Tumgik
#المفكر
a5bar24 · 1 year
Text
المفكر محمد محجوب هارون للجزيرة نت: هذه سيناريوهات الصراع الدائر في السودان 
الخرطوم– أكد المفكر السوداني ورئيس مركز دراسات السلام في جامعة الخرطوم السابق الدكتور محمد محجوب هارون أن السبب الرئيسي للقتال الجاري في البلاد حاليا، بين الجيش وقوات الدعم السريع، هو ضعف البناء القيادي في الدولة السودانية. وأعرب هارون عن اعتقاده بأن هناك حقبة جديدة من السياسة الوطنية ستتشكل في السودان، معبرا عن أمله في أن تكون في الاتجاه الصائب وتستند إلى توافق وطني عريض القاعدة. وأضاف أن وجود…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
abbasalharik · 1 year
Text
ربانية المصدر
كانت أمريكا في عام ١٩٢٠ أصدرت قانون منع إصدار الخمر والتناولها. ولكن هذا القانون ألغي في عام ١٩٣٣ للأسباب منها رفض الجمهور على هذا القانون.
لو نظرنا إلى الأمة الإسلامية، لوجدنا أن الخمر حرمته قطعي لا خلاف فيه، ولا أحد قام بالمظاهرة طلبا لإباحة شرب الخمر، ثم وجدنا في شهر رمضان الأمر أعظم من ذلك، أن الأمة الإسلامية هم لا يتركون المحرمات فقط بل المباحات كالأكل والشرب والجماع للزوجان.
من هنا نتساءل: لماذا في أمركيا تحريم الشيء كالخمر البين ضرره فاشل، بينما نحن الأمة الإسلامية منقادون على ترك الخمر بل أكلنا وشربنا في شهر رمضان؟؟؟
فالجواب لأن عندنا ما ليس عندهم ألا وهو ربانية المصدر.
القاهرة، ٣ رمضان ١٤٤٤ للهجرة
0 notes
abcdketabat · 2 years
Text
"الغلو والغلو في الغلو" العلامة عبد العزيز الطريفي...
1 note · View note
al--qalam · 2 months
Text
اسمعوا بالله عليكم ما اتكلم به المفكر العربي الدكتور انيس النقاش رحمه الله تعالى رحمة واسعة
29 notes · View notes
baeniz · 8 months
Text
Tumblr media
يُقال أن سبب زواج المفكر الجزائري مالك بن نبي من زوجته..
أنه كان يرتاد مكتبةً باستمرار ويسأل عن الكتب التي يبحث عنها..
فيُقال له: إنها مُعارة لسيدة.. فسأل عنها وتزوجها...
تَزوَّج عقلاً يُناسبُ عقلك، فالأجسادُ تذبل والجمال يفنى والمال يزول!
ابحث عن سبب وجيه لصنع الذكريات مع أحد يستحق عقلك كما قلبك....
48 notes · View notes
omqo · 6 months
Text
Tumblr media
العقل أسير برمجة البيئة ، وما تكرر على العقل تقرر في سلوكه و أستقر في شعورة، و لكن متى يصبح "العقل" مؤهلاً لإستقبال "البصيرة"؟ بحسب الحكيم كرشنامرتي، عندما يتحرر العقل من البرمجة البيئية ( الثقافية و الاجتماعية)، حينها يصبح الإنسان واعياً لحركة أفكاره، يرى ويكتشف أن هذا الانقسام بين المفكر و الفكر، بين الراصد و المرصود، بين المختبر و الخبرة، ما هو إلا وهم، عندئذٍ فقط يوجد الرصد الصافي الذي هو بصيرة بدون أي ظل أو شوائب من الماضي أو الزمن ، بحيث تجلب هذه البصيرة اللازمنية تحولاً جذرياً وعميقاً في الذهن.
ويمكن من خلال البصيرة المتولِّدة عن انتباه غير موجَّه، لا مركز له، إحداث تبدل في خلايا المخ ووضع حدٍّ للإشراط المدمِّر كما ذكر الفيلسوف ديفيد بوهم: «توفِّر الأبحاثُ الحديثة عن المخ وعن الجملة العصبية سندًا متينًا للقول بأن البصيرة تُحدِث تبدلاً في خلايا المخ. فمن المعروف، على سبيل المثال، أن البدن يحوي موادَ هامة، كالهرمونات والنواقل العصبية، التي تؤثر تأثيرًا رئيسيًّا على وظائف المخ والجملة ا��عصبية كافة. وتستجيب هذه المواد في كلِّ لحظة لما يعرفه الفرد ولتفكيره ولما يعني هذا كلُّه في نظره. ومن المعلوم بوضوح أن خلايا المخ ووظائفها تتأثر تأثرًا عميقًا بالمعرفة وبالمشاعر. ويصير من الممكن على هذا النحو للبصيرة، التي يجب أن تأتي في حالة ذهنية ذات سوية طاقة مرتفعة، أن تغير خلايا المخ تغييرًا عميقًا.»
لذلك، يرى بوهم، أنه إذا شئنا أن تفصح الحياة عن ذاتها على مستوى الذهن فيجب علينا أن نحرِّره من الضغوط النفسية القاهرة للوسط المحيط ومن الإشراطات الشالَّة لبرامج خلايا المخ من خلال الحوار المفتوح الغير مشروط (الحوار البوهمي Bohmian Dialogue)
24 notes · View notes
nono-90-m · 8 days
Text
ما بين اليبرق و الاندومي
للدكتور وفا صوافطه.
لطالما كانت عندي قناعة أن بعض الطعام وطن، و أن بعضه حضن....
تحتاج طبخة ورق العنب (اليبرق) الكثير من الجهد و الوقت، و الاهم من ذلك الكثير من الحب و الحنان حتى تصير جاهزة، و هكذا طبخة لا تكون لذيذة طبعاً إلا والعائلة كلها مجتمعة.....
لدينا في المقابل (الإندومي)، بعض الماء الساخن و وعاء ماء، و خلال أقل من دقيقة تصير جاهزة، و تأكلها لوحدك....
و إن كانت طبخة اليبرق و شبيهاتها بعض وطن كما قلنا، فكأن الإندومي بتلك المعايير بعض غربة.....
لم يكن الطعام يوماً طعاماً فحسب، إنما ثقافة و طريقة حياة، و عندما نتحدث عن اليبرق و الإندومي، فنحن لانقصد الطعام طبعاً، إنما نتحدث عن ثقافتين، ثقافتان متناقضتان بالمطلق، أحدهما تضمحل هي ثقافة اليبرق، و الأخرى تتمدد و تتسيد هي ثقافة الاندومي...
خذوا علماً أيها السادة، نحن في عصر ثقافة الاندومي، حيث تطفو على السطح و تتسيد المشهد السفاهة و التفاهة و المكونات الضارة و الاعشاب الخبيثة و الطحالب و القشور.....
لم يعد أحد يطيق أن يقرأ كتاباً او حتى مقالاً لا يتعدى الخمسة أسطر، ومع هذا تراه يناقش في كل شيء تطاله أذناه أو عيناه، يؤمن و يعتقد أنه يكفيه أن يقرأ اقتباساً من هنا، أو جملة من هناك، أو بضعة كلمات عن احدهم، و قد صار مثقفاً لا يشق له غبار، يحلل لنفسه أن يفتي في كل شيء.....
في ثقافة الاندومي ما عاد هناك من اعتراف بمقام علمي أو رتبة معرفية، كل الصغار الذين حفظوا جملتين صاروا محللين و علماء و مفكرين في أي أمر كان، يفتون و يحكمون في أمور السياسة و الاقتصاد والعلوم واللغات والدين وغيرها، ولايقيمون رأياً لصاحب فكر ومعرفة وخبرة.....
في ثقافة الاندومي كم كبير من المعلومات، فحيثما أدرت وجهك تستطيع الحصول على الكثير من المعلومات، ولكن و هنا تكمن المفارقة العجيبة هذا يتناسب عكسياً مع مقدار المعرفة المكتسبة، لانه في هذه الثقافة ارتاحت الناس للاختصارات و الاختزالات و الاقتباسات، واعتبرت أنها تغنيها عن اكتساب المعارف و العلوم على أصولها، لأن ذلك يحتاج وقتاً وجهداً و صبراً وعقلاً، و صارت تلوك الجمل التي حفظتها و كأنها كل العلم أو المعرفة في موضوع ما.....
في ثقافة الاندومي الكل يكتب، و لكن قلة قليلة جداً و جداً و جداً تقرأ، قلة قليلة و من تلك القلة تتدبر أو تفهم ما تقرأ، يحدثونك عن الصين وتايوان، وهم لايعرفون أين تقع تايوان، تقيس تلك الرعاع كل تلك القضايا المعقدة على قياس تلك الخليتين اللتين يستعملهما في مخه لمحاكمة الأمور،...
يقدم البعض نفسه محللاً سياسياً يقيم الحرب في أوكرانيا، وهو لايعرف الفرق بين روسيا و روسيا البيضاء، بعضهم لاتكاد ثقافته أو معرفته تصل إلى ركبتي مصطفى لطفي المنفلوطي ولكن يناقش في نظرية النسبية، أحدهم يضع صورة لتشي غيفارا ويظنه مغني راب ما....
بعضهن يكون أقصى ما قرأنه هي قصة ليلى والذئب، وبضعة ابيات شعر لنزار قباني، وصاروا شاعرات وأديبات وكاتبات تصدر لهن الدوواين...
على فكرة هذا هذا النمط ياتيك دائما مع الكعب العالي والشفاه المنتفخة....
