من اكثر الامور التي يغفل عنها الناس انهم لا يفعلون من عدم وانما قصد ونية والله ينفذ الفعل يقول عز وجل { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى } ولهذا كان يتبرأ صلي الله عليه وسلم من كل شئ فيقول ( لاحول ولا قوة الا بالله) فإذا علم الانسان من نفسه هذا العجز وانه لا قدرة له ولا طاقة لجأ الي الله وبعد هذا اللجوء والقصد والنية يشرف الله عبده فينسب له الفعل قال تعالى { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ } فتأمل قوله تعالي (يعذبهم) اي انه الفاعل حقيقة ولكن شرفك وخلق فيك الفعل فقال (بأيديكم) وهذا من اوثق عقائد اهل السنة والف فيه الامام البخاري كتاب "خلق افعال العباد" وفي هذا يقول احد الصالحين ( اذا اراد ان يظهر فضله عليك خلق الفعل ونسب اليك ) هو الله.
واللّٰه لو تورَّمت الجباه من كثرة السُّجود، ودُقت العِظام من كثرة الصِّيام والقِيام، وجفت دموع العيون من البُكاء، فَلا وصولَ إلى الجنَّة إلَّا بالتَّوحيد، أنظر أخي في الله كيف يحبط عملك مهما كان بالشرك، ولو كنت من الأنبياء.