Tumgik
#علم النفس التحليلي
noirbeduzz · 9 months
Text
يتمَّ إحداثِ الخللِ في البُنيَّةِ النفسيَّةِ للأطفالِ يوميًّا داخِلَ المَنَازِل وخَارِجها دونَ وعيٍّ منْ قِبلَ الأسرةِ ودونَ إدرَاكٍ عن حجمِ العَواقِبِ المُؤثِّرة على المَدى البَعيدِ. ظنًّا من المُنشِئ أن أساليبَ الإنشَاءِ صَحيحةٌ وسَليمة. ثمَّةَ جوهَرَةٌ قابعة دَاخِلَ كلَّ إنسانٍ قد تمَّت سَرِقَتهُا بالتَّدريجِ في المَراحِلَ المُبَّكرةِ من حياتهِ، إمَّا عن قصدٍ أو دونَهُ، يُنتِجُ في المُستقبَلِ إنسانٌ يَشعرَ بأنَّ ثمِّة فجوةٌ في داخِلِه، ليسَعى بعدها لإستِعادَتِها بطُرقِهِ وأساليبهِ الخاصِّة ويُعبِّرَ بها عن هويَّتِه.
على مَرِّ الأزمِنَةِ يَتمُّ وصفَ الجيلِ النَاشِئ بالهَشَاشَةِ والحسَاسيِّةِ، إذْ أنَّ هذهِ ليسَت ظَاهِرَة حَديثَة، بلَّ تَوارَثتها الأجيَالُ. مثلاً نظرةُ جيلِ آواخِرِ القرنِ التَاسِعَ عشَرِ تجاهَ جيلِ مطلعِ قرنِ العشرين نظراتٌ تَشوبُها التقليلَ والتهكُّمَ، ثمَّ تنتَقلَ النظرَةِ للجيلِ الذي يَليهِ تجاهَ الجيلِ النَاشِئ الحديث. لِتنتهي المَسيرةِ بإعتِرَافِ الأبَاءِ تجاهِ ذويّهُم: "لم يُعلِّمُنا أحدٌ كيفيِّةِ التربيِّة بشكلٍ مِثَالي."
في الواقع، إنَّ اللومَ هُنا لا يَقَعُ على الجيلِ الهشِّ مهمَ كانَ حجمَ السُّوءِ النَابِع منه، إنما على عاتِقِ المَسؤولِ عن ظهورِ جيلٍ هشِّ ضعيفُ الإرادَةِ، فضلاً عن التَّحدَّثَ عنِ التأثيراتِ الإجتماعيّة أو الإقتِصَاديّة، إنما أتحدَّثُ عنِ الجانبَ الفَردي ومآثره على الذاتِ والمُجتمَعِ نتيجةِ تأثيراتٍ سِلبيِّة من قِبَل الأسرةِ، من خلالِ سوءِ إنشَاءِه مُستَعينًا بأساليبَ إمَّا إرتِجَاليِّة أو غير صَحيحةٍ أدَّت لإحداثِ خللٍ في البُنيَّةِ النفسيِّةِ لدى الإنسانِ النَاشِئ.
إعتقادِيَ الشخصيُّ أنَّ سُلوكياتِ المرءِ، أفكَارَهُ، مُمَارسَاتِه وإهتمامَاتِه وحتَّى السُلوكياتِ المُعقَّدةِ عِبَارة عن تنفيسٍ قبلَ أن تكونَ مُجرَّدُ هِوايَةٍ تُقرَنُ بِها هويَّتُه الذاتية ومَشَاعِره، يُعبِّر بها عن شخصيَّته التي عجَزَ عنِ التعبيرِ عنها بصورةٍ عفويَّةٍ. لماذا تُحبُّ مُمَارسَة إهتمَامٍ ما؟ لأنكَّ مُعجبٌ بها؟ تُعبُّر عن ذاتَك؟ تُذكِّرُكَ بأمرٍ ما؟ لتَتجاوَزَ بها حياةً مضَت؟ ثمِّة جذورٍ وراءَ ذلك.
عِندمَا يَستهويَ المرءِ الكِتَابَةِ على سبيلِ المِثَال فإنَّ التحليلَ المُعمَّقِ يعودُ جذورهِ في المَقامِ الأوُّلِ إلى عجزهِ عن إيصَالِ صَوتِهِ ورَأيهُ الشَخصيُّ بسبَبِ القيودِ الَّتي وُضِعت له، لَيجَدِ جوهرَتَهُ المَسلوبَةِ بينَ السُطورِ والقَلَمِ ... بالطَّبعِ الإستثنائياتِ واردَة.
عندما يَحَكُم جيلُ القديمِ بالسِلبيَّةِ على الجيلِ الحديثِ بسبَبِ المُمَارسَاتِ التَافِهة، أو النكوصِ الأخلاقيُّ، وَجَبَ على الَّلائمِ إعادَةَ النظَرِ في طَريقةِ إنشَاءهِ للجيلِ، وأنَّ الذي أدَّى لظهورِ جيلٍ يُعانيَ من ضبابيَّة في التعرُّفِ على هويتهِ يعودُ سبَبَهُ الأوَّل إلى طريقةَ بِنَاءِه وشُحَّ مُراعاته عبرَ إستعمَالِ أنماطٍ مبنيَّةٌ على الترجُّلِ أو الكبحِ، دونَ قصدًا أو عن قصدٍ ظنًّا أنَّ تلكَ الأساليبَ تُمهِّدَ المثَاليّة للجيلِ النَاشِئ.
الأمرَ يُحاكي فكرةَ أنَّ النَاحِت يَحكُمَ على مَنحوتَتِه بالسُّوءِ والافتِقار للجمَاليِّةِ والمِثَالية بعدَ مدِّةِ زمنيَّة من النَّحتِ، رغمَ أنَّهُ في بَادِئ الأمرَ استَعانَ بمَوارِدَ سيَّئةُ الجودَةِ، ومجهودٍ رَكيكِ ومُبتَذَل، لتَتضحَ النتائجَ لاحقًا بأنَّ المنحوتَةِ تعاني من تَصدُّعاتٍ وقابِلةِ للتآفُلِ وأقلُّ تأثيرٍ طبيعي يُسبِّبُ الضَرر.
عندمَا تعجُّ الشَوارِعَ بالسمَاتِ الغيرِ الطبيعيَّةِ من المُستوى المُتَدنِّي مثل النرجسيٍّةِ، فقدانِ هويِّةِ الذاتِ، هشاشَة نفسيَّة، سُقوطِ المبَادِئ، إلخ! جميعَ ما ذُكِر عِبارة عن "ردودِ أفعالٍ" نَابِعة عن الأنظِمَةِ التي غُرِسَت لدى أصحَابِها في الفتراتِ المُبَكِّرة داخِلَ كيانِ الأسرةِ، وسُوءِ بناءِ الأُسُسِ، والإنشاء بالأساليبِ المُقولَبَة والجَاهزةِ، ثمَّ تتبعها جوانِبَ أخرى مثلَ تَفاقُمِ الأزماتِ الإقتِصَاديِّة والإجتماعيّة وظروفٍ أخرى.
مُواجَهةُ تلكَ السِمَاتِ بالأساليبِ البِدائية مثل "العُنفِ" من شَأنها أن تزيدَ الأمرَ سُوءًا، وتَرفعَ نسبةَ إنِحدَارِ أصحابها للمُستوى الأسَوء. وهو الصِرَاعُ الأزَليُّ بينَ الجيلِ القَديمِ والحَدِيثِ ومَسْألةِ الطِبَاع والأخلاقياتِ وحتَّى المُمَارسَاتِ الروتينيَّة.