في ثقافة الاندومي يحشر رجل الدين أنفه في كل شيء، وكأنه بتلك الكلمتين اللتين حفظهما قد ملك علوم الأولين والآخرين، يجله الناس ويتحسسون جلبابه ويقبلون يده بركةً وطاعةً، يتقدم المجالس وله صدرها، أياً كانت المجالس، وهو بالكاد يركب جملة مفيدة، أو لديه دراية خارج حدود تلك الآيتين اللتان حفظهما، والأنكى من ذلك أنه لا يكاد يتوقف عن هجاء ذاك الغرب أو الشرق الكافرين، وكل مايلبسه أو يحمله أو يركبه هو نتاجهم، ليقول لك إن حشرته بسؤال لئيم " سبحان من سخر لنا هذا".....
في ثقافة الاندومي تخرج هذه وتخرج تلك ليحدثننا عن الأبراج، ليصير لقبهن لاحقاً عالمات فلك....
نعم، في ثقافة الاندومي تم استرخاص الألقاب، تصدر احداهن أغنية و صار اسمها الفنانة النجمة، يكتب أحدهم كلمتين، وصار يلقب بالمفكر، تخربش احداهن بضعة كلمات مبهمة، وكل كلمة تأخذ حيز سطر، وصار لقبها الشاعرة، يسرق أحدهم مقالاً، ولايجيد سرقته حتى، صار اسمه عالماً، يلقي أحدهم خطبة الجمعة عن عذاب القبر، صار اسمه علامة.....
نعم، تتناسل تلك الألقاب ويتم توزيعها بالمجان...
الخبير الاستراتيجي، الجهبذ التكتيكي، الفطحل الاقتصادي، النجم، النجمة، العالم، المفكر، العارف، العلامة، الاستاذ، الاديب، الدكتور، ابو الفقراء، سفير الانسانية، وزير الاحسان.....
ويسالونك أين هي البضاعة الجيدة؟؟...
ايها السادة، لقد طردتها البضاعة الرديئة. ...
أهلاً وسهلاً بكم إلى عالم الاندومي والأندوميين......
منقول عن فيس بوك
9 notes · View notes
lady-with-a-books · 1 year
Text
"الحياة فخ محزن، وعندما يحقق الشخص المفكر فرصته ويبلغ وعيه درجة النضج، يحس بنفسه لا إراديًا وكأنه قد وقع في فخ لا مهرب منه . وبالفعل .. فقد جاء إلى الحياة من العدم رغم إرادته بفعل عوامل عارضة ... فلماذا ؟ إنه يريد أن يعرف مغزى وهدف وجوده فلا يقال له، أو تقال له حماقات . ويدق الباب فلا يفتح له أحد . ويأتيه الموت أيضاً رغم إرادته."
Tumblr media Tumblr media
45 notes · View notes
Text
‏علي ابن أبي طالب عليه السلام على لسان المفكر الفرنسي روجيه جارودي
youtube
10 notes · View notes
tadkiraimania · 11 months
Text
Tumblr media
هذا المقال محاولة في فضح مؤامرة مشاريع العصرانيين التجديدية التي اقترنت بها ملابسات و مكائد غربية جعلت كثيرًا من المتدينين المسلمين الملتزمين يتخوفون من إطلاقها.
و لأنّ قوّة المسلمين تكمن في عقيدتهم وما يبنى عليها من أفكار بصفتها عقيدةً روحيّة شاملة لكل مناحي الحياة، و قادرة على بعث المسلمين من رمادهم.
فهاهي الضربات تصدر من بعض المستغربين من بيننا في الأمة، أرادوا بها طمس هويتنا الإسلامية و التشكيك في مقدساتنا و ثوابت ديننا و تراثنا الإسلامي، و زعزعة إيماننا و قناعاتنا الدينية التي لا يمكن التخلي عنها، تحت مسمى ” التجديد"، و فيهم سخر أديب العربية و الإسلام مصطفى صادق الرافعي رحمه الله، حين قال: "إنهم يريدون أن يجددوا الدين و اللغة و الشمس و القمر!".
Tumblr media
لقد زعم أصحاب هذا الـتيار أنهم يريدون التجديد لتنهض الأمة من كبوتها، و يريدون إعادة كتابة التاريخ الإســلامـــــي من خلال طرح العديد من الدراسات و الأبحاث المتعلقة بالتراث؛ إلا أنهم عمدوا إلى إحياء و تمجيد الاتجاهات الفكرية المنحرفة، و عرضها في إطار عقلاني تحت مظلة الانتماء إلى التراث الإسلامي.
لقد تجرؤوا على رفض النصوص الشرعية، و اتهموا من يرجع إليها بالجمود و الوثنية. و التجديد الذي يدعو إليه العصرانيون الجدد، كعبته أوروبا و أمريكا، و سدنته رجال التنصير و التهويد و الاستشراق، فهو نوع من تطوير الدين أو عصرنته. و من هنا شنوا حملة ضد ثوابت الإسلام و علومه المعيارية: الفقه و علوم الحديث، و أصول التفسير.
ثم قاموا بطرح العديد من الـشـعـــــارات الجـديـــدة التي تربط بين مفهومهم عن الإسلام و الماركسية، أو القومية و الاشتراكية، أو بين الإســـلام و الديمقراطية الغربية، سعيا منهم لنسف جهود الانطلاقة نحو صحوة الإسلام المباركة (تجديد الفكر الإسلامي- الأستاذ جمال سلطان).
في كتابه: الإسلام في عالم متغير يقول المفكر الإسلامي أبو الحسن الندوي: " باعتباري تابعًا لدين لا يمكنني أبدًا أن أقبل وضعاً يستجيب فيه الدين لكل تغير، لأن الدين ليست وظيفته أن يكون سجلًا لتغيرات الأزمنة. الدين يقر التغيير كحقيقة واقعية و يتقدم مع الحياة يدًا بيد، و لكنه ليس تابعًا للحياة، بل وظيفته أن يميز بين تغيير سليم و آخر غير سليم، و فيما إذا كان هذا التغيير نافعًا أو ضارًا".
و أشهر العصرانيين الذي حملوا لواء تحريف النص الإسلامي (القرآن و السنة) هم في مصر: نصر حامد أبو زيد، و جمال البنا، و حسن حنفي، و في السودان: محمود محمد طه، و حسن الترابي، و في الشام: محمد شحرور، و الطيب تيزيني، و في تونس: عبد المجيد الشرفي، و محمد الشرفي، و في المغرب: محمد عابد الجابري، و في فرنسا: محمد أركون (و هو جزائري الأصل). و تبع��م الكتَّاب في الخليج العربي و المغرب العربي، و في أنحاء العالَم، حتى لا يكاد يخلو منهم بلد.
لقد نجح التغريب و الاستلاب الحضاري في اختراق فضائنا الفكري الإسلامي، و انطلق نفر من المتغربين تحت غطاء العصرانية مدججين بالمناهج الوضعية الغربية، يبشرون بالمقولات و التصورات الحداثية التي قلدوا فيها أسلافهم من فلاسفة التنوير الغربي، في تَحَدٍ شديد لثوابت الأمة، و خارجين عن نسقها الإيماني، بإقامة القطيعة المعرفية مع ثوابت الإسلام (مستقبلنا بين التجديد الإسلامي و الحداثة الغربية- المفكر الإسلامي محمد عمارة).
Tumblr media
في البداية، نأخذ فكرة سريعة عن شخصية صاحب القراءة المعاصرة بالصوت و الصورة:
من الهندسة إلى تأويل القرآن
ولد محمد أديب شحرور في مدينة دمشق عام 1938 (توفي عام 2019)، في عائلة محافظة و كان أبوه تلميذا للشيخ الألباني رحمه الله، كان تعليمه في دمشق، حصل على دبلوم الهندسة المدنية عام 1964 في الاتحاد السوفياتي، ثم حصل على شهادةالدكتوراه من الجامعة الإيرلندية عام 1972 في هندسة التربة.
بدأت اهتمامات محمد شحرور بتأويل القرآن في عام 1970، لما كان في إيرلندا و هو بصدد إعداد أطروحته للدكتوراه، التي لم تكن في العلوم الإنسانية أصلاً، و استمر هذا الاهتمام حتى عام 1990 حين أصدر أول كتاب له في هذا الشأن و هو من أضخم كتب التحريف المعاصر، و من أكثرها إثارة بعنوان: الكتاب والقرآن قراءة معاصرة، و يعد هذا الكتاب الضخم أهم كتاب قدم فيه محمد شحرور نظريته المزعومة في التأويل.
المهندس محمد شحرور سواء في كتبه أو مقالاته أو حلقاته المرئية التي يظهر فيها عبر القنوات: يعمل على تحريف القرآن و تشويه الإسلام و تحليل المحرمات، و نشر الفساد الاجتماعي و الاقتصادي و التربوي، لأجل تقديم الإسلام بصورة تتناسب مع التصور العصري الغربي.
قال محمد شحرور: أفكاري إنما هي وليدة هزيمة حرب 1967، و ذلك عندما أرجع خطباء المساجد الهزيمة لتعرّي نساء العرب، فيما أرجعها الشيوعيون لصوم الناس شهر رمضان، فكان لا بد من تجديد الفكر العربي و الاسلامي، على حد قوله ( حوار أجرته معه قناة العربية و نشر في: 27 يناير 2008).
فكتاب محمد شحرور: الكتاب و القرآن، الذي بلغت شهرته آفاق العالم، امتداد للمشروع الليبرالي الذي بدأه محمد أركون و زيد أبو النصر كما صرح هو بذلك ، وهو إخراج القرآن و تفسيره وفق الفكر الليبرالي و علمنة الدين. و كتابه هذا حول الاسلام و القرآن يثير جدلا واسعا منذ أواسط التسعينيات و حتى اليوم.
