كتب: منة الراوي
أعلم جيدًا قيمة نفسي، كلما تراني ستنبهر وكأنك تراني للمرة الأولى حتى وإن كُنا نلتقي يوميًا لسنوات، أعلم أن ضحكتي مثل حقل من عباد الشمس يتلفت نحوي من يسمعُها وكأن المكان الذي أتواجد بهِ تتفتح الورود من حولي
هناك أسطورة إغريقية تحكي قصة شاب اسمه (نرسيس) رأى صورة وجهه في صفحة ماء البئر ، فأعجبه جماله
و ظل ينظر إلى صورته معجبا بنفسه إلى أن اختل توازنه و سقط فى البئر و غرق..
فكان أن جف البئر فيما بعد و نبتت فيه زهرة أطلق عليها زهرة النرجس.. و المعروف عن زهرة النرجس أنها جذابة و لها رائحة زكية و لكنها تعد من الازهار السامة.. فكل نبات ينبت حولها يموت.. لذلك اطلق مصطلح "النرجسية" على كل شخصية سامة تسبب الأذى للآخرين
و من هذه الأسطورة أخذ مصطلح " نرجسية" أو الأنا و حب الذات " الأنانية "
_ اللوحة بعنوان" النرجسية" , Narcissus بريشة الرسام الإيطالي : كارافاجيو ، عام 1597.
كل ما البس الدريس الاسود اغنية حميد الشاعري بتبتدي تشتغل في خلفية دماغي وساعتها بحس اني شخصية نرجسية وبعدين بفتكر ان حب الذات واجب والله فلما بروح بسمع الاغنية 😂
لا أحب المتصنعين، المتكلفين، الماديين، الصوريين والمتثاقلين، هؤلاء الذين يظنون أن الدنيا خلت من كل شيء إلا هم، هؤلاء الحمقى الذين كلما منحتهم وقتاً من حياتك، يجدون طرقاً ومسالك ليمرروا نرجسيتهم التافهة عليك ،
قبل أن تقرر أن تتزوج وتنجب أطفالاً حاول (وحاولي) أن تتعامل (وتتعاملي) مع عقدك النفسية ومشاكل طفولتك بنضج وشفافية وبدون نرجسية وغرور وإنكار….. وخذ (وخذي) قراراً حازماً وواعياً أنك مهما حدث لن تنقل (تنقلي) عقدك النفسية ومشاكل حياتك لأطفالك وتذكروا ذلك جيداً عندما تستيقظون كل صباح..!!
في سعيي المحموم للتوافق مع عجلة الحياة الرأسمالية، سبب من الأسباب هو أني عايزة أستقل لا لسبب إلا لأني عايزة أشيل قليل من العبء عن أهلي.
ليه أنا معرفاه ب (عبء)؟ رغم أن محدش قالي كده خالص. مش عارفة للأمانة، هل حس بالإلزام ولا نرجسية متغطية ولا إيه؟ لا أدرِ
بس بجانب السبب ده، في سبب تاني، أني نفسي أ give them even a little of what they gave me، نفسي أجيب هدايا كتير وحاجات كتير، هل ده لأني حساه واجب؟ كوني أخذت فلازم أرد؟ ولا دي مشاعر خالصة مني؟ أني عايزة أدي من باب أني أدي بس.
ماما دايمًا لما تجيب لي حاجة أو تشجعني آخذ خطوة في حاجة تانية أول حاجة بتلمحها فيّ هي "يا ماما مكانش المفروض تتعبوا نفسكم كده" وماما تقولي: أنتي عبيطة، أحنا بنأدي رسالتنا بس.
هل (الواجب) بس هو ما يحركنا؟
النهاردة وأنا قاعدة في المعمل عمالة أفكر، عمالة أفكر في أختي الصغيرة وحاسة أني مقصرة معاها جامد، بشوفها قليل ومتابعتي لأخبارها قليلة، وقعدت أتخيل، هل الأحسن لو جبت لها ١ و٢ و٣ واشتركت لها في الدورات الفلانية ولا أننا نقعد نتكلم؟ وننزل نتمشى ونهزر ونضرب بعض؟
أصل حتى لو فكرنا بعقلانية غير عاطفية، إحتمالية حدوث الطريقة التانية أوقع وأقرب من الأولانية اللي هي هتبقى بعيدة المدى لأنها على حسب رزق ربنا، بل حتى الطريقة الثانية نجاحها أكثر ضمانًا
في سعيي المحموم عشان خاطر أعطي اللي بحبهم، أنا غفلت عن ما هو أهم من المادة الجافة، غفلت عن العاطفة.
أنا واثقة أن لو أحنا قاعدين مع بعض بنضحك ونتسامر هيكون أحسن.
ربي اديني الوقت والبراح الداخلي والقدرة على العطاء أني أحبهم وأعطيهم قليل من الحب اللي أخذته.