كتبت: علياء زيدان.
-أذنبت!
=تُب لله
-ماذا لو أذنبت ثانيةً؟
=تُب للمره الثانية وليست بالأخيرة.
-تركتُ صلواتي ؟
=قُم بها ونوافلها.
-هُدمت إرادتي!
=التقط مُصحفك.
_انتكستُ شيخي ؟
=عُد لله ولو للمرة الالف.
-يقبلني بحالي؟
=كيف لا ويقول جل عُلاه نِعم العبدُ إنه أواب!
فلا تخف ولا تبتئس وعُد مرارًا وتكرارًا ولو انتكست للمرة بعد الألف، أخلص النية لله وأترك الدنيا فانية هي، وحبيبُك هو، طبيبك وناصرُك،…
مُغتربٌ عن نفسه ويشعرُ بالغُربةِ مع كلِّ من حوله - وهذا شعورٌ يُنافسُ أقبح المشاعر- تهبطُ عليه الآلام والهموم وتُضيّق عليه أفكاره حتَّى تكونَ الغرفةَ كصندوقٍ مُحكمٍ على حجمه، فتتسارعُ أنفاسه ويُحرِّكُ أطرافه محاولًا الهرب، لكن بكل مافعل يزدادُ الأمرُ سوءًا، حتَّى تُنقذَهُ دموعه ولو أنَّها تغلي وكأنَّها نابعةٌ من حرقة قلبه، لكنَّها تُنزل معها شيئًا من أفكاره السوداء، فيهدأ قليلًا، ثم يعودُ ليجلس، فيتساءل : "ما الذي يُعيدُني لهذه النُّقطة كلَّ مرَّة؟ " وهذا فعليًّا أكثرُ ما يؤلم، أن تحاول جاهدًا سحب نفسك ولا تعلم كيف ترفع يديكَ بيديك وتحمل رأسكَ بكفيك، كيفَ تركضَ جاهدًا سريعًا على تلٍّ مُنحدرٍ حاد حتَّى تستطيع اللحاق بما فاتك. تتراكم هذه الغيمةُ السوداء مُجددًا، لكنَّ شيئًا واحدًا يجليها؛ كلامُ خالقِ هذه النَّفس من هو أقربُ إليك من حبلِ الوريد.
فتقرأ {۞ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} فتُبطَل كلُّ وسوسةٍ أتتك وتقومَ مُسرعًا لتتوب وتعود دونَ يأسٍ وحُزن، فتقرأ حديثَ رسولِ الله عليه وآله أفضل الصلاة والسلام: (لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ.) فتبكي فرحًا وتبكي ندمًا وتبكي على كلِّ وقتٍ أضعته بعيدًا عن الكريم اللطيف ، فتُصلّي ركعتي توبة لبدء صفحةٍ بيضاء.. فلا تنسَ بعد ذلك أن الشيطان سيأتيك فيُوسوس بألفِ وسوسةٍ تُقعدك وتُبعدك، فكن على علمٍ بها واستعذ بالله منه وادعُه بالثبات، وعُد إلى الله ولو أذنبت ألف مرة..
كل ما يشغلك بين الصلاة والصلاة اسأله في الصلاة، وإن وسوس لك الشيطان بأنك مُذنب أو مقصر والله لن يستجيب لك – تعالى الله عن هذا – ردد بصوت مسموع:
«أمّن يجيب المضطر إذا دعاه»
إذا أذنبت وتملك منك القنوط، استغفر الله الغفور وردد بصوت مسموع:
«إن الله يحب التوابين»
لا تسمح للشيطان بأن يتدخل في علاقتك مع الله القريب ..
اسأل الله الواسع السعادة .. اسأله الطمأنينة.
الأمر الذي تخاف منه اسأله أن يكفيك إياه ..
الأمر الذي تخاف عليه اسأله أن يحفظه ..
الأمر الذي تخشى نتائجه اسأله التوفيق فيه ..
اسأله البركة في الرزق .. اسأله زيادة النعم.
اسأله حبه ليحبك ..🤍♡
"من أعظم محاسن ديننا القيم اتساعه لتدارك ما فات من الصالحات: ظلمت نفسك؟ استغفر، أذنبت؟ تُب، كسبت سيئة؟ أتبعها حسنة، فاتتك فريضة؟ اقضها، نمت عن حزبك من الليل؟ اقرأه في الضحى، نسيت أذكار الصباح؟ رددها في أي وقت...
لا يضيق الإسلام بأهله مهما فعلوا، هذه من تجليات اسم ربنا الواسع."
كلما أذنبت ذنباً قل في نفسك : خسرت معركة و لم أخسر الحرب ، لا تبتئس و رمم نفسك بوضوء و ركعتين ، استغفر على الأصابع التي أذنبت و اقرأ القرآن بنفس العين التي نظرت إلى حرام ، أنين التائبين عند الله كمناجاة الطائعين ، و ما سمى نفسه الغفور إلا لأنه يريدك أن ترجع .