فمشروعه الفكري الذي يغطيه بمسحة الإصلاح الديني و تجديد الخطاب الإسلامي ينصب على أن الإنسان هو مركز الكون و محوره، يعتمد اعتماداً كلياً على عقله، فلا يهيمن عليه أحد سواء كان رباً أو شريعة أو رسولاً، و الدعوة إلى قطع صلة هذا الإنسان بالله تعالى فيما يتعلق بالحلال و الحرام، و العمل على إلغاء هذه المفاهيم من حياة المسلمين، ليصبح بدلا عنها: ( الحق و لا الحق، والحرية و عدم الحرية، و مركزية الإنسان، فلا يصبح للدين أي سلطة عليه، بل يتحرر من كل ذلك)، و أكد محمد شحرور أن الوصول إلى هذه المرحلة و هي: ( إلغاء الحلال و الحرام و القطيعة مع الله تعالى "و يعبر عنه باللاهوت " و كذلك القطيعة مع الدين ).
و القطيعة مع الدين في نظره لابد أن تسبقها مرحلة الإصلاح الديني، و لابد من القطيعة مع جميع كتب التراث الإسلامي، و تغيير الثقافة الإسلامية لأنها مأخودة من كتب التراث الإسلامي.
يخدع شحرور الناس أنه يفسر القرآن الكريم بلغة عربية معاصرة، و علماء اللغة العربية المختصين في عصرنا الحاضر أوضحوا أن شحرور جاهل في اللغة العربية و أساليبها و جاهل في العلوم الشرعية، فكيف نأخذ منه و نعتمد عليه في أمر يخالف فيه القرآن نفسه و الأحاديث النبوية الصحيحة.
منهج شحرور
يقول شحرور إنّ القرآن رسالة عالمية، و يقصد بذلك أنّه يجب أن يلائم كل الشعوب كالياباني و الأمريكي. و يقول إنه رسالة خاتمة، فيجب أن يكون النصّ مواكبا لكل التطوّرات. و بدلا من أن يلجأ شحرور ��لى القرآن لاستخلاص مفاهيمه و قيمه و أحكامه بمعزل عن تأثير القيم العلمانية المعاصرة، يقوم بعملية عكسية، و هي أنه يجعل القرآن تابعًا للقيم العلمانية المعاصرة، و يقوم بليّ أعناق النصوص ليخرج بمفاهيم تتلاءم مع هذه القيم. فالضابط الوحيد عنده في تفسير القرآن هو "الجذر اللغوي"، و عندما يريد تفسير كلمة معينة في القرآن يلجأ إلى القواميس يبحث فيها عن معنى يجده أكثر توافقا مع القيم العلمانية المعاصرة!
و أدرج لكم فيما يلي فيضا من غيض من العجائب التي اكتشفها شحرور و يدعو اليها في قراءته المعاصرة للقرآن:
1- يدعو إلى إلغاء عبارة ان دين الدولة هو الإسلام من دساتير اي دولة.... لان الإسلام مفهوم عالمي بينما الدولة مفهوم محلي.
2- يقول في الميراث: نصيب الذكر يتساوى مع نصيب الأنثى، و أن الفقهاء الذين أجمعوا على أن الذكر يرث ضعف الأنثى، قد أخطأوا، لأن ذلك المعنى لا يستقيم إلا لو كان نص الآية هو "للذكر مِثْلا حظ الأنثى"، و هو ما لم يرد إطلاقاً في النص المقدس.
3- أحلَّ الزنا بين الرجل و المرأة بالتراضي إذا كانا غير متزوجين باسم ملك اليمين (في الزواج المسيار الرجل ملك يمين المرأة، و في زواج المتعة المرأة ملك يمين الرجل)، فأباح المساكنة بينهما و لو لم يكن بينهما عقد زواج بشروطه الشرعية.
4- يبيح للمرأة العازبة أن تطلب ممارسة الجنس مع اي شخص إذا رغبت في الولد دون عقد زواج؛ فيكفي موافقة الطرفين و رضاهما بذلك.
5- لا يقول بتحريم الخمرة ، و أن مجرد الأمر بالاجتناب لا يدل على التحريم.
6- خيّـر المسلم المكلف المستطيع بين صيام رمضان أو عدم صيامه مع الفدية.
7- أباح للمرأة ان تخرج شبه عارية، فقط تغطي الجيوب الاربع: تحت إبطيها و بين فخذيها، و يجوز كشف شعرها و أكتافها و فخذيها و ساقيها:
فأمام الأجانب (غير المحارم) للمرأة أن تظهر كل جسدها باستثناء الجيوب، و ما عـدا ذلك فليس بعورة علمًا بأن الآية الكريمة ( يدنين عليهن من جلابيبهن )[الأحزاب:59] هي للتعليم و ليست للتشريع.
أما أمام المحارم، فالمرأة ليس لها عورة على الإطلاق، فهي تجلس معهم كما خلقها الله عارية من كل شيء.
بل أكد أن خروج المرأة بالمايوه على الشاطئ أمر تعارفت عليه شعوب الأرض بفطرتها فلا يعتبر منكراً.
8- يلغي دور السنة النبوية في التشريع ، و يعتبر كل التشريعات و الأحكام التي طبقها النبي صلى الله عليه و سلم كانت خاصة بعصره، و لا تصلح للتطبيق بعد وفاته.
9- و يعتبر أن كل أمم الأرض بكل ديانتها مهما كانت عقائدهم مؤمنينن لا فرق بينهم و بين المسلمين، و كلها ناجية في القيامة و ستدخل الجنة، و أن الأحاديث التي تبين أركان الإسلام و أركان الإيمان كلها مكذوبة، لأنها تؤدي إلى القول بأن أهل الديانات الأخرى ليسوا مسلمين لأنهم لا يقيمون هذه الأركان و لا يعتقدون ما جاء فيها من أركان الإيمان.
10- إعتبر أن الربا الذي يترتب على إقراض البنوك لذوي الفعاليات الاقتصادية، الصناعية و التجارية و نحوها جائز، بشرط ألا يزيد على ضعف رأس المال في السنة الواحدة.
11- يعتبر الإسلام الذي كان معروفاً أيام النبي صلى الله عليه و سلم حسب زعمه و منظوره الليبرالي: ليس هو الإسلام الذي تسير عليه الأمة الإسلامية عبر عصورها، بل هو اسلام اخترعه الإمام الشافعي و من بعده من العلماء في العصر العباسي.
12- و يقول أيضا: إن مشكلتنا تكمن في كتاب من مئتي صفحة – يعني به: كتاب الرسالة للإمام الشافعي رحمه الله – إذا تجاوزناها؛ فإن مشكلتنا كلها مع التراث ستحل تلقائيا”، حتى يقول: “أنا كافر بما جاء به محمد بن إدريس الشافعي".
12- يقول في القدر بأنّ الله يعلم جميع الاحتمالات الممكنة التي من الممكن أن تقع و أنّ الإنسان حرّ في اختياره لإحدى هذه الاحتمالات و بالتالي يكون الإنسان حراّ. كما أنّه ينفي عِلم الله المسبق باختيار الإنسان لإحدى الاحتمالات. إلا أنه يؤمن بالدّعاء و إمكانية استجابة الله للدعاء و تدخله في مجريات الكون.
13- القضاء فهو بالنسبة له مُناط بالإنسان حيث أنّ الإنسان هو من يقضي من خلال تعامله مع المقدّرات (القوانين). مثال: (الله وضع مقدّرات (قوانين) نزول المطر، الإنسان يستطيع إنزال المطر (القضاء) عن طريق معرفته للقوانين الحاكمة لعملية نزول المطر، فالعلماء عندما يقومون بعملية استمطار صناعي يكونون قضاة و يكون الله مقدّرا (واضعا للقوانين فقط).
14- فيما يتعلق بالحدود المذكورة في القرآن مثل قطع يد السارق وقتل القاتل فإنه يسميها حدودا عُليا، بمعنى أنه من الممكن الاستغناء عنها و سنّ أحكام أخرى تتوافق مع تغيّر الظروف و العقل الإنساني و الأعراف العالمية عن طريق عرضها على التصويت.
15- يحصر المحرمات في أربعة عشر مسألة هي: الشرك بالله و عقوق الوالدين و قتل الأولاد خشية إملاق و الاقتراب من الفواحش (الزنا و اللواط و السفاح) و قتل النفس و أكل مال اليتيم و الغش و شهادة الزور و نقض العهد و أكل الميتة و الدم و لحم الخنزير و الاستقسام بالأزلام و الإثم و البغي بغير حق و التقوّل على الله و نكاح المحارم و الرّبا. و يجعل غير ذلك من المسائل خاضعا لإجماع الناس (عن طريق الديمقراطية و البرلمانات) مع الأخذ برأي علماء الطبيعة (في مجالات الاجتماع، و الإحصاء، و الاقتصاد…الخ) و ليس علماء الدين و مؤسسات الإفتاء. و هذا الموقف يعطي المسلمين حرية أكثر في حياتهم و تعاملاتهم مع الناس.
16- فيما يتعلق بالشريعة و تطبيقها فإنّ شحرور يتخلص من هذه المسألة الشائكة بالقول بأنّ آيات الأحكام في القرآن قابلة لإعادة النظر فيها و بأنّ ما كان صالحا لزمن ما لا يصلح لزمن آخر. بل يزيد على ذلك و يقول إنّ حاكمية الله المطلقة لا وجود لها إلا عند الله، و أن محاولات تطبيقها ليست إلا نشاطات إنسانية قد تصيب و قد تخطئ، و أن لا دخل لحاكمية الله المطلقة بها، و أنّ كل من يدّعي تطبيقها هو مُضلل و مُفسد يريد التغطية على القمع و مصادرة الحريات.
و لقد سبقَه في التحريف و الضلال أسلافه من الفِرق الهالكة، و نذكر بعضًا ممَّا بدَّلوه و و حرفوه:
• القرامطة الباطنية: فسَّروا الصيامَ بكَتْم الأسرار، و الحجَّ بالسفر إلى شيخهم، و الجَنَّةَ بالتمتُّع بالملذات في الدنيا، و نحوه.