كلَّ هذا دونَ التَطَّرُقِ للمُسَتوى المُسْتَعصِي، مثَلَ السُلوكياتِ القَهريَّةِ، والَّتي تتمثَّلِ في إلحَاقِ الأذَى، التخيُّلاتِ العابِرَة للمنطِق، والفِيتيش، والسُّلوكيات الجنسية التي تَصعُبُ السيطرة عليها.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، صيفِ ١٤ أغسطُس ٢٠٢٣
83 notes · View notes
essamalbalawi · 8 months
Text
كارل يونغ والشعراء
كارل يونغ والشعراء ، مقدمة في عبقرية الشعراء
ليس جديدا أن نذكر ذلك الانفصال الفكري بين فرويد وكارل يونغ على صعيد التحليل النفسي ، وموقفهما من اللاوعي والليبيدو وغيرهما من المواضيع التي تخص النفس البشرية ، إلا أن ما يهمنا في ذلك الاختلاف هو الشاعر في نظر الاثنين وخصوصًا كارل يونغ الذي فيما يبدو لي قد تقدم برؤيته في مفاهيم الفن عن نظيره فرويد الذي اتجه نحو تفسير الجمال في إطار الرغبة الجنسية :”يبدو أن الأمر الذي لا يقبل الجدال هو أن نجد لفكرة…
Tumblr media
View On WordPress
2 notes · View notes
nooral-bassam · 1 year
Text
صباح الخير والنور ✨
يعتقد كثير من الأفراد أن علم النفس بدأ بفرويد تاريخياً وتلاه كارل يونغ في الحقيقة أن عمل هذين الرجلين اقتصر على العلاج والصحة النفسية والعقلية وأسسا معاً المدرسة التحليلية وعلم النفس التحليلي بنظريتين مختلفتين كونهما أطباء.
الكثير من هؤلاء لا يعرف أن هناك المنفصل نفسياً عن الأطباء النفسيين المدرسة السلوكية وعلم النفس السلوكي والمدرسة المعرفية وعلم النفس المعرفي الذهني والمدرسة الوجودية وعلوم النفس المتفرعة منها وعلم النفس الشخصية.
أول قيام لعلم النفس التجريبي وليس الصحة النفسية كان في ألمانيا على يد فونت "معمل فونت التجريبي" وهو ما قام بوضع علم النفس علماً وظهر علم جديد من معمله يتناول بكل موضوعاته بيئة العمل وليس مجرد حالة ملاحظات ذاتية ودراويش ومعرفة النفس الصوفية التي تربط كل قدرات الإنسان بروحه، نحنُ في علم النفس نقدر السيد فونت ودوره ودور طلابه وليس فرويد وحده.
أُفكر دائماً كمتخصصة نفسية في كم الأخطاء التي تُنقل معلوماتياً في العلوم الأخرى ونتناقلها في ظل سكوت المتخصصين وسكنهم في أبراجهم عن الرد عليها، وفي نفس الوقت لا ألوم أحداً فالرد على كل نشر خاطئ مرهق ويستهلك النشاط العقلي.
youtube
1 note · View note
aaaalsafar · 7 months
Text
Tumblr media
"الشّخصيّة الدُنجوانية"
الشخصية الدُنجوانية، مخاتلٌ ولكنّه في الأصل ضحيةٌ.
نسمع كثيرًا عن الشخصية الدنجوانية نسبةً إلى دنجوان فمن هو وما هي علاقته بها؟
الدُنجوان (Don Juan) شخصيةٌ أسطوريّةٌ في الفولكلور الإسباني ولدت سنة 1630. من خلال مسرحيةٍ عنونها “مغوي اشبيلية (El Burlador de Sevilio) كتبها المؤلف الإسباني تيرسو دي مولينا (Tirso de Molina).
وترمز أسطورة دُون جوان عند تيرسو دي مولينا إلى فساد مرحلةٍ تاريخيّةٍ بأكملها، ظاهرها الُّتقى وباطنها الفساد.
إلّا أنّ شخصية الدُونجوان تُدين بشهرتها في المقام الأول إلى الكاتب المسرحي الفرنسي موليير Molière الذي كتب مسرحية “دُون جوان” سنة 1665.
بطل الأسطورة في المسرحية شابٌّ مخاتلٌ يُخفي شخصيته عن العامة ويقوم بإغواء النساء. دونجوان هو كذلك رجلٌ مفكّرٌ إذ يجد دائماً تبريراً لتجاوزاته. تبريرٌ يحمل في طيّاته إيديولوجيةً مُناهضةً للمسيحيّة آنذاكَ.
ولئن ألهمتْ أسطورة الدونجوان العديد من الشعراء والموسيقيين والسينمائيين فإن علماء النفس قد انكبّوا كذلك على دارسة هذه الشخصية. ومن بينهم كارل غوستاف يونغ (Carl Jung) وهو عالم نفس سويسري عاش بين سنتي 1875و 1961. وهو مؤسس علم النفس التحليلي توصل إلى أن الدنجوانية “رغبةٌ لا شعوريّةٌ من رجلٍ يبحث من خلالها عن أُمّه في كلِّ النّساء الّلاتي يُواجههنَّ”.
وتبعاً لذلك فإنّ التّحليل النّفسي المُعاصر يؤكّد على أنّ الشّخصية الدنجوانية هي شخصيةٌ تعرّضتْ لكراهيةٍ دفينةٍ في فترة الطفولة. وبالتّالي فإنّ كُرهها لهذا الواقع النّفسي يدفعها إلى تجنّب هذا الألم وإنكاره بالتّعويض عن الحرمان العاطفي عن طريق ربط علاقاتٍ عابرةٍ ومؤقتةٍ وزائفةٍ مع الكثير من النّساء.
إذاً وجود الشخصية الدنجوانية يفترض في المقابل وجود نساءٍ يُمارِس عليهنَّ سُلوكاً مخصوصاً لتعزيز شعوره بكونه شخصًا مرغوبًا فيه.
ويعتقد البعض أنّ الدنجواني هو بالضرورة شخصٌ وسيمٌ إلّا أنّ هذا الإعتقاد لا يُمكن الأخذ به على إطلاقه إذْ أنَّ هناكَ نمطان للشّخصية الدنجوانية:
-الدنجوان الوسيم والّذي يستعمل وسامته لإغواء النساء.
-الدنجوان قبيح الشّكل (أو ما يُطلق عليهِ تسمية كازانوفا) والذي يُعوّض عن عدم وسامته بتميّزه بالذّكاء والجُرأة وتخطّي الحدود والإقدام مِمّا يجعل منه شخصًا جذابًا وقادرًا على اختراق مجال العديد من النّساء.
فما هي السُّلوكات الّتي تتبعها الشخصية الدنجوانية مع النّساء؟
هي ليستْ شخصيّةً فطريّةً، الدنجواني في سعيٍ دائمٍ لتطوير مهاراته الاجتماعية، حيث يتمتّع بسرعة التّعلم والتّأقلم مع مختلف الشخصيات. وهو ما يتطلّب مهاراتٍ اجتماعيةٍ وقدرةٍ كبيرةٍ على فهم أمزجة النّساء الّلاتي يتسلّل إلى عالمهنّ بتعلّاتّ مختلفةٍ كالزّمالة أو وجود أصدقاءٍ مشتركين.
ويَستعمل الدُنجواني الحيلة والخيال في التّعاطي مع النساء ويتقمّص أدواراً كأنّه ممثلٌ في مسرحيةٍ وتكون غايته الّلعب والتّسلية. أما متعته فتنحصر في إحراج المرأة ومضايقتها فالمرأة بالنسبة له ليست سوى وسيلةٍ لإشباع غروره، واستعادة ثقته بنفسه التي فقدها طفلاً…
ويُتقن الدُنجواني لعب دور الحضور والغياب…الاهتمام واللامبالاة …مديح المرأة والتقليل من شأنها …كل ذلك مرّةً بمرّةٍ لتسهل سيطرته النفسية عليها.
ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وجدتْ الشّخصية الدُنجوانية مجالاً آمناً وسريّاً لممارسة أسالبيها في نسج الخيال بواسطة الكلام المعسول والذي يقوم “الدونجوان” بصياغته مُسبقاً وإعادته بمناسبة الحديث مع كل ضحيّةٍ للتّمكن من السيطرة عليها نفسياً والوصول إلى النتيجة المرجوة وهي القبول به لتمضية الوقت…ولفهم سلوكيات الدنجوان يؤكد علماء الاجتماع أنه شخصيّةٌ مفصّلةٌ على مقاس المراهقة.
