[أوَمَن كانَ مَيِّتًا فَأحْيَيْناهُ وجَعَلْنا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ في النّاسِ كَمَن مَثَلُهُ في الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنها]
بحكم أشياء كثيرة فإن أثمن نصيحة قد أعطيها لغيري هو أن يحافظ على ما إرتقى إليه في رمضان وأن تكون مسيرته إلى أعلى فأعلى وأن لا ينقطع فيستوحش بعد شهرنا هذا
وقد جاء في الحديث هذه الوصية قال ﷺ : يا عبدَ اللهِ ! لا تكُنْ مِثلَ فُلانٍ كان يقومُ من الليلِ ، فترَكَ قِيامَ الليْلِ .
فإن باب الله لا يُغلق ولم يزل ينادي وذلك كل ليلة!
لا تدري أي ليلة تُعتقك لا تدري أي تسبيحة تعتقك لا تدري أي فعل تفعله يُقبل منك..
وصية أمامة بنت الحارث الشيباني لابنتها أم إياس عند زفافها الى عمرو بن حجر أمير كندة فقالت:
أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك، ولكنها تذكر للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن أمرأة أستغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغن الناس عنه،ولكن النساء للرجال خلقن،ولهن خلق الرجال.
أي بنية انك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فاحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخراً.
أما الأولى والثانية:فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع له والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة:فالتفقد لموقع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك علي قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة:فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة:فالاحتراس بماله، والإرعاء بحشمه وعياله، وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة:فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سراً فإنك إن خالفت أمره، أوغرت صدره، وإن أفشيت ��ره، لم تأمني غدره.
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتماً، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.
قال النبي محمد ﷺ: "واعلم أنّ الأمة لو اجتمعت على أنْ ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كَتَبهُ الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرُّوكَ بشيءٍ، لم يضرُّوكَ إلا بشيءٍ قد كتبهُ الله عليك، رُفعت الأقلام وجفّت الصُّحُف."
قال أبو بكر الصِّديق لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما-حين استخلَفه عنده موته:
«أوصيك بتقوى اللّه؛ فإنَّ لله عملًا بالليل لا يقبله بالنهار، وعملًا بالنهار لا يقبله بالليل؛ وإنه لا يقبل نافلة حتى تؤدَّى الفرائض. وإنما ثقلت موازين مَن ثقلت موازينهم يوم القيامة باتِّباعهم الحقَّ وثقله عليهم؛ وحُقَّ لميزانٍ لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا. وإنما خفَّت موازين مَن خفَّت موازينهم يوم القيامة باتِّباعهم الباطل في الدنيا وخفّته عليهم؛ وحُقّ لميزانٍ لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا. وإنَّ الله ذكَر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم، وتجاوز عن سيئاتهم، فإذا سمعت بهم قلت: إني أخاف ألّا أكون من هؤلاء. وذكَر أهل النار بأقبح أعمالهم، وأمسَك عن حسناتهم، فإذا سمعت بهم قلت: أنا خير من هؤلاء. و ذكر آية الرحمة مع آية العذاب؛ ليكون العبد راغبًا راهبا، لا يتمنى على الله غير الحق.
فإذا حفظت وصيتي= فلا يكوننَّ غائب أحبّ إليك من الموت، وهو آتيك. وإن ضيَّعت وصيتي= فلا يكونن غائب أكرَه إليك من الموت، ولن تُعجزَه.
لا تخجلوا من بأسكم، مجدوه، وعند حافة الفوهة إقفزوا متأكدين، إن الخلاص لربما في باطن اليأس الدفين، وعندما يلتهمُ الأمل الواهم عقولكم، إنتشوها بأحّدِ السكاكين، ولا تخافوا ما يخلفُ الموت، إن أجسادكُم لا تعني وجودَ أرواحكُم، فالموتُ من أزلٍ معجونٌ في طينكُم، وإن الصبرَ في الحياةِ خطيئةٌ، كفروُها باليقين، شِّدوا وثاقكم، هِمو لقبوركُم حافرين، ولما يحينُ سؤالكُم عن دينكُم، ردّوا بحقيقةِ الظلمِ المبين، وإن الحسابَ لإختياركُم أقداركُم حكمٌ مُهين