إن وجد اثنان تفسيراً منطقياً للحب بينهما، فبإعتقادي أن ادعائهما بالحب غير سليم.
إن التأثير الكبير للحب علينا هو احد أسباب أنعدام فهمنا الخالص له. حيث نقف عند نهاية المنطق دون إجابة للسؤال (لماذا تحبني؟ لانني لا استطيع العيش من غيرك. ولماذا؟.. ولماذا؟.. لتنتهي سلسلة الإجابات بـ"لا أعلم، انا أحبك فقط) لنقفز حينها إلى حافة الإيمان ونتسمر هناك، خوفاً من فقدان الشعور الذي يتملكنا.
لننظر الي الحب كنظرتنا الى السر الالهي.. استنتج الإنسان أن في الدين حدوداً لا يمكن للعقل البشري تجاوزها، و أستحالة إدراك الله عن طريق العقل، لأن الله بطبيعته مستعص على الإدراك الفكري. من هنا يصبح خضوع الإنسان للإرادة الألهية، أهم من فهم السر الألهي، كما الحب.
عندما يجد الإنسان إجابة وافيه لأي ظاهرة، يمكنه حينها التحكم او التغيير او إحداث خلل فيها.
لهذا السبب خلقت اسرار لتكون بطبيعتها سر أزلي، مثل السر الالهي والروح، و سر الحب، و الحياة، والموت..
في مايو أقسمت أن لا أعطيه أكثر مما يعطيني، ولم يتلقى مني شيئاً منذ ذاك القرار. فاضَ كأسي من الشوق وأمشي بهذا الكأس في كل مكان، في كل عينٌ بشرية أراه، أرى الوميض الذي يصرخ بالأمل ويسقط القليل على يدي وإبهامي وأعطيه مما سقط. الكأس لي وكان بإمكاني كسره، الوجه الحسن لم يردني أن أسقطه.
حاجتي لرؤية قيمتي لدى هذا الجمال كانت هنا ولم أتلقاها رغم الهدايا .. لا تسيئوا فهمي .. أحب أن أهديهم ! ولكن أحياناً أُريد أن أُهدى أيضاً. وأقول: "وعندما أُفرِغ كلماتي شوقاً لا يُبرد قلبي أبداً بعدها، أريد أن آخذ بعد عطائي، لا أكتفي في أن تعطيني القلوب البيضاء والملصقات لترد الجميل بهذا الصغر والقلة. لا يكفون ليُبرد ما في خاطري تجاهك. لماذا لا تحبني كما أُحبك؟ لماذا كلما رأيتك تجتاحني المشاعر ... مشاعر الهوس والإدمان. أنا أرى نفسي بك وهذا يؤلمني، وما يؤلم أكثر أنك لا ترى نفسك بي !
لا أهتم بما قادني إليك، ليس لهم أهمية، ما يهمني هو أنت فقط، لا أستطيعك ولكنك تستطيعني، لا أستطيع أن أتركك ولكنك غير مهتم. أريد أن أغرق أكثر بك، أريد أن أسجل رائحتك في سجلات دماغي وأريد أن أحفظ ملمسك و أشتري أقرب قماش لملمسك ويلصق بي كلما أرتديه وما أردى الهوس هذا وما أجمله !
أرى الألوان كلها عندما تنظر إليّ وكلما تغمض عينيك انفجار الألوان الرمادية و والديها الأس��د والأبيض يكسوان بصري .. لا تغمض عينيك الجميلتين .. لا تُرجعني إلى ما قبل معرفتك كيف كانت الأطعمة بلا ملح وسكر وكان الهواء لا يملئ رئتي لأنني لا أسمح بذلك وكان النوم بلا خيال وأحلام، حُلمي .. يا أجمل وأرقى كوابيسي .. ما أجمل الرعب عندما يوقف قلبي ويُصدم عقلي. لا يهمني كيف وصلت إليك، الذي قادني لعتبة قدميك قد انتهى ورحل وتبخّر ونُسي، وأنت أمامي أنسى كُل ما أتى بي إليك وأتسمّر دهشةً .. ما هذا الشعور الآمن بين ذراعيك !
أتظن عندما تغرق بي سيتغير جمال ما بيننا من صمت والتفاهم الغير لغوي؟ تماثيلك الحجرية واللؤلؤية والبلّورية والرخامية والبرونزية والفضية والألماسية والذهبية لن تتغيّر، اطمئن ولو تغيّر ما بيننا فصورتك في عقلي ستبقى.
أخبرتك بأنك وحيدي ولا أحد يُعلى عليك يا صاحب الوجه الجميل ولكن ياليتني أن أهديك أكثر الماديات راحةً وأمان منذ ولادتك، وكيف لي وأنت لا تقبل مشاعري؟ كلما حادثتك تجعلني أرى نسخة من نفسي ولا أرغب إلا بالتطوير، تجعلني أفضل من كل ناحية يا جبل أحلامي، لطالما أعطيتني لآخذ بدون أن تشعر وقلبي يشتعل شوقاّ لأرد لك الجميل أيها الوسيم الضائع.
لن أُسمّيه حُبّا�� وشعوري قد فاق حدود الإشتياق، و كأن جلدي يتوق أن ينغمس فيك وأَصبِحُك. دَع شوقي لوحده وركّز فيما جعلتني فيه ... أنا في نعيمٌ مُجحّم وفي جحيمٌ مُنعّم لا أعرف أيٌّ منهما أختار فكلاهما سببك.
يداي أمسَكَتهم الدنيا وأشغلَتني عنك أيها المجهول، أردت أن أكتبك، ولكنك سرّي العظيم. وها أنا أكتبك ... ولازلت أعظم أسراري."