ولا تنحصر الشخصية الدُنجواية في فئةٍ معيّنةٍ من النّاس أو ترتبط بسنٍّ محدّدٍ أو مستوىً علميٍّ أو ثقافيٍّ بذاته بل تشمل حتّى أصحاب الواجهات الاجتماعية المحترمة والبارزين في ميادين مرموقة والّذين يجدون في وسائل التواصل الاجتماعي ميداناً يوفر الحرية والسريّة لممارساتهم.
أما أهداف (Les Cibles) الشخصية الدُنجوانية فَهُنَّ دائماً نساءٌ متميزاتٌ وهنّ متساوياتٌ بالنّسبة إليه إذ يستعمل معهنّ سواءً بالتّزامن أو بصورةٍ مُتتاليةٍ، خطاباً نمطياً، لا يعنيه من أمرهنّ سوى أنهنّ يدعمنَ شعوره بالتّحدي ليثبت لنفسه من خلال استعمالهنّ أنّه قادرٌ على جذب الاهتمام. وبذلك تصبح ممارسات الشخصية الدُنجوانية منهجاً خاصّاً بها في الحياة يتمثّل في الفرق بين حالتي الحب والتورط…بين حبٍّ وحبٍّ.
ويمكن لهذا الشخص الزواج ولكنّه لنْ يتوقّف عن العلاقات أو البحث عن نساءٍ أُخريات ليشعر دائماً أنّه في مغامرةٍ عاطفيةٍ. وهو ما يجعل استمرار زوجة الشخص الدنجواني في مؤسسة الزواج مرتبط بمدى قدرتها على التحمل والتفهم والعطاء دون انتظار المقابل سوى ما يمنُّ به عليها.
بالنتيجة، لكلٍّ وهمهُ الّذي يهربُ بهِ من الواقع المؤلم ولكن الفرق شاسعٌ بين من يهرب إلى أماكنٍ تُعزّز معنى وجوده وتوطّد علاقته بمحيطه، فتخفّف عنه وطأة هذا الواقع بل وقد تُجمّله، وبين من يدفعه السّعي إلى التّخلص من الألم إلى الشُّعور بالعبث وفقدان كلّ معنىً للحياة وللمحيطين به…عبثٌ يبيح له #استعمال الآخر وقوداً تحت أقنعةٍ ومُسمَّياتٍ مختلفةٍ.
1 note · View note
naanomar · 8 months
Text
*يا جبار أجبر كسري*
تحدث إنكسارات كثيرة في حياتنا، فنتألم وتنكسر شوكة الأمل في داخلنا، فنُشل ونتوقف عن الحركة، وكلها عقد تحاصر الطموح، وكُره تتمرد معه ظروفنا، ومواقف تجعلنا ننكّس رؤسنا! ورُهاب يخنق العفوية والبساطة والحياة الجميلة..
أحدنا يحصل له حادث تتكسر فيه عظامه، وآخر يسمع إهانة تتحطّم منها نفسه، وثالث يعيش حالة فقر تنحني معه روحه للبحث عن مستلزمات الحياة الضرورية، والرابع يمرض مرضاً تنهار عندها قواه، والخامسة طلقت بعد رحلة معناة من زواج فاشل، والسادسة أرملة لا تجد قوت يومها مع أطفالها.
قرأت في إحدى كتب علم النفس التحليلي، بأن علماء النفس يقولون أنّ الكبت يولد العقدة، والعقدة تترك آثارًا عميقة في النفس، مما يجعل تلك الآثار تظهر في تصرفات صاحبها وفي انفعالاته.. وايضاً يقولون أن من عانى قسوة الأب فإنه يتحول إلى نسخة شبه مطابقة، وكأنه ينتقم من أبيه في أبنائه! وأنها ستكون آثار خالدة في النفس ومن المستحيل أو شبه المستحيل أن تفارق صاحبها..
لكن واقع الحياة يقول عكس ما قال علماء النفس، فكم من مسكين تكسّرت نفسه من نظرة متغطرس، ولولا الجبّار لانشرخت نفسه للأبد، وكم من ضعيف صفعته الحياة بيد أحد الأقوياء، ولولا الجبّار لظلّ منحني الرأس طول حياته، وكم من فقير أذلّته كلمة قالها أحد الأثرياء، ولولا الجبّار لبقيت تلك الكلمة وصمة يعيّر بها طيلة عمره.
وبقدر هذه الإنكسارات تتفتّح أبواب السماء بضمادات الرحمة ومجبّرات الودّ!! فالله الجبار يجبر الكسير ويساعد الضعيف ويرفع من شأن الصغير ويقدم المتأخر وتضمد رحماته جراح النفوس، لأنه الجبار سبحانه الذي يجبر أجساد وقلوب عباده ويمدهم بمراهم الصحة وضمادات السعادة ومسكنات الأوجاع ومضادات الهموم.
ولأنّه سبحانه علم أن كسوراً ستعتري عباده في أبدانهم وقلوبهم وحياتهم وكسوراً تترك ندوبها على جباههم، وآثارها على أرواحهم.. لذلك تولّى جبرها برحمته وسمى نفسه بالجبار ليُعْلمَ عباده أنّه هو القادر على جبرها فيلتجئون إليه.
أعرف شخصاً عانى من قسوة والده ومع ��لك خرج غاية في الرحمة، وآخر عانى من سخرية أقرانه ومع ذلك صار متميّز ناجح في حياته، ومريض عانى من المرض كثيراً ومع ذلك كبر وصار صحيحاً وقوياً..
قد تتزاحم الآلام في قلب الإنسان حتى ما يظن أنّ لها كاشفة، فإذا بالجبار يجبر ذلك الإنسان، ومن الجميل بعد فترة بسيطة ينسى كل آلامه وأوجاعه، لأن الله لم يذهبها فحسب، بل جبر المكان الذي حطّمته، وعاد كأن لم يتهشم بالأمس، ومن كمالِ إحسانِ الجبار سبحانه أن يُذيقَ عبده مرارةَ الكسرِ قبل حلاوةِ الجبرِ.
*ترويقة:*
السؤال هنا أين تلك العقد؟ وأين آثار تلك الأمراض؟ التي يقولها بعض علماء النفس، لقد جُبرت من الجبار، لقد أخفتها ضمادات رحمة الجبار وقدر الجبار أن تختفي إلى الأبد، فإذا التهبت نفسك، إذا احترقت أحلامك، إذا تصدع بنيان روحك فقل: يا الله يا جبار أجبر كسّري.
*ومضة:*
شُرع لنا أن نقول: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي)، وكأننا نتكسّر في اليوم كثيراً فنحتاح أن يجبرنا الله كثيراً.
