مازال الأرَق يُلازمني أنام بِصعوبة بعد مُعاناة، أفكار كثيرة تأتيني حين أستلقي أحدّق في الظلام لساعات أحدث نفسي في صمت أفكر في أمور غريبة ومُتناقضة قصصًا لم أكمِل كتابتها أغنيات أكرهها أشياء أتمنى أن تحدُث فتاة بعيدة تنتظر مُعجزة تُبدّل الحال وتُقرّب المسافات عوائق أرغب بزوالها وذكريات أرجو موتها.. ما سر هذيان ما قبل النوم؟
في لقائنا الأخير وبعد سهرتنا الطويلة والتي قضيناها في الثرثرة والسُخرية من كل شيء نِمت بِصعوبة رأيت في منامي مشاهد فوضوية أضغاث أحلام لكنها أقوى مِن أن تُسمّىَ أحلام بَدَت كواقع ملموس.. مؤلم.
فجأة ظهرَت فتاة رقيقة أعطتني زهرة ومنحتني قصة في ورقة, جملة واحدة "لا تَخَف" ثم اختفت تلاشَت كنَزوة عابرة تُخفّف من طَعن الذاكرة.
شعُرت بأن شيئًا ما يتجوّل في الغُرفة, صوتًا أعرفه, همس في أذني " دَع الأمور تحدُث ولا تلتَفِت, دَع الحياة تسير فى طريقها المرسوم ولا تحزَن...لا تهتَم "
أنا أتألّم يا صديقتى، لا راحة وسط الناس ولا هدوء في العُزلة. أنا.. الكئيب في المجالس، القبيح في الصور، الصامت في الأفراح، الصامد في المصائب، المُبتسم في الكوارث، اللامُبالي بالعالم وما يحدث فيه.
إلى أين يقودني العقل؟ أخبريني يا رفيقتى إلى متى سيستمر الأرَق؟ إلى متى.
يرغب في أن يحضنَنِي بين تثاؤباتي، أ لم أرحب أنا بك؟
ثم لا تلتفِت.. أو إلتفتِ وصادِق هالاتي كي لا تُقابلك الدموع، لا يقابلك عزيزي الذي مضى محترقاً تحت زوجِ الجفون.. نقابلك انا و حروفي الآن نُغرد بكَ لعقلي الممتلئ بهذا الليل الهائل جداً، العامِر بما كان وماذا سيكون!
ثم لا تذهب قبل أن تُخبِرني "وجدتني ام لا؟"
على كُلٍ مرحباً بك انتَ و الظلاَم إن استطعت تحديه، وأحلامي البعيدة..
و إن كان وداعاً لا بأس.."كُنت لِأُحِب الأرق لو كان على كتفك فقط!"
الارق زميل قديم لي، يرافقني منذ الطفولة، سببه واضح جدًا وهو كثرة التفكير في اي امر، لطالما كان احد اسباب حزني العميق، في فترة من فترات حياتي وجدت حل له وهو تكرار التفكير في فكرة مريحة لاعصابي والتعمق بها بما انني لن اتوقف عن التفكير… لأفكر بفكرة ترخي اعصابي، كانت هذه الفكرة هي ان افكر في انني ساموت اثناء النوم ولن استيقظ في الصباح، هذه اكثر فكرة تريحني وتدخل الطمأنينة بداخلي، لا اعرف ربما كوني انهزامي من اعماقي فاحب فكرة الهزيمة النهائية وارتاح لها، عليه تم حل مشكلة الارق لدي بهذه الطريقة نوعا ما، انا اهرب مما يشغلني بفكرة الهزيمة، انا الان لا اعاني من الارق ببساطة لانني شديد الاجهاد وابذل جهد بدني كبير في النهار مما يجعلني انام بسهولة، لكنني اصبحت مدمن على فكرتي المريحة قبل النوم حتى وان لم اكن اعاني من الارق، انها مثل عقار ميلاتونين اتناوله قبل ان انام ليسهل نومي ويرخي اعصابي، ما اجملها من فكرة ان ينتهي كل ��ذا العناء، جدوا لنفسكم افكار مريحة تساعدكم على النوم … انه افضل حل.