تأجيل المتعة مبدأ خاسر ولكنه في الوقت نفسه لسنا دائماً مخيرين فيه ، وهو مبدأ تستشعره حتى الناس العادية وخاصة عند الموت ، فكم من احاديث واعترافات واعتذار وامتنان ولقاء و تجارب تمناها الأموات قبل رحيلهم ولكن غلبهم مبدأ تأجيل المتعة وكم تمناها الأحياء ولكن حال بينهم ذلك المبدأ في تأجيل المتعة
في الفيلم هو يأجل المتعة حتى يشعر بلذة الفرصة والحب فكلما كانت المتعة مؤجلة تتضاعف الرغبة بها ولكن هذا المبدأ ليس دائما يسعفك به القدر فربما ضاعت المتعة من خلال تأجيلها وهذا ماحدث في الفيلم
المتعة أنا مؤمنه جداً بأن متعتها ولذتها تكمن في التوقيت ، تأجيل المتعة بالنسبة لي يفقدني تدريجياً الرغبة والشغف بالمتعة ، وهذا مايجعلنا نقول فات الآوان ، لو كانت المتعة غير مرتبطة بالتوقيت لما وجدنا الناس لديهم ندبات اثر تلك الندبات في الغالب من فرص لم تأتي في وقتها جاءت متأخرة فلما طال الانتظار خلف ندبة في داخلهم ، و ماكان الناس تغنوا على ضياع العمر لأن في الغالب ضياع العمر يكون منبعه من الحسرة ليس على الفرص التي لم تأتي فقط بل على فرص لم تأتي في توقيتها ، يمكن البعض يجده مبدأ كئيب ولكنه رأيي ، الفرص لابد تخضع لتوقيتها المناسب
لسنا مسؤولين عن حبّ الذين لا يعرفون كيف يحبّون. ولا نحمل بذمتنا أيّ عديم ضمير يختفي بلا سبب، بعد أن ارتبطت به ، والوحيد الذي يمكنك تحمّله. اختفاء الناس بهذه الطريقة الفظّة، اختصاص حصريّ بالبشر فقط ، ولم يفعلها كلب واحد في كلّ سلالات تاريخ الكلاب.
- تفتكر الإنسان لما بيخاف من حاجة بيهرب منها ولا بيواجهها!
= يعني على حسب ايه هي الحاجة، بس فيه اللي بيواجه وفيه اللي بيهرب
- طب ليه معظمنا بيهرب من الموت؟
= يعني ايه نهرب من الموت محدش هيهرب كله هيموت
- لا بنهرب، لما بنتناساه، بنتعامل وكإنه مش هيزورنا مع اننا عارفين انه هيطولنا كلنا! مش ده اسمه هروب!
= يمكن عشان هو النهاية لكل حاجة!
- بمعنى!
= يعني نهاية لكل حلم، لكل قصة، لحبك لشريك حياتك، نهاية احساسك بالدفء وسط عيلتك، نهاية لشغفك تجاه اهداف حياتك، فعشان كدا بنهرب.. عشان هو النهاية
- كلامك صح، احنا فعلا بننسى
= بس انا مقصدش كدا..
- احنا بننسى احنا جايين الدنيا ليه في وسط ده كله، وفعلا هو كل ده ينسي، احنا جايين الدنيا عشان نحجز مكان في الجنة، مش عشان نتوه ف وسط كل ده
= ايوة ده حقيقي وكلنا عاوزين كدا
- ما دي مشكلة! اننا عايزين كدا ومؤمنين بكدا، بس تصرفاتنا مش بتكون عالأساس ده، بنتوه في صراع الحياة ونفضل عايزين لحد ما وقتنا بيخلص! ونندم في وقت مينفعش فيه الندم
= طب يعني نعتزل الحياة ونفضل مستنيين الموت ونجهزله؟
- لا طبعاً، هو ينفع حياة بلا عمل! الإنسان اتخلق عشان يعمر الدنيا دي مش عشان يهرب من مسؤولياته فيها، كل ما في الأمر انه نتصالح مع الموت ونعرف انه بداية لحياة تانية عشان الحياة متخطفناش
= يعني انت عايز ايه بالظبط! لا عاوز الناس ينشغلوا في دنيتهم ولا عاوزهم يسيبوها ويركزوا في اخرتهم!
- تسمع عن التوازن! يعني زي مانتا بتحلم انك تنجح ف شغلك عشان تترقى وكل ما تترقى بتحصل على مميزات اكتر وزيادة في الدخل وبالتالي مكانة اكبر، وطول مانت بتجتهد وقتها هتبقى في مأمن من الفقر او الفشل، اهو الآخرة شبه كدا، طول ما ربنا قدامك دايما وطول ما بتحافظ على فرائضك ومبتتعداش حدود ربك وقتها هتنجح في الظفر بمكان في الجنة وكل ما اجتهادك يزيد مكانتك هتزيد، وقتها بس مش هتسمح للموت يخوفك فتهرب وتتناساه وتسيب الحياة تلفك في دوامتها وكأن ملكش سلطان عليها! ويبقى جمعت بين دنيا ودين
"بين الحين والآخر، كنت أشعر بطعنة عنيفة من الوحدة، الماء الذي اشربه، والهواء الذي اتنفسه، كأنهما ابرتان حادتان يخترقان روحي، لقد كنت أسمع جذور الوحدة تزحف من خلالي، حينها بدا كل شيء صامت من حولي". هاروكي موراكامي