر سوى أني لا أرغم نفسي على الاستيقاظ قبل المدرسة بساعة أو نصف ساعة حتى، الطابور ٧:١٥، فأستيقظ ٧ بالتمام. كل شيء يبعد عنك مقدار مد الذراع، وتستطيع الوصول لكل شيء في أقصى سرعة، بدون توتر الزحام، وقلق التأخر. مدينة صغيرة تعيش فيها مكتفيًا. إلى حدٍ ما.

في جدة، حياة، وألوان، وطراطيع، وقماش مطرز أجمل تطريز! في جدة، القلب، والجسد، الأصل، والمنشأ، ومشاعر تذوب حبًا، جدة هي الكلمة الوحيدة التي ما إن تفكر فيها، حتى تتراقص الكلمات لتوفيها حق جمالها، وتشعر بدفء العيش بين أحيائها.

نويت الحديث عن الحاجة لأشياء الحي، عن حزني لإغلاق مخبز الحي اللذيذ -القريب-، والشوق لنادي نسائي بين أحياء جدة، لتجمع النساء في صالون الحي، وأكواب القهوة، والحواديت الحلوة، وسماع كل عام وأنتم بخير مع الداخل والخارج، لكن ما إن نقرت بحاسوبي كلمة "جدة" حتى غلبني الحب وغلِّبني.

ويكند سعيد. x

تدوينة عن الفترة القصيرة التي قضيناها في تلك المدينة: يا غريب

#جدة #أم الرخاء والشدة #أفضل مدينة في العالم #جدة سر الوجود #مدونة خديجة #أشياء الحي #Instagram

[jayz4]

المسرة

في بداية هذا الشهر أكتب: "للنضج علامات كثيرة، بالنسبة لي كان الشوق لرمضان أهمها"، والآن الشعور متأرجح بين "مهلًا رمضان" لفرحة العيد(ـيات) والحلو(يات).

أدخل على الفيس تايم في هاتفي، وأضغط على أسمها، أنتظر رنين الهاتف، حتى يأتي "ووش" ويظهر وجهها على الشاشة، أبتسم ابتسامة كبيرة، وأشعر ببهجة عميقة، ولا أقاوم رغبتي بإخبارها، فأغني لها "شفت السعادة يوم عيني شافتك" وتكمل معي "أسعدتني الله دايم يسعدك" ونبدأ في محادثات عشوائية تنتهي فجأة بدون تمهيد، "يلا باي" ولم تنتهي كل القصص بعد.

تتحدث معي إحدى الصديقات عن غياب أحدهم، وكيف أنها كانت تشعر بثقل الموعد، وتكتئب في ذلك اليوم، رغم أنه لا يحدث أي شيء كبير، أخبرها أن الأرواح تشغل حيزًا في الفراغ، وتؤثر على ميوعته، فعند دخول فلان تتشاءم، وعند خروجه تبتهج. زرتني وزارتني المسرة تزورنا في ليلة اعتيادية، وتتغير ديناميكية المنزل، فنشعر بالبهجة تتدفق عبر النوافذ والأبواب، تدخل معها الألعاب، والحكايات، والضحكات، والشعور بقيمة اللحظة، والدقيقة التي تمضيها معنا، وأنا "إشلي بعيدهم والعيد شوفش؟" تساؤل مضبوط يا عبدالمجيد عبدلله.

كيف تجهيزات العيد؟ وصلت شحناتكم ولا؟

ويكند سعيد. x

#مدونة خديجة #المسرة #عيد #رمضان #بين مرمضن وبين معيد #عبدالمجيد عبدلله #هلا بش #خلص حنانك #عيد الفطر

[jayz4]

ثلاجة

أشعر أني ثلاجة. جماد خالي وحزين، لا يقدر على فعل أي شيء. ثقيل، حاولت مرة تحريك الثلاجة، لم تتحرك إنشًا واحدًا، لم أجد منها أي استجابة. وزن الثلاجة الثقيل يساوي الشعور الثقيل.

حوض سباحة كبير، في صباح يوم الاثنين، الشمس موجودة لكنها ليست حارة، بدون دوام، بدون مدارس، ومسبح خالي، الهدف الرئيسي هو الحركة، الخطوة عن عشر خطوات، حركة الذراع، والقدمين، تحرك مستمر، حتى تجهد عضلاتك، ويتكرمش جلد أصابعك.

