كان يستيقظ كل صباح ولديه الرغبة في فعل الصواب، وفي أن يكون شخصاً صالحاً وذا معنى، وأن يكون سعيداً، على الرغم من بساطة الأمر، ومستحيلاً كما كان في الواقع. وكان في كل يوم ينزل قلبه من صدره إلى بطنه. بحلول وقت مبكر من بعد الظهر، تغلب عليه الشعور بأنه لا يوجد شيء على ما يرام، أو أنه لم يكن هناك شيء صحيح بالنسبة له، والرغبة في أن يكون بمفرده. بحلول المساء كان قد اكتمل: وحيداً في حجم حزنه، وحيداً في ذنبه الذي لا هدف له، وحيداً حتى في وحدته. أنا لست حزيناً، كان يردد لنفسه مرارا وتكرارا، أنا لست حزيناً. وكأنه قد يقنع نفسه ذات يوم. أو يخدع نفسه. أو إقناع الآخرين - الشيء الوحيد الأسوأ من الحزن هو أن يعرف الآخرون أنك حزين. أنا لست حزين. أنا لست حزين. لأن حياته كانت تنطوي على إمكانات غير محدودة للسعادة، بقدر ما كانت عبارة عن غرفة بيضاء فارغة. كان ينام وقلبه عند أسفل سريره، مثل حيوان أليف لم يكن جزءاً منه على الإطلاق. وفي كل صباح كان يستيقظ وهو يحمله مرة أخرى في خزانة قفصه الصدري، بعد أن أصبح أثقل قليلاً، وأضعف قليلاً، لكنه لا يزال يضخ الدم. وبحلول منتصف الظهيرة، تغلبت عليه مرة أخرى الرغبة في أن يكون في مكان آخر، شخصاً آخر، شخصاً آخر في مكان آخر. أنا لست حزين.
السادسة وأربع دقائق صباحا، يمكنني أن أستمع إلى العصافير بعدما غفا صديقي الكروان أثناء نومتي القصيرة التي صحوت منها الآن في قمة اضطرابي وقلقي وفزعي.
الضوء الأزرق يدخل من النافذة عن يساري وبالكاد يمكنني رؤية يدي اليسرى وجزء من الغطاء.
قمت وصنعت لنفسي كوباً من اليانسون وأنا أشعر بآلام متفرقة بين رأسي وعيني وظهري ورجلي وبالأخص معدتي/القولون العصبي...ولكن الألم الحقيقي قادم من انتباهي إلى شعور كان متربصا بي بين أجمات الآلام الجسدية: أني إنسان مثقل بالهزائم بشكل لا يمكنني مقاومته بالمنطق في هذه اللحظة بالذات.
قد أبدو شخصاً ضعيفاً أو خائفاً لكن أي شخص جبان قد يلقي بنفسه في صراعات لا نهائية بهذا الشكل؟ بل أي جبان ذاك الذي يكون بهذه الحال وبهذا العدد من الهزائم ويقرر أن يبدأ نزالاً جديداً دونما راحة؟
أقف بين نفسي ونفسي ولا أستطيع أن أحدد هل أنظر إليها بقسوة أم برأفة...
لكن الواقع والحقيقة...أنني الآن/اليوم لن أنظر إلى شيء سوى الضوء الخافت في غرفتي يضيئ كوب اليانسون شيئا فشيئا على أنغام هادئة لموسيقى عشوائية...منتظرا أن يعود النوم وتبرد الآلام شيئاً فشيئاً.
[اللفياثان : الأصول الطبيعية والسياسية لسلطة الدولة - توماس هوبز]
*بروميثيوس أحد العمالقة في الأساطير الإغريقية، ومعنى اللفظة ذلك الذي يفكر نحو المستقبل، وهو الذي سرق النار من السماء. ويعد بطلاً للرجال في مواجهة الآلهة. وقد عوقب بروميثيوس بأن قُيد إلى صخرة حيث نزع النسر كبده نهاراً فكانت تنمو من جديد ليلاً.
كتبت: رحمة رضا.
يا مَن رافقت طريق يأسي، وضعفي، وحزني، وكفاحي كنت لي كَعُجزَ مُسنًـا يبلغ من عُمِرهُ الستين ، يا مَن كنت لي مُشجع وقلتُ لك حين دق قلبي لأول حُبٍ فى حياتي ، ليالي طويلة تقاسَمِنا الكعك، والقلق وكنتُ أخذ أنا الكعك، وأنتَ تأخذ القلق، أذكرُ هذه الليلة حين جئت إلى بابك مكسورًا، وضممتَ لي جروحي ، أحبك يا صديقي فوق حب المُحبين حُـبَ .
كالعادة، تزدحم في رأسي الأسئلة وتتصارع الأفكار، ويحتار عقلي ويتشتت فكري، ولا أجد ما يُهدّئ روعي ويُطفيءُ ما يشتعلُ في فوادي من أسئً على ما فات، أو خوفًا وقلقًا على ما هو آت.. غير الثقة في ربّ الأرباب وخالق الأرض والسماوات، حينما أذكُرُ أنّهُ (ماشاء الله كان، ومالم يشأ لم يكُن، ولا حول ولا قوة إلا بالله).
هناك العديد من فوائد التأمل التي عبر عنها العديد من الأشخاص. تختلف هذه الفوائد في مداها وشدتها، من الأشخاص الذين يقولون إنهم ببساطة يشعرون بتحسن بعد التأمل إلى أولئك الذين يزعمون أنهم تغلبوا على بعض الحالات المرضية بفضل الممارسة. فهل فوائد التأمل صحيحة؟
تكمن أهمية التأمل في نظر ممارسيه في أن هذا الطقس يولد شعوراً بالصحة العقلية والنفسية والجسدية. فمن أهم فوائد التأمل الصحية تحسين التركيز، واسترخاء العضلات، وتقليل الضغط والقلق، ولكن هل هذا صحيح حقاً أم أنه نوع من العلاج الوهمي والزائف؟ في السطور التالية نتعرف بالتفصيل على أنواع التأمل وكيفيته وفوائده.
(more…)
#القلق المُعمم أو اضطراب القلق العام ، هو القلق المستمر والمفرط والشّعور بعدم الارتياح بشأن عدد من الأشياء المختلفة، إذ يتوقع الأشخاص المصابون بالقلق المُعمم وقوع كارثة وقد يكونون قلقين للغاية بشأن المال أو الصحة أو الأسرة أو العمل أو غيرها من المشاكل، كما أنّهم يجدون صُعوبةً في التّحكّم بقلقهم، ويشعُرون بالقلق بشكلٍ غير مُبرر أو منطقي.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
اضطراب القلق المعمم أو…