• المعتزلة: قالوا في قوله تعالى: { وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } [النساء:164]: كلَّمه؛ أي: جَرَحه بمخالب الحِكمة.
• الصوفية: سُئِل بعضهم عن الحُجَّة في الرقص، فقال: قوله تعالى: { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا } [الزلزلة:1].
• الرافضة: قالوا في قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً } [البقرة:67] قالوا: عائشة.
و هؤلاء القوم ( القدامى و العصرانيون بعدهم) يرفعون شعار: "النص مقدَّس، و التأويل حرّ"، و حينئذٍ يسقط فَهْم السلف، و أقوال الصحابة؛ إذ لا حاجةَ لها أمام ما يُريده هؤلاء من فتْح الباب للخَوْض في النصوص و مدلولاتها لكلِّ أحد بحسب أحواله و ضلاله و أهوائه ( محاضرة الفهم الجديد للنصوص- الشيخ محمد بن صالح المنجد).
قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت:40] و الإلحاد هنا كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما هو: أن يوضع الكلام في غير موضعه (تفسير الطبري).
Tumblr media
كاتب التفاعل المعاصر
الدكتور صهيب السقار خريج جامعة بغداد في أصول الدين عمل عضوا في هيئة التدريس بجامعة بنغازي في ليبيا، و مديرا للوقف العربي العلمي باسطانبول في تركيا، و يعمل مستشارا لمؤسسة رواسخ الكويتية، و أيضا مستشارا لمشروع النبراس الكويتي. له عدة كتب قيمة في سلسلة القراءة المعاصرة نذكر منها: كتاب جدلية الحجاب؛ الذي قال فيه النقاد إنه كتاب لم يؤلف في موضوعه مثله في التاريخ كله.
بعد أكثر من ثلاثين عاماً على صدور كتاب محمد شحرور: الكتاب و القرآن رؤية جديدة (صدر عام 1990)، يقدم الدكتور صهيب السقار دراسة جديدة في فكر شحرور في كتابه: القراءة المعاصرة في القراءة المعاصرة بأدواتها، حيث يرى أن القراءة المعاصرة لا تُقدّم لنا نقداً لأدلة فرعية فحسب، و لا تُقدّم اجتهاداً في مسألة فقهية، بل، و حسب تصريح شحرور، بأنه يطرح بديلاً لم يسبقه إليه أحد. و هذا البديل يخترق التراث بجميع مذاهبه الفقهية و الفكرية، و ينسخه و لا يجد فيه مصداقية و لا حكماً مطابقاً للمصحف.
و يقول أيضا في مقدمة الكتاب: جهود العلماء السابقين في نقد القراءة المعاصرة سبقت هذا الانتشار الكبير الذي تحقق، بعد توصية مؤسسات دولية (راند و المجلس الاسماعيلي الباطني في لندن و غيرها من المؤسسات) بدعم شحرور شخصياً مقترحة إسمه للترويج للاسلام الديمقراطي الحداثي، و بعد المساحات الإعلامية التي استغلها، و سبقت أيضاً وصول كتابه الأول إلى خمس طبعات، و صدور عشرة كتب أخرى، و سبقت فوزه بالجوائز و استضافاته في الجامعات و المعاهد العربية و الغربية.
و يضيف قائلا: لا نسلم وصف القراءة المعاصرة بالرماد و الموات. فلا تزال مخرجات القراءة المعاصرة -التي يتم تصنيفها في خانة التيار اللاديني المتستر- بارزة في كثير من مكتبات العالم العربي و الغربي. و لا تزال أرقام مشاهدات ��قاطع القراءة المعاصرة في ارتفاع. و قد وصل عدد منها إلى 400 ألف مشاهدة على قناته الرسمية.
و في ختام المقدمة يقول: لا يمكننا أن نتجاهل تحديات شحرور لما يسميه المؤسسة الدينية و اتهامها بالعجز عن نقده. و لا يمكننا أن نتجاهل استثماره للأخطاء المنهجية التي وقعت فيها ردود منتقديه من المهندسين و المحامين و الأدباء.
لهذا كله كان لزاماً أن نقرأ القراءة المعاصرة بأدواتها. و أن نسد هذه الثغرة و نحن ندرك أخطارها و سعة انتشارها في طبقة من طبقات المسلمين العصريين.
تفكيك القراءة المعاصرة
يرى الدكتور صهيب أن شحرور يعتبر نفسه مجددا تجاوز ما وقف عليه كبار النقاد العصرانيين المجددين للخطاب الديني مثل حسن حنفي و محمد أركون و ابو حامد نصر و غيرهم، فقد وقفوا عند النقد أما هو فقد قدم بديلا عن تراث الأمة كلها في التفسير و الفقه و الحديث.
تفكيك نفي الترادف
و يؤكد الدكتور صهيب أن جوهر القراءة المعاصرة و ركنها الأعظم عند شحرور هو التفريق بين الكتاب و القرآن، و طبعا هذا عنوان كتابه: الكتاب و القرآن رؤية جديدة، في هذا الكتاب إكتشف شحرور أن كلام الله يشتمل على كتابين: أحدهما يسميه القرآن و هو آيات الغيب، و الثاني يسميه الكتاب و أحيانا الكتاب الأم يحوي آيات الأحكام و يسميها المحكمات.
و بعد اكتشافه المرعب -كما يقول- أعاد النظر في دين الاسلام و أقام تصورا جديدا في قراءته المعاصرة، و هدم التصور الذي عرفته الأمة كلها في دين الإسلام، و في التصور الجديد كل أهل الأرض مسلمون حتى المجوسي و البوذي الذي لا يؤمن أصلا بالنبوة و لا بالآخرة و لا يرضى بالاسلام دينا هو مسلم رغم أنفه في القراءة المعاصرة.
هذا هو صلب القراءة المعاصرة و قاعدة مخرجات تطبيقاتها و نظرياتها و أصولها و فروعها. جميع هذه الأصول و جميع هذه الفروع تقوم على نفي الترادف، بل هذه الأصول تقف على توهمه في نفي الترادف.
يقول الدكتور صهيب إن شحرور في نفي الترادف توهم أن تعدد الاسماء لابد أن يدل على تعدد المسميات، لم يدرك أن العطف ربما يقتضي التغاير لكن في المفهوم دون الذوات، مثلا عندما وقف على قوله تعالى: { الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَ قُرْآنٍ مُّبِينٍ } [الحجر:1] قال العطف يقتضي التغاير و هذا التغاير لابد ان يكون متحققا في الذوات، فهناك ذات و آيات إسمها الكتاب و هناك ذات و آيات إسمها القرآن.
إن شحرور جعل نفي الترادف قاعدة و رأس هرم أقام عليها بنيانه كله في قراءته المعاصرة و لم يُعَرِفْ نفي الترادف.
علماؤنا في كتب الاصطلاحات يقولون: الترادف هو الاتحاد في المفهوم لا في الذات، فالممنوع إذن هو اتحاد الألفاظ في مفهومها لا بإطلاقها على ذات واحدة.
يقول الدكتور صهيب متابعا نحن مع شحرور في نفي الترادف و أن العطف يقتضي التغاير و لكن هذا التغاير ليس من شرطه تعدد الذوات.فالقرآن ليس مرادفا للكتاب، فهناك تغاير في مفهوم القرآن و مفهوم الكتاب، و نفي الترادف لا يوجب أن نقول هناك تعدد في الذوات فنقول هناك آيات إسمها الكتاب و هناك آيات أخرى إسمها القرآن، بل يكفي في نفي الترادف أن ننفي الاتحاد بين مفهوم الكتاب و مفهوم القرآن، هناك تباين؛ هناك نفي للترادف، لكن نقول هناك قرآن مكتوب و قرآن مقروء، و الأية الواحدة يمكن أن نكتبها و يمكن أن نقرأها و هذا الاستعمال هو الاستعمال الذي ثبت في القرآن الكريم أيضا، و الله سبحانه أطلق الإسمين: القرآن و الكتاب على شيء واحد في القرآن الكريم في قوله تعالى: { وَ إِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ، قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَ إِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الأحقاق:29-30] فهذا الذي سمعوه هو شيء واحد: فهو قرآن و كتاب.
يقول الدكتور صهيب: و بذلك ينهار نظام قراءة شحرور "المعاصرة" للقرآن بانهيار نظريته في نفي الترادف، و من ثم تنهار كل المقولات و النظريات التي تفرعت عنها.
خصومة شحرور مع القرآن
إن نظرية شحرور في تقسيم القرآن إلى كتاب و قرآن، و أنه يوجد بينهما فرق جوهري، هدفها تمرير افتراءاته على كتاب الله تعالى المنزل على رسوله، كما أراد له أساتذته الملاحدة الماركسيون، و القرامطة الباطنيون الإباحيون.
يرى شحرور في كتابه: الكتاب و القرآن قراءة معاصرة؛ أن القرآن لابد أن يكون قابلا للتأويل، و تأويله يجب أن يكون متحركا وفق كل أمة و كل عصر و كل زمان.
و في الحقيقة: التأويل المتحرك بمعاني القرآن دون الوقوف عند ثبات نصه و دلالته، هو تبديل و إفراغ النص من مضمونه، ليصبح منطلقا للأهواء و الاعراف و التقاليد.
من الذي يؤول آيات الكتاب؟
يقول شحرور: أما قوله { و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم } فهو أن القرآن حقيقة مطلقة فتأويله الكامل لا يكون إلا من قبل الله المطلق، و النبي صلى الله عليه و سلم لا يعلم التأويل الكامل للقرآن بكل تفاصيله؛ لأنه يصبح شريكا لله في مطلق المعرفة. أما معرفة التأويل المتدرج المرحلي فهو من قبل الراسخين في العلم كلهم مجتمعين لا فرادى. و الراسخون في العلم هم مجموعة كبار الفلاسفة و علماء الطبيعة و أصل الانسان و أصل الكون و علماء الفضاء و كبار علماء التاريخ مجتمعين (أمثال كانت و هيجل و داروين و لينين و غيرهم).