أبحث عن اسم لأصف فيه، وأتعامل مع هذا "الشيء" يتنكر في مرات على هيئة غضب، ومرات حنق، ومرات استياء. أفكر بالهيكل العظمي، الشعور يشبه تجاويف الهيكل العظمي.

أقضي الليلة الثقيلة بكل تسليم، فكرت بأوصاف كثيرة، لم يجز لي سوى "ثلاجة"، ثلاجة ثقيلة الحجم، وتشعر بألفة صغيرة حين تفتح بابها لتستكشف ما بداخله.

ويكند سعيد x

#مدونة خديجة #ثلاجة #بركة

[jayz4]

حواديت | 15

سهران؟ ليش السهر؟

حياة الليل من أحلى التغيرات الروتينية التي تحدث في شهر رمضان، فتبدأ الدنيا بالانتعاش والحركة والابتهاج في التاسعة مساءً. يخرج الناس والعوائل، وتبدأ التجمعات، وترتفع الأصوات، وتنشحن بطاقة هائلة .. كنت تعيش على نص تانك طوال نهار رمضان!

يا مدور الهيّن ترا الكايد أحلى!

يتطلب منك هذا الشهر بذل مجهود أكبر في كل شيء، في طاعتك، وحياتك، وعملك. التخطيط لعيدك، والاستعداد لأيام الفرح، اغتنام الثواب العظيم فتروح تعمل عمرة، أو تحرّص على نفسك بجزء معين، بذل أقصى ما في وسعك لاغتنام حركة الموسم.

من فرط الألم، أشعر بالخدر. فلا أتوقف ولا ثانية. تدور الدنيا، وأدور معها، والـ 24 ساعة تمر كلمح البصر. أعرف، أني إذا جلست بارتياح في أي مكان، وأي وقت في العالم، فسوف أغفو، بسرعة! أجد الاستغراق في النوم حالتي الذهنية الجديدة، أفقد تسلسل الأفكار، وأحملق في الشاشة لثواني، وبدون أن أعي، ذهب الوعي. تصبحون على خير!

ويكند سعيد. x

#مدونة خديجة #حواديت #حواديت 15 #يا مدور الهين #الامير خالد الفيصل #رمضان #Youtube

[jayz4]

رمضانيات

للنضج علامات كثيرة، بالنسبة لي كان الشوق لرمضان أهمها. التحول من أن رمضان مرتبط بفكرة محورية وهي انقطاع المأكل والمشرب، إلى الجو الروحاني واستيعاب الثواب في كل العبادات، للسكينة التي تحيط الليالي، والسعي رغم شدة الأيام في النهار.

الكثير من "اللهم إني صائم" أكثر من أي سنة مضت، أكثر من أي عمر مضى. اللهم إني صائم.

يقوم الناس المحظوظين بفعل أقصى ما لديهم ليشعروا بالتغيير، فترفع الزينة، من يغصبك لرفع الزينة؟ لا أحد. من يطلب الفوانيس، ويزين الأنوار، ويعلق الهلال، ويفرش المفرش الأحمر المزين بنقوش زرقاء رمضانية؟ من يطلب منك لبس الثياب، والجلابيات، وحمل السبح، وتوزيعها؟

أمشي في طريقي، دائمًا أركز على طريقي، مؤخرًا، فكرة دخيلة تشتتني عن طريقي، وتطن. أنزعج، وأدخل في مساحة لا تعجبني، ولا تشبهني. يمر اليوم والاثنين، الثلاث والأربع، ولا أستوعب إلا مؤخرًا أن العوامل الخارجية تخبرني أن أركز على الطرق الأخرى، لماذا نركز على الطرق الأخرى، بينما طريقنا موجود؟ أسير في نفس الطريق، وأكافح الأفكار الدخيلة، أذكر نفسي أن طريقي سليم، حلو، وأخضر، يشبهني، ويعجبني، وأحبه.