✒️ صَالِح الرِّيمِي
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*
1 note · View note
fadiabudeeb · 3 years
Text
مقالتي في "مثاقفات": عن التفكير الموجَّه والتفكير الهوامي عند كارل غوستاف يونغ
مقالتي في “مثاقفات”: عن التفكير الموجَّه والتفكير الهوامي عند كارل غوستاف يونغ
صدر العدد الثالث من مجلى “مثاقفات” التي تصدر بنسخة ورقية في بريطانيا. وبسبب مشكلة التوزيع الناجمة عن الإغلاق وانتسار العدوى أنشر هذه المقالة هنا. للاشتراك في مثاقفات: اعرف المزيد. عن التفكير الموجَّه والتفكير الهوامي عند كارل غوستاف يونغ فادي أبو ديب في مستهلّ كتابه “رموز التحوّل” يقدم كارل يونغ مفهومين مهمين عن أنماط التفكير البشري. هذان المفهومان يتعلّقان بنمطين اثنين بشكل خاص من أنماط هذا…
Tumblr media
View On WordPress
1 note · View note
ibtdi · 3 years
Text
كيف تستفيد من علم النفس في التسويق؟
كيف تستفيد من علم النفس في التسويق؟
  تحتاج الآن وأكثر من أي وقت مضى إلى الاطلاع على اتجاهات جديدة في التسويق والبيع بناءً على أسس علمية واضحة، إذ لا شك أن هناك الكثير من القواعد التي وضعها علم التسويق للاستفادة من الفهم الشامل للإنسان وكيفية التأثير فيه ودفعه للشراء. لكن الحقيقة أن علم النفس أسهم أيضًا بقوة في عملية التسويق والبيع، من خلال عدة أسس وقوانين تفهم دواخل الإنسان جيدًا. وفي الواقع فإننا جميعًا نميل إلى شراء أشياء لا…
Tumblr media
View On WordPress
2 notes · View notes
naseralbakr-blog · 3 years
Text
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
الروح في الإنسان والفن و الأدب
تأليف كارل غوستاف يونغ
عالم نفس سويسري شهير مؤسس علم النفس التحليلي
ترجمةسلام خير بك
عن دار الحوار للنشر والتوزيع سوريا
تقديم تاريخي وقيّم لمدارس التحليل النفسي وعن علاقة علم النفس بالفن والأدب وقراءة نماذج تاريخية حية
3 notes · View notes
tadkiraimania · 4 years
Text
Tumblr media
في قلوبنا عقيدة راسخة بأن الإسلام، الدين الخالد إلى يوم القيامة، ما جاء إلا ليعالج الإنسان في نفسه و وجوده و رده ردا جميلا إلى واحة الحق و الإيمان، بعد أن تمرغت نفسه في وحل الفسق و الفجور. و الإسلام جاء ليخرج الإنسان من ظلمات الوهم إلى أنوار العلم، ومن متاهات الشهوات و الشبهات إلى العبودية الحقة لله تعالى و السعادة و القربات الربانية.
المفاهيم النفسية في علم النفس الغربي
كانت النفس تدرس ضمن مباحث الفلسفة الغربية، و لم يستقل علم النفس عن الفلسفة ويكون لنفسه منهجا خاصا و يشق طريقه مثل العلوم الأخرى، إلا في القرن التاسع عشر.
و ينظر فرويد مؤسس مدرسة علم النفس التحليلي إلى النشاط العقلي والتاريخي والاجتماعي على أنه نتاج للقوى النفسية اللاشعورية الجنسية. و هو بذلك كان يؤصل للإباحية باسم العلم.
حيث جعل من خلال فكرة الصراع و تكوين الشخصية في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل، و من خلال اللاشعور الذي جعله ضربة موجهة لعقل الإنسان و إرادته الواعية، ومن خلال قدرية الحتمية النفسية التي أصبحت قدرا محتوما على الإنسان لا يستطيع الخلاص منه.
إن علم النفس الغربي لا يدرس معرفة النفس و إنما يدرس السلوك النفسي و مظاهره الخارجية فقط، فقد كان فرويد يبني نظريته على التخمينات و أفكاره الشخصية، و لم يكن شخصيةً سويةً، فقد كان يعاني من مشكلةِ "هُوِيةٍ" حادةٍ؛ كان ملحدا لا يرتاح من قلقه الداخلي إلا إذا قام بسباب الدين، و كان مريضا بالعصاب مدمنا على التدخين، و ثبت تعاطيه للكوكايين، بل ألَّف بحثًا لبيان فوائده.
لقد تأثر فرويد في آرائه بالحالات الشاذة المرضية التي كان يعالجها، ويكمن الخطأُ العلميُّ في التعميم الذي أطلقه؛ إذ أخَذ يفسِّر السلوك المتزن العادي لدى الأسوياء في ضوء ما عاينه من السلوك الشاذِّ لدى المصابين.
والخطأ العلمي النفسي الكبير: أن نظرية فرويد (التي ارتكزت على الأساطير اليونانية) تحاول تفسير السلوك الإنساني بنظرة جانبية جزئية، حين يحاول فرويد أن يحدد السلوك الإنساني بالدافع الجنسي،
إن نظرية فرويد تعكس الحياة المادية المتناقضة الشاذة للمجتمع الغربي (الأوروبي) بعد النهضة الصناعية المادية، وانتشار الاختلاط والإباحية، فكانت نظرية فرويد انعكاسًا أو تبريرًا للواقع الشاذ، وليست دراسةً علميةً دقيقةً تنظر إلى المشكلة من الناحية الشمولية.
إن علم النفس الغربي ليس من العلوم الطبيعية أو المادية التي تخصع لقوانين معينة، بل علم يتناول الإنسان في سلوكه الخارجي و يصعب عليه وضع معايير وقوانين ثابتة لانفعالاته. أما سبر أعماق النفس و الوقوف على أسرارها فمن الصعب جدا- إن لم يكن من المستحيل - بلوغها طبقا للمعايير الفكرية للناس. فالجوهر النفساني من الأسرار الإلهية التي تتعلق بخلق الإنسان و تكوينه من جسد و روح و نفس.
المفاهيم النفسية في القرآن
يتكون الانسان من جسد و روح و نفس، و النفس هي غير الروح. و يقع كثير من الناس في الخلط بينهما عند الحديث عن التكوين البشري. فالروح سر إلهي أودعه الله في الإنسان و جميع الكائنات الحية، و جعله سرا مغلقا عن الإنسان، قال تعالى: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } [الإسراء - 85]. و أما النفس فهي يتكون منها العقل و القلب و الفؤاد و الإدراك و التمييز و العاطفة و الشعور و الإحساس و الغرائز و الدوافع و ما يرتبط بها من تكوينات عضوية، قال تعالى: { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } [الشمس: 7-8-9-10].
و لا يمكن المقارنة و البحث عن الفرق بين الروح و النفس، فهما مرتبطان ارتباطا وثيقا، روي عن الصحابي الجليل ابن عباس أنه قال: "يوجد في بني آدم نفس و روح، بينهما مثل شعاع الشمس، فالنفس التي بها العقل و التمييز، و الروح التي بها التنفس و التحرك، فإذا نام الانسان قبض الله سبحانه نفسه و لم يقبض روحه، و إذا مات قبض الله سبحانه نفسه و روحه".
إن معرفة النفس الإنسانية لا تجدها إلا في كتاب الله تعالى و في هدي الرسول صلى الله عليه و سلم، و شتان ما بين نبع الحكمة الإلهي و هلوسات الفكر المادي.
فالمفاهيم هي التي تحدد طبيعة التصور، و تبين معالم الحق و معالم الباطل في المنهج، والفكر و السلوك يدوران مع التصور سلبا و إيجابا. و لذلك كان لابد أن نعرف الفرق بين المفاهيم النفسية في القرآن و المفاهيم النفسية في علم النفس الغربي. و نتناول في هذا المقام مفهومين رئيسين في نظريات علم النفس:
1- الحتمية في مقابل الفطرة
إن مفهوم الحتمية يقرر أن السلوك يخضع، وفقا لعلم النفس الغربي، للتكوين الطفولي في السنوات الخمس من حياة الإنسان ( فحسب نظرية فرويد فإنّ الطفل تولد معه طاقاته الغريزية التي أساسها الجنس والعدوان، وهو ما سمّاه فرويد بالليبدو ).
ولكن مفهوم الفطرة هو أصدق و أفضل و أشمل، فالفطرة موجودة في الإنسان و في الناموس الكوني، يقول الله تعالى: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [الروم - 30]، و يقول سبحانه و تعالى: { قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ۗ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [الانعام - 14].
إن الفطرة تفتح باب اللجوء إلى الله تعالى و السير على صراطه المستقيم، فهو سبحانه الذي يقبل التوبة من عباده و يجعل منها ميلادا جديدا ليرجعوا بعدها إلى الاستقامة و الصلاح.