أما علماء الفقه و الحديث و التفسير فلا نصيب لهم في هذا التأويل لأنهم في نظر شحرور ليسوا من الراسخين في العلم، فموقفهم في القرآن مثل موقف العامة تماما!
لماذا يا شحرور؟
يقول شحرور: كل تفاسير القرآن تراث يحمل طابع الفهم المرحلي النسبي.
و يقول كذلك: لسنا عبيدا للسلف، فأنا لا أقبل أن أجلس عند أقدام ابن عباس أو أقدام الشافعي.
إن المشكلة ليست مسألة خصومة بين شحرور و الفقهاء، بل خصومته مع كتاب الله نفسه، فهو يدعو إلى اعتبار القرآن نصا تاريخيا موضوعيا نزل في سياق معين و لمجتمع معين؛ مما يعني أن القرآن يخضع للتطور و التغيير طبقا لنظرية التطور في المنهج الماركسي؛ فهو يفسر القرآن و آياته بمنظار نظرية المعرفة عند الماركسيين و كان هدفه الأقصى هو العدوان على النصوص الدينية الربانية، و إلغاء معانيها المشتملة على العقائد و الأخلاق و الشرائع و الأخبار و الأحكام الربانية إلغاء كليًا، أو جزئيًا.
و في الحقيقة إن تقييد القرآن بسياقه التاريخي يفقده هو و الإسلام صفة الشمول التي جعلها الله من ثوابت الدين في قوله تعالى: { وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ } [سبأ:28] (شحرور مفسدا لا مفسرا- فوزي بن عبد الصمد فطاني باحث بمركز سلف للبحوث و الدراسات).
Tumblr media
فرض نسخة مشوهة للإسلام
لقد أدرك أعداء الإسلام في عصرنا أن المسلمين لن يقبلوا أخذ دينهم و تفسير كلام ربهم منهم؛ فقاموا بتسليم الراية لبعض تلاميذهم أو أذنابهم المتأثرين بهم من المسلمين أو ممن يحملون أسماء المسلمين.
صدر تقرير عن مؤسسة راند Rand ( و هي مؤسسة تعتبر من أهم مراكز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية على الإطلاق، و هي الذراع البحثي شبه الرسمي للإدارة الأمريكية و للبنتاغون بوجه خاص) في كتاب بعنوان: الإسلام الديمقراطي المدني، للكاتبة شيرين بينارد ( مؤلفة يهودية أمريكية من أصل نمساوي، روائية و كاتبة نسوية و باحثة متخصصة في العلوم السياسية، و هي أيضا رئيسة مؤسسة راند).
جاء في مقدمة الكتاب: "و في إطار الجهود الأمريكية لإعادة رسم الخريطة السياسية و الاقتصادية للعالم الإسلامي بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 صدر هذا الكتاب- التقرير. و الدراسة تحاول تحديد ملامح الاستراتيجية التي يتعين على الإدارة الأمريكية تبنيها من أجل إعادة "بناء الدين الإسلامي": لدمجه في " المنظومة الديمقراطية" الغربية، و هي استراتيجية تُبْنَى أساسا على قطع موارد " الأصوليين" و دعم و تمويل الحداثيين و العلمانيين".
تؤكد مؤسسة راند على ضرورة تقوية "المجددين" و توفير الدعم لهم، و وضعت لهذه الرغبة برنامجا عمليا، وفق خطوات محددة، و هي بعد جمعها و ترتيبها:
1- تقوية رؤى "المجددين"، و تعزيز منبر لهم؛ يستطيعون من خلاله التعبير عن آرائهم و نشرها، و جعل آرائهم في متناول الجميع لتنافس آراء التقليديين و الأصوليين.
2- يجب أن يظهروا -دون التقليديين- أمام الجمهور المسلم أنهم صورة اسلام المعاصر.
3- تحديد أسماء العلماء "المجددين" المنتسبين لإدارة موقع إلكتروني للإفتاء، و إبداء الآراء الشرعية العصرية.
[ملاحظة: هؤلاء العلماء هم: خالد أبو الفضل، و محمد شحرور (الذي جعلت منه مفكرا عقلانيا جديرا بالإعجاب)، و شريف ماردين، و فتح الله كولن، و بسام طيبي؛ و كلهم متفقون على تقديس العقل على حساب النص الشرعي و خدمة مصالح الغرب].
4- تشجيعهم على كتابة الكتب الدراسية، و وضع المناهج التعليمية.
5- تشجيعهم على الكتابة العامة الجمهور و الشباب.
6- نشر كتبهم بأسعار مدعومة، لتكون متوفرة، و منافسة لكتب الأصوليين.
7- استخدام الإعلام لنشر أفكار المجددين و ممارساتهم.
8- تكوين قيادة تجديدية جديدة، و تنمية خصائص الشجاعة فيهم؛ بجعلهم المدافعين عن الحقوق المدنية، و ليس سواهم.
9- إشراك "المجددين" في الفعاليات السياسية.
10- إبراز موقف المجددين على أنه هو "الثقافة البديلة" للثقافة السائدة، أي أنه هو الحل لأزمات العالم الإسلامي.
بهذه المقترحات اللامحدودة أعطت مؤسسة راند دعما مطلقا و ثقة تامة للعصرانيين (المجددين) باعتبارهم خيارا استراتيجيا، و تيارا غربيا يعمل وسط العالم الإسلامي، فهو طليعة تيار التجديد الإسلامي الذي سيتولى تطوير الإسلام على الشكل الذي يريده الغرب.
و في البند الأخير من التقرير تؤكد مؤسسة راند: "و أخيرا معارضة الأصوليين معارضة قوية".
فالذي يحكم المفهوم هو قاعدة المصلحة الغربية، فالغرب مستعد لدعم الأصولية (بمفهومه) إذا وجد فيها يوما مصلحة له.
و الملاحظ أن مفهوم "الأصولية" لا وجود له في الإسلام، و ما زعمه التقرير من أن الأصوليين المسلمين هم من يرفض قيم الديمقراطية و الحضارة الغربية و يتطلعون إلى إقامة دولة إسلامية متشددة. و بمعنى آخر الأصولي هو كل من يسير من المسلمين على غير هوى الغرب و مصلحته.
إن ما تعنيه مؤسسة راند بمعارضة الأصوليين، هو القيام بانتزاع كل ما قدمته للعصرانيين "المجددين" من يد الأصوليين و خصوصا التعليم و الإعلام؛ و هذه الحرب، هي في حقيقتها، موجهة إلى عقول المسلمين جميعا، فهي حرب فكرية كما صرحت بذلك راند في تقريرها لعام 2007، إذ قالت: "إن الصراع الموجود حاليا في معظم أنحاء العالم الإسلامي عبارة عن حرب أفكار".
الإسلام دين الحق
إن تشويه الإسلام الدين الحق هو عقيدة شيطانية لم يقم بها الغرب وحده، و إنما باتت في عقر بيت المسلمين أنفسهم، و بأيد إسلامية.
و من وسط هذه الحرب الفكرية، و هذا الإعلام الضاري، و هذه التقارير الماكرة، ينبع التفاؤل و الأمل، و من خلال التأمل في مكر الغرب العملي، يمكن استباط ثلاث ميزات مهمة لواقع المسلمين اليوم، كلها يدعو إلى التفاؤل بغد مشرق إن شاء الله:
الميزة الأولى:
أن الجانب الفكري في العالم الإسلامي اليوم بصموده القوي لا يزال يشكل معضلة بالنسبة للغرب، رغم نجاح الغرب عسكريا و سياسيا و اقتصاديا في العالم الإسلامي. فقد فشل الغرب في تغيير فكر المسلمين و انتزاع الإسلام من عقولهم و قلوبهم، و لا أدل على ذلك من هذا السيل العارم من تقارير مؤسسة راند التى أفنت كتبتها و فكرها و مكرها و أموالها في استهداف الإسلام.
الميزة الثانية:
أنه بالرغم من سيطرة أمريكا في الجوانب العسكرية و السياسية و الاقتصادية، و سطوتها على العالم الإسلامي، إلا أنها عجزت عن تكوين قاعدة فكرية تابعة لها داخل المجتمع الإسلامي، و باعتراف راند أن "المجددين" الذين تعول عليهم ليس لهم منابر و لا قاعدة شعبية و لا مصادر دعم.
و هذا الأمر يجعلنا نتفاءل أيضا و نقول: إنه بالرغم من الاختلافات الكثيرة بين المسلمين في العالم الإسلامي، فهم لا يزالون يشكلون وحدة فكرية إسلامية في وجه الغرب الذي يسعى إلى تفكيك و اختراق هذه الوحدة، و ذلك عن طريق إستمالة المعتدلين (المجددين) و دعمهم.
و تقرير "بناء شبكات مسلمة معتدلة" (راند 2007) خير شاهد على تلك المحاولات.
الميزة الثالثة:
يقول الباحث ديفيد كابلان: " و لأن أمريكا ملوثة إشعاعيا في العالم اسلامي (بمعنى مكروهة يتم تجنبها) فإن خطة الوصول لكل العالم الإسلامي تقتضي العمل من خلال أطراف ثالثة، مثل الدول الإسلامية المعتدلة و المؤسسات و الجماعات الإصلاحية، من أجل الترويج للقيم المشتركة كالديمقراطية و حقوق المرأة و التسامح".
