أُشفِقُ على أمّة الإسلام في زماننا هذا، فوالله لن تفلت من عقاب الله جراء خذلانها، هي سُنّة الله في الاستنصار والخذلان.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
"ما من مسلمٍ يَخذِلُ امرأً مسلمًا في موضِعٍ تُنتهكُ فيه حُرمتُه ويُنتقَصُ فيه من عِرضِه ؛ إلا خَذَلَه اللهُ في مواطنَ يُحبُ فيه نصرتَه ، وما من امرئٍ ينصرُ مسلمًا في موضعٍ يُنتقَصُ فيه من عرضِه ، ويُنتهكُ فيه من حُرمتِه ؛ إلا نصرَه اللهُ في مواطنَ يُحبُ فيه نصرتَه."
ألاحظ فتورا قد دبّ نفوس البعض، وهمة بدأت في الكمون فيما يتعلق بالأحداث التي نعيشها في غزة.
مع أن العدو قد عاد أشد سُعارا، ورغبة في سفك الدماء.
ولعل هذا يذكرني بحديث جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة الأحزاب، وفيه:
"فَلَمَّا رَجَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الخَنْدَقِ وَضَعَ السِّلَاحَ، فَاغْتَسَلَ، فأتَاهُ جِبْرِيلُ وَهو يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الغُبَارِ، فَقالَ: وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟ وَاللَّهِ، ما وَضَعْنَاهُ اخْرُجْ إليهِم، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فأيْنَ؟ فأشَارَ إلى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَاتَلَهُمْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ"
فيا من كنتم ترفعون سلاح الدعاء لا تضعوه، ويا من كنتم تشهرون سلاح المقاطعة لا تُغمِدوه، ويا من كنتم تجاهدون بالمال والإعلام لا تتوقفوا، ويا أصحاب كل سلاح آخر يعلمه الله منكم، لا تضعوه.
فإن إخوانكم ما زالوا على الثغور، والملائكة لم تضع أسلحتها بعد، وعدوكم لم يضع سلاحه بل ازداد ضراوة وقسوة…
فالله الله فينا، لا تخذلونا، فالحرب أنفاسها طويلة، لا تستهينوا بالدعاء، فإنما اليقين رديف الاستجابة.