2- الكبت في مقابل الكظم
الكبت يعني في علم النفس الغربي ( حسب نظرية فرويد ) عملية عقلية دفاعية لاشعورية يلجأ اليها الفرد للتخلص من شعور القلق والضيق الذي يعاني منه بسبب الصراعات التي تنشأ لديه من خلال عوامل متضاربة مثل القيم والأهداف في نفسه. ( و يقصد فرويد كبت غريزة الجنس التي تتعارض مع الدين و قيم و عادات المجتمع )، و الكبت هنا عمل لا شعوري تلقائي و قدر محتوم على الإنسان.
اما الكظم في المفهوم الإسلامي فهو القدرة على التحكم في الهيجان النفسي الناتج عن غضب و ثورة و أذى، و كاظم الغيط يكون في موقف واع يختار الأفضل و الأصلح، ففعل الكظم جاء عن وعي الفرد و ليس ناشئا عن الكبت حسب علم النفس الغربي، يقول تعالى: { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران - 134]، الكاظمين أي المانعين غضبهم مع القدرة على الانتقام، والمتجاوزين عمن ظلمهم.
و الكبت في القرآن الكريم هو مصدر لفعل كبت، يقول تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّن��اتٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ } [المجادلة - 5]، كبتوا يعني أُذِلُّوا وأُخْزُوا كما أُذِلَّ الذين عادوه من الأمم السابقة وأُخْزُوا.
علم النفس القرآني
القرآن الكريم قد أكّد على حقائق كثيرة تتعلّق بالنّفس الإنسانيّة بما شكّل علماً ربانيّاً لا ترتقي إليه علوم الإنسانيّة كلّها لضعفها وعجزها، و الإنسان عاجزٌ عن إدراك حقيقة نفسِه فضلاً عن إدراك حقيقه غيره، فالله سبحانه وتعالى الذي خلق هذه النّفس هو العليم وحده بها، وهو العالم بما يصلحُ أحوالها، وما يوصلها إلى برّ النّجاة والسّعادة، قال تعالى: { رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا } [الإسراء - 25].
وردت كلمة النّفس في القرآن الكريم مئتين وخمساً وتسعين مرّة لتدلّ على اهتمام القرآن الكريم، وعنايته بالنّفس الإنسانيّة التي هي غاية الخطاب، ومناط التّكليف، ومحلّ العقاب والثّواب.
ومن بين الحقائق التي أكّد عليها علم النّفس القرآني:
1- التأكيد على اختلاف النفس الإنسانيّة وتنوّعها، فقد ذكر القرآن الكريم النّفس المطمئنة و النّفس اللّوامة و النّفس الأمّارة بالسّوء.
2- التأكيد على النّظر في النّفس الإنسانيّة، وما استودع الله فيها من الأسرار والآيات، قال تعالى: { و في أنفسكم أفلا تبصرون } [الذاريات - 21].
3- التأكيد على حقيقة أنّ الله سبحانه وتعالى قد ألهم نفوس الخلق إدراك طريق الخير باتباع منهج الله تعالى وشريعته، وطريق الشر باتّباع شهوات النّفس و الذي تراه النّفوس منكراً وتأباه، حيثُ قال تعالى: { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } [الشمس: 7-8-9-10].
4- التأكيد على أنّ النّفس الإنسانيّة وحتّى تسلم من الآفات والأمراض النّفسيّة و تصل إلى الطمأنينة و السعادة الروحية، يجب عليها تحقيق عبوديتها لله تعالى قولا و عملا بإقامة شرع الله سبحانه و تعالى و إتيان الحلال و اجتناب الحرام، قال تعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ } [طه- 24]، كما قال تعالى: { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [الرعد - 28].
5- التأكيد على أن الإسلام دين اليسر و الاعتدال و التدرج و تدريب النفس على مكارم الأخلاق، وأن الإنسان له إرادة واعية على اكتساب مكارم الإخلاق، عن جابر بن عبدالله قال: ( كانَ رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا افتتحَ الصَّلاةَ كبَّرَ ثمَّ قالَ : إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي إلى قوله : أوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهمَّ اهدني لأحسنِ الأخلاقِ لا يَهدني لأحسنِها إلَّا أنتَ وقني سيِّئَ الأعمال والأخلاق لا يقي سيئَها إلا أنتَ )رواه ابن حجر العسقلاني. فالحلم بالتحلم، والصبر بالتصبُّر، والكرم يتأتَّى بالتدرب عليه، قال تعالى في كتابه الكريم: { وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } [هود - 115].
لكل أمة منهاجها
قال الله تعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } [المائدة -48].
قام أبوزيد البلخي وهو أستاذ سابق لعلم النفس والعلاج النفسي في جامعة الخرطوم والعديد من الجامعات في العالم الإسلامي، ببحث حول التأصيل الإسلامي لعلم النفس في الجامعات الإسلامية، ذكر في مقدمته أن البحث يناقش المبررات الفكرية والعقائدية للتأصيل الإسلامي لعلم النفس. فما من أمة اهتمت بتنشئة شبابها على التمسك بقيم حضار تها إلا وقامت بصياغة علم النفس على أساس قيمها وتصورها للإنسان والكون والحياة. لذلك نجد الجامعات الكاثوليكية في الغرب قد رفضت الانصياع لنظريّات علم النفس الغربي وممارساته التي لا تنسجم مع فكرها الديني. كما قامت الأنظمة الشيوعية بما في ذلك الصين حتى الآن بإعادة صياغة علم النفس بما يتلاءم مع فكرها. وحتى علماء النفس في أوروبا ضاقوا ذرعًا ببعض ممارسات علم النفس الأمريكي. إذن فالتأصيل الإسلامي لعلم النفس قد أصبح فرضًا عينيا على النفسانيين المسلمين.
16 notes · View notes
d6n6 · 4 years
Text
Tumblr media
◇RAMADAN 05◇
نعم ؛لقد وصلت لسورة النساء ،السورة الرابعة في ترتيب المصحف الشريف ،ابتدأت بتذكيرنا أن أصل البشر واحد ولا فضل لأحد على أحد ،وهذا وحده يكفي لأن تثبت أنها سورة عظيمة فقد اختار الله تعالى تلك الآية لهدف دقيق {سورة النساء تبدأ بقول أن أصل الانسانية واحد ؛عظيم ! }
{يا أيها الذين الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها } [ النساء : 1 ]
وبعد المضي في قراءة السورة وصلت لآية 34
{ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله والاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا } [ النساء : 34 ]
حاولت تفسير هذه الآية لأروي ما عطش من تساؤلاتي ،بطريقة مليئة بالشفافية والتجردية البحتة. تناولت تفسير في ظلال القرآن لسيد قطب وقمت بتفسيرها ،وهذا الذي وجدته :
" وقد خلق الله الناس ذكرا وأنثى ..زوجين على أساس القاعدة الكلية في بناء هذا الكون .. وجعل من وظائف المرأة أن تحمل وتضع وترضع وتكفل ثمرة الاتصال بينها وبين الرجل " [ 2 : 650]
أما بما يخص ضرب الزوج لزوجته فقال :
" إنها ..أبدا..ليست معركة بين الرجل والمرأة . يراد لها بهذه الإجراءات تحطيم رأس المرأة حين تهم بالنشوز وردها إلى السلسلة كالكلب المسجور " [ 2 : 653 ]
ثم أرفق :
"ولكن العظة قد لا تنفع لأن هناك هوى غالبا أو انفعالا جامحا أو استعلاء بجمال أو بمال أو بمركز عائلي أو بأي قيمة من القيم تنسي الزوجة أنها شريكة في مؤسسة وليست ندا في صراع أو مجال أو افتخار "
"وحين لا تجدي الموعظة ولا يجدي الهجر في المضاجع .. لابد أن يكون هذا الإنحراف من نوع آخر ومن مستوى آخر لا تجدي فيه الوسائل الأخرى وقد تجدي فيه هذه الوسيلة "
" ويحدد أن يكون ضرب تأديب مصحوب بعاطفة المؤدب المربي كما يزاوله الأب مع أبناءه وكما يزاوله المربي مع تلميذه "
استأت من التفسير بعد أن لاحظت أن فيه تعظيم غريب للرجل والذكورة واستحقار لحقوق المرأة لذا أتبعت هذا التفسير بتفاسير أخرى ،اختلفت المصادر والتفسير متقارب ،لذا قررت أن أبحث عن تفسير لمؤلفة امرأة ليكون التفسير فيه انصاف ؛والعجيب أنني لم أجد كتاب تفسير واحد لامرأة !