و هذا الكلام يؤكد ما تم ذكره في الميزة الثانية، و يؤكد أيضا على كره الشعوب الإسلامية للسياسات الأمريكية اتجاه العالم الإسلامي. فقد شاهد العالم أجمع احتجاجات الشعوب الإسلامية من إندونيسيا إلى المغرب على احتلال أفغانستان عام 1979، و العراق عام 2003، و على حصار غزة عام 2007 و قتل أهلها المدعوم علنا من أمريكا و الغرب، و هذا لا يؤكد فقط على الوحدة الفكرية الإسلامية التي لا زالت تربط المسلمين؛ و إنما تؤكد على وحدة الكره الإسلامي (على مستوى الشعوب) لأمريكا و الغرب.
فالأمة الإسلامية لا زالت تشعر بالألم؛ ألم الجسد الواحد الذي أخبر به الرسول ﷺ في قوله: ( مثل ��لمؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ) [رواه النعمان بن بشير- أخرجه مسلم].
فهذه الميزات الثلاث في واقع المسلمين اليوم تبعث على التفاؤل، و على الثقة بأن الأمة الإسلامية لا يفصلها عن سنام الوحدة العامة و التفوق و الازدهار الشيء الكثير، و لعل الله أن يهيء لهذه الأمة من أمرها رشدا؛ { وَ اللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَ لَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [يوسف:21].
إن الحق بعد بعثة نبينا باق و منصور إلى آخر الزمان، فيهيء الله سبحانه في كل زمان و كل جيل من ينصر هذا الدين و يجاهد في سبيله صادقا، سالكا طريق الحق و السنة. و عليه فلسنا نخاف على هذا الدين و قد تكفل له الله عز و جل بنصرته و إظهاره إلى يوم القيامة بقوله تعالى: { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [الصف:8]؛ و إنما نخاف على أنفسنا أن نتخلى عنه فيستبدل ربنا قوما غيرنا، و نكون من الخاسرين ( كتاب الإسلام الذي يريده الغرب- د.صالح عبد الله حساب الغامدي).
بطاقة و تعليق
أثناء البحث و تتبع المعلومات وقع بصري على تعليقات بعض الشباب المسلم الذي يتابع قناة شحرور على اليوتوب، فقمت بتصويرها و وضعها في شكل بطاقة:
Tumblr media
لا شك أن الفئة المستهدفة، بصفة خاصة، في مخططات أعداء الإسلام من خلال نشر أفكار العصرانيين، هي جيل الشباب المسلم، و الهدف من كل ذلك هو مسخ هويته الإسلامية.
يمكننا أن نرى أزمة الهوية الإسلامية -مثلا- في الشباب الذي يعلق علم أمريكا في عنقه و في سيارته، و في الشباب الذي يتهافت على تقليد الغربيين في مظهرهم و مخبرهم و في قيمهم، و في الشباب الذين يتخلون عن جنسية بلادهم الإسلامية بغير عذر ملجئ ثم يفتخرون بالفوز بجنسية البلاد الكافرة.
بل و منهم من يسعى باسم الثقافة و الحداثة و المعاصرة و التطور إلى مزيد من طمس الهوية الإسلامية؛ فيسعى الى التحرر من منظومة الأخلاق الإسلامية لأنها تقف عائقا أمام إشباع شهواته البهيمية، فلا عجب أن تجد هؤلاء الشباب مهللين لكل ما ينشره دعاة الفساد و الإباحية المتسترين بالدين، و الذين يزعمون كونهم أصحاب فكر عصراني تنويري يجدد الدين بالعقل و العلم.
و لكن الذي يجهله الشباب المسلم المفتون بفكرهم هو: أن من يسمون أنفسهم بالمجددين للدين، إنما هم في الحقيقة دعاة على أبواب جهنم. و أكثرُ المسلمين لا يَتطرَّق إلى عقله وجود دعاة على أبواب جهنّم يُضِلُّون الناس، و يُفسِدون عليهم عقيدتهم و عبادتهم، و يُفتُونهم بغير الحق الذي أنزَلَه الله.
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه و سلم: ( "دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ؛ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: "نَعَمْ! قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَ إِمَامَهُمْ" فَقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَ لا إِمَامٌ؟ قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَ لَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَ أَنْتَ عَلَى ذَلِكَ" [متفق عليه، رواه مسلم].
قال الإمام ابن باز رحمه الله: "يعني يدعون إلى النار، يدعون إلى أعمال و إلى أخلاق تجر أهلها إلى النار، فالذي يدعو إلى الإباحية أو إلى الشيوعية أو إلى القومية الجاهلية أو إلى الاختلاط أو إلى الأغاني و الملاهي أو إلى الخمور أو إلى غير هذا مما يخالف الشرع هو داخل في هذا، نسأل الله السلامة، سواء علم أو لم يعلم، أو كان إمعة لا يدري ما يقول" ( موقع ابن باز).
37 notes · View notes
philosopher-blog · 2 months
Text
التفكير، هذا العمل العقلي العميق الذي يمثل حقبةً خصبةً لاكتشاف الحقائق وراء الغموض. إنها رحلة دراماتيكية مليئة بالتحديات والمكافآت، حيث يُكسى بها المفكر على مدار الزمان، لكنه لا يمكن أن يتوقف. فهو يبحث عن البصيرة والفهم، يتسلق تلال الثقافة والعلم، وينغمس في أعماق النقاش الفلسفي والمنطقي.
في بحور التفكير، تتفرد رحلة التفسير بأهميتها الخاصة. إنها تشبه مراوح رياح تهب على سفينة الفهم، تعيقها أحيانًا وتدفعها أحيانًا أخرى. فهي تجعلنا نفهم العالم من حولنا بطرق مختلفة وتدفعنا إلى مواجهة الأسئلة الجوهرية حول وجودنا وهدفنا وأصلنا.
تفكرنا في غموض الحياة وجيوب الكون يولد من قبل رغبتنا القوية في معرفة أكثر وفهم أعمق. فليس الغموض مجرد حائط يحده، بل هو البوابة إلى الإدراك المتجدد والحكمة المتجددة. من خلال تفسير الغموض، ننشأ جسرًا من الجمال الذي نصنعه عندما نكتشف معانٍ جديدة ونعبأ بفهم أعمق.
تتضمن رحلة تفسير الغموض أيضًا الصراع الداخلي والتوترات العقلية للتعامل مع أفكار لا تنتهي وتساؤلات لا تنتهي. فكلما ازدادت معرفتنا بالعالم، كلما ازدادت أسئلتنا وتحدياتنا. في كثير من الأحيان، نجد ��نفسنا محاصرين بلغز لا ينتهي، مما يدفعنا إلى التجول في الأفق المعرفي بلا هوادة، بحثًا عن الإجابات ومعانٍ جديدة.
لكن في تلك الصراعات والتوترات، تكمن قوة الفهم والتقدم. إنها كأن تتحدى الأفكار الحقول الموحشة، محاولة بحث ما وراء الضباب العقلي لنجد النور والحقيقة. هذا الصراع يصقل عقولنا وينميها، ويحفزنا على توسيع آفاقنا والمضي قدمًا في مسار الفهم والإدراك.
إن تفسير الغموض يعزز أيضًا الاتصال الروحي والإنساني بالآخرين، حيث يمكن للتفكير المشترك وتقاسم الأفكار أن يقود إلى فهم أعمق وأكثر اتساقًا للعالم من حولنا. إنها رحلة من الانعزال إلى الاندماج، حيث نشارك أفكارنا وشكوكنا مع الآخرين ونبني جسورًا من التفاهم المتبادل.
عندما نقفز لتفسير الغموض، نجد أنفسنا يدهشنا شعور بالتواضع والإعجاب. فالغموض لا يُروى بكلمات بسيطة أو يُفهم بأفكار محددة، بل يتطلب تواجدًا عميقًا للروح والعقل ومرونة كبيرة في التفكير. إذن، رحلة تفسير الغموض هي بمثابة فن وعلم يجمع بين الصبر والذكاء والتأمل.
ومع ذلك، قد تكون رحلة تفسير الغموض أيضًا مطلوبة منا في الوقت الحاضر. ففي عصرنا الحالي السريع الإيقاع، يمكن أن يكون التفكير العميق وتفسير الغموض مهارات يُغفل عنها بشكل كبير. إن تقدير الغموض والسعي لتفسيره يمثل تحديًا للعقل الحديث، الذي يميل إلى البحث عن الإجابات السريعة والحلول الفورية.
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل قيمة التفكير العميق وتفسير الغموض في عصرنا الحالي. إنها ليست مجرد فلسفة قديمة، بل هي قدرة حية وحاسمة يجب أن نحترمها ونكرس لها الوقت والجهد اللازمين. فقد يكون في تفسير الغموض مفتاح الفهم، وربما حلاً للتحديات المعقدة التي تواجهنا في الوقت الراهن.
فلذلك، يجب علينا أن نجد وقتًا للانغماس في التفكير العميق وفي رحلة تفسير الغموض. ينبغي لنا أن نحترم القوة الكبيرة التي تكمن في البحث عن الفهم والحقيقة، وننظر إلى هذه الرحلة كفرصة للنمو الشخصي والانفتاح على عوالم جديدة.
إن التفسير والغموض يمثلان جوهر الإنسانية، وهما النجمتان التي تهديانا في المسارات المعتمة. لذا دعونا نستعد لتجاوز الحدود المفروضة على عقولنا والانطلاق في رحلة تفسير الغموض، حيث ستتكشف لنا أسرار جديدة وستفتح لنا آفاق جديدة على الحياة والعالم.
Thinking, this deep mental work that represents a fertile era for discovering the truths behind the mystery. It is a dramatic journey full of challenges and rewards, one that the thinker is drawn into over time, but cannot stop. He searches for insight and understanding, climbs the hills of culture and science, and immerses himself in the depths of philosophical and logical debate.
In the seas of thinking, the journey of interpretation is unique in its special importance. They are like fans of wind blowing on the ship of understanding, sometimes hindering it and sometimes pushing it away. They make us understand the world around us in different ways and push us to confront fundamental questions about our existence, purpose, and origin.