تتغير الأماكن، المباني، والشوارع، قوائم الطعام، وموعد طابور الفول، ساعات العمل، وزحمة الطرق، الملابس، والإكسسوارات والأحذية، صفحات المواقع، وتنبيهات الهاتف، وجدول الأسرة، والبرامج التلفزيونية، ترحيبًا، تهليلًا، برمضان. تتغير كل المظاهر الخارجية، ونسعى لتغيير الدواخل وتثبيتها، الطريق طريقك، ولو تغير كل ما يحيط بك. الطريق طريقك، والسماء سمائك، والنجوم زينتك، والقمر دليلك

كل عام وأنتم في خير وسلام. x

تدوينات رمضانية سابقة: ملامحه - مذكرات ثاني أسبوع رمضان - هواجيس رمضانية - أغدًا ألقاك؟

#رمضانيات #مدونة خديجة #رمضان #Instagram

[jayz4]

كاس

في مكتبنا كأس. مزين بشرائط زرقاء وحمراء. كأس فضي كبير. جدًا. يقبع الكأس فوق منضدة المطبخ الخارجية، أراه أول ما أدخل، وحين أ��رج. 

فاز فريقنا بمباراة ضد فريق آخر، شركة مقابل شركة، كان الكأس في المستودع وأنتقل للمكتب، ضحى بإمتلاك الكأس ليحافظ على لمعانه.

بدون أن ألاحظ، هناك شعور بالنصر. أراه في الحديث، وفي حركات اليد، في الخطوات التي نخطوها، وفي حدة الاجتماعات وحماس الإنجازات، شعور أن كل إنجاز يقرّبك خطوة من الهدف الأكبر.

أعتقد أننا كجيل كبرنا على أن وضع عبارة إيجابية، في مكان واضح، يؤثر فيك، ويغير من حياتك، الكأس اليوم أكبر برهان، بلا شك قد تكون عوامل أخرى عداه لكن عقلي يرى الكأس، يلاحظ حركة الشرائط الحمراء والزرقاء عند الدخول، ويتمعن في شكله حتى الخروج. وحتى حين تستوعب الإشارات الباطنة، تراه إشارة واضحة وحسية للنصر أمام عينيك، يقول لي الكأس كل يوم: أنت فايز. أحب الفوز. 

#مدونة_خديجة #كاس

[jayz4]

على وصول

نعيش في بعض الأحيان في بيئة "كهربا"، محيطك مشحون بشحنات إيجابية، طاقة حماسية هائلة، لحظة دخول الفنان للمسرح، لقائك بصديقك المفضل، ومذاق كعكة غنية بالشوكولاتة.

أحيانًا، يكون المكان مشحون بشحنات سلبية، تخضع لتوتر عالي، وضغط شديد، جهاز لا يعمل رغم قضائك الظهيرة بين مقاطع اليوتيوب التعليمية والكتيبات الإرشادية، تحول الإشارة للون الأحمر بسبب بطء السيارة التي أمامك، ترجّح أن صاحبها كان مشغول بهاتفه، وبرودـ قلة اهتمام، وكسل من حولك.

 حرقة الحركة، الشعور بالحنق لأن الأمور لا تمشي كما ينبغي، معلقة، حفرة، وعثرة في طريقك.

الانزعاج من الأشياء، نفاذ الصبر، من الأصوات، والحركات، والسكنات، الأشخاص، والشمس، والطقس، وكيف الحال!

أكتب وأنا أنعس، أسوق وأنا أنعس، أتحدث وأنا أنعس، أستيقظ نعسانة .. لا بُدَّ ولا خلاص من النعاس.

لكن لا أنزعج من النعاس، يدخلني النعاس في حالة من الاستكنان، ينساب القلم بين يدي، وترتخي أصابعي على العجلة، أتثاءب، وترتاح عيني، وتنبسط العقدة بين حاجبي.

"هناك من ينام في راحة وأمان يستسلم سريعًا للأحلام"

يعجبني مفهوم "الاسفنجة"، تمتص الاسفنجة الماء، اعصرها لينساب وتتخلص منه، يبقى القليل منه متمسكًا فيها، تحمل الاسفنجة كمية هائلة من العصارة، وإذا أردت التخلص منه، اعصرها.

أعرف أن ترك الأمور و"التخطي" مهارة مهمة، والتمكن منها صعب وطويل، لكنه غير مستحيل. وأدرك أن معظم حالاتنا ومشاعرنا وأفكارنا تتطلب إتقان فن التخطي، لئلا تستقبل كل الشحنات، تختار الماء الذي ترغب بامتصاصه، وتميز الماء الذي دخل خلسة، فتعصره، تستكن، تترك القلم، ترخي يدك من الرغبة في التحكم، وتستسلم سريعًا للأحلام.

