كتبت: أماني هاني عماره.
كنتُ جالسة فى مرسمي شاردةُ الذهن، ولم يوقظنى سوىٰ صوت بكاء ونحيبُ لوحتي وما زالت فرشتي تخطُ عليها ما بداخلي، ولم ألاحظُ على ما كنت أشوه به ملامحها حيث عبرت عن كامل حزني وإستيائي عليها أستيقظتُ من شرودى مرةً أخرى على رثاءها وقولها : لماذا؟لماذا فعلتى هذا بي؟ كنتُ دائمًا تخطين ملامح البهجة على وجهي، والآن أصبحتُ مشوهةً إثر ما صنعته أناملك بي لم أستطعُ الرد عليها حقًا شعرت…
لم تبرح مقامها هذا ولكن نظرتها الشاردة المتحجرة بمقلتيها كانت تنبئ بأنها سافرت لبعيد بعيد وعبرت زمنا سحيق قبل أن يرتد طرفها. كانت برحلة رغم انها لم تتحرك قيد أنملة وكأنما أسري بها صباحا لأقصى بقاع الذاكرة وعادت ومازال كوب الشاي بيدها ساخنا يتصاعد منه بخار زمن حاضر كتوقيت شاهد على حضورها.
لطالما أخبرته أن المطر فيه شفاء لقلوبنا المتعبة رأيته مساء أمس كان وحيدًا يقف هناك تحت أغصان شجرة كبيرة ليحتمي من زخات المطر كان مثقلًا بأوجاعه ونظراته شاردة حزينة لكنه يأبى أن يظهر شيء من انكسارات روحه رأته عيون قلبي طفلًا رغم خيوط الشيب المتناثرة وتعرجات زمن خط أخاديد الوجع على امتداد وجناته
كانت نظرة خاطفة لكنني شعرت بارتجاف قلبه وكأنه عصفور صغير لاذ بغصن الشجرة وعندما تلاقت عيوننا ابتسمت له ابتسامة ماطرة بالمحبة لتمنحه شيء من الدفء للحظة وليمضي بعدها مطمئنًا غير آبه بزخات المطر..
هي ثرثارة لا تكف عن الكلام، تتكلم بكل شيء، أحياناً تحمل في طيَّات كلامها غصة ومهما حاولت تغيير الكلام معها هي مُنهكة مكسورة، لا لذة في الكلام معها مهما حاولت، تائهة عمّا يجري حولها، شاردة البال، تود لو تصرخ، ثم تسكت، وتبوح، وتثرثر، لكن كيف سيكون هذا الحديث وهي منكسرة، كيف ستبوح وهي بالإسم فنجان لكنه مكسور... حتماً سيكون حديثاً مغلفاً بالصمت، أنا لم أعد أفهمه من سيفهمها لا أفهم !!!!
هذه هي الحال هذه الأيام لا مُسمى يليق بها، غير أننا منكسرون تائهون أغراب في دنيا غريبة نسأل الله الجبر بعد مرارة الكسر، وأن يُذهب عنا الخوف، وننعم بالطمأنينة، ولكن هل سنعود كما كنا، طبعاااا لا المكسور يبقى مكسور حتى لو تأسفنا أو اعتذرنا له...وسنحتفظ به لغلاوته عندنا لا أكثر...
كتبت: وفاء عماد
تتوالى الأيام، ويأتينا لحظات نكتفي فيها بالسكوت والنظر؛ فهناك في القلب حديث صامت لا تصفه الحروف والكلمات، ووراء كل نظرة شاردة حكاية جميلة وأسماء لم ولن نحكي عنها شيء، وفي داخل كل واحد منا ذكريات لا تموت أبدًا، إن لم نحكيها نحن، سوف تحكيها الحياة في يومًا ما،؛ لتروي ينبوع الحنين بفيض من الهمسات؛ فالصمت يحكي، والابتسامة تحكي، والدموع تحكي، والنظرات تفضح، وتحكي كل شيء.
وانا في المواصلات شاردة وبفكر في كذا حاجة صعبة بمر بيها حاليًا خاصةً بعد ما سمعت آخر خبر من ماما وان كده احتمالية ان الشئ اللي بخططله في المستقبل يتعطل زادت والأمل بدأ يتسرب من قلبي، لقيتني -سبحان الله- مرة واحدة بفكر في السيدة هاجر، لما كانت في الصحرا بدون اكل او ميه ، وحيدة تمامًا مع طفل بيبكي ، يعني مكنش في أي أمل ومع ذلك فضلت تسعى من الصفا الى المروة مرارًا ، وحينما أتمت ذهابها وإيابها سبعًا، أمر الله -عز وجل- جبريل عليه السلام أن يفجر تحت قدمي الصغير (نبي الله إسماعيل عليه السلام) نبع ماء يتدفق.
حسيت انها اشارة لي اني اتوكل على الله ولعله خير!
وبإذن الله هعمل اللي عليا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ♥️