قال ابن حزم في كتاب طوق الحمامة عن الحب : إن الحُب أوله هزل وآخره جد،
ولا تُدرك حقيقته إلا بالمعاناة، وهو ليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة، وأن الحب اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة، فالنفوس المتماثلة تتصل وتتوائم، أما النفوس المتنافرة فتتباعد.
والمحبة برأي ابن حزم متعددة: فمنها محبة القرابة ومحبة الألفة ومحبة المصاحبة ومحبة البر ومحبة الطمع في جاه المحبوب ومحبة المُتحابين لسر يجتمعان عليه لستره ومحبة بلوغ اللذة ومحبة العشق وأفضلها محبة المُتحابين في الله.
وكل ضروب المحبة تنقضي بانقضاء عللها، إلا محبة العشق الصحيح المتمكن من النفس، فهي لا فناء لها بالموت.
والإنسان بطبعه يقع في حب الصورة الحسنة للوهلة الأولى، وإذا لم يتجاوز هذا الحُب الصورة الحسنة سمي بالشهوة.
وشبه الحب بالداء، والدواء منه على قدر المعاملة لا يود المصاب به الشفاء.
باب علامات الحب:
هناك علامات تظهر قبل استعار الحُب، حيث يمكن لأي إنسان فَطِن ملاحظتها، ومنها إدمان النظر إلى المَحبوب وملاحقته أينما حلّ، والانذهال عند رؤيته فجأة، واضطراب المحب لدى ورود ذكر المحبوب والإقبال بالحديث عبر الاستماع إليه، وتصديقه حتى ولو كذب، ودعم أقواله حتى ولو جار على الآخرين، ومحاولة لمسه، وعدم الرغبة في مُغادرة المكان المتواجد فيه.
_ ما من مصيبة إلا الجهل ، فالمصيبة تثقل على قدر جهلنا مصدرها ومعناها، وتخف على قدر فهمنا معناها ومصدرها.
_ إن أوسع اللغات و أجملها و أبسطها، تلك هي لغة الأفكار والقلوب ، أما لغة الشفاه و الألسنة فسلم يصعد به البشر إلى لغة الأفكار والقلوب.
- يا ابنَ آدم، حذار مِنَ الألفةِ.. كأن تألفَ الأشياء فلا تدهش لشيءٍ. كُلُّ ما في الأرضِ وفَوقها مُدهش وعجيب، فحَرِيٌّ بكَ أن تعيشَ في دهشةٍ دائمةٍ، وحَرِيٌّ بدهشتِك أن تفتحَ لك الباب إلىٰ قلبِ الحياةِ الفسيح، أمَّا متَى فارقتْكَ الدَّهشةُ فقد فارقك الأملُ بدخولِ قلبِ الحياة.
- ما أكثر الناس وما أندر الإنسان.
- لا بدّ لي من ساعات أعتزل فيها الناس ، لأهضم الساعات التي صرفتها في مخالطتهم.
- كَم من ناس صرفوا العمرَ في إتقانِ فنّ الكتابة .. ليذيعوا جهلَهُم لا غَير !
-عندما تصبح المكتبة ضرورة كالطاولة والسرير والكرسي والمطبخ؛ عندئذ يمكن القول بأننا أصبحنا قومًا متحضرين .
- ففي قرارة نفسي اليوم إيمان عميق جدًا ،إيمان لا يتزعزع بأنَّ المحبة وحدها هي المفتاح .
- أقول للمصلين و لطالبي الإصلاح أينما كانوا ومن أي أمة أو ملة كانوا : أصلحوا أنفسكم يصطلح العالم . أو أذكرهم بالقول المأثور : أيها الطبيب طبّب نفسك .
