" أنضجتني الليالي التي قضيتها وحدي و أنا في حاجة لمن يسمعني أو يهتم لأمري، الليالي التي كانت من مرارتها ايأس من فكرة أنها ستنقضي، و أني سأظل أعيش في متاهاتها كثيراً، نجوتُ منها لكن الأثر الذي أحدثته بداخلي لا يُنسى لأنها جعلتني أكبُر عن عمري الحقيقي بمراحل"
كنت أعلم أنه اللقاء الأخير، لقاء رتبت تفاصيله على أن يكون فراقنا من بعده أنيقا، أنتِ عدت إليه، وأنا عدت لنفسي، معي تفاصيل ملامحك، أبتسامتك، جلستك الاخيره، معي نسخة منك، ما أروعه من فراق !
كالرياح عندما تهب على الاشجار قويه وصامده وعند اول ضربة بالفأس تماسكت واشتدت صلابه وبعد زمن عاد الفأس بضربة اقوى واشد سقطت تلك الشجرة لا تعلم اين مصيرها هل للنار او لشيء اخر رغم حزنها الا انهاء كانت مطمئنه لان الامر بيد الله.
لن نتفق.. انتِ لا يُلفتكِ الحريق بصدري و انا يُثير انتباهي خدشٌ صغير في يدكِ، لن نتفق.. انتِ يُزعجكِ تلخبطٌ صغير، صغير للغاية في سريركِ، و انا.. انا فوضى عارمة انتِ بيدين باردة و انا احملُ مدينةٌ محترقة بين يدي .
"أنا حزين يا الله .. أنا حَزين وحزني أكبر مِن مجرد عِلاقات انتهت رغمًا عني، أو خذلان لم أتوقعه وحدث. حزين وأقسم أن الأمر أعمق من أحلامٍ لم تتحقق أو حياة باهتة لم أختارها. حَزين دون سَبب واضِح ولا أعلَم السَبب الحَقيقي وراء حزني ربما هنا تكمُن المُشكِلة، أقصُد الحُزن."
هل يشفى الإنسان من نفسه؟! لم أفكر في الامر كثيراً لأنها ظلة حاضره في حياتي حضور الماء في ذاكرة السحاب ؛ كلما تخلّص مما يثقله من الماء بالهطول ، عاد إليه الماء من جديد لمجرد الحركة . ولم آنسها؛ لأنها وجع في القلب ، كلما صحت دماء الذكريات فيه ازداد وجعًا وتألقا . ولا أستطيع إغماض عيني دون أن أراها ؛ لأنني لم أشف منها ، وهل يُشفى الإنسان من نفسه !! كانت كل شيء بالنسبة لي ؛ امتلكة كياني من الجذور ، انوثتها الملائكية أحاطت قلبي بسياج من ياسمين ؛ ظل عبقها يملأ الحجرات حتى اليوم ؛بعض الروائح تعلق بأهداب الروح فتصبح خالدة ؛ تستحوذ علينا حين ينبتها الحنين ؛ ورائحتها من النوع الذي يتجدد بمجرد استحضار صورتها الساحرة في الذهن، إنها موجودة هناك في الذاكرة تأتي ذكراها تحمل على جناحها اثنين، طيفها الذي يتأبى على الرحيل ، ورائحتها التي تتأبى على الامحاء ؛ وهي، التي صنعت من كلماتها العذبة جنة من الجمال ، وغادرتني دون أن تدلني على طريقه واحدة للخروج من هذه الجنة، حين أخلو في الليل إلى نفسي ، تجرحني دمعة حارة تسيل على خدي وهي تقول، إلى هذا الحد تحبه؟! و��صمت برهة لعلي أجد معني اوسبب لهذا الحب، المتجسد في انتي، وهل اشفي منكِ؟!....