انت الذي تقرا، السلام علي هاتين العينين الجميلتين، قد لا اعلم من انت ولا كيف كان يومك ولا كيف وصلت لقراء رسالتي هَذِه مع ذلك، انا متيقن ان لدينا أشياء كثيره مشتركه حتى ولو لم يكن أتمنى ان تكون بخير، اذا كنت تنتظر رساله ما فتخيل انك تقراء الان ما تنتنظره ممن تنتظره، أياً كان ما واجهته في يومك تيقن انه لن يصبح بهذا الأهمية غداً، احصل علي وقت جيد، و افعل ما تحب، و اتمنى ان تكون بخير،"دع الله يتولى أمرك". و اكتب الحمد لله
كل عيد وأمهاتنا بألف خير ، اللهم بارك في عمر أمهاتنا الأحياء، واشفي يارب كل أم مريضة وارحم كل أم متوفية.. اللهم ارحم أمي واغفر لها واجعل قبرها روضه من رياض الجنة امين يارب العالمين
"أمي الوحيدة التي تعلم أن امتناعي عن أكلتي المفضلة لا علاقة له بالشبع بل بالحزن، وأن نومي الكثير ليس له علاقة بالشعور بالنعاس بل بسبب الانطفا��، فقط وحدها من تعلم أن صوتي المنخفض وتحيتي الهادئة فور دخولي المنزل تعني أن يومي كان سيئًا، أمي وحدها تعلم أنني أتحدث كثيرًا لكني في الحقيقة لا أقول شيئًا، هي وحدها تعرف أن تلك الأبتسامة الخجولة حب وأن تلك اللمعة فراق، وأن اللامبالاة أشتياق، وأن رحيلي يعني نسيان، أمي الوحيدة التي تخاف من نفسي عليّ، تخاف سكوتي، تخاف شرودي، وهي الوحيدة التي شهدت انكساراتي، هزائمي، ونجاحاتي، هي تعرف أن الطريق لم يكن سهلًا أبدًا ! ❤️"
عندما نظرت الى تعابير وجهها، رأيت ذلك الاهتمام الهائل القديم قدم الازل، ذلك الاهتمام الذي لا شك فيه. في ذلك الوقت فقط ادركتُ انه حين تنظر الى امك، فإنك ترى الحب النقي الوحيد الذي يمكن ان تصادفه في حياتك.
صورة بديعة لسيدة تحمل طفلها على يدها أثناء اختبارات رواق العلوم العربية والشرعية في الأزهر حرصت أن تجمع بين خيري الدنيا … فهي لن تنسى حظها من الحرص على طلب العلم ��لم تقصر في واجبها أو تنسى دورها الأساسي في هذه الحياة كأم تعتني وترعى أطفالها …
يقول الشيخ مشهور سلمان - رحمه الله- :"وقفت على مخطوطة كتاب (الصحاح) للجوهري ،، فكانت ناسخته امرأة ، و كتبت عليه : ( من وجد في النسخ نقصا فليعذرني ،، فإنما كنت أكتب بيميني و أهز ولدي بشمالي )".
ويقول الأمام بن باديس "تديّن الأم أساس حفظ الدين."
صورة مبشرّة فيها من … الحشمة ….والصبر…والمصابرة ... والرحمة
والله وإن كفة بها واحدة مثل هذه تطيش بكفة بها ألف ألف من أولئك المدعيات للنسوية في ميزان العقل، والفضل.
عن الخبيراتِ الاقتصاديّاتِ اللواتي يتكيّفنَ رغم عجز الموازنة بينما تغرق أوطان كبيرة بالدّين!
عن الممرضاتِ اللواتي يقسنَ حرارة ولدٍ مريض بميزان شفتين يطبعنه قبلةً على جبينه، فيُشخّصنَ المرض، ويعطين العلاج، فنشفى، ويموتُ عشرات الآلاف بالأخطاء الطبيّة!
عن المُدرّساتِ الخصوصيات مجاناً!
عن السّمكرياتِ توفيراً!
عن المرهقاتِ الآوياتِ لفراشهنّ ليلاً يسمعنَ صوتَ عظامهنّ تحتهنّ فلا يشتكين!
عن اللواتي لا يطبخنَ لانستغرام، ولا يشترينَ الثياب للفيسبوك!
عن الصّابراتِ على وجع الظّهر لأنّ كشفيّة الطبيب أولى بها فاتورة الكهرباء في أوطان رغم النّفط لا تشبع!
عن خشناتِ الأيدي لأنّ ثمن المُرطّبات والكريمات أولى به أقساط مدارس الأولاد في أوطان تخلّتْ وعلى المرء أن يتدبّر فيها نفسه!
عن بطلاتِ العالم الحقيقيات!
عن سِلال الغسيل الممتلئة لأنكنّ لا ترضينَ إلا أن يلبس أولادكنّ ثياباً نظيفة!
عن المجلى الممتلئ عن آخره بالصحون لأنكنّ تأبينَ إلا أن تُطعمنَ أولادكنّ طعاماً شهياً!
عن الألعاب المتناثرة هنا وهناك لأنكنّ ترفضنَ أن تسلبنَ أولادكنّ طفولتهم!
عن الصوتِ المبحوح والأعصاب التالفة لأنكنّ لا ترضينَ إلا أن يكون أولادكنّ الأفضل!
عن بطلاتِ العالم الحقيقيات!
عن اللواتي لا يُسافرنَ للإجازات!
عن اللواتي ينسينَ أعياد ميلادهنّ!
عن اللواتي لا يُطالعنَ مجلات الأزياء!
عن اللواتي لا يعرفنَ الطريق إلى صالونات التجميل وورش الحدادة النسائيّة!
عن الملائكة، الملائكة حقاً، الملائكة فعلاً!
أعرفُ أن مقالاً لن يشفي وجعاً في الظهر، ولن يمحو بحةً في الصوت، ولن يزيل خشونةً في يدين، ولكني قررتُ أن أكتب عنكنّ، عرفاً بفضلكنّ، وتذكيراً بجهدكنّ وصبركنّ وجهادكنّ، أنتنّ بطلاتُ العالم الحقيقيات فلا تنهزمن، أنتنّ الجيش الوحيدُ الممنوع عليه أن يُهزم ليستمرّ العالم .