إن في استطاعة مبصر واحد أن يقود ألف أعمى . ولكنه ليس في استطاعة ألف أعمى أن يقودوا مبصراً واحداً . فكيف بالعميان يقودون العميان ؟ . و إنه لفي استطاعة عالم واحد أن يعلّم ألف جاهل وليس في استطاعة ألف جاهل أن يعلموا عالماً واحداً . فكيف بالجهّال يعلّمون الجهّال؟ كيف لمن أباح نفسه للذل ؛ أو للظلم ؛ أو للجشع أو للكذب ؛ أو للدعارة أن يعلّم غيره !؟
-يوم يفر الإيمان من نفسك تفر نفسك منك ،ويوم يكف قلبك عن العطاء يجف .
- لا غربة في الكون على الإطلاق إلا غربة الإنسان عن نفسه وعن ربه .
أربعة هم الناس:
إنسان جُلّه بهيمة وبعضه إنسان
وإنسان نصفه بهيمة ونصفه إنسان.
وإنسان جلّه إنسان وبعضه بهيمة.
وإنسان كلّه إنسان.
أما الأول: فما لفكرة الكمال أقّل سلطان عليه،
وأمّا الثاني: فيحلم بالكمال ولكنّه لا يسعي إليه.
وأمّا الثالث: فيحلم ويفكر ويؤمن ويشتاق ويسعي بكل واسطة لديه
وأما الرابع: فقد وصل إلي ما وراء الحلم والفكر والإيمان والشوق والسعي فلا يغريه تصفيق ولا يؤذيه تصفير .
والثالث من هؤلاء الأربعة أحقّهم بالتقدير وبالمحبة والغفران، لأنه لا يصارع البهيمة في نفسه لاغير ، بل يصارع كذلك النّاس الذين ما برحوا جلّهم بهيمة، والذين نصفهم بهيمة. فهؤلاء لا ينفكّون يزرعون في طريقه الفخاخ لينصروا البهيمة فيه علي الإنسان، كيما يبقي واحداً منهم وضمن حظيرتهم.
- من كان ذا نفس كبيرة كان أبعد الناس عن التبجُّح ، فما تبجّح إنسان بقوّة بدنيّة أو عقليّة، أو بمال أو عقار، أو بنسبٍ أو جاه، أو بشهرة أو بسلطان ، إلاّ لأن في نفسه الصغيرة جوعاً إلى العظمة الحقّة التي تأبى الانقياد إليه، فيحاول أن يبتزّها من الغير ابتزازاً – ولو بقوّة حَنَكِهِ ولسانه.
يقال إن الشاعر الراحل «ميخائيل نعيمة» أحب فتاة روسية أثناء دراسته الجامعية في روسيا، ولم يتزوجا، مع ذلك انتظرها، ولكنها لم تأتيه قط، ثم بعد مرور 75 سنة كتب في وصيته:
الدنيا هي " منزل بالإيجار "
مهما ظننت أنك تملكها فأنت واهم • ومهما فَعلت فيها فإنّك ستتركها يوماً ما
والآخِرة هي " منزل تمليك "
بيدك الآن بناؤه فلتُحسن العمل
هناك أناس بسطاء يعيشون معنا على الأرض • لا مال • ولا جاه • ولا منصب في هذه الدنيا الفانية
ولكن •• أملاكهم في السماء عظيمة • قصورهم تُبنى • وبساتينهم تُزرع • بتسبيحه • بإستغفار • بصدقه • بكلمه طيبه ووجه طلق
فأكثروا من خبايا العمل الصالح فإنه بالمجان 🤍💚
قال ابن حزم : إن الحُب أوله هزل وآخره جد، و لا تُدرك حقيقته إلا بالمعاناة، وهو ليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة، وأن الحب اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة، فالنفوس المتماثلة تتصل وتتوائم، أما النفوس المتنافرة فتتباعد.
والمحبة برأي ابن حزم متعددة : فمنها محبة القرابة ، و محبة الألفة ، ومحبة المصاحبة ، ومحبة البر ،و محبة الطمع في جاه المحبوب ، ومحبة المُتحابين لسر يجتمعان عليه لستره ، ومحبة بلوغ اللذة ، ومحبة العشق ، وأفضلها محبة المُتحابين في الله.