افتتحت سورة النحل بالنّهي عن الإستعجال: ﴿أتى أمرُ الله فلا تستعجلوه سُبحانه وتعالى عمّا يُشركون﴾ وخُتِمت بالأمر بالصبر: ﴿واصْبِر وما صبرُك إلا بالله ولا تحزَنْ عليهم ولا تكُ في ضيق مما يمكرون﴾ وما بين التروّي والصبر، يكمُن خيرٌ لا يعلم به إلا الله سبحانه فثق بالله ولا تجزع..
واللهِ لن يتركك الله بلا عوض ولا فتح ولا تمكين، وأنت الذي ما سَئِمت مناجاته ولو لمرّة، ولم يتسلّل اليأس إلى قلبك ولو لمرة، واللهِ لن يخذل الله قلبك الذي يفيضُ ثقةً ويقينًا به، ولن ينسَ قسمته من الفرح والجبر
تقبّل فكرة أنك إنسان ولست رجل آلي،قابل للإزدهار والذبول، معرّض للفرح والحزن، تقبل أنك إنسان طبيعي، قد تصل يومًا إلى أعلى مستويات الإنتاجية ويومًا آخر الى إنعدام الرغبه، تقبل أنك قد ترغب يومًا في إحياء علاقاتك الإجتماعية ويومًا آخر قد تفضل العزلة الذاتية، تقبل مُنحنى"الحياة الطبيعيه..
عودوا أنفسكم على أن تلتمسوا لطف الله في كل شيء ، حتى في الأحداث التي تأتي غامضة، وفي كل ضائقة ، عوّدوا أنفسكم على قول: لعله خير لعل الله صرف عني شرا أجهله ، لعل بعد ذلك فرج ويسر وتيسير ، عوّدوا أنفسكم على الرضا دائما.. فسترون بعدها كيف أن الله يُرضيكم ويكفيكم.
هدّوا أنفسكم، طمنوها أنها أيام وسوف تتيسر بإذن الله،لا تزيدوا أنفسكم همّا بالتذمر بل كونوا حامدين شاكرين دائما،ومهما ضاقت الحياة يراك الله وأنت تسعى وتتخبط،لن يتركك الله وحيدا وسط معاناتك بل سيوجهك ويرشدك ويدلك نحو الصواب فلا تخف ولا تقلق من مجريات الأمور والله ربك❤️❤️
و يكون فيك ما يخرج من فيك فلا تخرج من فيك إلا أجمل ما فيك ....
فإن دعوت الله بالنجاح ستنجح ، و إن دعوت الله بالتيسير سييسر لك امورك كلها ، كما أن الله لن يلهمك الدعاء بشئ لا يريده لك و لا ليمنعك أجره ، بل يلهمك لأنه يريدك أن تأخذ ما تتمنى بأذنه ... فتفائل بالخير تجده ، و أعلم أن مادام الله ألهمك الدعاء ، فأمنيتك لك .
فاللهم اني استودعتك ما تمنيت و ما في قلبي فاجبرني به ما حييت يا الله " .
"مافي أجمل من الإنسان الراضي، راضي بنفسه وشكله وشخصيته، راضي بتخصصه ووظيفته ومعيشته، عارف يعيش بما أعطاه الله، مافي صراعات بداخله تؤرقه على النقص والزود، ما تضيق عينه على رزق احد وليس في سباق مع الاخرين، متكيف بالرضا لا يسخط ولا يندب حظه ولا يتذمر، عايش مع نفسه لنفسه بكل سلام".