بكيت بحرقة بعد الذي قرأته من تفسيرات غريبة لم أتوقع أن أراها يوما ، { وأن الله ليس بظلام للعبيد } {وما الله يريد ظلما للعالمين } { والله لا يحب الظالمين } الله تعالى عادل أيعقل أن يقر بضرب رجل لامرأة ؟! ،رسول الله لم يضرب أحدا في حياته وحتى الذين آذوه فهل يعقل أن يضرب امرأة !!رفقا بالقوارير و استوصوا بالنساء خيرا هذه هي أخلاقه .
قال الشيخ محمد صالح:
"عندما تقرأ تفاسير القرآن فإنك لا تقرأ كلام الله , بل تقرأ آراء المفسرين وهي رهن بالمستوى المعرفي للمفسِّر ومدى رجاحة عقله , وهي أمور قد لا تسمح باقتناص المعاني الحقيقية للقرآن , فما توفر دائما للمفسر العلمُ ورجاحةُ العقل ولا سيما في العصور الخوالي التي سادها ظلام التخلف , ولم تسلم أمة من الأمم من الجهالة عبر تاريخها ، وتبايُن التفاسير لا يقدح في ثبات النص وقدسيته , إنما يعني اختلاف العقول المنتجة"
أوضح البحث في معاجم اللغة العربية أن معنى الضرب في المصحف وفي صحيح لغة العرب , تعني في غالبها المفارقة ، والمباعدة ، والانفصال والتجاهل , خلافا للمعنى المتداول الآن لكلمة (ضرب ) , فمثلا الضرب على الوجه يستخدم له لفظ ( لطم ) , والضرب على القفا ( صفع ) والضرب بقبضة اليد ( وكز) , والضرب بالقدم ( ركل) ، وفي المعاجم : ضرب الدهر بين القوم أي فرّق وباعد , وضرب عليه الحصار أي عزله عن محيطه.
ذكرني تفسير سيد قطب للآية لما قاله عمر التلسماني في كتابه ذكريات لا مذكرات "الأنثى التي تريد المساواة بينها وبين الرجل تفقد أنوثتها " كانت هذه الجملة السبب في تركي لقراءة الكتاب وقد كان عمري 13 سنة ،و كان سبب لدخولي لعالم حقوق المرأة والنسوية.
يؤسفني أن هذا التفكير هو المسيطر على عقول أغلبنا ،ماذا يعني أن المرأة وظيفتها الحمل والانجاب والرضاعة والتربية والمحافظة على زوجها ؟ لم لم يقل الرسول ذلك لزوجته وحبيبته خديجة ؟ لم لم يذكر الرسول رفيدة الأسلمية خولة بنت الأزور بذلك؟!!
استأت من الطريقة التي وصف فيها سيد قطب المرأة ، بأنها الجزء الأضعف والأقل في العلاقة ،فلو كانت شريكة في العلاقة كما قلت لما أقررت بضربها كمن يضرب ابنه أو تلميذه ،علاقة الأب والإبن أو الأستاذ والتلميذ لا يمكن تشبيهها بعلاقة الزوج والزوجة فهي أبعد ما يكون عن ذلك ،فتلك علاقة بين مربي ومتلق لهذه التربية فيها من تفاوت الأعمار واختلاف درجات التفكير الكثير ،ولا يوجد فيها الكثير مشاورة في المصير أو حتى في أمور الحياة ومتطلباتها ،وكذلك الحال مع الأستاذ والطالب .
علاقة الزوج والزوجة علاقة تكاملية تشاركية تفاعلية ،يمكن فيها أن يعبر كل طرف عن رأيه بأريحية تامة .أما ما أرفقه الكاتب في أن المرأة اذا ما تعالت على الزوج استحقت الضرب ،فمالي الا أن أقول أن البيوت قائمة على صبر النساء يا شيخي ....لم أرى في حياتي بيت وقع بسبب غرور امرأة أو بسبب تعاليها بمالها أو نسبها ،سمعت ببيوت وقعت لأن الرجل منع المرأة من العمل لكيلا تكون أعلى منه وأقوى ،سمعت ببيوت وقعت بسبب رفض المرأة لأن تبقى معلقة في البيت حياتها خالية من الانجازات بحجة أن زوجها يغار عليها !،لم أسمع قط أن المرأة نسيت أنها شريكة بالعلاقة بل سمعت برجل نسي أنه شريك في التربية والعمل وأشغال البيت !
لم يعجبني تلميحه غير المباشر على أن الرجل هو المسكين في هذه الحلقة ،لذا وجبت عليه فرض سيطرته في العلاقة ،والذي أفقدني صوابي استشهاده بما قال الدكتور ألكسيس كاريل :"على أنه غير أن يكون هناك هذا الانحراف المرضي الذي يعينه علم النفس التحليلي بالاسم إذ نحن لا نأخذ تقريرات علم النفس مسلمات علمية فهو لم يصبح علما بالمعنى العلمي "وأورد فربما كان من النساء من لا تحس قوة الرجل الذي تحب نفسها أن تجعله قيما وترضى به زوجا إلا حين يقهرها عضليا "!! عفوا شيخي ؟! ،وقد استشهد بكثير من احصائيات وقصص من العالم الغربي ،فعلا ؛إننا مهووسون بالمرأة الغربية والغرب حتى نستشهد فيهم لنثبت صدق نظرياتنا !!
أؤمن أن الحياة مشتركة ويجب أن تكون كذلك ،فلا غنى للرجل عن المرأة ولا غنى للمرأة عن الرجل ،فطرة ! فالحياة لا تكتمل إلا بوجود الطرفين في الدائرة مع تحليهما بكامل حقوقهما المشروطة دون أن يطغى طرف على الآخر ،لكل منا واجباته الفطرية ، متساوون في واجباتنا وحقوقنا المدنية .
عندي اقتناع كامل أن هناك رجال صالحون ونساء صالحات كما أن هناك رجال سيئون ونساء سيئات بعدد الصالحين !
آمل أن نصل إلى زمن تصبح حقوق المرأة مسلمات لا يتم النقاش فيها أو حتى عمل مؤتمرات من أجلها وبهدف الدفاع عنها وعن صحتها ،تأخذ المرأة كامل حقوقها دون أن تطلبها !
أكتب هذا المقال لأرد دين كل امرأة فقدت حياتها لأكون الآن على قيد الحياة ،ولكل امرأة سلبت حريتها من أجل أن أكون اليوم على مقاعد الدراسة ،ولكل امرأة فقدت احدى حواسها من التعذيب لأستطيع أن أعبر عن رأيي بطريقة مشروعة....
على الهامش ....هذه عبارة عن تأملاتي الشخصية وخلاصة رأيي الشخصي المجرد من أي محسنات ،وهذا لا يلغي احترامي للشيخ الكبير سيد قطب ،ولا لكتابه القدير في ظلال القرآن ،فالشيخ سيد قطب وصل لمراحل متقدمة من الفقه التي لم أصل إليها أبدا ،ولا أنكر أنني أعجبت ببعض تفسيرته لآيات عظيمة بعيدة عن المرأة ،إذ يجب التنويه أن هذا الكتاب كتب في سنوات قديمة جدا وبعيدة عن حاضرنا ولا بد من وجود بعض الاختلافات لاختلاف الأزمان ،وكلنا خطاء...
