"ودخل أبو بكر بيت ابنته دون أن يكلّم أحدًا، فوجد رسول الله ﷺ مُغطَّى، فرفع الغطاء عن وجهه، ونظر في هذا الوجه الحبيب الذي كَسَته الطمأنينة وجمّله أثر القيام والصيام، ثم طبع قُبلة غالية عليه، وشمَّت أنفه رائحة الجسد الطاهر، فقال: "بأبي أنت وأمي، طِبت حيًّا وميّتًا، أمّا المَوتَة الَّتي كتبها الله عليك فقد ذُقتها"
وهُنا كاد القلب يتفطّر، وكادت نفس أبي بكر تخرج من موضِعها، فصديقه الحبيب قد غادر وسافر، تارِكًا إياه في سجن الدنيا القاسي.
قبالة البحر
كانا يتبادلان اللكمات
الركل
شتائم العائلات وما يدور في الفراش
أو يُعتقَد أنه يحدث.
في شارع جانبي
كانت الريح أعتى
ورذاذ يترك على شفاهنا ملوحة
فنضحك،
نسمع ونضحك،
مترنحين من رصيف إلى آخر
كأننا مصابان بالدوار
الناس هنا كلهم مثلنا
صدقيني
مصابون بالجنون
ربما لأن البحر بعيد جدًا بطريقة مهينة
نسمع فقط بالأمواج
إننا نتخيل
وهذا ما يجعل أجسامنا حساسة للريح كالقلوع
وعظامنا تئن مثل صارية يضربها الموج
لا شيء حقيقي
وهذا ما كان يضحكنا
والملح على شفاهنا
أرأيت؟
نحن محبوسون في كتاب عن البحر
أما البحر نفسه فبعيد جدًا.
علّمني الصّمت، وكيف أضبِطُ فعلِي وقولي، اجعل همّي كلّه لنصرة دينك، انزع منّي هوى نفسي، ولا تجعل لـ الشيطان حظًّا فيّ، وتُب عليّ مِن الغيرة والحنين، والحُب المُبالغ فيه وكُل شعورٍ لا يدعُ فيّ شيئًا ساكِنًا وينسيني وجهتي وغايتي الأولى، و لا تُعلّق بِنا من لسنا له وإليه، وألّا يهلَك أحد في البحث عنّا ولا يجدنا، حبّب إلينا وحبّب فينا مَن نحنُ لهُم وهُم لنا يارب، استخلصني لدينك، أسألك أن تغفر ذنبي، وترحم ضعفي، وتستُر عيبي، وتهذِّب نفسي، وتحسِّن خَلقي وخُلقي، وتجعلني دائمًا من وسائل رحمتك، وأن أعانِق يومًا حُلمي، أنت ياربّ من زرعت هذا الأمل فيَّ وظنّي أنّك لا تسلُبنيه وأعلم أنّك ربي لن تضيّعني ❤️