أن تصل متأخرًا خيرًا من ألا تصل، ولا؟

ويكند سعيد. x

#مدونة خديجة #فيروز #تخطي #Youtube #على وصول #julieandjulia

[jayz4]

طرطيعة

نحن شعب نحب الطراطيع، أول ما نسأله عند كل مناسبة وطنية: وين الطراطيع؟ بعد السؤال عن العروض والتخفيضات.

أحب الطراطيع، أحب الألوان على لوحة السماء، أحب الأضواء، من لا يحب الضوء؟ هناك من يحبون الظلام، الظلام جميل، في الظلام نغرق في النوم، والنوم الهني من أفضل الأشياء في الحياة.

 إذًا نحب اسوداد السماء، وزينتها المفاجئة بالأنوار. نحب الأشكال، الدوائر والخطوط، إذَا نحن فنانين، نحب الفن، نحب الجمال، ومن منا لا يحب الجمال؟ الله جميل يحب الجمال.

ندخل يوميًا في حالات طوارئية، رعم أن حقيقة الأمر، أن الحالة لا تستدعي الطوارئ. لكن هناك الزوامير، وونين سيارات الإسعاف، وأصوات الطراطيع، التي تدور وتخلق حالة غير صدقية. تبعث في بعض الأحيان هذه الحالة، الخوف والجزع في النفوس. فتزعزع السير، ويتوقف العقل، وتسرع دقات القلب، فلا تؤدي الطوارئية نتيجتها المرجوة. مع الأسف.

دليل عمل المبدع الفنان، هو الشعور بالجمال، والسعة في الوقت، والنوم. دائمَا تأتي نتائج مبهرة من النوم على الأمور، تعمل، وتجتهد، وتترك كل شيء ليتخمر، ترتاح العجينة، وتتمدد، تنام، وحين يصبح الصباح، يتفجر العقل ويرى الطراطيع، يسلم الذي فكر.

وين جدول الطراطيع اليوم؟

ويكند تأسيسي سعيد. x

#طرطيعة #مدونة خديجة #يوم التأسيس #false sense of urgency

[jayz4]

هل تعرف أن لبعض الأشياء أصوات؟

 كيف أن للفسحة صوت. ولا أقصد صوت رنين الجرس، ولكن صوت صراخ الأطفال، الضجيج الذي تسمعه حين تمر بجانب مدرسة، الضجيج الذي كان يحيطك حين كنت طالبًا في أحد الصفوف.

أمر بمحل بجانبه مدرسة، أولاد المدرسة في كل مكان، يضحكون، ويتقاتلون، ولغرابة المنظر يشربون القهوة، عند الحساب أستغرب من وقت خروج الأطفال، فأسألهم: "صرفوكم اليوم؟" وعقلي يتذكر صباحات المدرسة المنذرة بالمطر، وأشعر بالترقب في صدري للانصراف المرتقب. يخبرني أنه موعد اختبارات، وقد انتهوا، ادعو له وبفرح يرد علي "آمين" ويجري مع صديقه خارجًا.

أتذكر سعادتي البالغة، وحبي العميق للدفاع المدني، وكل أوامرهم المتعلقة بالانصراف من الدوام، فأعود للمنزل مع قريبتي، لنقضي يومَا ممتعًا خاليًا من كل هموم الحصص الدراسية والواجبات، كانت هذه الأيام هي خلاصي.

أخرج لتداهمني قمصان الطلاب الزرقاء، ولعبهم، وشعور الحرية الذي تشعر به عند نهاية كل اختبار، الباص الأصفر، وشيء يحمسني أن أنصرف أنا كذلك! ألوو الدفاع المدني.

ويكند سعيد. x

#فسحة #مدونة خديجة #صوت #أصوات

[jayz4]

أثر الفراشة

تشغل روح الإنسان حيز فيزيائي كبير، فيحدث أن تكون في المنزل، وتستمتع بصحبة الموجودين في الغرفة آخر الممر. تسمع "حسهم"، وخطوات أقدامهم، وأصواتهم البعيدة، ويبتهج شيء ما في داخلك.

