المشكلة يا صديقي أنك تحاول أن تكون كاملاً دون عيوب، تحاول أن تجذب الذين تحبهم إليك وتعلقهم فيك بعطاءٍ منقطع النظير، وتخسر الكثير الكثير من راحتك ومشاعرك وحياتك .
لكنك كلما حاولت أن تتكامل ستجد نفسك قد تناقصت، وقد تراجَعت صورتك في أعينهم وكأنهم فهموك على النقيض تماماً.
بعد هذا الدرس عليك أن تفهم أن لا تبالغ بالعطاء، ولا تتفانى بالبذل، فأنت لا تدري متى ينقلب الناس عليك، ومتى ينكرون كل ما صنعت .
الحيرة تقتلني، أنا الشاب الذي كنتَ تعوّل عليه الكثير، أنا الذي رضِعتُ من أمي حُبك، قد ابتعدت كثيراً عنك، أنا الذي رضعت حبك يا رسول الله خذلتك، خذلتك عن سابق إصرار، خذلتك وأنا أعرف حجم معاناتك لأجلي، خذلتك وأنا أحفظ كل التواريخ التي صمدت بها لأجلي، خذلتك .. رغم الدماء التي سالت منكَ لإجلي، والهموم التي هاجمتك لأجلي .. خذلتك!
نعم خذلتك ..لأنني ضعيف أمام نفسي، وهواي، ضعيفٌ وقد ضاع عمري وضعت، وأخشى أن يضيع عمري القادم، دون أن أكون في الحياة الأخرى أنظر إليك وأتملّى من وجهك..
الحيرة تقتلتي، لا أعرف الطريقة التي أرجع بها لنفسي، دون أن أمتلك الإرادة التي أعود بها وأقلدك، ودون أن أمتلك القوة التي بها أحافظ على نهجك ..
الحيرة تقتلني يا رسول الله، ولكنني رغم الإيمان المهزوز الذي أملُك، وبرغم كل أستار الذنوب التي من غبائي أهتِك.. أُحبك.
نحن جيل الثمانينات
الجيل الذي بدأ يلاحظ أن ملامحه بدأت تكبر، بدأ الشيب يغزونا، بدأنا نفهم الدنيا بشكلٍ مغايرٍ عمّا كنا نفهمها، نحن الجيل الذي رأى المبادئ كلها تسقط، ورأى الأخلاق كلها تتحول وتتبدل، نحن ذلك الجيل ..
نحن الجيل الذي عاش البساطة في طفولته، لعبنا بالحارات وتسلقنا أشجار الجيران وتمزقت ملابسنا كثيراً أثناء ذلك، ثم كبرنا وعشنا في عصر التكنولوجيا الذي دخل إلينا بشكلٍ مفاجئ، كنا لا نمِل أبداً من مشاهدة القناة الأولى والثانية، كانت سهرتنا القصوى للتاسعة والنصف عند ��نتهاء مسلسل السهرة، وصرنا الآن نمتلك المئات من القنوات ونشعر دائماً بالملل، ورغم ذلك لا نستطيع النوم قبل الواحدة صباحاً .
نحن الجيل الذي كانت تفرحنا أبسط لعبةٍ نحصل عليها، نحن من كنا ننام عند سماع القصص، نحن من سمعنا بالخرافات المرعبة وصدقناها دون أن نسأل عن التفاصيل لشدة الخوف منها ..
نحن من الجيل الذي كان يشعر بالراحة والأمان رغم بساطة كل شيء، لكننا الآن تغيرنا .. تغيرنا وصارت أيامنا أقسى .. وأصعب .. لأننا فهمنا حقيقة هذه الدنيا .
خطواتك المتثاقلة ..دعواتك الدائمة بلا ملل .. سقوطك المستمر ومحاولاتك للنهوض .. أملك الدائم رغم ألمك ...فرحك وسط كل هذا الحزن الذي يربت على كتفك ...فقدانك لأحبابك ..قلة حيلتك ..توكلك وأخذك بالأسباب لذلك .. دموعك في جوف الليل ... .يقينك بالاجابة حتى لو طالت ...كله يعلمه الله
ي��ماً ما .. ستدرك أن أقسى ما مررت به كان خيراً عظيماً أنقذك ليجعلك أقوى مما كنت عليه مُسبقاً، سيأتيك ما سيُبهرك ليُنسيك ذلك الألم ، فلا تيأس من رَوْح الله ..
دعواتكم له بالرحمة والمغفرة والعتق من النار يارب العالمين.. كان من محاورين ومن يقومون بالدعوة إلى الله.. بالأمس اسلم معه 15 شخص.. نحسبه على خير.. اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناته يارب العالمين