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [ الروم : 21 ]
🙏🌼
12 notes · View notes
noirbeduzz · 2 months
Text
أودُّ بالقول أنَّ مفهومُ الجمَال في سِيَاق العِبارة الشَّهيرةِ: "سِنُّ العِشْرينِ أجمل فترة" فضْفَاض وضبَابيٌّ وغير مُحدَّدٌ مَغزاه، ولكنَّ مُشكلة القارئ أنَّه يَعيَ المَفهومَ المُوحَّد والسَّائد المحصورِ حولَ السَّعادة اللامُتناهية.
لما لا يَكونُ مَفهوم الجمَالَ هنا مَفداهْ أنَّها أكثر الفَتراتِ عُرضَةً للتجَارَب الجديدةِ والمَعرفةِ الثَّقيلةِ؟ والعقَبَاتِ القاسيَّة؟ الَّتي بدَورها تُعيدُ صِيَاغةِ الذاتِ وصَقْلِه كيْ يُدَاريَ الحيَاة الحَقيقيَّةِ بعد إبْحَارهِ عن سَاحِل الطُفولةِ والجَهلَ الفِطْريَ والبَراءَةِ؟ لما لا يَنْبَغي أن تكونَ تلكَ المَراحِل أيضًا دِلالةِ على رَوعةِ سنِّ العِشْرين؟ حيثُ مرحلةِ تكوينَ الذَّاتِ؟ والمَرحلةِ الانتِقاليَّةِ منَ الطُفولةِ إلى الجِديِّة؟
أليسَ الأمْرَ مُثيرٌ؟ الإدْرَاكِ لِمَدى سَذاجتنا بالأمْسِ مُقارنةً باليوم؟ ونيلِ معرفةٍ جديدة؟ والتعرُّفِ على مكامِنَ قوى وضُعفِ الذَّاتِ؟ وكشفُ الحِجابِ عنْ واقِعَ الحياةِ؟ والتَّهيُّئ التامِ لمُواجَهةِ مُحيطِ الحياةِ السَّحيقَ؟ وليَسْت بالضَّرورةِ أن يكونَ المفهومُ حولَ الحياةِ الوَرديَّةِ والرَّفاهيِّة المُسْتَديمةِ وإشبَاعِ الرَّغباتِ بإنتِظام وتحقيقِ كلُّ الأماني؟ فَرَضْنا لو تحقَّقت كلَّ الأمَانيَ والرَّغباتِ دفعةً واحدة في غضونِ هذهِ الفترةِ ونَال العِشْرينيُّ كلَّ ما يَشتهي، أتسائل مَالَّذي يتبقى له إذًا في السنينَ القادِمَةِ؟
أقولُ ذَلك، وقدْ أمْضَيتُ شوطًا طويلاً من العشرينِيَّةِ في زِنْزانةِ ضيِّقة منَ الحِرمانِ والقَهرِ، وأطَلتُ البقاءَ عالِقًا في المَحطةِ طوالَ الفتْرَةِ راجيًا ظُهورَ قِطار الحياةِ الخَاصُّ بي، ولكنَّني مع ذَلك، أشْعُر بأنَّني سَيِّدُ هذا الزَّمَنِ ومَحظوظٌ أكثَر من الرَّفيقِ الَّذي حقَّقَ نِصْفَ آمَالهِ، وأنَّ كلَّ تلك الآلامِ والمُعاناةِ وكلَّ تجربةٍ مرَّت، وكلَّ لحظةٍ سعيدةً ولو بَسُطَتْ، وكُل معرفةٍ اطَّلعتُ عليها، إنِّي شديدُ الامْتِنانِ لها لأنَّها ساهمَت فيمَا أصبحتُ عليهِ اليوم.
لمْ يَعدُنا أحدٌ أن سنُّ العِشرينِ هو المَجْدَ، إنمَّا مجرَّدُ أقاويلَ عاميَّة قدْ تسير على البَعضِ دونَ الآخرِ وليسَت بديهيَّات ولكنَّ المَجد يَنالَ عندَما يَشعُر المرءُ بأنَّهُ أدْرَكَ كلَّ شيءٍ، وعَلِمَ كيفَية التعامِل معها، بغض النظر عنِ الفترةِ العُمرية، ويُؤكِّد علينا علمُ النفس، أنَّ العشرينَ هيَ بُوتقةِ الأزماتِ الوجوديَّة، وهو ما أعتبَرهُ واقعٌ وطبيعيٌّ على كلِّ إنسانٍ وأكثَر منطقيِّة منَ المَقولةِ السائدة.
من مِنظوري الشَّخصيْ: فترةُ العِشرينِ أجمَلُ فترةٍ، لأنَّها تُهذِّبُ الإنسانَ بأنَّه لم يَعُد ينالَ كلَّ ما يَشتهي، ولا كلَّ رَغبةٍ بالضرورةِ أنْ تُشبَع، وأنَّ الألمَ ضروريُّ مثلمَا هيَ السَّعادةِ، والخَير والشرَّ عُنصرَينِ أساسيَّينِ في تكوينِ الوجودِ، وأنَّه على قدر مساعيهِ وإصْرارهِ يَنال، وأنَّ وراءَ كلَّ تصرًّفٍ تكمُن عواقِبَ، وتُذكِّرهُ بأنَّ الواقع يتطلَّبَ جُرأةً وفِطنةً وأنَّ نيلَها مَرهونٌ بمَدى إستجابتِه للتجارب.
علينَا أنْ نَتوقَّفَ عنِ الإيمَانِ بمَجْدِ فترةِ العِشْرينِ كَقاعِدة بَديهيِّةِ، وأعتَبرهُ تجديفٌ بحقِّ الإنسَانِ، ولأنَّ الكثيرَ منَ العِشرينيّينَ أنهَوا حيَاتهم بإرادَتِهم جراءَ الإيمانِ بِتلكَ المَقولةِ، بسببِ الشًّعورِ بالدُّونيَّةِ والاسْتِثنائية منَ المقولةِ، علينَا أنْ نُثمِّنَ كلَّ شُعورٍ يَحدُث ونَمنحَ مساحةً كافيَةً مع الحُزنِ كمَا السَّعادةِ، ونكونَ مُمتنِّينَ لكلِّ مَجْرَى يَقَع، ونَسْتَقرئ عنِ المغزى وعنِ الإجاباتِ، طَوَال ما أنَّنا على قَيدِ الحياةِ، فإنَّ المَجدَ ليسَ حصرًا على عمرٍ محدَّد، طَوالَ ما أنَّنا نَسْعَى ونَتحدَّى عِنَادًا في نَيلهِ، وأنْ نَستَقلِّ في أدوارنا.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ٢ مارس، ٢٤
26 notes · View notes
boubcha · 4 years
Text
#أنماط_الشخصية أربعة حسب علم النفس
سوف نقوم بتعريف وتحليل جميع جوانب أنماط الشخصية الأربعة . وذلك سوف يمكنك من معرفة نمط الشخصية الذي تنتمي إليه بناء على تحليل أنماط الشخصية الأربعة
اكتشف شخصيتك الى من تنتمي ..
نبدأ بسم الله....
سنتحدث عن أنماط الشخصية الأربعة كل على حدة..
النمط الأول : النمط المتفرد أو ” النمط القيادي “
حازم غير متردد. الأمور عنده محسومة. لا يوجد عنده وسطية في الخيارات إما هكذا أو هكذا.
ما يهمه هو النتائج أما التفاصيل لا تهمه فهو ينظر إلى نهاية الموضوع مباشرة ولا يهمه أي شيء آخر في المنتصف.
عملي. يهتم بتحقيق إنجازات عملية. وغالباً ما يكون ذلك على حساب علاقاته الإجتماعية والأسرية.
مبادر وقيادي. يحب أن يفرض سيطرته على الآخرين وأن يكون مسيطر على كل مجريات الأمور. لا يحب أن يكون تابع ولا يحب أن يتحكم به أحد.
سريع في إتخاذ قراراته وسريع في ردود أفعاله. لا يتردد ولا يهتم برأي الآخرين عن رأيه الشخصي. يقوله فقط بدون أي تردد أو تفكير في العواقب.