Our contemplation of the mysteries of life and the pockets of the universe is born of our strong desire to know more and understand deeper. Mystery is not just a wall that limits us, but rather it is the gateway to renewed awareness and renewed wisdom. By interpreting ambiguity, we create a bridge to the beauty we create when we discover new meanings and fill with deeper understanding.
The journey of interpreting a mystery also includes internal conflict and mental tensions to deal with endless thoughts and endless questions. The more we know about the world, the more questions and challenges we face. Often, we find ourselves surrounded by a never-ending puzzle, which prompts us to wander the cognitive horizon relentlessly, searching for answers and new meanings.
But in those conflicts and tensions lies the power of understanding and progress. It is as if thoughts challenge desolate fields, trying to search beyond the mental fog to find light and truth. This struggle sharpens and develops our minds, and motivates us to expand our horizons and move forward on the path of understanding and realization.
Interpreting mystery also fosters a spiritual and human connection with others, where joint thinking and sharing of ideas can lead to a deeper, more consistent understanding of the world around us. It is a journey from isolation to inclusion, where we share our thoughts and doubts with others and build bridges of mutual understanding.
When we jump to explain the mystery, we find ourselves struck by a sense of humility and admiration. Mystery cannot be told in simple words or understood with specific ideas, but rather requires a deep presence of spirit and mind and great flexibility in thinking. So, the journey of interpreting a mystery is an art and a science that combines patience, intelligence, and contemplation.
However, a journey to interpret the mystery may also be required of us at the present time. In today's fast-paced age, deep thinking and interpreting ambiguity can be skills that are largely overlooked. Appreciating ambiguity and seeking to explain it is a challenge to the modern mind, which tends to search for quick answers and immediate solutions.
However, the value of deep thinking and interpretation of ambiguity cannot be ignored in our current era. It is not just an ancient philosophy, but a living and critical ability that we must respect and devote the necessary time and effort to. Explaining the ambiguity may be the key to understanding, and perhaps a solution to the complex challenges facing us at the present time.
Therefore, we must find time to indulge in deep thinking and the journey of interpreting the mystery. We should respect the great power that lies in the search for understanding and truth, and view this journey as an opportunity for personal growth and openness to new worlds.
Interpretation and mystery represent the essence of humanity, and they are the stars that guide us on dark paths. So let us prepare to go beyond the limits imposed on our minds and embark on a journey of interpreting the mystery, where new secrets will be revealed to us and new horizons on life and the world will open to us.
12 notes · View notes
noor-01 · 3 months
Text
Tumblr media
لا تصدق من يقلل من قدراتك..
زار أحدهم سيدة عجوز في السبعين وأثناء زيارته وقع نظره على لوحات فنية كثيرة معلقة على الحائط فأبدى إعجابه بها، فسألها مندهشاً: من الذي رسمها؟
فأجابت العجوز: أنا.فسألها إن كانت قد حاولت أن تعرض لوحاتها فى معارض فنيه؟فقالت: لا. إن زوجي الراحل قال لي إنني لا أصلح إلا للمنزل ولتربية الأبناء فقط! وأنا كنت صغيرة وصدقت زوجي فلم أخالفه كي لا أفشل كما قال!!
ولكني ظللت أحب الرسم وانفذ تعليماته بأن أرسم لنفسي فقط فقال لها الرجل: هل تسمحين لي أن أخذ بعض لوحاتك وأعرضها على مجموعة من المتخصصين والنقاد وأصحاب المعارض.
فوافقت..وكانت المفاجأة المدهشة أن اللوحات حققت مبيعات مذهلة بمئات الآلاف من الدولارات، وأصبحت العجوز فجأة وهي في سن السبعين من أشهر الفنانين، وعاشت بعدها 31 عاماً بعد السبعين كفنانة مرموقة ناجحة فنياً نجاحاً مدوياً.. فقد بيعت إحدى لوحاتها ب 1.2 مليون دولار سنة 2006م، وتُعرض لوحاتها اليوم كمقتنيات في متحف اللوفر بـباريس وبلازا في نيويورك: إنها آنّا ماري روبرتسون (1860–1961).
صديقتي... صديقي: لا تصدق من يقلل من قدراتك، ولاتتنازل أبداً عن أحلامك لإرضاء الناس، صدق نفسك.. واتبع احساسك.. ثق أنك مخلوق ، وقد ميزك الله بالعقل المفكر والقدرة على الإبداع والابتكار، والتخيل والمشاعر والأحاسيس.
8 notes · View notes
ali123bkalisblog123 · 3 months
Text
ماذا يعني ان يوجد في اوطاننا العربية
فقط نصف انسان او انسان النصف
الانسان النصف هو ذلك الانسان الكسول الذي لايؤدي عمله على الوجه الافضل لايؤدي واجبه في حين يريد ان يكتسب حقه
ذلك الانسان لن يستطيع اكتساب حقه لانه مستكين الى وهم استبد به وهو انه يحسب نفسه او يظن نفسه انسانا واعيا انسانا حرا في حين انه نصف انسان او ادنى من النصف
هو انسان لايعرف مامعنى العمل
مامعنى الحرية
فهو ان ذهب الى عمله ذهب متاخرا نام على مكتبه اجل عمله
وان هو نظر الى الحرية نظر اليها نظرة حيوانية فوضوية
فكيف لهذا الانسان ان ينهض بأمة كيف له ان ينهض بوطن
كيف لهذا الانسان ان يكون انسانا
وجهة نظر
الفكرة مقتبسة من المفكر الجزائري الفذ
مالك بنبي رحمه الله
12 notes · View notes
mr-tourist-77 · 3 months
Text
‏أقوال مأثورة بين التفكير الإيجابي والسلبي :
المفكر السلبي : اصمت عندما تكون واثقًا.
المفكر الإيجابي: لا تكن أبدًا غير واثق من أي شيء.
القول المأثور من الأفضل أن تظل صامتاً ويظن الناس أنك أحمق، على أن تتحدث وتزيل كل الشكوك.
(لينكولن)
Famous sayings between positive and negative thinking:
Negative thinker: Shut up when you are confident.
Positive Thinker: Never be unsure of anything.
The old saying: It is better to remain silent and have people think you are a fool, than to speak up and remove all doubts.
(Lincoln)
7 notes · View notes
zainabooo · 5 months
Text
خبرة سنين وسنين من الأوڤرثينكنج اللعين ، المعدة الممتلئة تطغي علي العقل المفكر ، فكل ماتكون قربت من الجنون قوم اضرب حمام محشي واختم ببار شوكولاته هتلاقي نفسك مش قادر تتنفس فتبطل تفكر ✋
ونبقي نحل مشكلة ال٢٠٠ كيلو اللي زادوا في الحركة دي بعدين المهم نوقف الدماغ دلوقت 😌
8 notes · View notes
sevenoctober7 · 4 days
Text
ثقافة السلام…كيف نجعل الحروب أكثر إنسانية؟
العنف ظاهرة لازمت الإنسان منذ وجوده، في الفعل والقول، ماديا أو رمزيا. ونحن نلاحظها في مختلف مجالات الحياة الثقافية والسياسية والاقتصادية. وأظهرت دراسات أنثروبولوجية وفلسفية عدة، أن الإنسان بحكم أنانيته و حبه للامتلاك هو عدواني بطبعه.
فلا غرابة، إذن، أن تسود الحروب والنزاعات تعاملات البشرية التي كابدت سبعة آلاف عام من الحروب، خلال تاريخها المكتوب، الذي لم يعرف إلا بضعة قرون من السلام، لم تكن، في واقعها، إلا هدنات. فشرط الإنسانية، البالغ الهشاشة، حكمته دائما، إذن، لعبة موازين القوي بين الدول والكتل المتناحرة وطبعته ق��وة وعدوانية الإنسان على أخيه الإنسان.
و قد لا نبالغ إن قلنا إن القرن العشرين هو القرن الذي شهد فيه الإنسان أعنف مظاهر العنف وأشدها تدميرا، سواء على مستويات الفرد أوالجماعة أوالبيئة. هو القرن الذي عرفت فيه الإنسانية أكثر الحروب شراسة، وأكثر أشكال العنف تنوعا، وهو القرن الذي حظي بأكبر قدر من الثورات والتطورات العلمية والتكنولوجية، التي استُخدمت ووُظفت لغاية الحرب والدمار.
في التاريخ الحديث أوقعت الحروب، التي نشبت في أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى، آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء، وارتكب العسكريون المحاربون العديد من الجرائم ضد الإنسانية. وخلال مجزرة الحرب العالمية الأولى عام 1914، التي استمرت خمسة أعوام، سقط ملايين البشر من المدنيين والعسكريين، فأضيف إلى تاريخ البشرية مزيد من المآسي والكوارث والنكبات والجرائم ضد المدنيين الأبرياء الذين لا دخل لهم في صنع قرار الحرب، في ظل غياب قوانين دولية واضحة تمنع التعرض للمدنيين.
ولم تكد الإنسانية تلتقط أنفاسها، مما خلفته الحرب العالمية الأولى من دمار وخراب، حتى اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939، فأبادت الملايين من البشر، خاصة المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، ممن لم يكن لهم أي دور أو مشاركة في قرار الحرب.
وأمام هذا الوضع المأساوي واجهت الإنسانية ظاهرة العنف بسن قوانين تحاول وضع حد أو خلق مخارج لهذا الوضع. ولكن علاقة العنف بالقانون ظلت علاقة تلازم وتوتر إلى يومنا هذا.