تقول لي: "طيب ما جلستي معاهم!" وكأن الحضور المكاني هو إثبات للبهجة والسعادة. أحيانًا فكرة وجود الشخص المجردة باعثة للأمل والحياة، وغيابه عنها كغروب الشمس وانطفاء الكون.

اقرأ "أثر الفراشة" وأغرم بالفكرة، لا أعرف بالضبط معناها، لكن أتخيل صغر الفراشة، والظنون التي تحوم حول قلة حيلتها وضعفها، فتفاجئك قوة تأثيرها. أعرف أن العالم مرتبط بسوار خفي، إذا أثرت على نقطة، سيهتز العالم كله، يمكن لحدث واحد صغير، أن يغير العالم.

ما هي الأحداث الصغيرة اليومية التي تغير من حياتنا؟

يسحبني تيار السعادة حين أستمع للمقدمة الموسيقية لكول ماي إيجنت، وتغمرني المتعة حين أشرب الشاي بعد الإفطار وأشاهد الفيديوهات على هاتفي، "حمرة" خفيفة تغير تغييرات كبيرة في النفسية، وإشارة خضراء بعد إشارة خضراء.

أجد الرفقة في بعض الناس، مهما كانت صلتهم، قرابتهم، أو معرفتهم، لوجودهم أثر هائل على يومي، لا يلزمنا الحديث أو البقاء في نفس الغرفة، أو حتى قضاء الوقت في المكان نفسه، الراحة والرضا حين أعرف بوجودهم، ونغصة صغيرة حين لا أراهم، لهؤلاء الناس تأثير الفراشة، المطلوب منهم ولا شيء، والمأخوذ منهم كل شيء

ويكند سعيد. x

#مدونة خديجة #أثر الفراشة

[jayz4]

إن طحت

دلو أزرق

آخر ما أفكر فيه هو الحقيبة، والحذاء، والمحفظة، لا أهتم لأي منهم، تفضيلي المفضل للحقائب هو حقيبة الظهر، لأنها كبيرة، فأستطيع إحضار كل ما أريده، كل الاحتياطات محسوبة، ولأنها سهلة الحمل، فلا تؤلم إحدى أكتافك، ترتكز عليهم بتوازن. ولكن حقيبة الظهر ليست الخيار المناسب لكل الأماكن.

 بامتعاض أحمل حقيبة كتف، الحسنة الوحيدة في حقائب الكتف هي خفتها تقريبًا، وأكبر مساوئها، كثيرة. فهي لا تكفي كافة الأغراض، أحيانًا حتى الأساسية منها، ويصعب إخراج الأشياء منها، ولها شكل محدد يعيق حركة اليد الحرة داخلها. إن احتجت لأشياء كثر، فأحمل حقيبة قماشية، وسلبيتها الاتكاء على كتف واحد –ألم الكتف الواحد.

ثم جاءت حقيبة زرقاء، ستايلها "البكت باق" حقيبة الدلو، مفتوحة، ترمي كل شيء فيها وتستطيع استيعابه، حركة يدك حرة داخلها لإحضار أي غرض كان، جميلة، عملية، رقيقة، لكن لها حدتها. هي الخيار المتوازن، بين جنون حقيبة الظهر، ونرفزة حقيبة الكتف. 10\10.

اجتماعات بلا مغزى

أقضي 25% من يومي في الاجتماعات، كل يوم. ترتبط طبيعة عملي بأشخاص في بقاع الأرض المختلفة، فيتحتم علينا الاجتماع بهم.

في البداية، كان الأمر صعيبًا، للآن أحمل هم الاجتماع، ثم واحد من أفضل الناس في هذا العالم، كان يبدأ كل اجتماع بالأجندة، تترتب الأفكار، ونعرف بالضبط مسار الاجتماع، ولم أدرك لأي درجة ذكر الأجندة بصوت عال قد يجعل حياتك نعيمًا. أستمع طوال حياتي لأناس يتذمرون من الاجتماعات وأنها مضيعة للوقت، لكن وضع الأجندة خلال الاجتماع من الطرق العظيمة لتثمين الوقت.

