هل من الضروري وجود شرط المعاناة لحث الانسان على طرح السؤال المتعلق بوجوده ؟ هل المعاناة شرط من شروط التحرر من العالم المادي و التفاهات و البدء بإكتشاف العالم الحقيقي و ماهية الوجود؟
نحن لا نختار الوفي النقي .. الأيام تفرزه لنا من بين الجميع.. إذ تحسبه طيفًا في حياتك فإذا به لذاتك ' ذاتًا أخرىٰ ' حين تَلفّت باحثًا عن كفٍ وكتفٍ وضلع.. 🤍💚
ماهو الواجب انجازه قبل بلوغ الانسان عمر ال ٢٥ سنة! "بلغة المنطق لابلغة الواقع "مالذي يجب على الانسان تحقيقة خلال ال 24 العام!؟ مالذي قد يجعل الانسان راض عن سنينه الماضيه!؟ أصلا من الذي يحدد هذه الانجازات ويسميها !؟ المجتمع أم عائلتك أو مستقبلك وحاجياته أم أنت!؟ اسئلة عبثية صح! عبثية لانها تقودك الى اسئلة غير متناهية ،الى مناطق لايجب أن تصل اليها.!
المادة لايمكن ان تنتهي؛لوب مهول .المكانة الاجتماعية حماس مُفرط.الاستقرار العائلي انبهار لحظي سرعان مايفقد دهشته..انا لا أقزم أهمية اي شي مما سبق لكن اسألوا من حققوهن جميعا "هل في ذلك انجاز حقيقي يجعلك راض عن نفسك !؟ هل بعد كل ذلك تتجلى صورة الحياة التي نبحث عنها!؟
اعتقد ان معنى الحياة الحقيقي يكمن في عدم قدرتنا على ايجاد معناها ،في عدم قدرتنا على القناعة والرضا ابدا..جودة الحياة التي تعيشها "منسوب "يزداد بتوازنك فيها ،وينقص ببحثك الدائم عن معناها. تأملاتك البسيطة والمتواصلة لما حولك يجدد فيك الحياة.تقديرك لأبسط الأشياء التي تمتلكها يقوي انسانيتك، دهشتك المتواصلة بما تحققه أو تنجزه يحثك على النهوض عند كل تعثر.البحث المستمر عن ماهيتك وتحقيق جزء ولو يسير منها هو نكهة الحياة الأعظم.
نحن!؟ من نحن!؟ لاشيء سوى انجازاتنا واشيائنا وذكرياتنا وتفاصيلنا البسيطة التي لانقدرها باستمرار.
كل عام ونحن بخير،السنوات القادمة أنضج بحوله وقوته.
والذي يثق بذاته أكثر مما يجب، قد يقع في الاعتداد بالنفس. وفي ذلك يبعد عن الطاعة والمشورة، لأنه لا يطع إلا فكره، ولا يثق إلا برأيه...
وهو في كل ذلك لا يعتمد إلا على نفسه. فهو حكيم في عيني ذاته: يعرف كل شيء، فلماذا يلجأ إلى المرشدين؟! ولماذا يستشير؟! أي شيء جديد سوف يأخذه من الاستشارة؟!.. ولهذا إن أشار عليه أحد الكبار بشيء، لا يقبل ذلك بسهولة بل يجادل كثيرًا ويحاور.
لهذا فالإنسان المعتد بذاته، يكون صلب الرأي عنيدًا...
وما أسهل ما يختلف مع الآخرين. ويعتبر أن كل من يخالفه في الرأي، هو بالضرورة على خطأ. وهو أن دخل مع أحد في نقاش، فليس من السهل عليه أن يقتنع، لأن الذات عنده لا يمكنها أن تتراجع!
وبهذا لا يستطيع أن يحيا حياة التسليم، ومن الصعب أن يقول للرب "لتكن مشيئتك" بل مشيئتي يا رب اطلب منك أن تنفذها...
ولأنه بار في عيني نفسه، لذلك لا يعترف إطلاقًا بخطأ وقع فيه:
وإن كان خطؤه واضحًا، فإنه يحول المسؤولية في ذلك إلى غيره! فإن رسب في امتحان، يعلل ذلك بصعوبة الأسئلة، أو بشدة المصححين. أو أنه يلوم الله الذي لم يساعده بل قد تخلى عنه، فرسب...
أما إن نجح في الامتحان، فإنه ينسب ذلك إلى ذاته وإلى مجهوده وذكائه، وفى ذلك لا يشير مطلقا إلى معونة الله له، ولا يشكر... وإن سألته في هذا، يقول لك: أشكر من؟ وعلى أي شيء ؟! لقد فعلت كل شيء بنفسي ونجحت بمجهودي الخاص بدون أية معونة من أحد!! فلا داعي أذن لعبارة الشكر هذه...
«الصدق مع الذات» .. هو الأرض التي يصعب الوقوف عليها .. هنـــاك حيث الخسارات تنبت تحت قدميك بشكلٍ فج،تحلق فوقك المخاوف بحرية، وتطالك أشواك الواقع بلا مداراة.. تبدو الحياة عليها موحشة ... لكنها الأرض الوحيدة التي تحتوي حقيقتك ... الأرض الوحيدة التي تحس فيها بـ وجــــودك متجــــذراً في عمقها، وحلمك ممتداً نحو فضاءها.