وعلى هذا المنوال، وبعد جهود مضنية ومتتابعة، وبتفان من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تم اعتماد اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، الخاصة بحماية الأشخاص المدنيين وقت الحرب. وليس من باب المبالغة القول إن أهم هذه الآليات هي قيم ومبادئ القانون الدولي الإنساني الذي يطبق زمن الحرب، وعموده الفقري هو اتفاقيات جينيف الأربعة وبروتوكولاها الإضافيان، في ما يعتبر أول منظومة قانونية كونية، من حيث شموليتها، صاغتها الإنسانية المفكرة لإنقاذ الإنسانية المتألمة.
القانون الدولي الإنساني هو، حسب تعريف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، “مجموعة القوانين والضوابط التي تقيد وتنظم وسائل وأساليب القتال في زمن الحرب، وتحمي الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية أو توقفوا عن المشاركة فيها” .
والقانون الدولي الإنساني واجب التطبيق، وملزم لكل أطراف النزاعات المسلحة، وهو ملزم أيضا للقوات التي تشارك في عمليات حفظ السلام. ويشدد القانون على “المعاملة الإنسانية”، و”التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين”، و”حماية المدنيين من آثار الأعمال العدائية والعقوبات الجماعية”، و”حظر الهجمات الموجهة ضدهم”، و”حماية اللاجئين”، و”منع التهجير القسري”، كما يسعى إلى “منع أسلحة الدمار الشامل”.
و تنطلق هذه المنظومة أساسا من فكرة الدفاع عن الحقوق الأساسية أوالطبيعية المتعلقة بكل ذات بشرية، بهدف احترام الحياة والكرامة الإنسانية المتأصلتين في كل إنسان وتعزيزهما، وهو ما يضفي على القانون الإنساني طابعه الكوني الشمولي.
ومفهوم الكرامة قديم قدم التفكير البشري، وله صياغات خاصة في أغلب الفلسفات وفي كل الديانات، ولكنه جديد من حيث كونيته، ومن حيث اعتبار الكرامة صفة تتوافر في كل الناس، لا نثبتها بل نقررها. هذه الصياغة الكونية الجديدة تعني أن لكل ذات بشرية قيمة في حد ذاتها، وبغض النظر عن المحددات الاجتماعية والدينية والعرقية. وانطلاقا من هذا المبدأ، يجب التأكيد على أن من حق كل شخص أن يعامل على أساس أنه غاية لا وسيلة، وعلى أنه أغلى من كل شيء، وأن له قيمة قصوى، وأنه قيمة القيم.
الغاية الأساسية من القانون الدولي الإنساني، إذن، هي حماية الأفراد والمجموعات من تبعات قانون الغاب البربري، أي من “هجمة الجنون على التاريخ”، على بتعبير المفكر الفرنسي Raymond Aron. وتفيدنا الأدبيات القانونية الفلسفية الحديثة بأن الترجمة العملية لحماية الأفراد يمكن التعبير عنها بـ “تجنب الألم غير المشروع”، أي تجنب الوضعيات والممارسات التي تتسبب في المعاناة، أو في تفكيك الذوات.
وتكللت مجهودات المشرع الدولي بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات، التي تعرّف الجرائم الدولية، خصوصاً جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية، بحيث يمكن القول إن معالم قانون دولي جنائي أصبحت واضحة، سواء من حيث الأفعال المؤثمة، أو من حيث المسؤولية الجنائية الشخصية لمرتكبي تلك الأفعال. وبذلك، صار المجتمع الدولي يملك تراثاً زاخراً بمعاهدات، تحاول أنسنة الحروب، وتسعى إلى أن تكون النزاعات، وهي واقع بغيض لكنها واقع، أقل بشاعة، حتى لا يتحول المحارب إلى وحش ضارٍ، غير أن هذا التراكم القانوني يواجهه اليوم العديد من التحديات.
ومن بين المفارقات المطروحة على بساط البحث، نذكر بعض الأسئلة التي تدور في الأذهان: إلى متى يظل القانون الدولي الإنساني قانوناً بلا جزاء؟ وهل يمكن للمحكمة الجنائية الدولية أن تنقل هذا القانون من نصوص المعاهدات ومتون الأدبيات القانونية إلى سلوك تلتزم به الدول؟ وما هي آليات القانون الدولي الإنساني في ضوء تطورات الأوضاع الدولية في السنوات الأخيرة، خاصة مع بروز ظاهرة الإرهاب، التي تنخرط فيها أطراف دون هوية محددة، و شبكات ضبابية متعالية عن الحدود و الدول؟ كيف يمكننا تقنين ما يسمى “الحرب على الإرهاب” ووضع ضوابط أخلاقية لها؟ ما هو إسهام القانون الدولي الإنساني في ما يتعلق بالأشخاص المحتجزين في إطار مكافحة الإرهاب وفي الحد من الممارسات المهينة وانتهاك الذوات؟
إن الأوضاع العالمية تجعل مصالح جميع الشعوب تترافق وتتطابق في السعي إلى صياغة ثقافة وتربية على السلام كحتمية إنسانية وضرورة عملية لتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني، وبالتالي على تجاوز حالات القصور التي أظهرتها المعالجات الدولية السابقة وانعكاساتها السلبية على أمم بأسرها.
وللإسهام في استقراء آفاق وتحديات القانون الدولي الإنساني، لا بد من التأكيد على أهمية تعزيز ثقافة السلم والسلام التي تمكننا من صياغة وعي كوني جديد، ومن تخريج أجيال إنسانية متشبعة بقيم التضامن البشرين لا تنتهك حقوق الإنسان، ولا تسكت على انتهاكها. وهنا، لا يسعنا إلا أن نؤكد على أن أسس ثقافة السلم والسلام موجودة في كل الديانات السماوية.
فالإسلام، مثلا، أكد على احترام الذات الإنسانية بغض النظر عن انتماءاتها العرقية أو الثقافية أو العقائدية. وتضافرت نصوص الشريعة لتأمين حماية تضمن تكريم بني آدم: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا ً” ﴿الإسراء الآية 70﴾. وكان الإسلام ثورة على الظلم والظلام، ودعوة للحق والسلام، إذ بشّر بالقيم الكونية والحقوق الطبيعية بكل معانيها، وأكد على ضمان حقوق الإنسان في زمن الحرب فعلا وقولا.
وفي مجال الدفاع عن الذات وعدم الاعتداء على الآخر، نجد قوله تعالى: “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين” ﴿سورة البقرة الآية 190 ﴾. وحتى في الحالات التي تقتضي معاقبة العدو بمثل ما عاقب المسلمين، نجد القرآن الكريم يدعو إلى الحكمة والتريث: “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين” ﴿النحل الآية 126﴾.
كما حث الإسلام على حماية “المدنيين”. ويشمل هذا المفهوم في التشريع الإسلامي كل مهادن، ومن ليس له رأي في القتال، من الشيوخ والأطفال والنساء والرجال والتجار والصناع والفلاحين والأجراء وأفراد البعثات الطبية والدينية والقضاة والمقعدين وذوي العاهات والأسرى والموظفين، وهو ما ورد في البروتوكول الأول الإضافي لاتفاقيات جنيف.
وأوصى الرسول صلى الله عليه وسلم قادة الجيش في الغزوات قائلا: “انطلقوا باسم الله وعلى بركة رسوله لا تقتلوا شيخًا ولا طفلاً ولا صغيرًا ولا امرأة ولا تغلوا (أي لا تخونوا)، وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين”، كما نهى عن المثلة، أي التمثيل بالجثث، فقال: “إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور”، وقال أيضًا: “لا تقتلوا ذرية ولا عسيفًا، ولا تقتلوا أصحاب الصوامع”. ورأى الرسول صلى الله عليه وسلم في إحدى الغزوات امرأة مقتولة، فغضب وقال قولته الشهيرة: “ما كانت هذه تقاتل أو لتقاتل”.
وكان أبو بكر الصديق أول خليفة يوصي أمير أول بعثة حربية في عهده ،أسامة بن زيد، قائلا: “لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيرًا ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأة ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرَّغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرَّغوا أنفسهم له”. ونجد هنا أساسا لحماية البيئة أثناء الحرب، وهو ما دوّنه القانون الإنساني في مرحلة متأخرة عند إبرام البروتوكول الأول عام 1977.
وبحث بعض الفقهاء مسألة الأمومة في حالة الأسر، وذكر ابن قدامى المقدسي في “المغني” أنه لا يفرق في السبايا بين الأم وولدها الصغير، حتى إن رضيت الأم بذلك. وحرّم الفقيه الأوزاعي، ﴿707 – 774م﴾، التعرض للفلاحين والرعاة والرهبان والعجزة وأصحاب الصوامع في وقت الحرب، كما حرم التعرض للصغار والنساء حتى لو تمترس بهم الأعداء، أي اتخذوهم دروعا بشرية، بل إنه منع التعرض لأي موقع قد يكون فيه بعض هؤلاء. كما قضى بعدم جواز تخريب شيء من أموال العدو وحيواناته وأشجاره، استنادا إلى تعليمات خلفاء المسلمين لقادة الجيوش الإسلامية، وخاصة بيان خليفة المسلمين أبو بكر الصديق الذي وجهه إلى يزيد بن معاوية، عندما كان في طريقه إلى بلاد الشام.
إن أنسنة الحروب والنزاعات المسلحة هي قضية ومصلحة مشتركة لجميع دول العالم، مهما اختلفت مواقع المشاركين. والقوانين الإنسانية ليست شيئا نحصّله أو لا نحصّله في قبضة اليد، بل هي أفق نصبو إليه، ويجب أن نصبو إليه، لأنّ اليأس أمر لا أخلاقيّ، ولأنّ السلبية لا يتغذّى منها سوى أعداء الإنسانية.
ثقافة السلام التي نطمح إليها هي إذن “الجهاد ضد النفس”، بل هي شرط من شروط تجربة العيش المشترك الذي يتحوّل فيه العنف إلى كلام وحوار وتفاوض واقتسام واقتراع.
4 notes · View notes