هدايا

كنت أعمل في قسم المشتريات لشركة متخصصة بالهدايا، الآن بعد سنتين، أستوعب بالصدفة، أن للعمل في مجال الهدايا شعور لا يوصف! في لحظات كنت أعمل، وأنا أفكر أني أساعد في فرحة إنسان آخر! الاحتفال بالعلاقات الإنسانية الغالية، وتقريب القلوب وزرع المحبة بين الأصدقاء والأخوان والحبايب، أعيش المشاعر الطيبة من العطاء والأخذ الرضا والفرح، كانت تؤثر في يومي، وتغمره جمالًا.

أشعر بالامتنان على كل ما مضى، والحماس والترقب للقادم. أحيانًا أكتب مهام الأيام القادمة، ويندفع فيّ الادرينالين لحلها، البدء فيها، وإنجازها. في أحيان لا أعطيها حقها من الاحتفالات، أحاول التركيز على الحفلة، لكل أمر يستحق الاحتفال.

بعد تدوينات أعبّر فيها عن الضغط وأمراضه، خلاصة تدوينة الأسبوع تقول، نستطيع عيش كل يوم، لتمر فيه الأحداث، بدون أن تمر فعلًا بداخلك، فلا تغذي حواسك، ولا تذوق الحلو كما تركز على تذوق المُر، إن دققت ومحصت في كل أمر، فستجد الجمال الذي تبحث عنه، الذي يبث فيك الحركة، ويعطيك قوة النهوض والعزيمة.

 فإن قالوا لك "طحت!" رد بعال الصوت: "لأني جبل ولا يهز الجبل ريح .. وعزيمتي تنطح كبار العزايم .. أطيِّح القايم وإذا قمت ما أطيح .. وإن جا يوم وطحت .. بطيح قايم!" هالله هالله

ويـــــــــكند سعيـــــــــــد x

#مدونة_خديجة #حامد زيد #لاني جبل #إن طحت

[jayz4]

ستة الصبح

تشعر بالضغط، وتعترف أنك مضغوط، يختبر الضغط نفسك إلى أي حد يمكنه سحقك، يتلذذ بإيجاد الطرق المختلفة ليشعرك بوجوده، فيتسلل لعظامك، لظهرك، لرقبتك، لأكتافك، يتسلق .. كقرود الطائف.

في يوم عصيب، خرجت فيه متأخرة، وكانت جهود اليوم خارقة ولكن بنتائج محبطة، أجد سلوتي في الطرق الخالية، أظنني دهست على حيوان في الطريق، جرى فجأة للشارع العام، لم أشعر حتى به، ولم أره، سمعت ارتطام العجلة بشيء ما، أحزنني الموضوع أكثر مما أتخيل، في هذه اللحظة بالذات شعرت بكآبة الطريق.

ذهبت لتنظيف وصيانة أشياء في السيارة، بعد هذا المشوار شعرت بلذة العطاء، وفكرت أني أحب "السيارة" لكن الظروف تحول بينها وبين محبتي الخالصة، شيء لا يريد التعلق أو الارتباط بالأشياء والممتلكات، فيسحبني، أجد الفكرة غريبة، لكني متأكدة أن هناك من يشاركني نفس الشعور.

اقرأ ملاحظة كتبتها على مكتبي: "المعنى أن تستيقظ على احتفالات في السادسة فجرًا"

وصلوا أخواني صبيحة الاثنين، وجدت شنطة السفر أمام مدخل الباب، توجهت مسرعة لغرفتهم، جلسنا نتحدث سويًا، قبل كل شيء وأي شيء، وأنا أشعر بطراطيع طوال الوقت.

كل ما حدث طوال الأسبوع، كل ضغط، وإنهاك، وقرود وحيوانات، أعود بعدها للمنزل، وأجدهم، وأجدني، الطراطيع، والحلويات، والاحتفالات، شيء واحد، وحيد، يأخذك من الوحدة، ويقودك لطريق المسرة.

درب المحبة

ويكند سعيد. x

#مدونة خديجة #ستة الصبح

[jayz4]

كنت أظن

بنيت الخطط، ورسمت الأحلام، ورفعت سقف الأمنيات، والأيام اللذيذة، وبشكل مفاجئ –رغم أنه لا يفترض أن يكون مفاجئًا- لم يحدث أي شيء من الأشياء التي خططتها، رغم شدة حيلي للقيام بها، لم يحدث حتى 1% من الأشياء التي خططت لها. لذلك، كنت أظن، وكنت أظن، وخاب ظني.