يحب التحديات ويقبلها ويحب أين يجتاز الصعاب ويقهر المخاطر بشرط أن تكون هناك نتائج لهذه التحديات والمخاطر والصعوبات وأن لا يضيع جهده سدى.
لا يتردد في عمل الصواب وتصحيح الأخطاء حتى وإن كانت أخطاءه الشخصية.
واضح ومباشر. لا يحب الإلتواء والحوارات الكثيرة. يدخل في صلب الموضوع مباشرة ويقول رأيه بكل صراحة ووضوح.
ثقته بنفسه عالية وكبيرة. فخور بنفسه دائماً. أنيق. وقد يكون دكتاتوري بعض الشيء.
شديد التركيز في أي مهام يقوم بأداءها وأي شيء يحضره أو يخطط له.
يعتبر إلى حد ما شخص متكامل من جميع الجوانب.
يحب أن يثقف نفسه دائماً وأن يتعلم كل يوم شيء جديد كما أنه منفتح على العالم ويقبل ما تعطيه له الحياة بكل صدر رحب
النمط الثاني : النمط التحليلي أو ” النمط المفكر “
إنسا ن منطوي منزوي على نفسه يحب الوحدة ويحب أن يكون وحيداً.
إنسان مقيد بالأنظمة والتعليمات وملتزم بها إلى أقصى درجة ممكنة.
شخص منطقي إلى حد كبير لا يقتنع بالخيالات والأشياء الوهمية ولا يصدقها.
يعتبر أفضل كشخص مطور لا كشخص مبتكر.
مستمع جيد من الدرجة الأولى يحب أن يستمع إلى آراء الآخرين وأفكارهم ويحب أن يجمع معلومات الآخرين وخبراتهم ويستفاد منها.
يفكر كثيراً قبل الإقدام على عمل أي شيء أو على أي خطوة في حياته سواء كانت العاطفية أو العملية أو العلمية . فهو يفكر دائماً في نتائج أفعاله ومعطياتها وإيجابياتها وسلبياتها.
الميزة في هذا النوع من أنماط الشخصية أنه ثابت على مبدأه. إذا وضع شيئاً في رأسه ويريد أن ينفذه لن يتوقف حتى يقوم بتنفيذه وعلى أكمل وجه.
يعتبر هذا النوع من أنماط الشخصية شخص مستقل بذاته في أفكاره وقراراته. تجده يسأل الآخرين ويحاورهم ويناقشهم ويشاورهم . لكن في النهاية هو صاحب قراره.
يحب أن يعمل في فريق عمل وبيئة إجتماعية متعاونة.
يحب أن يعرض عليه الآخرين أن يشاركهم أحداثهم وحياتهم الإجتماعية.
لا يقتنع بأي شيء بسهولة قبل دراسته جيداً فإذا أراد شراء شيء لابد أن يدرس أولاً عيوبه ومميزاته ثم يقوم بإتخاذ قراره في النهاية حسب المعطيات المقدمة إليه.
يعتبر هذا النوع من أنماط الشخصية صديق رائع حيث أنه سوف يقوم بالمحافظة على أسرارك كما أنه صبور ومخلص جداً.
من عيوب هذا النوع من أنماط الشخصية أنه حريص جداً على أشياؤه الخاصة. لا يحب أن يلمس أحد أشياؤه ويغضب كثيراً لذلك.
Tumblr media Tumblr media
النمط الثالث : النمط التعبيري أو ” النمط المعبر “
شخص لذيذ وممتع وسوف تحب أن تكون بصحبة شخص من هذا النوع من أنماط الشخصية.
مبدع. يحب الأفكار الجديدة والإبتكارات الجديدة.
إزدواجي الشخصية إلى حد ما فقد يكون في لحظة عاطفي للغاية وفي الأخرى قد يثور ويكون غاضب للغاية. لا يوجد عنده وسطية في إنفعالاته.
يحب أن يتحدث ويكون علاقات إنسانية مع الأشخاص الذين يعمل معهم قبل البدء بأي عمل.
عاطفي في إتخاذ قراراته ويعتمد على حكم القلب لا العقل.
سهل التأثير عليه من قبل الآخرين. بمجرد كلمة يغضب وبمجرد كلمة يهدأ.
يحب أن يشارك برأيه في الحوارات الإجتماعية والعملية والعلمية.
لديه خيال واسع يدفعه إلى أن يكون مبدع بشكل رائع.
يثق بالآخرين بسهولة.
لديه قدرة كبيرة على إقناع الآخرين بأفكاره ومشاريعه.
شخص عاطفي يهتم بالأحاسيس والمشاعر ومنفتح على العالم دائماً.
من عيوب هذا النوع من أنماط الشخصية عدم الإنضباط في المواعيد والتحدث بشكل سريع مما يجعل الآخرين غير قادرين على فهمه بشكل جيد أثناء الحوار.
Tumblr media
النمط الرابع : النمط الودي أو ” النمط الودود “
شخص مؤهل لأن يكون صديقك. حيث أنه مستمع جيد من الدرجة الأولى. مهتم بالتفاصيل. محبوب. ودود. صبور. عطوف.
يضيف على علاقاته دفء وتستطيع مصادقته والوثوق به بكل سهولة.
يحب أن يعمل في بيئة عملية إجتماعية.
يحب كل الناس ويتعامل مع الجميع بشكل جيد ولكن يوجد في حياته شخصين أو ثلاثة أشخاص فقط مقربون له.
يحب أن يقوم بتأسيس روابط مع فريق العمل أولاً. ثم بعد ذلك يعمل على مباشرة العمل وتحقيق الأهداف.
لا يحب المخاطرة إلا إذا حصل على دعم قوي يشجعه ويحثه على ذلك.
لا يحب أن يتحمل اللوم على الأفعال الخاطئة لذلك لا يحب أن يخاطر بفعل أي شيء.
يحب التعاون مع فريق العمل.
يحب أن يساعد الناس دائماً ويقف بجانبهم ولا يستطيع أن يرفض لأحد طلباً أبداَ.
متفاني في خدمة الآخرين ومساعدتهم.
Tumblr media Tumblr media
6 notes · View notes
nooral-bassam · 2 months
Text
_
حتى يحدث وعي لابد يكون هنالك شعور، والشعور هنا ناتج عن إدراك، والادراك هنا حسي صوري وكلمات✨
الأفكار لا تصل للوعي؛ لأنها لا ترتبط بادراك (صورة، كلمات) تصبح لا موعية، الآليات الانتباهية (الانكار) تشتغل على محتوى موجود في الذاكرة ولكن تمنعه من الوصول إلى الوعي (تقوم بفك الارتباط بين الكلمات والصور)
هل كل ما يصل في الوعي يبقى في الوعي؟ لا (تريليون معلومة تصل إلى الدماغ من الداخل والخارج)
_
[وعي = شعور مدرك]
_
الطفل يعرف الفرق بين الواقع والتخيل وإن لم يُصرح [لديه انتباه بين خياله وحدث في الواقع كأن يسمع صوت أحد والديه فيقطع خياله في اللعب أو القصة ويحضر إليهما]، وأهمية التفريق بين الواقع والتخيل يأتي مع النضج؛ وإذا انعدم التفريق بينهما يصبح ذهان [نشاط عقلي مريض].
إنكار حدث حدثَ في الطفولة ولا يزال موجود وهو بالغ (إنكار أولي مرتبط بالوالدين)
تعظيم الوالدين في الثقافة [والمرجعيات الدينية] تؤيد الانكار الأولي عند الطفل (خارقين، مثاليين رغم أنهم بشر عاديين وبعد أن تكبر تنظر لأخطائهم، والقليل من هذا التعظيم الثقافي نحتاجه إلى آخر الحياة؛ وإن كان دور المعالج أن يُضعف هذه الآلية).
الدكتور ياسر الدباغ
علم النفس التحليلي
0 notes