الأماكن – محمد عبده

أول مرة ألتفت للأغنية حين كنا في رحلة للطائف، وطلب الجميع من قريبتي أن تغنيها، صوتها شنيع، لا أعرف لم الحماس لتغنيها، غنتها بكل شجاعة، ولم أسمعها بعد ذلك أبدًا.

انتشر مقطع "جيت قبل العطر يبرد" في التيك توك، النغمة فيها صدى، وحنين حقيقي يشعرك بالفقد، أعتقد أن اللهفة لفكرة قدومه، تشبه لهفتنا لشيء مرتقب، لأمر نرى استحقاقنا له، لفتحة باب دخل منها الضوء تلمِّح لنا أننا وصلنا، اللهفة المتأججة المؤسفة حقيقتها. وكنت أظن، وكنت أظن، وخاب ظني.

عادي يزعل، لكن الأصل-ربما- أن كل شيء في وقته حلو، وأن مهما شعرنا بالظلم، أو الخيبة، فالأصل، أننا نعيش تحت أرحم الراحمين، وكل شيء مقدر ومكتوب ومحفوظ، عسى تزين الأمور، ويحلو الصبر، وتردد قريبتي بصوتها "كنت أظن وكنت أظن"، وأنا أرد: عسى ظنوننا ما تخيب.

ويكند سعيد. x

#محمد عبده #مدونة خديجة #الاماكن #كنت أظن

[jayz4]

لا تضايقون الترف

قضيت عطلة أسبوع استهلكت كل رصيدي، قضيت بقية أيام الأسبوع كشبح سائر، أشعر نفسي مُغيَّبة، عقلي وكياني في مكان آخر، وأنا هنا. عيني فارغة، أعيش أيامي، وأتأرجح بين النوم والاستيقاظ، لم يكن الإرهاق جسديًا كما كان عقليًا أو روحيًا. تم إفراغ جك كامل من روحي في مكان ما.

نجلس في السيارة متقابلين، تحكي عن أن تعب الجسد يؤدي للاستفراغ أحيانًا، لا يستطيع جسدك أن يتحمل الإرهاق، توقفت المعلومة هنا، وبدأت أفكر أنه ربما هذه وسيلة تعبير تحذيرية من الجسد ليتوقف الضغط، لكن كيف يعبر العقل عن الضغط؟

بحثت في قوقل عن الدلائل والإشارات، هناك أعراض مرضية كالصداع والغثيان وألم في العضلات، تشوش الرؤية أو حرقة في العين، وصعوبة في التنفس، وهناك أعراض نفسية كعدم القدرة على اتخاذ القرار، التشتت وكثرة النسيان، القلق والعصبية والتفكير المفرط.

كيف يعني أن تكون مضغوطًا؟

للضغط أشكال كثيرة بحسب ما مررت به، تخيلته، وشاهدته، فهناك الضغط المنهك، منهج متراكم، مهام مفتوحة، ساعات قليلة، ومواعيد تسليم قريبة، أشياء أصعب مما اعتدت عليه، أو أكثر مما تتحمله، المهم تجعلك إنسان متوتر، وشديد العصبية.

 وهناك ضغط الشبح السائر، تشعر أنك فارغ من الداخل، وقد تركت روحك جسدك، تمشي الأيام وتقابلها ببرود غريب، لا تسمع، كأنك مسافر على طائرة، لا تصلك الأصوات، لا تدري أن الناس تحادثك، وتتخبط لإتمام واجباتك بتبلد غريب، وفكاهة متهكمة لكل ما قد يكون "القشة التي قصمت ظهر البعير".

تقريبًا تبقت نصف ساعة قبل نهاية الخميس، وأنا في وسط كتابة هذه التدوينة، أتلقى رسالة من أخي "الطعنة تجيك من أقرب الناس إليك" بعدما بطريقة شبح سائر مغيب عن العالم "صقعت" سيارته الواقفة أمام المنزل، بعذر أني لم أقدر المسافة لأن بصري مشوش، قضيت طوال المشوار سارحة أحاول القيادة بأمان –ولا أحاول-، حتى وصلت بسلام، وصدمت سيارته المركونة.

تصدح المقدمة الموسيقية لأغنية محمد عبده "لا تضايقون الترف" إيه والله لا تضايقونه.

تحسوا بنوعين الضغط هذه أو أنا أتخيل؟

ويكند سعيد. x

#مدونة خديجة #لا تضايقون الترف #محمد عبده #عام الناقة #عام الجمل #الجمل #الناقة #القشة التي قسمت ظهر البعير #شبح سائر #شبح #ضغط #منظغطة

[jayz4]

نام

من السهل الاستغراق في النوم وعدم الاستيقاظ لدوامك، أو بداية عادة ثم قطعها، لأن الالتزام صعب، وفعل ما تهوى فعله بدون أي قيود ومسؤوليات أسهل، وأريح.

الاستسلام للحزن وقلة الحيلة، وضيق السعة، للعادات السيئة، والأفكار المزعجة، لكل شيء يبتلعك يهضمك ويتركك خاويًا، أو صورة شبيهة لك بلا روح.

أذكّر نفسي أن ترك الامور، من أسهل الأمور. أن تمشي في الطريق ثم تنسحب. تتوقف. تتركه. لكن الالتزام والمواظبة، القيام كل يوم برغم وجود مئة سبب لتبقى في سريرك. وتقريبًا هذه الفكرة -الشجاعة والإقدام- هي ما تحركني كل يوم لأنهض رغم وجود مئة سبب لأبقى في مكاني، المريح، المألوف.

ويكند سعيد وسنة مليئة باللحظات الجميلة. X

#مدونة_خديجة

[jayz4]

أطياف

هذا الأسبوع كنت في قمة الروقان، أشعر ببراح في داخلي، صبح الصباح، ونهضت لمقابلة أشخاص، انتهى الاجتماع، أستلقيت قليلًا، ثم قمت لتناول طعام الإفطار مع العائلة. أفضل ساعات اليوم هو عند تناولي وجبة الإفطار مع العائلة، عدا أن اليوم لم يكن ككل الأيام، نصف لذة، ونصف شعور بالشبع الروحي، وكل المقاطع التي تصفحتها لم تبهجني بما يكفي.

قضيت ساعات النهار بانزعاج لا أعرف مصدره، بضجيج منغص، أقفلت الهاتف وبدأت في روتين التمارين الرياضية، واستوعبت أني هكذا بسبب اجتماع النهار الثقيل، رغم أنه كان خفيفًا جدًا، لكنه أثقلني وعكر صفو مزاجي، وأثر على بقية يومي، تسلل إلى كل ما يبهجني وعبث به.

 

كل شخص منا يملك طاقة تنبعث منه، تصل برغم بعد المسافة، وباختلاف طرق التواصل، مكالمة، أو رسالة، أو لقاء، ترددات غير مرئية، تصلنا، وبعد محادثتنا نشعر بروح الطاقة، إما أنها شيء إيجابي يبعث فيك حب الحياة والانطلاق، أو طاقة موحشة تثبطك وتحبطك. أحيانًا حتى وجودك الفيزيائي في نفس المساحة يرسل طاقتك لمن حولك، وإن لم تتحدث، أو تلتفت، وجودك في المكان بكل بساطة "يفرق".

مع الوعي، يحضر حرصنا على أن نكون أكثر خفة في حياة من نصادفهم، وأن ننتبه على كلامنا، نبرة صوتنا، وتعبير وجهنا، أتوقع –ولا بد- أن يكون هذا جزء من الإحسان. فكر بتأثير الناس على نفسك؟ كيف تبتهج للقائك مع صديق، وتتحمس للحديث مع زميل، بينما تشعر بالإحباط لموعد قادم مع فلان، وتخرج منهكًا بعد مقابلتك لآخر.

مهما ظننا أن تأثيرنا ضعيف، وحجمنا صغير، ووجودنا غير ملحوظ، فنحن على النقيض تمامًا، كل روح تحل المكان تغيُّره، وتؤثر على مشاعر الموجودين فيه. أبدأ السنة الجديدة بهذه الحقيقة المذهلة، أن للإنسان قوة تفوق تصوره، حتى أن طيفه يذبل الورد أو يحييها.

ويكند سعيد. x

#أطياف #مدونة خديجة